منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر الردود السلفية والمساجلات العلمية

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-25-2013, 02:08 PM
أبو عمر عبد الباسط المشهداني أبو عمر عبد الباسط المشهداني غير متواجد حالياً
طالب علم - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 21
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي من فضائح الحلبي جمعه بين السرقة والبدعة في تحقيقه لكتاب البدع والحوادث للطرطوشي

من فضائح الحلبي جمعه بين السرقة والبدعة

في تحقيقه لكتاب البدع والحوادث للطرطوشي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد:
فإن الله تبارك وتعالى أمر بالإلتزام بدينه والاستقامة عليه, وعدم الخروج عنه بحال من الأحوال فقال تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.(سورة الزخرف, آية 42).
وقال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.(سورة الأنعام,آية 152).
ولزوم صراط الله تعالى لا يمكن إلا بسلوك منهج السلف في الاعتقاد والأقوال والأعمال ظاهرا وباطنا, وبترك ما يخالفه من أنواع الشرك والبدع.
وكما أن الله تعالى أمر الرسل ومن تبعهم من العلماء ببيان شرعه ودينه للناس, أمرهم كذلك ببيان ما يخالف دينه من أنواع الشرك وأصناف البدع والضلالات, ولذلك قال تعالى:{وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}(سورة الأنعام, آية55).
قال ابن كثير –رحمه الله- في تفسير هذه الآية: ((يقول تعالى: وكما بينا ما تقدم بيانه من الحجج والدلائل على طريق الهداية والرشاد، وذم المجادلة والعناد، {وكذلك نفصل الآيات}، أي: التي يحتاج المخاطبون إلى بيانها {ولتستبين سبيل المجرمين}، أي: ولتظهر طريق المجرمين المخالفين للرسل، وقرئ: "وليستبين سبيل المجرمين"أي: وليستبين يا محمد -أو يا مخاطب -سبيل المجرمين)).
ولذلك فإن العلماء هم أعرف الناس بطرق المخالفين لطريق الله تعالى, وعلى قدر علمهم بكتاب الله وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم يكون علمهم بطرق المخالفين وضلالهم.
قال ابن القيم–رحمه الله- في ( كتاب الفوائد, صفحة 108-109): : ((وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين وقال ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى الآية والله تعالى قد بين فى كتابه سبيل المؤمنين مفصلة وسبيل المجرمين مفصلة وعاقبة هؤلاء مفصلة وعاقبة هؤلاء مفصلة وأعمال هؤلاء وأعمال هؤلاء وأولياء هؤلاء وأولياء هؤلاء وخذلانه لهؤلاء وتوفيقه لهؤلاء والاسباب التى وفق بها هؤلاء والاسباب التى خذل بها هؤلاء وجلا سبحانه الأمرين في كتابه وكشفهما وأوضحهما وبينهما غاية البيان حتى شاهدتهما البصائر كمشاهدة الابصار للضياء والظلام.
فالعالمون بالله وكتابه ودينه عرفوا سبيل المؤمنين معرفة تفصيلية وسبيل المجرمين معرفة تفصيلية فاستبانت لهم السبيلان كما يستيبين للسالك الطريق الموصل الي مقصوده والطريق الموصل الى الهلكة فهؤلاء أعلم الخلق وأنفعهم للناس وأنصحهم لهم وهم الادلاء الهداة برز الصحابة علي جميع من أتي بعدهم إلى يومالقيامة فإنهم نشأوا فى سبيل الظلال والكفر والشرك والسبل الموصلة الي الهلاك وعرفوها مفصلة ثم جاءهم الرسول فأخرجهم من تلك الظلمات الى سبيل الهدى وصراط الله المستقيم فخرجوا من الظلمة الشديدة الى النور التام ومن الشرك الى التوحيد ومن الجهل الى العلم ومن الغى الى الرشاد ومن الظلم الى العدل ومن الحيرة والعمى الى الهدى والبصائر فعرفوا مقدار ما نالوه وظفروا به ومقدار ما كانوا فيه فان الضد يظهر حسنه الضد وانما تتبين الأشياء بأضدادها فازدادوا رغبة ومحبة فيما انتقلوا اليه ونفرة وبغضا لما انتقلوا عنه وكانوا أحب الناس فى التوحيد والايمان والاسلام وأبغض الناس فى ضده عالمين بالسبيل على التفصيل ...)).
ومن أعرف الناس اليوم بطرق أهل البدع والضلال وما اشتملت عليه من أنواع البدع العقدية والقولية والعملية هو شيخنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى, وهذا ما يبينه نتاجه العلمي البديع, من كتب ورسائل ومقالات, وكذلك ما شهد به العلماء كالشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين والشيخ مقبل بن هادي رحمهم الله اجمعين.
ومما يدل على ذلك معرفته برؤوس أهل البدع في هذا الزمان وتحذيره منهم كعبد الرحمن عبد الخالق والمأربي وعرور والمغراوي والحويني والحلبي وغيرهم, ممن كشف حقيقتهم وأوضح نهجهم بالأدلة والبراهين الصحيحة فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء.
ومن أروع ما كتبه الشيخ ربيع حفظه الله تعالى في بيان عقيدة الحلبي ومنهجه مقاله الماتع والذي بعنوان: ((الحلبي يؤيد وينشر أخطر أصول الجهمية)).
حيث بين الشيخ حفظه الله تعالى جهل الحلبي بعقيدة أهل السنة والجماعة وأصول منهجهم, وأنه يؤيد وينشر البدع الكبيرة إما جهلا وإما ضلالا ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
وكل ذلك من خلال تحقيق وتعليق الحلبي على كتاب(الحوادث والبدع للطرطوشي).
وكنت قد قرأت تحقيق الحلبي لهذا الكتاب ووقفت على بعض المسائل التي جمع فيها الحلبي بين السرقة والجهل, فأحببت أن أكتبها نصرة لما كتبه شيخنا حفظه الله تعالى وبيانا للناس ليتضح حقيقة الحلبي ومنهجه.
فأقول مستعينا بالله تعالى:


أولا: أن الحلبي كتب مقدمة في الطبعة الأولى من كتاب ( الحوادث والبدع ) انتقد فيها المحقق الذي سبقه وهو( محمد الطالبي) حيث ذكر الحلبي أن طبعته اشتملت على ألوانٍ من الخلل العلمي في التحقيق, ثم ذكر شيئا من ذلكم الخلل العلمي.
وبعد مراجعة طبعة الحلبي ومقدمته رأيته قد وقع هو أيضاً في خلل عظيم يقدح في الأمانة العلمية, وإليك بيانه:
ذكر الحلبي في مقدمة طبعته( صفحة10) ما ينتقده على الطرطوشي فقال:((ومما يُنتقد على المؤلف -رحمه الله- شيئان:
الأول: أن أسلوبه في نقاشه ونضاله فيه تأثر بأسلوب المعتزلة، وذلك في بيانه الحكمَ في التشريع، وأن أقيسَتهُ فقهية...ولا يُؤمَن معها الزلل.
الثاني: ضَعْفُه في علم الحديث، فتراه يستدل بروايات ضعيفة، وكثيراً ما يروي بالمعنى، فيقع له خللٌ ظاهر، أو يكون في عَزْوِهِ وَهَمٌ.
وهذا وذاك لا يُنْقِص قيمةَ الكتاب، ولا يُقلِّل من قدره، فهو ذو مادة علمية جيدة متميزة)).
والحلبي جمع في كلامه هذا بين السرقة والجهل بمنهج أهل السنة والجماعة, فأما ما يتعلق بجهله بعقيدة ومنهج أهل السنة وأنه قد وافق اصول المعتزلة والجهمية فقد تكفل بها شيخنا الشيخ ربيع حفظه الله تعالى فأظهرها بأبدع بيان وأروعه.
وأما ما يتعلق بسرقته وجهله فسأظهرها في هذه العجالة أسأل الله التوفيق والسداد.
فقد انتقد الحلبي في كلامه السابق الطرطوشي بانتقادين متعلقين بأسلوب الطرطوشي وعلمه, ويريد الحلبي من هذه الانتقادات أن يظهر علمه, ولكن بالسرقة والجهل لا بالعلم والعدل.
فقد وضع الحلبي هامشا عند الفقرة الأولى وهي النقطة الأولى من الانتقادين وقال فيه: (من ((مجلة البيان)) (عدد1/ صفحة 62).
ولما رجعت لمجلة البيان ولنفس العدد المشار إليه وجدت ما يدل على سرقة وجهل الحلبي وبعده عن العلم والتحقيق فيه.
حيث أني رأيت في هذا العدد مقالا بعنوان: ((أبو بكر الطرطوشي وكتابه : «الحوادث والبدع»، دراسة وتحليل بقلم: أحمد عبد العزيز أبو عامر)).
حيث ذكر الكاتب في مقاله هذا ما يتعلق بحياة الطرطوشي ومؤلفاته ومنها كتابه الحوادث والبدع.
ومن ضمن ما ذكره الكاتب في مقاله هذا انتقاد محقق الكتاب الحوادث والبدع وهو ( محمد الطالبي ) للكتاب.
ومن ضمن ما انتقده محمد الطالبي على الطرطوشي قوله: ((إن أسلوب الطرطوشي في نقاشه ونضاله فيه تأثر بأسلوب المعـتــزلــة ، وذلك في بيانه الحكَم في التشريع وإن أقيسته فقهية ، ولا يؤمن معها الزلل)).
وإذا بالعبارة هي نفس العبارة التي ذكرها الحلبي في نقده للطرطوشي ونسبها إلى مجلة البيان.
فالحلبي سرقها من محمد الطالبي ودلس فيها ونسبها إلى مجلة البيان, والمصيبة العظمى أن الحلبي انتقد الطالبي في تحقيقه للكتاب وأنه اشتمل على ألوان من الخلل العلمي, ثم يسرق منه هذه العبارة، فكأنه أراد أن يصرف ذهن القارئ أن هذه العبارة استفاد منها من مجلة البيان لا أنه سرقها من الطالبي كما فعل من استفادته من نسخة الطالبي المطبوعة.
والمصيبة الثانية: أن أحمد عبد العزيز كاتب المقال في مجلة البيان أورد عبارة الطالبي ليرد عليها ويفندها فقال بعد أورد عبارة الطالبي والتي سرقها الحلبي:((والحقيقة أنه من الخطأ أن يتصور كثير من الباحثين أن (أهل السنة وأعنـي بـهـــم أهــل الـحـديــث) لا يرون سبيل النقاش العقلي. وأن ذلك طريق أهل الكلام فقط ، وفي هذا تجن عليهم ، فــأسلــوب فقهاء أهل السنة وعلمائهم لا يخلو من استدلالات عقلية فيما يكتبون ويرددون ، لكنها أدلة وبراهين منطقية قائمة على تفسير القرآن والحديث ، وهذا ما بينه باستفاضة واستدلال الدكتور مصطفى حلمي في كتابه القيم (منهج علماء الحديث والسنة في أصول الدين)، وكذلك د/ زاهر الألمعي في كتابه (مناهج الجدل في القرآن) )).
ومما يدل على سرقة الحلبي وتدليسه وتلاعبه أنه لم يُشر أثناء تحقيقه للكتاب على أي موضع من كلام الطرطوشي وتأثره بأسلوب المعتزلة والجهمية.
وإنما رأيته علّق بتعليق هزيل للغاية عند قول المؤلف (صفحة 34): (( وقال بعضهم وهو المردار: يجوز فعل بين فاعلين مخلوقين على التولد. وأحال مثله بين القديم والمحدَث)).
فعلق بقوله: وهذه مسائل عقلية محضة, لا يشهد لها كتاب, ولا تؤيدها سنة, فالعلم بها جهل, والجهل بها علم.
وترك كلاما للطرطوشي فيه من الانحراف والضلال الشيء الكبير ومن أهمه ما كان قبل كلامه الذي علق عليه التعليق السابق بقليل وهو قوله:(( وبيان ذلك بالمثال: أن القدر أصل من أصول البدع, ثم اختلف أهله في مسائل من شعب القدر, وفي مسائل لا تعلق لها بالقدر, فجميعهممتفقون أن أفعال العباد خلق لهم من دون الله تعالى, ثم اختلفوا في فرع من فروع القدر:
فقال أكثرهم: لا يكون فعل بين فاعلين... )).
فلم يعلق الحلبي بشيء مع حجم الانحراف وقد بين الشيخ ربيع حفظه الله خطورة هذا الكلام وأنه قد اشتمل على أشياء خطيرة تخالف منهج أهل السنة والجماعة من أهمها:
أن القدر والإيمان به أصل من أصول أهل البدع مع أنه أصل من أصول الإسلام وشروط الإيمان.
وأن فعل العباد خلق لهم من دون الله تعالى وعلى هذا إثبات خالق من دون الله تعالى, مع أن أهل السنة مؤمنون بأن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى كما قال تعالى:{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}.( سورة الصافات, آية 96).
ومع هذا فالحلبي لم يعلق بشيء سوى التعليق الذي ذكرته آنفاً, وهذا يدل على جهله بمنهج أهل السنة والجماعة.
ولقد أعجبني تعليق الشيخ ربيع على الكلام الذي سرقه الحلبي من محمد الطالبي, ودلسه على مجلة البيان فقال الشيخ -حفظه الله-:
((علّق الحلبي هنا بقوله: "من "مجلة البيان" (عدد1/ص62)". ولا ندري لماذا لم يذكر اسم الكاتب ((.
وهذا يدل على خبرة كبيرة من الشيخ ربيع بكلام المنحرفين, فهو يسير على خطى أئمة علل الحديث.


ثانيا: أن الحلبي قد سرق جهد الطالبي في تحقيقه للكتاب, واعتمد على النسخة المطبوعة ولم يُشِر إلى ذلك البتة فأين الأمانة العلمية التي يجب أن يتحلى بها كل كاتب خاصة من يكتب في العلم الشرعي, ومع ذلك فالحلبي يزعم أنه من طلبة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى وهو بعيد كل البعد عن ذلك, وقد قال الشيخ الألباني عندما سئل عن حكم من يسرق مؤلفات الغير وينسبها لنفسه فكان مما قاله –رحمه الله-:((هذا النوع من السرقة نوع جديد لم يكن للمسلمين الماضين عهد به)).(سلسلة الهدى والنور شريط رقم 16).
وليعلم الحلبي أن من يسرق جهود المؤلفين وتحقيقاتهم وينسبها لنفسه لا يبارك له في علمه ولا ينتفع به, قال النووي –رحمه الله- في بستان العارفين (صفحة 16):((ومن النصيحة أن تضاف الفائدة التي تستغرب إلى قائلها فمن فعل ذلك بورك له في علمه وحاله، ومن أوهم ذلك وأوهم فيما يأخذه من كلام غيره أنه له فهو جدير أن لا ينتفع بعلمه ولا يبارك له في حال. ولم يزل أهل العلم والفضل على إضافة الفوائد إلى قائلها نسأل الله تعالى التوفيق لذلك دائما)).
وقد قال العلامة ابن القيم –رحمه الله- في إعلام الموقعين عن رب العالمين (2/ 123):((ولما كان من تزين للناس بما ليس فيه من الخشوع والدين والنسك والعلم وغير ذلك قد نصب نفسه للوازم هذه الأشياء ومقتضياتها فلا بد أن تطلب منه، فإذا لم توجد عنده افتضح، فيشينه ذلك من حيث ظن أنه يزينه، وأيضا فإنه أخفى عن الناس ما أظهر لله خلافه، فأظهر الله من عيوبه للناس ما أخفاه عنهم)).
فالحلبي سرق جهد محمد الطالبي دون أن يشير إلى ذلك ولو بأدنى إشارة وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((المتشبع بما لم يُعط كلابس ثوبي زور)).
ومما يدل على سرقة الحلبي جملة أمور:
الأول: أن الحلبي لم يرجع إلى النسخ الخطية ولم يقابل بينها وبين ما وقع فيه الطالبي من الأخطاء الكثيرة والكبيرة, ولذلك لم أجد الحلبي أشار إلى اختلاف النسخ مطلقا, مما يدل على أنه لم يرجع إلى النسخ الخطية ولم يقابل بينها مطلقا.
ومن الأدلة على ذلك أن الحلبي علق على قول المؤلف ( فكانت الحيتان تأتيهم يوم السبت شرعا ) كما في صفحة (23) فعلق قائلا: في نسخة (سبتهم ).
ولم يشر الحلبي إلى أيِّ نسخة وجد فيها هذا الإختلاف, وهل هو الذي وجدها أم غيره لكنه كعادته لا ينسب الفضل لأهله.
وكذلك فعل في صفحة (24) وهما الموضعان الوحيدان في الكتاب مع كثرة الاختلاف بين النسخ.
وهذا من الحيل التي يستخدمها سراق الكتب، وقد قال العلامة ابن القيم –رحمه الله- في إعلام الموقعين عن رب العالمين (3/ 258) عن هذا الصنف من اللصوص:((وكحيل اللصوص والسراق على أخذ أموال الناس، وهم أنواع لا تحصى؛ فمنهم السراق بأيديهم، ومنهم السراق بأقلامهم، ومنهم السراق بأمانتهم، ومنهم السراق بما يظهرونه من الدين والفقر والصلاح والزهد وهم في الباطن بخلافه، ومنهم السراق بمكرهم وخداعهم وغشهم، وبالجملة فحيل هذا الضرب من الناس من أكثر الحيل)).
الثاني: أن الحلبي قد تابع الطالبي في كثير من الأخطاء مما يدل على أن الحلبي قد سرق نسخة الطالبي وعلق عليها, ثم أخرجه باسمه, والمصيبة أنه ينتقد الطالبي في مقدمته كما ذكرت ذلك قريبا.
ومن تلك الأخطاء التي وقع فيها الطالبي وتابعه فيها الحلبي ما يلي:
1- في صفحة (36) من نسخة الحلبي: ( غير أن الزمان باقٍ, والتكليف قائم, والخطوات متوقعة ).
مع أن الذي في النسختين اللتين اعتمد عليهما الطالبي هي ( الخطرات) وليس (الخطوات) فالظاهر أن الطالبي أخطأ في قرائتها وتبعه الحلبي على خطأه.
2- وفي صفحة (60) من نسخة الحلبي: (كانت عائشة يؤمهما غلام لها في المصحف). هكذا أثبته الطالبي وتبعه الحلبي, مع أن الذي في المخطوط التي اعتمد عليها الطالبي هو كالتالي: (كانت عائشة يؤمهما غلام لها في المصحف في رمضان، وأمرت عائشة بنت طلحة غلاما لها يؤمهما في المصحف).
فأسقط الطالبي هذا النص: (في رمضان، وأمرت عائشة بنت طلحة غلاما لها يؤمهما في المصحف), وتبعه الحلبي على ذلك.
3- وفي صفحة ( 66) قال: ( اعلم أن الحرف الذي يدور عليه هذا المذهب إنما هو حماية الذرائع) هكذا اثبته الطالبي وتبعه الحلبي.
والذي في المخطوط عند الطالبي ( يدور عليه هذا الباب ), وفرق كبير بين المذهب والباب.
4- وفي صفحة (85) قال: ( ثم اشتقوا لها أسماء فقالوا: شذر ونبر ......وحذف وتشريق وإسجاع وصياح).
مع أن الصحيح الذي في النسخ الأخرى ( تشديق ) وليس تشريق, إذ بينهما بونا كبيرا في المعنى, والسياق يتناسب مع التشديق لا التشريق لأنه يتكلم على الأصوات والألحان.
5- وفي صفحة (86) قال: ( وما خرج من الصدر فهو هرير ).
مع أن الصحيح ( هدير ) وليس ( هرير ) كما في المخطوط.
الثالث: ومما يدل على أن الحلبي قد سرق طبعة الطالبي وجعلها هي الأصل المعتمد عنده من غير أن يصرح بذلك بأدنى إشارة وينسب الفضل لأهله, ما ذكره هو في صفحة ( 88) حيث علق على قول المؤلف: ( قال بهز بن حكيم: صليت خلف زرارة بن أوفى فقرأ ( فإذا نقر في الناقور) فخر ميتا فكنت ممن حمله).
فعلق الحلبي قائلا في الهامش: (وردت في ((الأصل)): ( فخر الله لقراءته سلطانا على الأعين)!
كذا وهو اختلاط لهذه القصة بما بعدها .... ).
فما هو قصده بقوله ( الأصل ) وأي نسخة هي !؟.
وهذه اللفظة التي استنكرها الحلبي لا توجد في نسخة خطية من نسخ الكتاب وإنما هي في نسخة الطالبي المطبوعة التي سرقها الحلبي واعتمدها وجعلها هي الأصل والله المستعان.
وإنما الذي في النسخ هو : ( فخر ميتا فكنت فيمن حمله إلى منزله ).
ومما يؤسف جدا أن الحلبي أشار إلى أن هذا اختلاط للقصة بما بعدها, يشير أن المؤلف قد اختلط في كلامه السابق أو أن القصة اختلطت عليه بما بعدها, وكل هذا تقويل للمؤلف ما لم يقل, وإنما الذي اختلط هو الطالبي في نسخته التي هي الأصل عند الحلبي.
الرابع: أن الحلبي متخبط في تصحيح ما يراه من الأخطاء في نسخة الطالبي فيصحح على حسبه ظنه ولا يرجع في أغلب الأحيان إلى الأصول التي يجب عليه أن يرجع إليها ليصحح الأخطاء.
لكن لما كان الحلبي لا يرجع إلى أصل أو نسخة خطية أو حتى إلى مصدر وهو مع ذلك قد سرق نسخة الطالبي فتراه يسقط في الأخطاء.
ومما يدل على ذلك ما أثبته في نسخته صفحة ( 138) : (( وقال ابن حبان: ( نسخت هذه الآية كل آية فيها رخصة) )).
ولا توجد في نسخة خطية لفظ ( ابن حبان ) وإنما سرقها الحلبي من الطالبي , مع أن الصحيح أنه ابن حيان وهو مقاتل بن حيان كما ثبت عند ابن أبي حاتم -رحمه الله- في تفسيره ( جزء6, صفحة 1793) حيث قال:(( قرأت على محمد بن الفضل ثنا محمد بن علي ثنا محمد بن مزاحم ثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان قوله : وقتلوا المشركين كافة نسخت هذه الآية كل آية فيها رخصة)).
وكذلك ذكره السيوطي -رحمه الله- في الدر المنثور(جزء7, صفحة 348) ونسبه إلى ابن أبي حاتم وأبي الشيخ فقال: ((وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في قوله {وقاتلوا المشركين كافة} قال : نسخت هذه الآية كل آية فيها رخصة)).
ولا أدري من أين جاء الحلبي بابن حبان, وكيف اعتمد عليه وأثبته وصحح عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
ملاحظة: ما ذكرته من الأخطاء عند الطالبي وما ذكرته من الصحيح في النسخ فإنما استفدته من كلام عبد المجيد التركي في مقدمة تحقيقه لكتاب البدع والحوادث للطرطوشي طبعة دار الغرب، صفحة(49- 58 ).
مع أني أعرضت عن كثير من الأخطاء التي ذكرها المحقق عن الطالبي, والتي تبعه الحلبي في نسخته مما يجعلني أجزم بأن الحلبي قد سرق نسخة الطالبي وعلق عليها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
كتبه
أبو عمر
عبد الباسط المشهداني





رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-25-2013, 02:27 PM
أبو عمر عبد الباسط المشهداني أبو عمر عبد الباسط المشهداني غير متواجد حالياً
طالب علم - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 21
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي

جزاكم الله خيرا
سئل العلامة الألباني في سلسلة الهدى والنور شريط رقم (16)
ماحكم من يسرق مؤلفات غيره ويجعلها لنفسه ؟

صوتياً: صيغة ريل بلاير (جودة أقل):اضغط هنا
صوتياً: صيغة ام بي ثري (جودة أعلى):اضغط هنا
حمل الحوادث والبدع (ط. دار الغرب) تحقيق عبد المجيد تركي اضغط هنا

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:02 AM.


powered by vbulletin