الطريقة الخامسة والأخيرة
تخريج الحديث من خلال إحدى صفات السند أو المتن
هذه الطريقة تختلف عن الطرق الأربع التي مرت معنا لأن الثلاث طرق الأولى كان التخريج من خلال المتن ، والطريقة الرابعة كان التخريج من خلال السند أما هذه الطريقة فمن خلال السند أو المتن .
إذا كان عندك حديث تريد تخريجه فإنه يمكنك أن تخرجه بأي طريقة من الطرق السابقة أما الطريقة الخامسة فإنها تضيف شيئًا جديدًا ، وهو أنه إذا رأيت في حديثك صفة ظاهرة ، قد جمع العلماء الأحاديث المتصفة بها في كتب ، فراجع هذه الكتب فإنها تساعدك في تخريج حديثك . فمثلاً إذا كان الحديث قدسيًا ، أو مشهورًا على الألسنة ، أو مرسلا ، فإنك تراجع الكتب المؤلفة في هذا فتجدها قد خرجت حديثك .
مزايا هذه الطريقة :
تمتاز هذه الطريقة بأن التخريج بها سهل ميسور ، ذلك أن المؤلفات التي تجمع أحاديث صفة واحدة أحاديثها غالبًا قليلة ، فالتخريج منها سهل يسير .
ما يؤخذ عليها :
ويؤخذ على هذه الطريقة أن دائرتها محدودة ، فالأحاديث التي يمكن أن تخرج بها قليلة ، وسيتضح هذا جليًا عند الكلام على المؤلفات فيها[1] .
أولًا : الصفات التي تكون في متن الحديث :
إذا كان الحديث من الأحاديث القدسية فنبحث فيه عن الكتب الحديثية التي جمعت الأحاديث القدسية مثل كتاب " الاتحافات السنية بالأحاديث القدسية " للشيخ عبد الرؤوف المناوي .
و كتاب الأحاديث القدسية الأربعينية للشيخ العلاَّمة مُلاَّ عُلَى القارِي (ت 1014) رحمه الله تعالى .
وغير من الكتب التي جمعت الأحاديث القدسية .
طريقة البحث من خلال هذه الصفة [2]:
إذا وقع بين يدك حديثًا قدسيًا وتريد تخرج هذا الحديث فترجع إلى الكتب التي جمعت الأحاديث القدسية وتبحث عن الحديث من خلالها .
ثانيًا : الصفات التي تكون في سند الحديث :
ويرجع إلى هذه الطريقة في التخريج في حالة داله على صفة في سند الحديث مثل أن يكون الحديث متواتر ، فيرجع إلى الكتب الحديثيه التي جمعت الأحاديث المتواترة ، مثل كتاب " الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة " للحافظ السيوطي ، وكتاب " نظم المتناثر في الحديث المتواتر " للكتاني .
و إذا كان في الحديث صفة أخرى مثل أن يكون الحديث مسلسل فيرجع إلى الكتب الحديثية التي جمعت الأحاديث المسلسلة مثل كتاب " المسلسلات الكبرى " للسيوطي ، وكتاب " المناهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة " للأيوبي .
وكذلك إذا كان من صفات الحديث أنه مرسلًا فيرجع إلى الكتب المراسيل مثل كتاب " المراسيل " لأبي داود السجستاني ، وكتاب " المراسيل " لابن أبي حاتم .
وإذا كان في السند راوٍ ضعيف فيرجع إلى كتب الضعفاء والمتروكين والمجرومين مثل كتاب " ميزان الاعتدال " للذهبي ، ولسان الميزان " لابن حجر ، ، و " الضعفاء " لابن عدي وغيرهم .
ثالثًا : الصفات التي تكون في السند والمتن معًا
هناك بعض الصفات ربما تقع في السند والمتن معًا ، مثل العلة والشذوذ والابهام ، فيرجع إلى الكتب الحديثية التي اعتنت بجمع هذه الأحاديث .
يُرجع إلى كتب العلل كلها .
وبهذا القدر أكون قد انتهيت من هذا المختصر في " طرق تخرج الحديث النبوي والشريف "[3]، واسأل الله عز وجل أن ينفعني به وأن يكتب لي الأجر في الآخرة إنه جوادٌ كريمٌ .
كتبه / أبو أنس طارق بن أحمد طليب الفلسطيني
غزة – فلسطين
في يوم السبت الموافق 1/جمادى الأولى /1433ه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- طرق تخريج حديث (243) .
[2]- وإذا كان من صفات الحديث أنه ضعيف أو موضوع نبحث عن الحديث في الكتب التي جمعت الأحاديث الضعيفة والموضوعة مثل كتاب " الموضوعات " لابن الجوزي ، وكتاب " الفوائد المجموعة " للشوكاني ، وكتاب " السلسلة الضعيفة " للألباني ، وإذا كان الحديث من الأحاديث المشتهرة على الألسنة فيرجع فيها إلى الكتب التي جمعت الأحاديث المشتهرة مثل كتاب " المقاصد الحسنة " للسخاوي وقد تقدم الكلام عن هذا الكتاب بالتفصيل .
[3]- وهذه الدروس الكتيبة لا تغني عن الدروس النظرية العملية لأن المعلم يقوم بالتوجيه وضرب الأمثلة وذكر بعض أسماء الكتب وبعض الفوائد العلمية التي تطرح أثناء الدرس .