نموذج من تناقضات إخوانية بين موقفهم من بعض حقوق الإنسان في تركيا والسعودية
في تركيا يقبض على آلاف البشر بتهمة الانتماء لجماعة كولن، ولا تجد إخوانيا معترضا ولا ممتعضا، بل يقبل الخبر بسعة صدر وراحة بال!
وعندهم ثقة تامة في الحكومة التركية.
والتهمة ما هي يا عباد الله؟
الانتماء!
والانتماء لجماعة كانت بنفس أفكارها اليوم حليفا لحزب العدالة والتنمية التركي، ولكن لكون زعيمها صار خصما للحزب، واتهم بعض أتباع كولن بعمل انقلاب، صار جميع أعضاء جماعة كولن انقلابيين ولو لم يكن له أي علاقة بالانقلاب!!
فلو سجنوا من سجنوه لكونه شارك في الانقلاب أو حتى مع توسيع الدائرة جدا، ولو قيل إنهم معذورون في ذلك، ولا نعترض على إجراءاتهم، فلماذا لا نتعامل مع غيرهم من الدول بنفس التعامل؟! ونفس المكيال، ونفس الميزان؟!
أما في السعودية وهي الدولة الحاكمة بشرع الله، والتي ما وفرت جهدا في الدفاع عن الإسلام وأهله، ومعروفة بنصرة المظلوم، وردع الظالم، وأنها محاربة من أهل الشر.
يقبض فيها على عشرات بتهمة التجسس أو الفساد أو الإرهاب مع وجود الأدلة بالعشرات أو المئات التي لا مجال فيها للشك، بل بعض التهم يعلمها عامة الناس علماً قطعياً.
ولم تسجنهم بسبب الانتماء كما فعلت تركيا، ولا سجنت عشر معشار من سجنتهم تركيا ..
فيتداعي الإخوان للدفاع عن حقوق الإنسان!
والدفاع عن الخونة والإرهابيين والفاسدين.
وليس هذا فعل الإخوان مع السعودية فقط بل مع كل دولة لا تدعم الإخوان!
وهذا يؤكد أنهم إخوان الشياطين.
وأنهم ضد تطبيق الشريعة.
وأنهم دعاة فساد وإفساد.
وأن كل خيانة وإرهاب وفساد فالإخوان لهم منه أوفر الحظ والنصيب بدون مبالغة ولا تقليل من شأنهم، ولا إعطائهم فوق حجمهم، فهم والماسونية تحت لحاف واحد!
والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
11/ 3/ 1439 هـ