الحَمْدُلله الذي أنزَلَ كِتَابَه في أَوضحِ صورةٍ، وأبلغ بَيَّان، فأنَارَ به العقولَ، وأَزَالَ به ظلماتِ الشركِ، والكُفْرِ والعِصْيَانِ، ثمَّ الصلاة، والسلام على أشرفِ خلق اللهِ، وأفصحهم لسانًا، منْ أُوتى جوامِع الكِلم؛ نبينا مُحمَّدٍ عليه أفضلُ الصَّلاة والتَّسْلِيم أما بعد؛ فسلام الله عليكنَّ أخواتي، ورحمة الله، وبركاته.
أنزلنا رحالنا بينكنّ، ولهو شرف عظيم أن تطأ الأقدامُ هذا المنزل السلفي الكريم.
وبادئ ذي بدء أضع بين أيديكنّ- بإذن الله- ثلاث نوافذ كلهنّ يصببنّ في معالجة الأخطاء الشائعة في اللغة العربية.
النافذة الأولى: نحو لغة متعافية من الأخطاء الإملائية
وهي -كما موضح- تُعنى بالأخطاء الإملائية لا غير؛ ساعين إلى كتابات سليمة متعافية.
النافذة الثانية: معالجة الأخطاء الشائعة
نافذة تصب في معالجة الأخطاء اللُّغوية الشائعة بأشكالها كافة.
النافذة الثالثة: أخطاءٌ لُغَويَّة: التذكير والتأنيث.
أما هذه فتُعنى بالأخطاء في تذكير، وتأنيث الكلمات لاغير.
أسأل الله أن ينفعكن بها...
،،
فائدة في تعلم العربية: شيخ الإسلام ابن تيمية قال ابن تيميّة رحمه الله :" معلومٌ أنّ تعلمَ العربية وتعليمَ العربية فرضٌ على الكفاية ، وكان السّلف يؤدّبون أولادهم على الّلحن ، فنحن مأمورون أمرَ إيجابٍ أو أمرَ استحبابٍ أن نحفظ القانون العربي ، ونُصلح الألسن المائلة عنه ، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنّة ، والاقتداء بالعرب في خطابها ، فلو تُرك الّناس على لحنهم كان نقصًا وعيبًا " الفتاوى 32/252
وقال رحمه الله :" اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثّر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيرًا قويًّا بيّنًا ، ويؤثر أيضًا في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين ، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ ، وأيضًا فإنّ نفس الّلغة العربّية من الدين، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ، ولا يُفهم إلاّ بفهم الّلغة العربّية، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب " اقتضاء الصراط المستقيم ص 207
__________________
لا تلقَ مُبْتَدِعًا، ولا مُتزَنْدِقًا...إلا بِعَبْسَةِ مَالِكِ الغضْبانِ
,,
إنّ الذِي مَلأَ اللُّغاتِ مَحَاسِنًا...جَعَلَ الجَمَالَ، وسِرَّهُ فِي الضَّاْدِ