و
هذا مقال للأخ الفاضل عبد الله الخليفي -وفقه الله- في الرد عليه
الرد على عثمان الخميس في تنزيله حديث ( اذكروا محاسن موتاكم ) على سيد قطب ومحمد الغزالي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه :
أما بعد :
قال عثمان الخميس في كتابه ( وقفات مع كتاب المراجعات ) وهو عبارة عن محاضرات مفرغة ص78:" أما بالنسبة ما نقلت عن سيد قطب والغزالي وثنائهما على الشيعة الاثني عشر ، فنعم وهذا لا شك انه إنما صدر منهما - رحمهما الله تبارك وتعالى - لجهلهما بالاثني عشرية ، واستخدام الاثني عشرية للتقية لعلماء المسلمين ، لذلك أثنى عليهم بما يظنون أنه حق وذلك أن الاثني عشرية كما هو معلوم لهم كتب للخاصة والعامة ، ولذلك لما أثنوا عليهم يظنون أنهم على حق وأنهم لا يكذبون وليس الأمر كذلك ، وقد توفي الغزالي و سيد قطب - رحمهم الله تبارك وتعالى - ولا علينا إلا أن نذكر محاسن موتانا"
أقول : المبتدع يجب ذكره والتحذير منه وإن كان ميتاً.
قال البخاري في صحيحه 1367- حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَبَتْ ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ وَجَبَتْ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: مَا وَجَبَتْ قَالَ هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ
أقول : فهذا ذمه الصحابة بعد وفاته وأقرهم النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - معلقًا على قوله صلى الله عليه وسلم في البخاري : " لاتسبوا الأموات " : ( وأصح ما قيل في ذلك أن أموات الكفار والفساق يجوز ذكر مساويهم للتحذير منهم والتنفير عنهم . وقد أجمع العلماء على جرح المجروحين من الرواة أحياء وأمواتًا ) . ( الفتح 3/305) .
بل أجمعوا على وجوب هذا .
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (28/ 231) :" وَمِثْلُ أَئِمَّةِ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْمَقَالَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْعِبَادَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ بَيَانَ حَالِهِمْ وَتَحْذِيرَ الْأُمَّةِ مِنْهُمْ وَاجِبٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قِيلَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَعْتَكِفُ أَحَبُّ إلَيْك أَوْ يَتَكَلَّمُ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ؟ فَقَالَ: إذَا قَامَ وَصَلَّى وَاعْتَكَفَ فَإِنَّمَا هُوَ لِنَفْسِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُسْلِمِينَ هَذَا أَفْضَلُ".
ولو كانوا أمواتاً وما تركوا كتباً لقلنا نسكت ، أما وقد تركوا بدعاً كثيرة فالرد عليهم واجب والحكم عليهم بما يستحقونه ، واعتذار عثمان الخميس لسيد قطب والغزالي بأنهما لا يعرفان الرافضة اعتذارٌ بارد فليسوا جهلة .
فسيد قطب يقول في كتب وشخصيات :" بعد فلست شيعياً لأقرر هذا الذي أقول. إنما أنا أنظر إلى المسألة من جانبها الروحي والخلقي، ولن يحتاج الإنسان أن يكون شيعياً لينتصر للخلق الفاضل المترفع عن "الوصولية" الهابطة المتدنية، ولينتصر لعلي على معاوية وعمرو. إنما ذلك انتصار للترفع والنظافة والاستقامة".
فهو يعرف أن الشيعة سبابة لصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، لهذا لما سب الصحابة قال ولا يلزم من ذلك أن أكون شيعياً .
وأما الغزالي فقال العلامة ربيع المدخلي في كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها ص15 :" ويتوج الغزالي ولاءه للروافض بمبايعة الخميني وتأكيد هذه البيعة بتصريحه : (إن وحدة المسلمين لن تتحقق ما لم يجتمع المسلمون وراء الإمام الخميني)".
فلا يرى دولة التوحيد التي سكنها زمناً شيئاً ، ولا حظ لها في أن تجتمع الأمة خلفها ، والوحدة لا تتم إلا وراء الخميني ، ومهما بلغت تقية الرافضة فلن تجعل رجلاً يفضلهم على أهل السنة الموحدين ، وكتب الخميني معروفة مشهورة وفيها من المصائب ما فيها حتى رد عليه الإخواني سعيد حوى في كتاب مستقل فما باله هو لم يغتر بالرافضة واغتر صاحبه وكلاهما من طبقة واحدة !.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (2/ 132 ) وهو يتكلم عن أصحاب وحدة الوجود وهي قاعدة عامة في أهل الكفر والبدع كالرافضة :" وَيَجِبُ عُقُوبَةُ كُلِّ مَنْ انْتَسَبَ إلَيْهِمْ أَوْ ذَبَّ عَنْهُمْ أَوْ أَثْنَى عَلَيْهِمْ أَوْ عَظَّمَ كُتُبَهُمْ أَوْ عُرِفَ بِمُسَاعَدَتِهِمْ وَمُعَاوَنَتِهِمْ أَوْ كَرِهَ الْكَلَامَ فِيهِمْ أَوْ أَخَذَ يَعْتَذِرُ لَهُمْ بِأَنَّ هَذَا الْكَلَامَ لَا يَدْرِي مَا هُوَ أَوْ مَنْ قَالَ إنَّهُ صَنَّفَ هَذَا الْكِتَابَ وَأَمْثَالَ هَذِهِ الْمَعَاذِيرِ الَّتِي لَا يَقُولُهَا إلَّا جَاهِلٌ أَوْ مُنَافِقٌ ؛ بَلْ تَجِبُ عُقُوبَةُ كُلِّ مَنْ عَرَفَ حَالَهُمْ وَلَمْ يُعَاوِنْ عَلَى الْقِيَامِ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ الْقِيَامَ عَلَى هَؤُلَاءِ مِنْ أَعْظَمِ الْوَاجِبَاتِ ؛ لِأَنَّهُمْ أَفْسَدُوا الْعُقُولَ وَالْأَدْيَانَ "
ثم إن حديث: ( اذكروا محاسن موتاكم ) ضعيف لا يصح ضعفه العلامة الألباني ، وعثمان الخميس لا يريد منا السكوت على سيد قطب والغزالي فقط ، بل يريد الثناء عليهم أيضاً تغريراً بالعوام.
قال ابن أبي الدنيا في الصمت 553 - وحدثني أبو صالح قال : سمعت رافع بن أشرس قال : « كان يقال : إن من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه . قال : وأنا أقول : ومن عقوبة الفاسق المبتدع أن لا تذكر محاسنه ».
وبيان فساد كلام عثمان الخميس يطول شرحه والمراد هنا التنبيه .
تنبيه آخر: هذا الكتاب لعثمان الخميس وفيه هذا الكلام منشور في شبكة الإسلام العتيق للشيخ عبد العزيز الريس ! ، والواجب أن يحذفه إذ لا أحسب أنه يقر بهذا الكلام ، وقد سبق أن تم حذف مقال: ( الترجيح بين أقوال المعدلين والمجرحين لجميعة إحياء التراث ) لأخينا حمود الكثيري ، وهذا الكتاب لعثمان الخميس أولى بالحذف يا شيخ عبد العزيز ، بل كتاب أخينا حمود يستحق النشر كسابق فعلكم الذي لا أدري لم نكصتم عنه.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ثم علق الأخ عبد الله الخليفي: (لقد قام الشيخ الريس بحذف هذا الكتاب من الإسلام العتيق بل حذف تصنيف عثمان الخميس كاملاً وبلغني أنه حذف للحلبي بعض المقالات أيضاً ، فأشكره على تجاوبه وإلى مزيد من التآلف على الحق إن شاء الله تعالى).
و علق قبله الأخ حمود الكثيري: (جزيت خيراً أبا جعفر والخميس -هداه الله- له زلات خطيرة في هذا الباب كتمييعه في المقطع المشهور الكلام على سيد قطب، وكتوقيعه في جملة المدافعين عن القرضاوي الضال ، وكقوله أن الإخوان ليسوا فرقة بل حزب سياسي ، وكالتحامه الواضح مع جمعية إحياء التراث الإسلامي التي جرحها الكبار الكبار ومن عدلها ليس حجة أمام أدلة الجارحين ، وقد قال الشيخ حمد العثمان عنه: أقرب للقطبية منه للسلفية، وقد ذكر نفسه هو ثناء العلوان التكفيري عليه فالسلفي حتى لو بلغه ثناء من مبتدع لا يذكره وإن ذكره فإنه يبين حاله ....
ومن آخر ما وقع فيه الخميس عندما سئل في موقع تويتر هل أنت من السلف أم من الإخوان ؟ فقال أن لست منتمياً إلى (سقط) بعينه وإنما أنتمي إلى أمة الإسلام!!!
وهذا تلبيس واضح فالأشاعرة ينتمون إلى أمة الإسلامة بل الرافضة فهم يكررون هذه الدعوى !!!
والصورة في المرفقات:
http://www.alwaraqat.net/attachment....2&d=1337901980).