منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > منبر الحديث الشريف وعلومه

آخر المشاركات حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-05-2010, 05:56 PM
محمد أشرف محمد أشرف غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 36
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
افتراضي وقفات مع عبد الله السعد في مقدمته لرسالة التدليس عند المتقدمين

بسم الله الرحمان الرحيم




بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اتبع هداه .

الملاحظ للتاريخ الاسلامي يلمس أن تاريخنا مر بفترات مظلمة حالكة , فعلى الصعيد العسكري

تخللته حروب ضد فارس والروم والمغول والفرنجة , بل حتى المسلمين مع بعضهم البعض في

اطار نزاعات قبلية وقومية.

وعلى الصعيد الفكري نجد سلسلة جدلية من الآراء المحدثة والمبتدعة من قدر ورفض وتجهم واعتزال وتصوف.... في حلقة ربما لا تكاد تنتهي . وكل فكر أو منهج له مناصروه ومؤيدوه

وهو أيضا قابل للنقاش , للأخد والرد , للزيادة والنقصان , قابل للاجتهاد الزمني أو المرحلي

حتى يظهر في شكل متكامل ( في نظر أصحابه) . لكن أبى الله سبحانه أن تكون العصمة لكتابه فقط .

وحتى نجتنب المطبات التي التي أوقعت هذه الفرق في فكر أعوج , دفع أصحابه للسير يمينا

ويسارا . والقارئ اللبيب عليه ان يتأمل كل عصر وما يحيط به من إفرازات اجتماعية واقتصادية وغيرها فهل عمرو بن عبيد والجهم بن صفوان والجعد بن درهم والأزرق الحروري

رغم ضلالهم الغارق لم يكونوا ينطلقون إلا من الكتاب والسنة ؟ ونفس الشئ ينطبق على الفرق الأخرى من معتزلة وأشعرية وماتريدية . إذا ما الذي أوقعهم فيما وقعوا فيه ؟

الحقيقة هناك عدة أجوبة من بينها غياب النص الشرعي فيما استدلوا به , أو بعبارة أخرى عدم توفقهم في الاستدلال بالنص الشرعي المخصص لواقعة غير واقعتهم ؟. أو غلبة الهوى ؟

أو التعصب؟ أو اعتبارهم النص المخالف لرأيهم غير قطعي الثبوث والدلالة ؟ أو اجتهاد خاطئ؟
أو قياس فاسد ؟ فهده الأجوبة يمكن أن تجتمع في حالة وتختلف وتفترق قي حالات .

وبشكل عام نقول أخطئوا المرمى والهدف والطريق وجانبوا الصواب . وإن زعموا أنهم على الحق سائرون وغيرهم ضالون أو مغررون , وهذه سنة الله في أرضه.

والدنيا لاتخلوا من مصلحين مجددين تفترق أزمانهم وتجتمع دعوتهم السنية السنية على عقيدة سلفية وطريقة حديثية .
ومن العلماء الدين سخرهم الله سبحانه للأمة المحمدية فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الذي وقف حياته ووقته لخدمة سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم على مدار أكثر من سبعين سنة لينتج زبدة من المؤلفات الحديثية كان لها الدور الفعال في توجيه طلاب العلم لعلم الحديث في وقت كان

صور هذا العلم عال جدا صعب التسلق فبالكاد كنت تعرف أن المشتغلين بهذا الفن مثالا لا حصرا الشيخ أحمد شاكر وعبد الرحمان المعلمي وأستاذي أحمد بن الصديق وغيرهم ...

والسؤال المطروح بالحاح اليوم لماذا يخصص الشيخ الألباني بالنقد والتتبع سواء بكتابة مؤلف كامل كما فعل مصطفى العدوي في كتابه ( نظرات في السلسلة الصحيحة ) أو عرضا كما يفعل طارق عوض الله وعمرو عبد المنعم سليم وللحقيقة نذكر أنهم كشفوا القناع وظهروا جليا أنهم من دعاة التفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث وإن وجدنا مواضع في كتبهم فيها الدفاع عن شيخنا إلا أن قواعدهم المسطورة لا أستطيع أن أقول عنها حديثية بل أكتفي بوصفها أنها حداثية .

وصدق قول بلديهم فيهم ( خوارج على علم الحديث ) , فعلا إن التفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث خارجية عصرية , والأفكار المجردة والدعاوى تتضاخم في رؤوس فارغة سئمت القواعد التي تسير عليها كما قيل ( النفس تعشق كل جديد) .
ألا يلاحظ هؤولاء الإخوة أنها دعوة متأخرة جدا لم يسبق أن قال بها أحد معتبر من علماء الدين ؟
ألا يلاحظون أنهم فتحوا الباب على مصراعيه للفكر الإستشراقي – شعروا أو لم يشعروا- ليجدوا فرصة ذهبية للطعن في السنة بمبررات مختلفة ؟ .

والمشكلة الكبرى أنهم لا ينتتقدون تصحيح أو تضعيف شخص بعينه بل ينصبون التباين بين منهج متقدم وآخر متآخر, والتباين لو ببحثنا فيه لوجدناه في مسائل محدودة . يالهذا الفكر السادج ؟.

في رأيي كان عليهم الاكتفاء بتعيين المسائل التي أخطأ كل من تعين خطأه في هذا الفن الجليل ويتم التعقب والمناقشة في اطار الخلاف المستساغ . ولا يوسعوا الدائرة ليشمل منهجين مختلفين فهذه مصيبة.

لو أن طارق عوض الله وعمرو عبد المنعم سليم تصدو لطامات الكوثري وأبو غدة وأحمد بن الصديق وأخوه عبد الله وهم من المحسوبين على علم الحديث لفني عمرهم وما أكملوا الرد مثلا على ( المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي ) الذي حوى فنونا من أنواع التلبيس كما قال شيخنا ناصر الدين بينما الاستاذين كلما سمحت لهم فرصة في كتبهم تصريحا تارة واشارة أخرى الا وأبرزوما وقفوا عليه من أخطاء لشيخنا وإن كانوا محسوبين من محبي شيخنا .

ولا ينتهي عجبي من محدث مصر الأول فقد استمعت له شريطا قصيرا لايجيد الحديث باللغة العربية وعنده تسرع شديد في التأليف لذا تكتر في مؤلفاته أوهام بالجملة فعند أتباعه ومن يوافقه في منهجه ( أوهامه مغمورة في بحر علمه) وفيما يتعلق بالشيخ ناصر ( الدين النصيحة)
فاللهم إني أعود بك من خليل ماكر عينه تراني وقلبه يرعاني إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أداعها- الصحيحة 3137- .

فالجواب باختصار عن السؤال السابق لماذا يخصص الشيخ الألباني بالنقد ..... الجواب ( من كان خاملا فليتعلق بعظيم) . ثم يتبجح بعض الطلبة بأن المذكورين لهم الأهلية العلمية للرد على شيخنا أو تعقبه وهذا محل نظر كبير والله أعلم .

قال العلامة العثيمين في شرح رياض الصالحين ( 683)( إن الدين يلتقطون زلات العلماء ليشيعوها ليسو مسيئين للعلماء شخصيا فحسب بل مسيئون للعلماء شخصيا ومسيئون إلى علمهم الذي يحملونه ومسيئون إلى الشريعة التي تتلقى من جهتهم لأن العلماء إذ لم يتق الناس فيهم وإذا اطلعوا على عوراتهم التي قد لا تكون عورات إلى على حسب نظر هذا المغرض فإنهم تقل تقتهم بالعلماء وبما عندهم من العلم فيكون في هذا جناية على الشرع الذي يحملونه من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك من نصيحتك لأئمة المسلمين من أهل العلم أن تدافع عن عوراتهم وأن تسترها ما استطعت) .

قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة ( 1/529) ( من قواعد الشرع والحكمة أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الاسلام ثأثير ظاهر فأنه يحتمل له مالا يحتمل لغيره ويعفى عنه ما لا يعفى عن غيره فان المعصية خبث والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث بخلاف الماء القليل فانه يحمل أدنى خبث يقع فيه ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر ( وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم - البخاري 3007 ومسلم 2494 – وهذا هو المانع له صلى الله عليه وسلم من قتل من جس عليه وعلى المسلمين وارتكب مثل هذا الذنب العظيم فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه شهد بدرا فدل على أن مقتضى عقوبته قائم لكن منع من ترتب أثره عليه ماله من المشهد العظيم فوقعت تلك السقطة العظيمة مغتفرة في جنب ماله من الحسنات ) .

وكنت سأتكلم أيضا عن مصطفى العدوي فوجدت الأخ أسامة من مدينة الدار البيضاء أرفق كتابين هامين ( الانتصار للحق وأهل العلم الكبار والرد على من رمى الشيخ الألباني بالتساهل )
( اتحاف النفوس المطمئنة بالذب عن السنة ) لأحمد بن ابراهيم بن أبي العينين , ففيهم الغنية والحمد لله .

الاستاذ السعد وهو من منظري منهج التفريق وضع مقدمة لرسالة التدليس عند المتقدمين , لي عليها ملاحظات سأعرض بعضها هنا إن شاء الله والبقية في مقال ( وقفات مع عمرو عبد المنعم سليم في استدراكاته على الشيخ الألباني من خلال كتابه صون الشرع الحنيف) .

وللاشارة أقول هناك فرق كبير بين بين الأستاذ السعد مقارنة مع المذكورين آنفا وإن اتفقوا في منهجهم الفاسد إلا أنهم يختلفون من حيث التمكن في الصناعة الحديثية .

[زعمه أن تدليس الوليد بن مسلم خاص بروايته عن الاوزاعي خاصة ]

قال الأستاذ السعد( وهذا النوع من تدليس التسوية ليس بالكثير من الناحية العملية فمثلا بقية بن الوليد وهو ممن وصف بذلك لو فتشت لهذا النوع من التدليس قد لا تجد إلا مثالا واحدا ذكره الخطيب في الكفاية ص 364عن أبي حاتم الرازي وهو في العلل 2/154-155 وذكر أيضا هذا المثال من جاء بعد الخطيب ولعل الوليد بن مسلم أكثر من يفعل ذلك كما في ترجمته وهذا لم يثبث عنه إلا في حديث الأوزاعي خاصة ) .

فهنا وصف بأن الوليد من أكثر من يفعل ذلك وفي موضع آخر قال ( ولا يلزم أن بقية أو الوليد ممن يفعلون ذلك دائما بل نادرا) فلن أقف مع هذا طويلا .

قول الأستاذ السعد بأن بقية موصوف بتدليس التسوية ولم يذكروا له إلا مثالا واحدا فهذه له وسأرفق كلاما مهما لشيخنا ناصر الدين فيه رد اتهام بقية من تدليس التسوية أصلا . فقد رد هذا الاتهام وبرئه منه وناقش دليل أبي حاتم في العلل .

لكن أولا نبدأ بدعوى السعد العارية عن الدليل بأن تدليس الوليد خاص بالأوزاعي فأقول هذه منعديات الاستاذ وهاك أمثلة لاحاديث ضعفت بتدليس الوليد بن مسلم عن غير الأوزاعي.

المثال الأول ( تخريج السنة لابن أبي عاصم ص 517 حديث رقم 1179) .
ثنا عمرو بن عثمان ثنا الوليد بن مسلم عن الوليد بن أبي السائب عن عبد الله بن عامر اليحصبي عن النعمان بن بشير قال سمعت عائشة تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( يا عثمان إن الله مقمصك قميصا فان أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه) حديث صحيح ورجاله ثقاث كلهم فهو صحيح الإسناد لولا أن الوليد بن مسلم عنعنه وكان يدلس تدليس التسوية والوليد بن أبي السائب نسب إلى جده فإنه الوليد بن سليمان بن أبي السائب وقد توبع كما تقدم في الكتاب برقم – 1173- والحديث أخرجه أحمد ثنا أبو المغيرة قال ثنا الوليد بن سليمان قال ثني ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر كما تقدم – 1172- ويلاحظ أنه ليس في إسناد الكتاب ذكر لربيعة بن يزيد فلعل الوليد بن مسلم دلسه .
قلت – أشرف – تراجع الأحاديث رقم – 1172- 1173- 1174-1175- 1177-1178-
لمعرفة حقيقة اسقاط ربيعة بن يزيد والله أعلم .

المثال الثاني ( الضعيفة ج7ص 382حديث رقم 3374)
( يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع بهن من علمته...) منكر أخرجه الترمذي -2/257- والحاكم 1/316- 317- والأصبهاني في الترغيب 2/127وابن عساكر في جزء أخبارحفظ القران ق 84/2- 86/1- والضياء في المختارة 65/64/201- من طريق سليمان بن عبد الرحمان الدمشقي عن الوليد بن مسلم حدثنا ابن جريج عن عطاء بن ابي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال بأبي أنت وأمي تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..فذكره وقال الترمذي حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم , قلت كذا وقع في طبعة بولاق والدعاس (حسن) وقد نقل الحافظ ابن عساكر عبارة الترمذي المذكورة دون لفظة حسن وكذلك الحافظ الضياء وهو الاقرب إلى الصواب واللائق بهذا الإسناد فإن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية كما سيأتي فهو علة الحديث وأن خفيت على كثير كالحاكم وغيره فإنه قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وتعقبه الذهبي بقوله هذا حديث شاذ أخاف ألا يكون ( كذا ولعل الصواب أن يكون) موضوعا وقد حيرني والله جودة إسناده . قلت كأن الحافظ الذهبي رحمه الله لم يتذكر قوله في الميزان ( قلت إذ قال الوليد عن ابن جريج أو عن الاوزاعي فليس بمعتمد لأنه يدلس عن كذابين فإذ قال حدثنا فهو حجة ( قلت أشرف فليتأمل القارئ قول الذهبي اذ قال الوليد عن ابن جريج أوعن الأوزاعي فهو دليل قاطع على أنه رحمه الله يرى أن الوليد يدلس تدليس التسوية عن غير الأوزاعي ) وقال أبو مسهر كان الوليد يأخد من ابن السفر حديث الأوزاعي , وكان ابن السفر كذابا وهو يقول فيها قال الأوزاعي وقال صالح جزرة سمعث الهيثم بن خارجة يقول قلت للوليد بن مسلم قد أفسدت حديث الأوزاعي قال كيف ؟

قلت تروي عنه عن نافع وعنه عن الزهري وعنه عن يحي وغيرك يدخل بين الأوزاعي وبين نافع عبد الله بن عامر الأسلمي وبينه وبين الأوزاعي قرة فما يحملك على ذلك ؟ قال أنبل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤولاء .
قلت فإذ روى الأوزاعي عن هؤولاء وهم ضعفاء [ أحادبث ] مناكير فأسقطتهم وصيرتها من رواية الاوزاعي عن الأثباث ضعف الأوزاعي فلم يلتفت إلى قولي ) .

قلت ومعنى هذا الذي رواه الهيثم بن خارجة وهو ثقة من شيوخ البخاري أن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية أيضا وهو أن يسقط من سنده غير شيخه ولذلك قال الحافظ فيه ( ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية) وبناء عليه فقول الذهبي في صدر كلامه عن الوليد (..فإذا قال حدثنا ابن جريج فهو حجة ) فيه قصول لا يخفى فالصواب اشتراط تصريحه بالتحديث في شيخه وسائر الرواة الذين فوقه أمنا بذلك شر تدليسه تدليس التسوية . ولولا ذلك لكان إسناد هذا الحديث صحيحا لكون الوليد قد قال فيه حدثنا ابن جريج كما رأيت فلما لم يتابع التصريح بالتحديث فوق ذلك قامت العلة في الحديث لاحتمال أن يكون بين ابن جريج وعطاء وعكرمة أحد الضعفاء فدلسه الوليد كما في الأمثلة التي رواها الهيثم بن خارجة رحمه الله ... .


المثال الثالث ( الضعيفة 12 ص 584 حديث رقم 5766 )
( لقد قبض الله داود من بين أصحابه فما فتنوا ولا بدلوا ) منكر أخرجه البخاري في التاريخ 21214-1/2342 وابن حبان 6203 وابن عدي 6 / 269- 270- 7/19 من طريق الوليد بن مسلم قال نا الهيثم بن حميد عن الوضيف بن عطاء [ وحفص بن غيلان] عن نصر بن علقمة عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء مرفوعا ( قلت أشرف فأعله شيخنا بالانقطاع بين نصر وجبير ) وقال ويمكن أن تكون العلة أو الانقطاع من الوليد بن مسلم فإنه موصوف بأنه كان يدلس تدليس التسوية فمن المحتمل أن يكون هو الذي أسقط الواسطة بين نصر وجبير أو من بين آخرين غيرهما والله أعلم .

المثال الرابع ( الضعيفة ج6حديث رقم 2625)
( سيكون قوم يتفقهون في الدين يقرؤون القرآن يأتيهم الشيطان فيقول لو أتيتم السلطان فأصبتم من دنياكم واعتزلتموهم بدينكم ..الحديث) ضعيف رواه ابن ماجه 1/112 والمروزي في أخبار الشيوخ 3/2136 عن الوليد بن مسلم عن يحي بن عبد الرحمان الكندي عن عبيد الله ابن المغيرة بن أبي بردة عن ابن عباس مرفوعا . قلت وهذا اسناد ضعيف عبيد الله هذا لم يرو عنه غيريحي عبد الرحمان الكندي فهو مجهول ولم يوثقه أحد والكندي هذا وثقه الطبراني وابن حبان لكن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية ... .

المثال الخامس ( الضعيفة 5 حديث رقم 2428)
( من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة لم تقبل له صلاة تلك الليلة ) منكر أخرجه أحمد 4/125 والبزار 2094 كشف والعقيلي في الضعفاء 324 وعنه ابن الجوزي في الموضوعات 1/261 والبيهقي في الشعب 2/82/2 والطبراني في الكبير 7/ 335/7133 من طريق خزعة بن سويد الباهلي عن عاصم بن مخلد عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...قلت ( الألباني) وقد روي مرفوعا من طريق آخر عن الصنعاني عن ابن عمر ففي عللل بن أبي حاتم 2/263 سألت أبي وذكر حديثا عن رواه موسى بن أيوب عن الوليد بن مسلم عن الوليد بن سليمان عن أبي الأشعث الصنعاني عن عبد الله بن عمرو يرفعه قال من قرض .. الحديث قال أبي هذا خذأ الناس يروون هذا الحديث لايرفعونه يقولون عن عبد الله بن عمرو فقط قلت الغلط ممن هو؟ قال من موسى لا أدري من أين جاء بهذا مرفوعا قلت ( الألباني ) موسى بن أيوب هذا هو الأنطاكي روى عنه أبو زرعة وغيره وهو ثقة وكذلك من فوقه فيحتمل أن تكون العلة في عنعنة الوليد بن مسلم فإنه كان يدلس تدليس التسوية .


المثال السادس ( الضعيفة 3 حديث رقم 1253)

( أول ماخلق الله القلم ثم خلق النون وهي الدواة وذلك في قول الله ( ن والقلم وما يسطرون) ... باطل رواه ابن عدي 1/313 وابن عساكر 16/2141 عن محمد بن وهب الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا وقال ( وهذا بهذا الإسناد باطل منكر) قلت أشرف وضعفه بمحمد بن وهب بن مسلم القرشي ... ثم قال ثم تذكرت أن الوليد بن مسلم وإن كان ثقة كما قال الدارقطني آنفا لكنه كثير التدليس والتسوية كما قال الحافظ في التقريب ، وتدليس التسوية هو أن يسقط من السند رجلا من فوق شيخه كأن يكون مثلا بين مالك وسمي رجل فيسقطه فهذا الفعل يسمى تدليس التسوية عند المحدثين والوليد معروف بذلك عندهم فالمحققون لا يحتجون بما رواه الوليد إلا إذا كان مسلسلا بالتحديث أو السماع والله أعلم وعليه ففي الحديث علة أخرى وهي العنعنة.

المثال السابع ( أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم 1 ص 152)
( وهذا سند صحيح إذا كان الأوزاعي سمعه من حسان فإن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية لا سيما عن الأوزاعي.

قلت هذا هو الجواب بمعنى أن الوليد يدلس تدليس التسوية عن غير الأوزاعي لكن تدليسه أظهر في الأوزاعي.

المثال الثامن ( قال ابن حبان في صحيحه 592 أخبرنا الحسن بن سفيان ومحمد بن الحسن بن قتيبة ومحمد بن أحمد بن فياض بدمشق واللفظ للحسن قالوا حثنا صفوان بن صالح الثقفي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا شعيب بن أبي حمزة حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا إنه وتر يحب الوتر من أحصاها دخل الجنة هو الله الذي لا غله إلا هو الرحمان الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن.. الحديث.

قال الحافظ في الفتح كتاب الدعوات باب 68 حديث رقم 6410ج11 ( وليست العلة عند الشيخين تفرد الوليد فقط بل الاختلاف فيه والاضطراب وتدليسه واحتمال الادراج ).
وتفصيل الكلام في المصدر السابق.

المثال التاسع ( ( الضعيفة حديث رقم 6409 )
( لاتلعنه – يعني البرغوث- ..) فبعد كلام سبق قال شيخنا هو مختصر من حديث سويد رواه الوليد بن مسلم عنه عن قتادة عن أنس قال ذكرت البراغيت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( إنها توقظ للصلاة) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 2/51/1/5862 والبيهقي 4/300/5178 من طريق الوليد بن مسلم ..به وقال الطبراني لم يروه عن سعيد بن بشير إلا الوليد بن مسلم قلت والوليد كان يدلس تدلسي التسوية فهذه علة أخرى غير ضعف سعيد بن بشير فينبغي التنبه لهذا ثم رأيت له متابعا في مسند الشاميين 2/501 المصورة عن معن بن عيسى القزاز ثنا سعيد بن بشير ..به لكن شيخ الطبراني مسعدة بن سعد العطار المكي لم أجد له ترجمة وقد روى له في المعجم الاوسط نحو 65حديثا..

المثال العاشر ( الضعيفة 13 ص 583 )
( ومع هذا كله روي ما يخالف هذا الحديث الواهي في حديثين اثنين الأول من طريق يحي بن أيوب العلاف قال نا محمد بن أبي السري العسقلاني نا الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة عن عطاء الخرساني عن عكرمة عن ابن عباس أن عبد المطلب ختن النبي صلى الله عليه وسلم يوم سابعه وجعل له مأدبة وسماه محمد قال يحي بن أيوب ما وجدنا هذا الحديث عند أحد إلا عند ابن أبي السري قلت قال الحافظ في التهذيب ( صدوق عارف له أوهام كثيرة ) ..ثم قال إن في إسناده علتين أخريين إحداهما تدليس الوليد بن مسلم فإنه كان يدلس تدليس التسوية والأخرى عطاء الخرساني وهو ابن أبي مسلم قال الحافظ ( صدوق يهم كثيرا ويرسل ويدلس)...

المثال الحادي عشر ( يرجع إليه في الضعيفة 13 حديث رقم 6489) ففيما سبق الغنية والحمد لله.

[براءة بقية من تدليس التسوية]

قال الشيخ ناصر في الضعيفة ج 12 حديث رقم 5557 ( إن الرجل ليكون من أهل الصلاة والزكاة والحج والعمرة والصيام والجهاد – حتى ذكر سهام الخير- وما يجزى يوم القيامة إلا بقدر عقله ) باطل ثم ذكر تخريجه .. وقال ثم إن بقية بن الوليد قد اتهم بالتدليس في هذا الحديث( قلت أشرف يرجى مراجعة التخريج) تدليس التسوية فقد قال ابن أبي حاتم في العلل أيضا2/154 سمعت أبي وذكر الحديث الذي رواه اسحاق بن راهويه عن بقية قال حدثني أبو وهب الاسدي قال حدثنا نافع عن ابن عمر [ عن النبي صلى الله عليه وسلم ] ( لا تحمدوا إسلام امرئ حتى تعرفوا عقدة رأيه ) قال أبي هذا الحديث له علة قل من يفهمها رواه عبيد الله بن عمرو عن اسحاق بن أبي فروة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم , وعبيد الله بن عمرو كنيته أبو وهب وهو أسدي فكأن بقية كنى عبيد الله بن عمرو ونسبه إلى بني أسد لكيلا يفطن له حتى إذا ترك إسحاق بن أبي فروة من الوسط لايهتدى له وكان بقية من أفعل الناس لهذا وأما ما قال إسحاق في روايته عن بقية عن أبي وهب حدثنا نافع فهو وهم غير أن وجهه عندي أن إسحاق لعله حفظ عن بقية هذا الحديث ولم يفطن لما عمل بقية من تركه إسحاق من الوسط وتكنيته عبيد الله بن عمرو فلم يتفقد لفظهة بقية في قوله حدثنا نافع أو عن نافع ) .

قلت يتلخص من كلامه أمران
1- أن بقية كان يدلس تدليس الشيوخ والأسماء .
2- اتهامه بأنه كان يدلس تدليس التسوية كالوليد بن مسلم . أما الأول فهو من المسلم به فقد ذكر ذلك عنه كثيرممن ترجم له من الأئمة القدامى منهم والمحدثين لكن في شيوخه وليس في شيوخهم منهم الحافظ يعقوب الفسوي فقال في المعرفة والتاريخ 2/424 ( وبقية يقارب اسماعيل والوليد في حديث الشاميين وهو ثقة إذا حدث عن ثقة فحديثه يقوم مقام الحجة , يذكر بحفظ إلا أنه يشتهي الملح والطرائف من الحديث من الحديث ويروي عن شيوخ فيهم ضعف وكان يشتهي الحديث فيكني الضعيف النعروف بالاسم ويسمي المعروف بالكنية باسمه وسمعت اسحاق بن راهويه قال قال ابن المبارك أعياني بقية كان يكني الأسامي ويسمي الكنى قال حدثني أبو سعيد الوحاطي فإذا هو عبد القدوس . وقد قال اهل العلم بقية إذا لم يسم الذي يروي عنه وكناه فلا يسوى حديثه شيئا) ورواه عنه الخطيب في تاريخ بغداد 7/124 وابن عساكر في تاريخ دمشق 10/208-209- 212- 213 وتجد عندهما روايات أخرى في ذلك عن ابن معين وغيره .

وأما الآخر – وهو اتهامه بأنه كان يدلس تدليس التسوية- فما أعتقد أن ذلك صح عنه وذلك لأمور أولا أن استدلال أبي حاتم برواية إسحاق بن راهويه عن بقية – إن كانت محفوظة- لاتنهض بذلك لأن فيها تصريح أبي وهب – شيخ بقية- بالتحديث عن نافع وكذلك صرح بقية بالتحديث عن أبي وهب فهي رواية مسلسلة بالتحديث فأين التدليس المدعى ؟ والمدلس إذا أسقط من الإسناد راويا – سواء كان شيخه أو شيخ شيخه- رواه بصيغة توهم السماع كأن يقول قال فلان أو عن فلان ونحوه فلو قال مكان ذلك سمعت أو حدثني أو نخو ذلك مما هو صريح في الاتصال كان كذبا وسقطت به عدالته , وبقية صدوق اتفاقا وقد قال أبو زرعة ( ما لبقية عيب إلا كثرت روايته عن المجهولين فأما الصدق فلا يؤتى من الصدق وإذا حدث عن الثقاث فهو قة ) كما رواه عنه ابن أبي حاتم 1/420 وتقدم نحوه عن يعقوب الفسوي . ولذلك اضطر ابو حاتم إلى توهيم الامام اسحاق بن راهويه في الإسناد ( حدثنا نافع) لتصوره الانقطاع بين أبي وهب ونافع التاتج من اسقاط بقية لابن أبي فروة من بينهما ، وإذا جاز مثل هذا التوهيم منه أفلا يجوز لغيره أن يقول لعل الاسقاط المذكور كان من أبي حاتم مجرد دعوى فإن بقية قد ذكر ابن أبي فروة في اسناد الحديث كما تقدم في رواية موسى بن سليمان على مافيها من الكلام الذي سبق بيانه . وعلى افتراض سقوطه في رواية ابن راهويه عن بقية فليس هناك دليل على أنه كان مقصودا من بقية فيمكن أن يكون وهما منه كما تقدم مثله في أول التخريج من منصور بن صقير وذلك لايبرر اتهامه بتدليس التسوية كما لا يخفى على الناقد البصير بهذا الفن الشريف بل ويمكن أن يكون الاسقاط المدعى من غير بقية فقد أشار إلى ذلك الحافظ في النكت عللا ابن الصلاح فقال2/622
( تنبيه آخر ذكر شيخنا ممن عرف بالتسوية جماعة وفاته أن ابن حبان قال في ترجمة بقية إن أصحابه كانوا يسوون حديثه) . قلت ذكر ذلك ابن حبان في الضعفاء 1/200-201 وبعد ان صرح بأن بقية كان مدلسا يسقط الضعفاء من شيوخه بينه وبين شيوخهم الثقات فقال ( فرأيته ثقة مأمونا ولكنه كان مدلسا سمه من عبيد الله بن عمرووشعبة ومالك مثل المجاشع بن عمرو والسري بن عبد الحميد وعمر بن موسى الميتمي وأشباههم واقوام لا يعرفون إلا بالكنى فروى عن أولئك الثقاث الذين رآهم بالتدليس ماسمع من هؤولاء الضعفاء وكان يقول قال عبيد الله عمر عن نافع وقال مالك عن نافع فحملوا عن بقية عن عبيد الله وبقية عن مالك وأسقط الواهي بينهما فالتزق الموضوع ببقية وتخلص الواضع من الوسط وإنما ابتلي بقية بتلاميد له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فالتزق كله به ) قلت هذا كله كلام ابن حبان رحمه الله وهو صريح في تبرئته من تدليس التسوية وان ذلك كان من بعض تلاميذه , ولعل هذا هو سبب إعراض كل كل من ترجم عن رميه بهذا النوع من التدليس وبخاصة المتأخرين منهم الدين احاطو بكل ما قيل فيه من مدح وقدح من الأئمة المتقدمين واقتصروا على وصفه بتدليس شيوخه فقط فقال الذهبي في كتابه ( الكاشف) ( وثقه الجمهور فيما سمعه من الثقاث وقال النسائي إذا قال ثنا ونا فهو ثقة وهذا الحافظ ابن حجر لما أورده في طبقات المدلسين لم يزد على قوله ( وكان كثير التدليس عن الضعفاء والمجهولين وصفه الأئمة بذلك ) أورده في المرتبة الرابعة وهي التي يورد فيها ( من اتفق على أنه لا يحتج بشئ من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل كبقية بن الوليد ) كما قال في مقدمة الرسالة ، قلت فلم يرمه لاهو ولا الذهبي بتدليس التسوية
[قلت أشرف أعتذر منك شيخي الحبيب فصنيع الحافظ يدل على أنه يرى أن بقية يدلس تدليس التسوية مثاله ماجاء في التلخيص 2/40 قال الحافظ ( إن سلم من وهم بقية ففيه تدليسه تدليس التسوية لأنه عنعن لشيخه) فالخلاصة تدليس بقية تدليس التسوية نادر جدا كما صرح بذلك الأستاذ السعد فإن وجدنا حديث فيه شبهة تدليسه التسوية فنأخد بالاعتبار الاحتمالين اللذين ذكرهم إمام السنة النبوية وفقيهها ناصر الدين 1- عدم التعمد كما حصل مع منصور بن صقير 2- أو أنه من عمل تلاميده .] .
وقله فيما تقدم نقله عنه في النكت ( ذكر شيخنا) إنما يعني به الحافظ العراقي فإنه لما ذكر في كتابه ( التقييد والايضاح) ص 78 الحلبية تدليس التسوية ضرب على ذلك مثالا هذا الحديث نقلا عن عن العلل لابن أبي حاتم وكان نقله عنه باختصار تبعه عليه السيوطي في التدريب 1/224- 225 وذلك أنهما لم ينقلا عنه قوله المتقدم ( وأما ما قال اسحاق في روايته..) وبناء على ذلك تصرفا فيما نقلاه عنه فقالا ( عن نافع) بدل ( حدثنا نافع) وهو تصرف غير مرضي لأنه خلاف ما وقع في رواية ابن راهويه عند أبي حاتم فلا يجوز تغييره إلا بالبيان كما فعل أبو حاتم في تمام كلامه فاختصارهما إياه من الاختصار المخل كما هو ظاهر ويكفي العاقل دليلا على ذلك أن هذا التحقيق الذي أجريناه على كلامه ماكان بإمكاننا ذلك لو لم نقف عليه في العلل واعتمدنا فقذ على ما نقلاه عنه ولذلك انطلى الأمر على بعض الطلاب في العصر الحاظر وأخدوا يعللون بعض أحاديث بقية التي صرخ فيها بالتحديث عن شيخه بتدليس التسوية كحديث( وكاء السه العينان فمن نام فليتوظأ) وهو مخرج في صحيح أبي داود 198 وأوردته في صحيح الجامع 4025 فلم يعجب ذلك بعضهم اغترارا بان فيه تدليس التسوية . ونحوه تعليق بعضهم على ترجمة بقية في سير أعلام النبلاء بقوله 8/458 ( بل قد وصفوه بأخبث أنواع التدليس وهو تدليس التسوية وهو أن يحذف من سنده غير شيخه .. ) واستند في ذلك على التدريب وقد خفي عليه ما ذكرته من التحقيق زد على ذلك أن أحدا من علماء التخريج لم يجر على اعلال حديث بقية بتدليس التسوية فيما علمت وإنما يعللونه بعنعنته عن شيخه فإذا صرح بالتحديث عنه صححوه فهو دليل عملي

منهم على عدم الاعتداد بقول من اتهمه بتدليس التسوية ولا نذهب بك بعيدا في ضرب الأمثلة فهذا هو الامام مسلم قد ذكر في مقدمة صحيحه ص 4 200 بقية بالتدليس ثم روى في النكاح من صحيحه 4/152 بسنده عن بقية حدثنا الزبيدي عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ( من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب) ولما أخرجه الذهبي في السير 8/467 من طريق إبي عوانة الحافظ بسنده عن جمع قالوا حثنا بقية حدثنا الزبيدي به قال المعلق المشار إليه آنفا (إسناده صحيح فقد صرح بقية بالتحديث) وقد فاته إخراج مسلم إياه كما غفل عن اتهامه بتدليس التسوية كما تقدم نقله عنه فإن شيخ بقية الزبيدي لم يصرح بالتحديث .

كاستنتاج أولي نجد أن الشيخ ناصر ذفع اتهام بقية بتدليس التسوية في المثال الذي ذكره أبو حاتم بوجود تصريح شيخ بقية بالتحديث عن شيخه إلى مافوق , ولو تعمد بقية ذلك مع تأكدنا من وجود الراوي الساقط من السند فهذا كذب مسقط لعدالته لكن بقية موصوف بالصدق كما قال أبو زرعة وغيره لهذا ألصق أبو حاتم الوهم ( بالتحديث) باسحاق بن راهويه ,لكن في رواية موسى بن سليمان ( وفيها كلام) ذكر ابن أبي فروة في السند , وعلى افتراض سقوطه في رواية إسحاق فيبقى احتمالان آخران عدم القصد بل مجرد وهم كما وقع لمنصور بن صقير في حديث رقم 5557 أو أن تلاميذ بقية سوو حديثه لهذا كان من صنيع أهل العلم اعلال عنعنة بقية عن شيخه فإن صرح بقية بالتحديث عنه صححوه اشارة منهم أنه لايدلس تدليس التسوية .
وقد سبق وذكرت أن الحافظ مستتنى مما سبق لأنه يرى أن بقية يدلس تدليس التسوية ( التلخيص الحبير 2/40) .

وللاشارة فالشيخ ناصر يذهب والله أعلم – قد أكون مخطئ- أن بقية يدلس تدليس الشيوخ عن شيوخه فقط قال الشيخ ناصر ( واقتصروا على وصفه بتدليس شيوخه فقط ) وقوله ( أما الأول – يعني تدليس الشيوخ والأسماء – فهو من المسلم به فقد ذكر ذلك عنه كثير ممن ترجم له من الأئمة القدامى منهم والمحدثين لكن في شيوخه وليس في شيوخهم ).
[التوقف عما يرويه عطية العوفي عن أبي سعيد في التفسير خاصة أما الأحاديث المرفوعة فيريد بها أبا سعيد الخدري ليس بصحيح]

قال الأستاذ عبد الله السعد( ومن ذلك ماقاله بن أحمد عن أبيه وقد ذكر عطية العوفي فقال هو ضعيف الحديث بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيؤخد عنه التفسير وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول قال أبو سعيد , قال أبو سعيد.. قال ابن رجب ( لكن الكلبي لايعتمد على ما يرويه وإن صحت عنه الحكاية عن عطية فإنما يقتضي التوقف عن أبي سعيد في التفسير خاصة فأما الأحاديث المرفوعة التي يرويها عن أبي سعيد فإنما يريد أبا سعيد الخدري ويصرح في بعضها بنسبته ) شرح العلل 471 والشاهد من هذا هو عدم تعميم هذا الحكم في كل ما رواه عطية عن أبي سعيد فيقال لعله الكلبي ويستدل على هذا بالقصة السابقة ) .

عندما قرأت هذا الكلام رجعت بي ذاكرتي لمناقشة الشيخ ناصر الدين للكوثري عندما صحح حديث ( أسألك بحق السائلين..) الحديث فقد ذكر هذا الأخير كلاما مطابقا لقول ابن رجب .

[ الضعيفة ج1 حديث رقم24 ]
( من خرج من بيته إلى الصلاة فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا .. أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له ألف ملك ) ضعيف أخرجه ابن ماجه 1/261- 262- وأحمد 2/21- والبغوي في حديث علي بن الجعد 9/2193- وابن السني 83 من طريق فضيل ابن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا

فبعد كلام سبق قال في مناقشة للكوثري . ثم أجاب ( أي الكوثري) عن شبهة التدليس بقوله ( وبعد التصريح بالخدري لا يبقى احتمال التدليس ولا سيما مع المتابعة ) يعني أن عطية قد صرح بأن أباسعيد في هذا الحديث هو الخدري فاندفعت شبهة كونه هو الكلبي الكذاب . قلت وهذا دفع هزيل فالشبهة لاتزال قائمة لأن ابن حبان صرح – كما تقدم نقله عنه- أن عطية لما كان يحدث عن الكلبي ويكنيه بأبي سعيد , كان الذين يسمعون الحديث عنه يتوهمون أنه يريد الخدري فمن أين للشيخ الكوثري أن التصريح بالخدري إنما هو من عطية وليس من توهم الراوي عنه أو من وهمه فقد علمت أنه كان سئ الحفظ ؟ هذان احتمالان لا سبيل إلى ردهما وبذلك تبقى شبهة التدليس قائمة).

قلت أشرف ومع ذلك فلا نهمل كليا قول ابن رجب بل نسير مع القرائن التي تحف كل حديث ندرسه , وقد انتصر صاحب إتحاف النبيل لقول ابن رجب وأخد به والله أعلم .

[ نفيه أن يكون عمر بن عبيد الطنافسي من المدلسين والمقصود بذلك المقدمي]

هذه المسألة أرى أنها راجعة فقط لتشابه الصيغ التي كان يدلس بها كل من الطنافسي والمقدمي والله أعلم .
قال السعد ( وممن وصف بالتدليس ولم يصح عنه عمر بن عبيد الطنافسي فقد ذكره ابن حجر في النكت 2/ 641 تحت ترجمة من أكثروا من التدليس وعرفوا به وفي النكت أيضا قال الحافظ وفاتهم ايضا فرع آخر وهو تدليس القطع .. قال السعد وهذا وهم والموصوف بذلك عمر بن علي بن عطاء المقدمي قال ابن سعد في الطبقات 7/291 من كان يدلس تدليسا شديدا وكان يقول سمعت وحدثنا ثم يسكت ثم يقول هشام بن عروة الأعمش .

كان على الأستاذ السعد أن يعرف أن المقدمي يدلس تدليس العطف وتدليس القطع ( الحذف) مثال الأول .
( وعمر بن علي هو عم المقدمي .. فإنه وإن كان ثقة محتجا به في الصحيحين فقد كان يدلس تدليسا سيئا جدا .. قال أحمد كان يدلس سمعته يقول حجاج وسمعته يعني حديثا آخر قال أحمد كان كذا يدلس قال الشيخ ناصر وهذا يعرف بتدليس العطف .( الضعيفة 2 ص 408 ) . قلت أشرف والمثال موجود في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم رقم 687 .

ومثال على تدليسه تدليس السكوت أو القطع أو الحذف .
قال الشيخ ناصر ( قال ابن سعد كان ثقة وكان يدلس تدليسا شديدا يقول سمعت وحدثنا ثم يسكت فيقول هشام بن عروة والأعمش ) قال الشيح ناصر وهذا يعرف بتدليس السكوت ( الضعيفة 2/408 رقم 977 قلت أشرف والمثال المذكور في طبقات ابن سعد الكبرى 7/213 .

فالحاصل أنه يدلس تدليسين العطف والسكوت .
أما الطنافسي فيدلس تدليس القطع أو السكوت ومثاله قول ابن حجر ( تدليس القطع مثاله مارويناه في الكامل لأبي أحمد بن عدي وغيره عن عمر بن عبيد الطنافسي أنه كان يقول حدثنا ثم يسكت ينوي القطع ثم يقول هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها) وانظريا أستاذي السعد طبقات المدلسين ص 25.

فلعل التشابه في صيغ التدليس دفعه لقول ما قال فإذ عرفنا أن المقدمي يدلس نوعين زال الإشكال , فمن الصعب اخواني توهيم الحافظ بدون دليل قوي والله أعلم .


[الأولى التفريق بين لفظ التسوية وتدليس التسوية]

قال السعد ( فأحيانا لا يقصد الراوي التسوية وإنما لا يرضى هذا الراوي فيسقطه ) وذكر مثال اسقاط مالك لعكرمة لانه لا يرضاه .

والحقيقة فقد أحسن جدا بسوقه هذا المثال لأنا سمعنا بعض الاخوة يصفون مالك بتدليس التسوية فلا حول ولا قوة إلا بالله .

وكان على الأستاذ السعد ضبط العبارة بشكل جيد فمالك قصد التسوية ولم يقصد تدليس التسوية وهاكم الفرق اخواني .

يقول الحافظ ( التسوية وهي أعم من ان يكون هناك تدليس أو لم يكن فمثال ما يدخل في التدليس فقد ذكره الشيخ ومثال مالا يدخل في التدليس ماذكره ابن عبد البر وغيره أن مالكا سمع من ثور بن يزيد أحاديث عكرمة عن ابن عباس – رضي الله عنهما – ثم حدث بها عن ثور عن ابن عباس وحدف عكرمة لأنه كان لايرى الاحتجاج بحديثه فهذا مالك قد سوى الاسناد بإبقاء من هو عنده ثقة وحذف من ليس في عنده بثقة فالتسوية قد تكون بلا تدليس وقد تكون بالارسال فهذا تحرير القول فيها ) ( النكت ص 244 – 245) .

قلت أشرف مع ملاحظة في تدليس التسوية الثقة الأول يكون معروف بالرواية عن الثقة الثاتي فيحصل عند التدليس الايهام . أما إذ لم يلتقيا ولم يعرفا بالرواية عن بعضهما فلا ايهام و هذا هو الفرق بين التسوية التي فعلها مالك وبين تدليس التسوية.

قال ابن كثير في تفسيره ( قلت الظاهر أن الامام مالكا إنما أسقط ذكر نعيم بن ربيعة عمدا لما جهل حال نعيم ولم يعرفه فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث ولذلك يسقط ذكر جماعة ممن لا يرتضيهم ولهذا يرسل كثيرا من المرفوعات ويقطع كثيرا من الموصولات) الضعيفة ج7 ص73.
وسبحان الله فقد قرأت ما كتب في رسائل خاصة عن موضوع التدليس فلم أجد أحدا نقل هذا النص الذي ساقه شيخنا ناصر الدين فلله ذره .

والمجال واسع لبيان طامات المقدمة فقط فكيف إذ انضاف لذلك كلام صاحب الرسالة( ناصر الفهد) . وقد قام أخ محسوب عليهم بتعليق ملاحظاته على الرسالة وهي تعقبات مفيدة أصاب فيها جزاه الله خيرا .

لكني سأضيف كلاما يرد على بعض ما قاله في رسالته, لشخص هو أيضا محسوب على منهجهم وهو صالح بن سعيد عومار الجزائري في كتابه ( التدليس وأحكامه وآثاره النقدية) بحث باشراف حمزة المليباري.

قال ناصر الفهد ( الذي يتضح من أقوال الأئمة المتقدمين أن العنعنة ليست من أقوال المدلس أو الراوي بل هي ممن دونه) .
وقال ( من تتبع نقول العلماء وتصرفاتهم والنظر في الأسانيد يتضح أن العنعنة في الغالب تكون من تصرفات من دون المدلس مثاله قول الوليد بن مسلم ( فربما حدثت كما حدثني وربما قلت عن عن تخففا في الأخبار) بتصرف بسيط .

صدق قول شيخنا ناصر الدين فيهم حين قال ( من جزئية يبنون قاعدة ) سؤالات أبي العينين.

[من صاحب العنعنة في الاسناد؟]

قال صاحب كتاب التدليس المشار إليه ص 170 ( اشتهر في هذا الباب العنعنة فلان عن فلان شيخه ... فمن هو صاحب العنعنة ؟ هناك صورتان
الأولى أن يكون وقوع العنعنة من قبل الراوي نفسه ...
الصورة الثانية أن تكون من تصرف من هو دون الراوي سواء من هو دونه مباشرة أم متأخر عنه.
لكن ذهب بعض الئمة كعبد الرحمان اليماني المعلمي إلى وجود الصورة الثانية فقط فقال ( اشتهر في هذا الباب العنعنة مع أن كلمة عن ليست من لفظ الراوي الذي يذكر اسمه قبلها بل هي من لفظ من دونه وذلك كما لو قال همام حدثنا قتادة عن أنس فكلمة عن من لفظ همام لأنها متعلقة بكلمة حدثنا وهي من قول همام ولأنه ليس من عادتهم أن يبتدئ الشيخ فيقول عن فلان وإنما يقول حدثنا أو أخبرنا أو قال أو ذكر أو نحو ذلك وقد يبتدئ فيقول فلان ولهذا يكثر في كتب الحديث إثبات قال في أتناء الإسناد قبل حدثنا وأخبرنا ولا ثثبت قبل كلمة عن ... .

فبهذا يتضح أنه في قول همام حدثنا قتادة عن أنس لايدرى كيف قال قتادة فقد يكون قال حدثني أنس أو قال أنس أو حدث أنس أو ذكر أنس أو سمعت أنسا أو غير ذلك من الصيغ التي تصرح بيماعه من أنس أو تحتمله.. ) التنكيل 273.

هكذا ذهب الشيخ إلى أن وجود العنعنة دليل على إبهام ما قاله الراوي هل صرح بالاخبار والتحديث أم أبهم ذلك ...
لكن يضعف هذا الذي ذكره المعلمي ما سأذكره من النقول الكثيرة عن أئمة الحديث من وجود الصورة الاولى بل كترثها وشهرتها. وكذلك فإن هذا القول يلزم منه إما قبول كل أحاديث المدلسين لأن العنعنة ليست منهم , إذن قد صرحوا وحديثهم مقبول ولا يمكننا أن نتهم أي راو بالتدليس أو نرد حديثه لأنه ليس هو المسؤول عن وقوع العنعنة . أو رد أحاديثهم كلها لأننا لا ندري كيف قال الراوي المدلس , وهذا يدخل الشك حتى في الروايات التي فيها التصريح بالسماع لأنه يمكن أن يكون المدلس عنعن ومن دونه صرح بالسماع وهذا كله خلاف تصرفات أئمة الحديث وعنايتهم بالروايات المعنعنة والمصرحة كما ترى ذلك جليا في تصرفات الامام البخاري في الجامع الصحيح مع أحاديث المدلسين , وأنه يراعي ما فوق المدلس من العبارة هل هي العنعنة أم التحديث...
أما النقول الكثيرة عن الأئمة الدالة على وجود الصورة الأولى – أي كون مصدر العنعنة هو الراوي نفسه- بل كثرتها وكونها هي الغالبة فهذا بعضها .

- تصرف شعبة مع قتادة فقد كان ينظر إلى فيه فما قال سمعت وحدثنا حفظه وما لم يقل تركه مما يدل على أن الراوي هو الذي يصرح أو لايصرح بالسماع ...

- يقول الحافظ ابن عبد البر عند تعريفه للتدليس .. فيحدث بها عن الشيخ دون أن يذكر صاحبه الذي حدث بها فيقول فيها عن فلان يعني ذلك الشيخ وهذا لايجوز إلا في الاسناد المعنعن ولا أعلم أحدا يجيز للمحدث أن يقول أخبرني أو حدثني أو سمعت من لم يخبره ولم يحدثه ولم يسمع منه وإنما يقول اكتبوا فلان عن فلان كما لو قال مالك اكتبوا مالك عن نافع أو ابن عيينة يقول اكتبوا سفيان عن عمرو بن دينار أو الثوري أو شعبة يقول اكتبوا سفيان أو شعبة عن الأعمش وهو قد سمعه من رجل وثق به عن الذي حمله عنه) التمهيد 1/27 .

- وروي عن يحي بن معين أنه قال ( كان ابن عيينة يدلس فيقول عن الزهري فإذا قيل له من دون الزهري ؟.. نفسه 1/31

- وذكر أيضا عن أحمد بن حنبل ( أنه سئل عن حديث المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح أعلى الخف وأسفله (قلت أشرف انظر ضعيف ابن ماجه 120) فقال هذا الحديث ذكرته لعبد الرحمان فقال عن ابن المبارك أنه قال عن ثور...( التمهيد 1/13-14) .

- وقال الحاكم النيسابوري أخبرني محمد بن أحمد الذهلي قال حدثنا ابراهيم بن محمد السكري قال ثنا علي بن خشرم قال قال لنا ابن عيينة عن الزهري فقيل له سمعته من الزهري ؟ فقال لا ولا ممن سمعه من الزهري حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري( معرفة علوم الحديثص 105) .

- وقال الامام مسلم في صحيحه (.. قال أبو أيوب قال أبو الزبير عن جابر ..) ( صحيح مسلم 2/93 نووي ).

- وقال النسائي في ترجمة بقية بن الوليد إذا قال حدثنا وأخبرنا فهو ثقة وأذا قال عن فلان فلا يؤخد عنه لانه لا يدرى عمن أخده ( تهذيب الكمال 4/194) .

- ويقول الحافظ ابن رجب ( واعلم أن الراوي في روايته تارة يصرح بالسماع أو التحديث أو الإخبار وتارة يقول عن ولا يصرح بشئ من ذلك ..) – شرح علل الترمذي 221 .

- وقال الامام البخاري حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار) . سمعت من سفيان مرارا ، ولم أسمعه يذكر الخبر وهو من صحيح حديثه . قال الحافظ ابن حجر وقوله( سمعت من سفيان مرارا ) هو كلام علي بن المديني شيخ البخاري وقوله ( لم أسمعه يذكر الخبر ) أي ما سمعه منه إلا بالعنعنة..) فتح الباري 13/ 502- 503 رقم 7529 .

- ويقول الشيخ أبو إسحاق الحويني ( قال الشيخ المحدث أبو الاشبال رحمه الله في شرح المسند 1/117 ( والذي دفعهم إلى هذاه الشبهة في التعليل أن سفيان ابن عيينة شك في سماع ابن المنكدر هذا الحديث من جابر كما روى أحمد 3/307 عن سفيان سمعت ابن المنكدر غير مرة يقول عن جابر .. وكأني سمعته مرة يقول أخبرني من سمع جابر ) غوث المكدود 1/32 رقم 24 .

فهذه النقول كلها فيها دلالة واضحة على وقوع العنعنة من الراوي نفسه فهو صاحبها وهذا هو الغالب على استعنالات الرواة لصيغ الأداء أثناء روايتهم للأحاديث نعم قد يروي الراوي عن شيخه بصيغة محتملة نحو قال وذكر .. فيأتي الراوي المتأخر ويستعمل عن والحكم نفسه لأنه استعمل صيغة محتملة في مكان أخرى مثيلتها. أما ما يقع من الصورة الثانية فهذا إنما يكون بقصد الاختصار والملل من ذكر الأسانيد الطويلة ويكثر هذا وينتشر بعد القرن الثالث حيث طالت الأسانيد واستقر تدوين السنة في الدواوين المشهورة وعرف المدلس من غيره وعرف ما سمعه مما لم يسمعه . فالذين يتصرفون في الأسانيد لا يتصرفون فيها كلها أنما يفعلون ذلك في أسانيد الرواة غير المدلسين ( قال في الحاشية – وربما تصرفوا أحيانا في أحاديث المدلسين لكنه قليل والغالب أنه يقع خطأ من أولئك الرواة كأن يروي الراوي المدلس الحديث بالعنعنة وهكذا يرويه عنه تلاميذه لكن قد يخطئ بعض ضعفائهم فيصرح بالسماع والتحديث لقلة ضبطه وسوء حفظه)

لأنها مقبولة على كل حال بالتصريح ام بالعنعنة ، يقول الامام أحمد ( كنت أسأل يحي بن سعيد عن أحاديث اسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن شريح وغيره فكان في كتابي إسماعيل قال حدثنا عامر عن شريح وحدثنا عامر عن شريح فجعل يحي يقول إسماعيل عن عامر قلت إن في كتابي حدثنا عامر فقال لي يحي هي صحاح إذا كان شئ أخبرتك ، يعني مما لم يسمعه إسماعيل من عامر ) ( العلل ومعرفة الرجال 2/65،66 .

أما الظن بأنهم يتصرفون في روايات من عرفوا بالتدليس بالتغيير والتبديل فهذا فيه تشكيك بجهود المحدثين بل فيه خلط وعدم وضوح في منهجهم في التعامل مع روايات الرواة المدلسين ، هذا الذي ظهر لي من تتبع كلام الأئمة ومواقع استعمالهم في هذا المقام والله أعلم ) .

قلت أشرف ومما سبق أيضا يمكن الجواب عن المقالة التي ساقها الأستاد الفهد حيث قال ( تطبيقات المتقدمين ( قلت أشرف هكذا قال سامحه الله بدون أدنى تحفظ) هي الاحتجاج بمرويات المدلسين المعنعنة اذ لم يتبين التدليس فيها). فعمليا لو استعمل هذه القاعدة لمشى الكثير من الاحاديث المدلسة لم يوجد فيها كلام لامام من الأئمة . والوجوه التي ساقها الفهد هي ( أن يكون المدلس لم يسمع أصلا من شيخه في السند ) ( أن يسئل الراوي المدلس عن سماعه فيجيب بالنفي وربما ذكر الواسطة ) ( أن يروي الحديث نفسه عنه من وجه آخر بالتصريح بواسطة بين الراوي المدلس وشيخه) .

لقد ركزت عما ثبت فيه تدليس المدلس وأظنك تقصد عبارة عبارة يعقوب بن شيبة لما سأله يحي بن معين عن المدلس فقال ( لايكون حجة فيما دلس فيه ) التمهيد 1/18 الكفاية 362 .

وهذا يؤخد بدون أدنى شك في تعاملنا مع أحاديث المدلسين لكنك غفلت عن الأمثلة الكثيرة التي لايظهر فيها وجوه اثبات التدليس كما سبق النقل عنك ويتطرق إليها احتمال التدليس . بمعنى آخر لو وجدنا أمثلة ليس فيها الوجوه السابقة لكن توجد شبهة التدليس فما العمل أستاذي ؟

لهذا تفطن من هو محسوب على منهجكم أقصد الأستاذ صالح الجزائري في كتابه لهذه القضية فجمع جمعاحسنا فقال ( الراوي المدلس نسبة من أخباره ترد ولا تقبل بسبب تدليسه ( قلت يقصد ما ثبت فيه تدليسه كما صرح بذلك ص 124 ) أو احتمال تدليسه وهذا هو وجه الجرح فيه فهو مجروح لا مطلقا ولكن نسبيا . ( التدليس أنواعه وأحكامه وآثاره النقدية) بحث باشراف حمزة المليباري.
قلت فلماذ اشترط البعض التصريح بالسماع أو التحديث ( وبعضهم قال أما في طبقتين فواجب ,وما زاد فنافلة ) في سند تطرق اليه احتمال تدليس التسوية . هل لثبوت التدليس ام لاحتماله ؟ والله أعلم .
وأشير أني لم أستوعب كل الملاحظات فقيدت بعضها هنا والبعض الآخر في مقالات قادمة إن شاء الله كما سبق وذكرت في المقدمة.
الصراحة أننا لا نريد توسيع الهوة بين اخواننا المشتغلين بهذا الفن الجليل ففينا ما يكفينا , قد يظن البعض عندما يقرأ هذا المقال المتواضع أن في صدري شئ من اخواني الذين يفرقون بين منهج المتقدمين والمتأخرين فالله يعلم سبحانه أني لا أكن ضغينة لأي أحد , والدين النصيحة فلا يسعني أن أقول ( ألا نستقيم أن نكون اخوانا وإن اختلفنا في مسألة) .

كنت في محاورة هاتفية مع شيخي مشهور حسن سلمان حفظه الله فسألته عن هذا المنهج فقال لي ( منهج ليس بقويم يذكرون أمثلة ينفخون فيها , وسالته عن الأستاذ السعد فقال أنه لايعرفه وقال لي حبذا لو يقوم بتخريج بلوغ المرام مثلا فسيضطر للجوء لقواعد المتأخرين .

كتبت هذا فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطا فمن نفسي وأستغفر الله .

فاس
المملكة المغربية .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-05-2010, 07:07 PM
الزبير السلفي الزبير السلفي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 27
شكراً: 0
تم شكره 10 مرة في 7 مشاركة
افتراضي

جزاك الله خيرا اتيت بامور مفيدة جدا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-06-2010, 01:11 AM
ناصر أبو عبد ناصر أبو عبد غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 111
شكراً: 9
تم شكره 16 مرة في 13 مشاركة
افتراضي

بارك الله فبك
يقرأ بتأني
استفسار:
ما هو المراد بمنهج المتقدمين و منهج المتأخرين؟
القائلين به منهم؟
هل هم المليبارية ؟
و أي تكمن جنايتهم و تعديهم على علم الحديث أم هم فقط كما قلت :"من كان خاملا فليتعلق بعظيم"فان كان الأمر كذلك فهو حب للظهور و حب الظهور يقسم الظهور كما كان كثيرا ما يذكره الشيخ الألباني رحمه الله
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-06-2010, 12:47 PM
أبو عبيد الله أحمد أبو عبيد الله أحمد غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 94
شكراً: 40
تم شكره 11 مرة في 6 مشاركة
افتراضي

السلام عليكم أيها الأخ الفاضل.
الحمد لله استوعبت منهجهم في تخريج الاحاديث, و عندي بعض الاستفسارات:
- ماهي النتائج المترتبة عن هذا المنهج ؟
- متى نقول عن محدث أنه من المتأخرين أو من المتقدمين ؟
__________________
أبو عبيد الله أحمد البَركاني
رقم القيد في معهد البيضاء العلمية : 161
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-08-2010, 05:21 PM
محمد أشرف محمد أشرف غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 36
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله إن شاء الله تجد أجوبة على استفساراتك في بقية مقالات
( الوقفات) وفقك الله للخير.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-12-2010, 09:04 AM
إبراهيم زياني إبراهيم زياني غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 401
شكراً: 0
تم شكره 53 مرة في 38 مشاركة
افتراضي

سلام عليكم
الأخ محمد أشرف : كثيرا ما نجد قولك شيخنا مشهور حسن ؟؟ وكتباتك جديدة وليست قديمة
معنى هذا أنك لم تتبرأ منه ومازلت تقول أنه شيخك ؟ صح
فالشيخ مشهور حسن آل سلمان إخواني وقد حذر منه جمع من العلماء والمشايخ .
وفقك الله
__________________
قال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى
ولا يتنقص أهل الحديث وينتقص علومهم إلا جاهل ضال مفتر .
والجرح والتعديل هم أئمته وهم مرجع علماء الأمة فيه من مفسرين وفقهاء وهم الذين تصدوا لأهل البدع فكشفوا عوارهم وبينوا ضلالهم من خوارج وروافض ومعتزلة ومرجئة وقدرية وجبرية وصوفية , ولا يزالون قائمين بهذا الواجب العظيم , ولا يزال باب الجرح والتعديل قائماً ومفتوحاً ما دام هناك أهل حق وأهل باطل وأهل ضلال وأهل هدى , ولا يزال الصراع قائماً بين الطائفة المنصورة ومن خالفها من أهل الضلال ومن خذلها
http://www.m-noor.com/

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:33 PM.


powered by vbulletin