فائدة حديثية في الرجال حول "عمر بن أبي عمر" شيخ الحكيم الترمذي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن محمد بن علي الحكيم الترمذي صاحب كتاب "نوادر الأصول"، وكتاب "المنهيات" يروي عن شيخ اسمه "عمر بن أبي عمر"، وقد أكثر عنه، ولا تجد لهذا الشيخ ترجمة في كتب الرجال.
قال الجورقاني في الأباطيل: مجهول.
واستدرك عليه الحافظ ابن حجر وقال إنه معروف، وأنه ضعيف، ويظهر أنه ظنه عمر بن أبي عمر العبدي وذاك متروك وكذبه بعض المحدثين.
وكذا ظنه المزي أنه عمر بن أبي عمر العبدي.
وليس هو بالعبدي ولا بالكلاعي، لأنهما متقدمان عنه طبقة، فالذي يروي عنه الحكيم الترمذي متأخر يروي عن مسلم الفراهيدي وسعيد بن أبي مريم وعلي بن بحر وأصبغ بن الفرج وأضرابهم ممن مات بعد المائتين.
والعبدي متروك كذاب، والكلاعي مجهول كما قال الدارقطني وغيره، وقد ضعفه ابن عدي وقال: ليس بالمعروف حدث عَنْهُ بقية منكر الحديث عن الثقات.
وقال الذهبي: أحسبه عمر بن موسى الوجيهى.
والوجيهي متروك.
الخلاصة: ممن يعرف بالرواية ممن اسمه عمر بن أبي عمر ثلاثة:
الأول: عمر بن أبي عمر شيخ الحكيم، ووقع في الألئ للسيوطي تسميته مرة بـ الزمعي، ومرة بـ السويقي. ولم أقف للمتقدمين على كلام فيه سوى كلام الجورقاني.
ولكن هذا الراوي قد روى له الترمذي الحكيم في كتابيه "المنهيات"، و"نوادر الأصول" أكثر من مائتي رواية، وهذا العدد إذا درس وقورن بروايات الثقات أمكن عن طريقه معرفة حال الراوي لا سيما مع عدم وجود جرح أو تعديل له ما عدا قول الجورقاني.
وإذا وجدت وقتا درست مروياته إعطاء تصور دقيق عنه.
الثاني: عمر بن أبي عمر العبدي وهو متروك كذاب.
الثالث: عمر بن أبي عمر الكلاعي الدمشقي وهو مع تجهيل بعض العلماء له فهو منكر الحديث.
والله أعلم.
4/ 3/ 1437 هـ