منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المحــاضــرات والخـطـب والـدروس > قسم الأشرطة الصوتية المفرغة

آخر المشاركات جواب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لمن سأله: (ما سبحان الله؟) (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          الرد على الكلام المنسوب للشيخ لزهر حول فضيلة الشيخ طلعت زهران، وحول كتابات العتيبي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-17-2011, 12:10 AM
أبو عبد الأعلى كمال المصرى أبو عبد الأعلى كمال المصرى غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 157
شكراً: 26
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي تفريغ خطبة جمعة [متظاهرون ومتظاهرات] - لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان - كاملة ومنسقة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه... وبعدُ:


تمر مصر الآن بفترة عصيبة لم تشهدها من قبلُ -من وجهة نظري القاصرة- إذ أكثر مَن كنا نحسن الظن بهم من دعاة مصر تبين لنا أنهم ليسوا على الجادة السلفية وقد أكد ذلك الكلام الشيخ رسلان نفسه.
فقد قال -بالنص- في هذه الخطبة:
(والذي نعتقده -بصراحة تامة بلا مواربة- أنّ أكثر المرشدين اليوم على غير الجادة السلفية! إذ أشعروا أمتهم -التي لا تزال عليها غيبوبة المستيقظ من نومه- أنّ مشكلتها سياسية! وهي لم ترفع بعد قدميها عن سرير النوم فإذا بها تُدعى للعدو إلى سرير المُلك! في بهرجٍ لا يترك لها عقلاً تُفكر به!
ويا لها من جريمة لأنها تحريف لها عن معرفة الداء؛ فكيف الاهتداءُ إلى الدواء؟!
ويا لها من مصيبة لأنها صد عن سبيل الله المتمثلة في تعليم الكتاب والسنّة وتعظيمهما والاحتفاء بمجالس أهلهما إلى تعلّم السياسات العصرية والعكوف على مصادرها من إعلام مرئي ومسموع وجرائد ومجلات -الصدق فيها ممنوع- حتى إنه ليمضى -على مَن ذي تاره الكتاب والسنّة وشعاره الفيديو ومجلة البيان والسنّة- يومُه بل أسبوعُه بل ربما شهرُه لا يجد وقتًا ولا شوقًا إلى آية من كتاب الله! وسله إن شئتَ منذ كم لم يرفع الغُبار عن الصحيحين؟! على حين عدم غفلته عن جريدة اليوم وخبر الحين! والأمر لله)اهـ.

لعبةٌ قذرة يشيعها هؤلاء الآن في هذه الأمّة المرحومة، لأنهم يمررون الباطلَ على أنه الحق الصراح، وما هو إلا مخ الباطل كُسي بلحاء الحق بدعاوى فارغة ولا حق فيه. اللهم سلم، سلم.. رحماكَ يا رب بشباب مصر المضحوك عليه من قبل أدعياء السلفية!

الخطبة كالعادة مليئة بالفوائد الزوائد:
رد الشيخ فيها على [التكفيري الضال] [محمد عبد المقصود] الذي دعا النساء إلى الخروج في المظاهرات يوم الجمعة القادم، فإلى الله المشتكى.

وتحدث الشيخ فيها عما يُحاك لمصر ابتداءًا وللدول الإسلامية والعربية تبعًا وانتهاءًا؛ فقد قال -حفظه الله-: (يُراد تفكيك المجتمعات الإسلامية وإعادة تركيبها كما هو الشأن وكما هو حاصلٌ في مصر وفي اليمن وفي ليبيا وحدث قبلُ في العراق وحدث قبله في أفغانستان ويحدث اليوم في سوريا وفي الأردن وكذلك في المغرب وفي البحرين ويُعدُّ لمد الخط على استقامته والقوم يتشبثون بخيوطٍ من هواء!)

وتحدث الشيخ فيها عن (الفوضى الخلاقة) ومصطلح الـ (لا عُنف) الذي أسسه (غاندي).

وأخيراً تحدث الشيخ عن الحل للخروج من هذه الأزمة فوصفه بوصف قل أن تجد له نظير.
لكن أقتصر منه على هذه الجملة الجامعة المانعة: (إن استقامت عقيدتكم واستقام اتباعكم استقامت سياساتكم واستقامت حيواتكم)اهـ.

وبالجملة فالخطبة مليئة بحبات الدر واللآلئ تحدث فيها الشيخ عن أشياء أخر؛ فلتراجع.

صورة واجهة التفريغ:

لتحميل التفريغ في صيغة ملف PDF جاهز للطباعة والنشر [16 ورقة]:
اضغط هنا للتحميل من المرفقات.

__________________
يقول العلامة ربيع المدخلى حفظه الله
"وقبول النصح واتباع الحق من أوجب الواجبات على المسلمين جميعاً من أي مصدر كان، ولا يجوز للمسلم أن يستصغر الناصح أو يحتقره مهما كان شأنه.
وأعوذ بالله أن أرد نصيحة أو أدافع عن خطأ أو باطل صدر مني فإن هذا الأسلوب المنكر إنما هو من طرق أهل الفساد والكبر والعناد، ومن شأن الذين إذا ذكروا لا يذكرون وأعوذ بالله من هذه الصفات القبيحة.
انتهى كلامه حفظه الله ورعاه وزاده علما وأدبا وورعا وتواضعا وامد الله لنا فى عمره وأماته على التوحيد الخالص
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-17-2011, 12:11 AM
أبو عبد الأعلى كمال المصرى أبو عبد الأعلى كمال المصرى غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 157
شكراً: 26
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي

التفريغ [القراءة المباشرة]:
(متظاهرون ومتظاهرات!!) ([1])
إن الحمدَ لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضلّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:70].
أمّا بعدُ؛ فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم-، وشرّ الأمور محدثاتها وكلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة وكلَّ ضلالة في النار.
أمّا بعدُ:
فما أشبهَ الليلةَ بالبارحة، فهذه صفحةٌ من ملف الجزائر، نتأمل أحداثها وننظر أثناءها ونتلفت حولنا فنرى تطابق الأحداث وتشاكل الوقائع؛ فلنستلهم العِبرة قبل ألا تنقطع العَبرة.
قال (عائضٌ القرني) -في خطبة جمعة في إبّان ما وقع في الجزائر وما مُهد لوقوعه- : (والذي نفسي بيده لقد خرج في الجزائر في يومٍ واحد سبعمائة ألف امرأة مسلّمة متحجبة يطالبن بتحكيم شرع الله).
ويا لها من مصيبةٍ حين يهون عليه اسم الله! فيقسم به على عدد وهمي خيالي، ويقسم على قضية خاسرة دنيا وأخرى.
ففي المظاهرة الموروثة من الكفار والشيوعيين يُبذل اسم الله الأعظم!
ألم يقل الله -جلّ وعلا- : ﴿أوَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النحل:94].
أبأمّةٍ انقرض ذكورها حتى خرج إناثها تفتخر أيها الخطيب؟!
أبالخروج من البيت تحكم المرأة بشرع الله؟! أليس في شرع الله قول الله -جلّ وعلا- : ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [الأحزاب:33].
كان عليه أن يقول لهنَّ: ابدأنّ بأنفسكنّ وحكمنّ الشرع ثم طالبنّ غيركنّ بذلك الطريق المشروع أم أنّ السياسية الوضعية لم تترك له مجالاً ولا لمَن افتخر به ليفكروا في حدود الشرع.
لقد خرجت عائشة -رضي الله تبارك وتعالى عنها- يوم الجمل فلم يحمدها عليه الصحابة ولا هي حمدت فعلها؛ فقد قال ابن حجر -رحمه الله- : وقد أخرج الطبري بسندٍ صحيحٍ عن أبي يزيد المديني قال: قال عمار بن ياسر -رضي الله عنه وعن أبيه وعن أمّه وعن الصحابة أجمعين- قال عمار لعائشة -رضي الله عنهما- لمّا فرغوا من الجمل: ما أبعد هذا المسيرَ عن العهد الذي عُهد إليكنّ!
يشير إلى قوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)، فقالت: أبو اليقظان؟ قال: نعم. قالت: والله إنكَ -ما علمتُ- لقوالٌ بالحق. قال: الحمد لله الذي قضى لي على لسانكِ -رضي الله تبارك وتعالى عنه وعنها وعن الصحابة أجمعين-.
أما بلغ القوم أن عائشة -رضي الله تبارك وتعالى عنها- كانت تبكي على خروجها هذا بكاءً شديداً؛ فعن قيس بن حازم قال: لما أقبلتُ عائشة بلغت مياه بني عامر ليلاً، فنبحت الكلابُ، فقالت: أي ماءٍ هذا؟ قالوا: ماء الحَوْءَبِ. قالت: ما أظنني إلا راجعة، فقال بعضُ مَن كان معها: بل تقدمين فيراكِ المسلّمون فيصلح الله ذات بينِهم.
قالت: إن رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- قال لها ذات يوم: (كيف بإحداكنّ تنبح عليها كلاب الحَوْءَبِ). رواه أحمد وابن حبان وصححه هو والحاكم والذهبي وابن كثير وقال ابن حجر: وسنده على شرط الصحيح. وقال الألباني: إسناده صحيحٌ جداً.
فتأمل قوله: فيراكِ المسلّمون فيصلح اللهُ ذات بينِهم، وما بين هذه النية ونية المتظاهرات في أن يراهنّ الناسُ فيتشجع بهنّ المؤمنون ويتصاغر المجرمون -في زعمهنّ-!!
تأمل في الفرق بين هذا وهذا، بين هذه النية وتلكَ مع الفرق الواضح بين فعل عائشة هذا الذي لم تبتغِ به سوى الإصلاح بين أبنائها المؤمنين وحقن دمائهم وبين فعل المتظاهرات الداخلات في السياسة.
قال الزيلعي -في (نصب الراية)- : وقد أظهرت عائشة الندم.
كما أخرجه ابن عبد البر في كتاب (الاستيعاب) عن ابن أبي عتيق -وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق- قال: قالت عائشة لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيتُ رجلاًَ غلب عليكِ -يعني ابن الزبير وهو ابن أختها أسماء رضي الله عنهم أجمعين- فقالت: أما والله لو نهيتني ما خرجتُ.
فكانت عائشة -رضي الله تبارك وتعالى عنها- تقرُّ بخطئها في الخروج مع أنها ما كانت إلا متأولةً قاصدةً للخير مريدةً للصلح بين أبنائها المؤمنين تسعى لحقن الدماء ودرء القتال.
وعائشة هي عائشة! هي أم المؤمنين -رضي الله تبارك وتعالى عنها- وهي زوج نبينا الكريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- دنيا وآخرة.
قال الذهبي -رحمه الله- وذكره ثم ذكر روايةً أخرى منه فيها: أن خروجها هذا جعلها تعدل عن تحديث نفسها في الدفن في حجرتها كما كانت ترغب.
وعن إسماعيل بن أبي خالدٍ عن قيسٍ قال: قالت عائشة: وكانت تُحدّث نفسها أن تُدفن في بيتها؛ فقالت: إني أحدثتُ بعد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حدثاً، ادفنوني مع أزواجه فدُفنت بالبقيع -رضي الله تبارك وتعالى عنها-.
قال الذهبي -في (السير)- :قلتُ: تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل؛ فإنها ندمت ندامةً كليةً وتابت من ذلك، على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولةً قاصدةً للخير، كما اجتهد طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وجماعة من الكبار -رضي الله عن الجميع- وروى هذا الأثر ابن سعدٍ في الطبقات والحاكم في المستدرك.
ولا تنسَ أن عائشة -رضي الله تبارك وتعالى- عنها أم المؤمنين جميعاً، فأين هؤلاء منها؟!
ولذلك روى البخاري عن أبي مريمَ -عبد الله بن زياد الأسدي- قال: لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر وحسن بن علي فقدما علينا الكوفة فصعدا المنبر فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل من الحسن فاجتمعنا إليه فسمعتُ عماراً يقول: إنَّ عائشة قد صارت إلى البصرة، والله إنها لزوجة نبيكم -صلّى الله عليه وسلّم- في الدنيا والآخرة ولكنّ الله -تبارك وتعالى- ابتلاكم ليعلمَ إياه تطيعون أم هي؟! وإنها لزوج نبيكم -صلّى الله عليه وسلّم- في الدنيا والآخرة ولكنّ الله -تبارك وتعالى- ابتلاكم ليعلمَ إياه تطيعون -صلّى الله وسلّم وبارك عليه- أم هي؟!
رحم الله -تبارك وتعالى- زماناً كان أهله يستنبطون حكم الله في المسائل السياسية بمجرد دخول النساء فيها ويجزمون بفسادها ولو كان فيها أم المؤمنين -رضي الله تبارك وتعالى عنها-.
فقد روى البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن أبي بكرة -رضي الله عنه- قال: لقد نفعني الله بكلمةٍ سمعتها من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أيام الجمل بعدما كدتُ أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم، قال: لما بلغ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنّ أهل فارس قد ملّكوا عليهم بنت كسرى قال: (لن يُفلح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة).
قال: فنفعني الله -تبارك وتعالى- بهذا القول من رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فلم ألحق بهم ولم أشهدها لا مقاتلاً ولا ناظراً -رضي الله تبارك وتعالى عنه-.
لن يُفلح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة، فكيف يزعم (الحوالي) عندما كان يعاني شرح العقيدة الطحاوية: (أن المظاهرة النسوية أسلوبٌ من أسلوب الدعوة والتأثير!) هذه والله داهيةُ الدواهي!
وهذا (سلمان) يُسَرُّ بخروج النساء للمظاهرة؛ فيقول في شريط سماه (للنساء فقط): (إننا سمعنا في البلاد الأخرى أخباراً سارة عن العودة الصادقة -خاصةً في أوساط الفتيات- إلى الله -عزّ وجلّ- كل الناس سمعوا بالمظاهرة الصاخبة في الجزائر وقادتها مجموعة من النساء وبلغ العدد فيها ما يزيد على مئات الألوف).
تالله إنَّ أمر هؤلاء لعجيب! مَن كان يتصور أن جزيرة العرب بعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- سوف تلد أمثال هؤلاء!
أبعد حياة العفة التي حافظ عليها مسلموها يجيء (سفر وسلمان والقرنيّ) إلى النساء ليخرجوهنّ من بيت عِزهنّ تكثرًا بهن وتقويًا بالقوارير؟!
و(القرني) يؤكده بالقسم و(سلمان) يهيجها لتصبر على الدبابة و(سفر) يبين الأثر العميق في خروج المرأة للمظاهرة!
انتهت هذه الصفحة من ملف الجزائر المصبوغ بالدماء ومتناثر الأشلاء وانتهت أقوال شيوخ الفتنة والضلال، وهذه صفحةٌ تُنشر من ملف مصر سترى التطابق بينها وبين تلك حذو النّعل بالنّعل!
وقد تعجب لذلك ولكني لا أعجب له لأني أعلم أن هؤلاء وهؤلاء عن مورد واحد يصدرون.
استُضيف شيخٌ من شيوخ الضلالة في برنامج في قناة من قنوات التضليل الفضائية ودار هذا الحوار:
قال مُقَدِّم البرنامج: الأخت بتسأل حضرتك عن دور المرأة يوم 29/7 ينزلوا الميدان ولاّ لأ؟
هكذا قال، وقد عافاني الله -تبارك وتعالى- مما ابتلى به غيري؛ فأنا لا أسمعهم، ولا أنظر إليهم، ولا أملك ما يُنظر به إليهم، ولا ما به يُسمعون والحمد لله وله المنة وحده ولكن هذا نقلٌ مُوَثَّقٌ.
يقول: ينزلوا الميدان ولاّ لأ؟
لا أدري -وهو في عُجْمَتِه الغالبة والتواء لسانه على العربية التي لا يستطيع أن يقيمها لسانه- هل أراد أن يأتي بالضمير هكذا للذكور في جماعتهم أم وقع منه ذلك لإغراقه في عاميته!
يتكلم عن النساء ويقول: ينزلوا الميدان! صرن ذكورًا! فهل أراد ذلك؟ وأنهن إذا خرجن فقد خرجن من حد الأنوثة إلى حد الذكورة أم أنه يجري على التعبير الدارج في مثل ذلك بلا مبالاة؟!
لا يعنينا هذا ما قاله.
فرد عليه شيخ الضلالة المستضاف ([2]) واسمه فيه خطأ عقدي؛ لأن الاسم الذي عُبِّدَ له ليس من أسماء الله -تبارك وتعالى- الحسنى فحتى اسمه خطأ!
قال: والله تنزل! -مُقسماً كما فعل سابقه- والله تنزل! النساء شقائق الرجال، النساء شقائق الرجال، ما دامت الأمور آمنة ولا شيء يُخشى منه، خلاص تنزل المرأة ليه ما تنزلش؟!
إي والله ليه ما تنزلش؟! تنزل! تُكثِّر سواد أهل الحق، آه تُكثِّر سواد الشعب الموجود.
قال مُقَدِّم البرنامج -بسماجة معهودة!- مازحًا- : بس المهم إن هي لابسة السواد يعني؟
تُكثِّر سوادهم، فضحك.
فقال مقدِّم البرنامج: فيه اللي حضرتك..
فقاطعه؛ قال: انته عارف -انته هذه من ضمائر الخطاب، خطاب المفرد المذكر وهي من ضمائر الرفع البارزة المنفصلة، انته! في قاموس العامية الحديث المُلحق بذيل لسان العرب!!
انته عارف إن سيدنا عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- لمّا عمر عيّن ستة -رضي الله تعالى عنه- وآل الأمر إلى عبد الرحمن بن عوف جعل يسأل الناس حتى سأل النساء في خدورهنّ، حتى سأل النساء في الخدور، مَن يخترنّ؟
فيعني دي مسائل موجودة في التاريخ الإسلامي؛ فأنا بقول لحضرتِك: انزلي! انتهى كلامه.
ولا أدري -ولا الغُول والعَنْقَاء يدريان- موطنَ الاستدلال بهذه القصة التي ذُكر فيها عبد الرحمن بن عوف -رضي الله تبارك وتعالى عنه-.
ما هي علاقة الاعتصامات والمظاهرات بسؤال النساء في خدورهن؟!
النساء في خدورهن يعتصمن في الخدور! ضد الرجال في البيوت!
الستة الذين عيّنهم عمر -رضي الله عنه- هم: (عثمان وعلي والزبير وطلحة وسعد وعبد الرحمن بن عوف) -رضي الله عنهم- والروايات تذكر أنّ هؤلاء هم أهل الشورى دون غيرهم وهي ثابتة صحيحة.
إنهم أهل الشورى دون غيرهم، ذكر ذلك ابن جرير في (التاريخ) وابن الأثير في (تاريخه) والذهبي في (تاريخ الإسلام) والحافظ في (الفتح) وأجلّ مَن ذكر ذلك البخاري في (الصحيح) وليس عند هؤلاء جميعًا أن عبد الرحمن -رضي الله عنه- استشار النساء!
وإنما يذكرون أنه استشار الرجال كما قال الحافظ وأنه دار تلك الليلة على الصحابة وعلى مَن في المدينة من أشراف الناس؛ فهؤلاء هم أهل الحَل والعَقْد لا يخلو برجل منهم إلا أمره -أي أمره الرجل- بعثمان -رضي الله تبارك وتعالى عنه- وهكذا عند البقية المذكورين مع الحافظ، ما ذكر أحدٌ منهم قط استشارة النساء.
قصة استشارة عبد الرحمن النساء ليس لها سند! ذكرها ابن كثير في (البداية والنهاية) بدون سند، ومعنى ذلك أنها لا أصلَ لها! أي لا وجود لها بسندٍ يصح في كتب السنّة كما قاله أكثر من واحد من العلماء منهم شيخ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله تعالى-.
ومما يدل على أن ذكر استشارة النساء لا أصل لها أنّ أهل التاريخ كما مرّ لم يذكروها حتى بدون سند باستثناء ابن كثير.
أثر عبد الرحمن -رضي الله عنه- ذكره أبو نعيم في (الحِلية) من طريق إسحق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة وهو -متروك- من طريق إسحق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة وهو -متروك- فالأثر ضعيفٌ جدًا ولا يُستدل به ولا يُحتج به.
بل لا يجوز أن تُنسب هذه القصة إلى عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- لأنها مُنكرة وهي منطوية على نسبة المخالفة لعبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- وما كان لعبد الرحمن أن يخالفَ -رضي الله عنه- فِعْل رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وفِعْل الصحابة من قبله -رضي الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين-.
لقد اتخذ الجميع من السياسية جارحة صيد يجمعون بها الرَّبوة -يجمعون بها الرَّبوة- واتخذها أعداؤهم آلة كيد يجهضون بها الدعوة، ولم يمضِ إلا زمنٌ يسيرٌ وإذا بالجميع بحمئة الفتن يُكوى، نسأل الله السلامة والعافية.
هؤلاء الذين اقتحموا المجال السياسي يُلبِّسون على الأمّة أنّ مشكلتها سياسية لا شرعية ولا عَقَدِيَّة، والسياسية من الدين ولكنها السياسية الشرعية.
ولكنْ هؤلاء لبَّسوا على الأمّة؛ فأفهموا الناس أنّ مشكلتهم سياسية لا عَقَدِيَّة ولا شرعية، نُصب لهم الفخ السياسي التعددية الحزبية وقيل للناس: هل أنتم متحزبون؟ لعلنا نتّبع الكثرة إن كانوا هم الغالبين؛ فاستجاب لهم أصحابُ الوعي السياسي -زعموا- على بكرة أبيهم من الجماعات الإسلامية التي هي على مستوى تحديات العصر -فيما يُزعم-.
والحقيقة أنّ هؤلاء لم يجيبوا لذلك إلا لأنهم يكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع! الفزع الذي هو أكبر الجهاد ألا وهو بث العلم الشرعي: (قال اللهُ، قال رسولُه، قال الصحابةُ).
اليد الشعبية تتصيدهم حزبًا حزبًا، وخَطَبَ العدو دعاة الحماسة وتم النكاحُ حتى تخلقت الحزبية في ظلماتٍ ثلاث:
1- ظلمة الجهل بالشريعة.
2- وظلمة إغلاق العقل عند شباب حديد بالطبيعة.
3- وظلمة الاستفزاز الخارجي الذي لا يألوهم خبالاً ولا مكراً ولا خديعة.
ولنعد إلى إشارة عابرة لما وقع في الجزائر؛ فإنّ الفصل الختامي من مسرحية الجزائر قد كُتب ونحن هنا في مصر في الفصل قبل الختامي.
كوّن (علي بن حاج) حزبه في ليل من السياسية غاسِق وسموه (جبهة الإنقاذ الإسلامية) ومن يومها والجزائر تستغيث هل من منقذٍ؟! وهنا كوّنوا الأحزاب ويقولون: إسلامية! إسلامية!
ما أشبه الليلةَ بالبارحة! وما أشدّ التطابق بين النعلين!
حقيقةً؛ إن فتنة هؤلاء الخطباء في قومهم أعظمُ فتنةٍ لأنهم مُلَقِّحُوها، ويا عجبًا كيف لا يُقلدون عارها وقد أضرموا نارها؟! كيف لا يُقلدون عارها وقد أضرموا نارها؟! وهم أدوات في أيدي عدوهم يُحركها كيف يشاء.
قال خبير الفتن حذيفة بن اليمان -رضي الله تبارك وتعالى عنهما-: (إنّ الفتنة وُكلت بثلاث:
1- بالحادِ النِحْرير الذي لا يرتفع له شيء إلا قمعه بالسيف.
2- وبالخطيب الذي يدعو إليها.
3- وبالسيّد.
فأمّا هذان فتبطحهما لوجوههما، وأمّا السيّد فتبحثه حتى تبلوا ما عنده).
رواه نعيم بن حمّاد في (الفتن)، وابن أبي شيبة وأحمد في (الزهد)، وأبو نعيم في (الحِلية) واللفظ له وأبو عمرو الدارمي في (السنن الواردة في الفتن).
لقد مَنَّ اللهُ -تبارك وتعالى- على الأمّة في هذا العصر بيقظة وانتباه وأراد الشباب أن يعود إلى الدين عودًا حميدًا؛ فتخطفته أيدي المتحزبين فبددته وشتت جمعه وضيعت قواه وهذا غِشٌ للمسلمين! لأن التحزب ينفخ فيهم غرورًا وقد رأي الناس عاقته في بلاد الإسلام!
الحمد لله الذي أيقظنا إلا أننا في أول الفطنة ما أحوجه إلى ترشيد، على عِوج في المتابعة ما أحوجه إلى تسديد؛ فنحن كصبي عطشان قد فرح به أبواه لنباهته فتركاه يروي عطشه بيده! فلا يُؤمن عليه أن يتناول السَّمَ الزُّعاف أو سقياه ماءً زُلالاً دون رويةٍ في رعاية إذاً لأوشك أن يَشْرَقَ فيهلكَ.
والذي نعتقده -بصراحة تامة بلا مواربة- أنّ أكثر المرشدين اليوم على غير الجادة السلفية! إذ أشعروا أمتهم -التي لا تزال عليها غيبوبة المستيقظ من نومه- أنّ مشكلتها سياسية! وهي لم ترفع بعد قدميها عن سرير النوم فإذا بها تُدعى للعدو إلى سرير المُلك! في بهرجٍ لا يترك لها عقلاً تُفكر به!
ويا لها من جريمة لأنها تحريف لها عن معرفة الداء؛ فكيف الاهتداءُ إلى الدواء؟!
ويا لها من مصيبة لأنها صد عن سبيل الله المتمثلة في تعليم الكتاب والسنّة وتعظيمهما والاحتفاء بمجالس أهلهما إلى تعلّم السياسات العصرية والعكوف على مصادرها من إعلام مرئي ومسموع وجرائد ومجلات -الصدق فيها ممنوع- حتى إنه ليمضى -على مَن ذي تاره الكتاب والسنّة وشعاره الفيديو ومجلة البيان والسنّة- يومُه بل أسبوعُه بل ربما شهرُه لا يجد وقتًا ولا شوقًا إلى آية من كتاب الله! وسله إن شئتَ منذ كم لم يرفع الغُبار عن الصحيحين؟! على حين عدم غفلته عن جريدة اليوم وخبر الحين! والأمر لله.
ولا تُسارع إلى إنكار هذا لأنني ما جئتك بعلم حتى تناقشه وإنما هو خبر الواقع! فكيف تناقشه؟!
روى أبو نعيم بإسناده عن رجل من أشجع قال: سمع الناس بالمدائن أن سلمان -يعني الفارسي رضي الله عنه- في المسجد فأتوه فجعلوا يثوبون إليه حتى اجتمع إليه نحو من ألف، قال: فقام فجعل يقول: اجلسوا اجلسوا فلما جلس فتح سورة يُوسف يقرأها فجعلوا يتصدعون ويذهبون حتى بقي في نحو من مائة! لما تلا عليهم كتاب الله تفرقوا فغضب وقال: آذخرف من القول أردتم؟! ثم قرأتُ كتاب الله عليكم فذهبتم!
ولعل اختيار سلمان -رضي الله عنه- لسورة يُوسف -عليه السلام- دون غيرها لما فيها من معاني القناعة بقصص كتاب الله دون ما تصبو إليه النفوس من حكايات وأحاجي وهو قول الله: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ [يوسف:3]. واقتداءًا بالنبي -صلّى الله عليه وسلّم- حين سُئل قصصًا غير قصص القرآن فتلا عليهم ما أنزل الله -جلّ وعلا- من هذه السورة.
وكذلك فعل عمر -رضي الله عنه- حين رأى مَن أقبل على كتاب في عجائب الأولين، فرضي الله عنهم جميعاً، ما أشدّ حرصهم على الهدي النبوي الكريم!
قال ابن الجوزي في (مناقب أحمد): قال عبد الرحمن الطيب -رحمه الله-: اعتلّ أحمد بن حنبل وبِشر بن الحارث فكنتُ أدخل على بِشر فأقول: كيف تجدُك؟ فيحمد الله ثم يخبرني؛ فيقول: أحمدُ اللهَ إليكَ، أجد كذا وكذا. وأدخل على أبي عبد الله أحمد بن حنبل؛ فأقول: كيف تجدُكَ يا أبا عبد الله؟ فيقول: بخير.
فقلتُ له يومًا: إن أخاك بِشرًا عليلٌ وأسأله عن حاله فيبدأ بحمد الله ثم يخبرني، فقال لي أحمد: سله عمن أخذ هذا؟ فقلتُ له: إني أهاب أن أسأله، فقال: قل له: قال لك أخوك أبو عبد الله عمن أخذتَ هذا؟
قال: فدخلتُ إلى بِشرٍ فعرَّفته ما قال أبو عبد الله، فقال لي بِشرٌ: أبو عبد الله لا يريد الشيء إلا بالإسناد: عن ابن عَون، عن ابن سيرين: (إذا حَمِدَ اللهَ العبدُ قبل الشكوى لم تكن شكوى).
وإنما أقول لكَ: أجدُ كذا وكذا أعرف قدرة الله فيّ. قال: فخرجتُ من عنده فمضيتُ إلى أبي عبد الله فعرَّفته ما قال بِشرٌ، فكنتُ بعد ذلك إذا دخلتُ إلى أحمد يقول: أحمدُ اللهَ إليكَ، ثم يذكر ما يجده.
يتبع الأثر ولا يفتات على الدين وإذا ظهر الدليلُ فلا كلامَ لأحد! فكيف إذا كان الدليلُ: قال اللهُ، قال رسولُه -صلّى الله وسلّم وبارك عليه-.
ومِن عجب أن هذا هو الذي كان يُعلَّم قَبْلُ، فلما وقع ما وقع وصار الناس إلى ما صاروا إليه تبدلت أحوالٌ وتغيرت أمورٌ والعاصِمُ الله لا عاصمَ من السوء سواه.
نسأل الله -رب العالمين- أن يعصمنا -جميعًا- من الخَطَل والزلل ومن الفتنة والشرك إنه على كل شيء قدير وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

يُتبع...
__________________
يقول العلامة ربيع المدخلى حفظه الله
"وقبول النصح واتباع الحق من أوجب الواجبات على المسلمين جميعاً من أي مصدر كان، ولا يجوز للمسلم أن يستصغر الناصح أو يحتقره مهما كان شأنه.
وأعوذ بالله أن أرد نصيحة أو أدافع عن خطأ أو باطل صدر مني فإن هذا الأسلوب المنكر إنما هو من طرق أهل الفساد والكبر والعناد، ومن شأن الذين إذا ذكروا لا يذكرون وأعوذ بالله من هذه الصفات القبيحة.
انتهى كلامه حفظه الله ورعاه وزاده علما وأدبا وورعا وتواضعا وامد الله لنا فى عمره وأماته على التوحيد الخالص
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-17-2011, 12:12 AM
أبو عبد الأعلى كمال المصرى أبو عبد الأعلى كمال المصرى غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 157
شكراً: 26
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي

الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له هو يتولى الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- صلاةً وسلامًا دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
أمّا بعدُ:
فقد قال سفيانُ -رحمه الله تعالى- : (إنْ استطعتَ ألا تَحُكَّ جِلدكَ بِظُفْرِكَ إلا بأثرٍ وسنّةٍ فافعلْ)
فيسأل الرجل متكلمًا في الدين: أيأذن لامرأته أن تخرج للتظاهر والاعتصام هاتفةً زاعقةً مُلّوحةً بمعصمٍ مكشوفٍ ونَحْرِ؟!
الأصل أن المسلم إذا سأل مَن سأل ألا يقبل منه قولاً إلا بدليل وهاكَ الدليل يسأله آخرج وتخرج بإذني؟! فيقول: سأخرج أنا وأم فلان -يعني امرأته-!!
هذا الدليل في صحيح البخاري؟! أين هذا الدليل؟! مَن الذي يُعتبر بفعله؟! رسولُ الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فهذا دليلٌ يقول! هذا دليلٌ عليلٌ بل ميتٌ.
وآخر يقول: فليخرجن إذا كانت المرأة ستخرج مع محرم لها فلا بأس!
هذا أمرٌ عجيب يعني سيكون الناس هذا مع امرأته وهو لها محرم ثم هذه مع محرمها ويكونون هكذا أوزاعًا متفرقين؟! أم أجسادًا متلاحمين؟! أم سيكون النساء وحدهن ويكون الرجال وحدهم؟! فإذا فُرغ من الأمر ذهب كلٌ ليبحثَ عن قرينته!! أين برنامج الخروج؟!
تعلمون -باركَ الله فيكم- أنه لمّا أعلن الرئيس المصري تخليه عن الحُكم وسقط النظام خطب الرئيس الأمريكي خطبةً شِعرية عاطفية أعربت عن مكنون نفسه الصليبية وحقده الصهيوني، قال -عقب سقوط النظام في مصر- : (ما أشبه ما يحدث الآن في مصر بسقوط حائط بِرلين).
ما وراء ذلك؟! ومعلومٌ أنه بعد أن هُزم النازي في الحرب العالمية الثانية تم تقسيم ألمانيا وأُقيم حائط بِرلين يفصل بين إيديولوجيتين إلى عقيدتين يفصل بين عقيدتين بين توجهين بين نظامين يحكمان القلوب والأرواح ويحكمون الأبدان والمال.
(حائط بِرلين) كان يفصل بين دول أوروبا الشرقية وهي شيوعية اشتراكية وما هنالك من المعسكر الغربي بالديمقراطية والرأسمالية ثم انهار (حائط برلين) فدخلت دول أوروبا الشرقية في الديمقراطية والرأسمالية وتخلت عن الاشتراكية والشيوعية. والرجل يقول -وكلمة الرجل هذه خسارة فيه- يقول: (ما أشبه ما يحدث في مصر بسقوط حائط بِرلين)
لأن مصر هي الجدار العازل بين الديمقراطية الكفرية الشركية الغربية وما هنالك وراءها من النظام الرأسمالي وما يتأتى من الشرق أيضًا من إلحادٍ ووثنية واشتراكية وشيوعية وما وراء ذلك من عالم إسلامي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ إلى آدم -عليه السلام- فكل الأنبياء جاءوا بالإسلام بتوحيد المليك العلام إلى أن جاء النبي الهمام -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بالإسلام بالمعنى العام وبالمعنى الخاص فلا يُقبل دينٌ سواه.
لمّا سقطت مصر سقط (حائط برلين) تدخل الدول الإسلامية في النظام الديمقراطي الرأسمالي تاركةً إسلامها كما دخلت دول أوروبا الشرقية في الديمقراطية والرأسمالية مُخلِّفةً وراءها شيوعيتها واشتراكيتها.
كلمة لها خبير ورددها الرئيس الروسي من أيام لا تزيد على أسبوعين؛ فقال: (ما يحدث في الشرق العربي الإسلامي مثلُ ما حدث بسقوط حائط برلين) حذو النعل بالنعل!
القوم يفهمون ولكنّ قومي لا يعون ولا يفهمون بل ولا يريدون أن يفهموا ولا أن يعوا، فإلى الله المُشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بل إنَّ نائب الرئيس الروسي -وكان رئيسًا لروسيا قبل رئيسها الحالي وهو الآن نائبه- قال -لما وقع ما وقع في ليبيا وتتابعت حبات العِقْد منفرطةً من سلكها لما قُطع- قال: (إن الذي يجري في المنطقة الإسلامية العربية هو حرب صليبية وهدفها في النهاية الاستحواذ على الثروة في المنطقة).
فهمهما ولم يفهمها الدعاة إلى الله!! فإلى الله المشتكى.
تعلمون معنى (الفوضى الخَلاّقة) وهي -في عبارة موجزة- : (تفكيك المجتمع المصري وإعادة تركيبه على الأجندة الأمريكية).
تفكيك وتركيب: تفكيك المجتمع المصري ليتحللَ من موروثه من تراثه من قيمه من مبادئه.
هذه المنطقة -التي يدور فيها اليوم الصراع- هي نهضة النبوات ومبعث الأنبياء والمرسلين؛ فهذه أرضُ الكرامة أرض العبودية الحقة لله رب العالمين.
يُراد تفكيك المجتمعات الإسلامية وإعادة تركيبها كما هو الشأن وكما هو حاصلٌ في مصر وفي اليمن وفي ليبيا وحدث قبلُ في العراق وحدث قبله في أفغانستان ويحدث اليوم في سوريا وفي الأردن وكذلك في المغرب وفي البحرين ويُعدُّ لمد الخط على استقامته والقوم يتشبثون بخيوطٍ من هواء!
يا هؤلاء! إني لأري الملكَ عاريًا!!
تذكرون تلكَ الطرفة عندما قال شيطانٌ من شياطين الإنس لملك أحمق: إنه يمكن أن ينسج له من الهواء بخيوطه ثوبًا ولا كالأثواب! لم يرتده من قبل ملك ولا وُضع قبل على جلد عظيم!
فقال: وكم تأخذ من الوقت لتعده؟! قال: أعطني مهلةً شهرًا أو شهرين؛ فلما نجذت المدة جاء فقال: اخلع عنك ثيابك يا جلالة الملك فخلع الرجل ثيابه إلا ما يستر عورته، والآخر قد بسط يديه هكذا ويقول: أدخل يديك جلالة الملك! ورجلك من هاهنا يا جلالة الملك! قال: الآن فرغت، قال: نعم. واخلع عنك الثياب الداخلية أيضًا فخلعها! وخرج إلى الناس وفي حسبانه أن على بدنه ثوبًا ولا كالأثواب! والناس ينظرون يتعجبون ولا يستطيع واحد أن ينبث ببنت شفه مخافة بطشه.
إني أرى الملك عاريًا!!
اتقوا الله في مصر واتقوا الله في المسلمين واتقوا الله في الأمّة الإسلامية العربية وعودوا إلى ثوابت الإسلام العظيم لأن دين الديمقراطية يريد القوم منه تأسيس الدولة الديمقراطية العالمية وهي الموطئة والممهدة لحكم المسيح الدجال، وهم يريدون العالم كذلك أن يكون دولةً واحدةً ديمقراطيةً عظمي يحكمها في النهاية المسيح الدجال.

تعلمون: أنّ الإنسان إذا لم يكن له نفاذ إلى عمق فلن يفهم شيئًا، والمسلم يجتهد لا في تحصيل المعرفة وإنما في صناعة المعرفة، كما كان أسلافه من العلماء العظام الذين أسسوا العلم الشريف في جميع مناحي الحياة مما يُرقي الإنسان ويرفعه لا يدنيه ويخفضه ويزله ويخضعه!
تعلمون: أنّ الإنسان إذا لم يكن له نفاذ إلى عمق ولو محدود؛ فلن يفهم شيئًا إلا ما يدور على السطح ودائمًا فيه بهارج وزخارف وألوانٌ مُصبّغة مما تُخدع به العين ويضل به الفؤاد.
سلمية! سلمية! مِن أين؟! مِن (غاندي) هذا مذهب الـ (لا عُنف) الذي وضع أساسه (غاندي) عندما كان يقاوم الاحتلال الإنجليزي للهند ومظاهرة (المِلح) معروفة لمَن له إلمام بشيء من الثقافة العامة عندما خرج بالهنود يريد أن يبلغ ساحل البحر وقد منع الإنجليز بجنودهم سبيل الوصول فدخلوا صفوفًا تتابع ليس معهم شيء فما كان مقبولاً أن يُضرب بالرصاص مَن هو أعزل مع الكثرة الكاثرة فضُربوا بالهِراوات وسقط الكثير وكلما سقط فوجٌ أتى فوجٌ حتى ملّ الضاربون فخلوا بينهم وبين البحر. ([3])
وهذا ما أسسه شيطان من الشياطين الأمريكيين: ذهب المتمردون من الدول الإسلامية إلى المعاهد الأمريكية قبل أن يقع ما وقع للتدريب على السلمية في المظاهرات وهو مذهب الـ (لا عُنف).
فهذا من الوثنين وهذا من الكتابيين الكافرين وإلى الله المشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل.
لقد أخبرنا الله تبارك وتعالى- أنّ مَن دعا مع الله إلهًا آخر ولو لحظةً كفر، وإن مات على ذلك فلا فلاح له أبدًا، لو ظل مائة عام صائمًا قائمًا يعبد الله تبارك وتعالى- بلا كَلالٍ ولا مَلالٍ ثم دعا غير الله -تبارك وتعالى- لحظةً ومات على ذلك دخل النار خالدًا مخلدًا فيها أبدًا.
ولو فعل ذلك نبيه -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لكان من الظالمين، قال ربنا -جلّ وعلا- : ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [يُونس:106]. وقد أعاذه الله رب العالمين.
توحيد الرب الجليل لأجله خلق الله الخلق ولا كاشف للضر إلا الله ولا جالب للخير سواه.
ومنهج الأنبياء في الإصلاح هو ما ارتضاه الله تبارك وتعالى- للمصلحين في أرضه؛ فمهما جُونب منهج الأنبياء في الإصلاح لم يكن مَن جانبه إلا مفسدًا وإن ظنّ فيه نفسه ما ظنّ وظن الناس به ما ظنوا، ما هو إلا مُفسدٌ في الأرض فاسدٌ!
منهج الأنبياء في الإصلاح في دعوة المرسلين بالنفي والإثبات: (لا إله إلا الله) ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف:59].
لابد من تأسيس الدعوة على هذا الأصل الأصيل؛ فإنه ما من نبي نُبِّئ ولا رسولٍ أُرسل إلا وبُعث في قومٍ مشركين كافرين، وعندهم في الوقت -عينه- أمراضٌ مجتمعية أو سلوكية أو هي أمراضٌ اقتصادية يطففون في الكيل والميزان ويأكلون أموال الناس بالباطل ويتعاملون بالربا ويعتدي القوي على الضعيف أو يفشو فيهم الزنا والفُحْشُ أو إتيان الذُّكران من العالمين.
ما مِن قومٍ أُرسل إليهم رسول أو نُبِّئ فيهم نبي فدعاهم إلى الله إلا وقد انطووا مع الكفر بالله والشرك به على جرائم أخلاقية ومفاسد سلوكية وانحرافات اقتصادية.
ومع ذلك فهل وُجد نبيُّ أو رسولٌ بدأ قومه أول ما بدأ بغير هذه الكلمة ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف:59].
بُعِثَ رسولُ الله -صلّى الله عليه وسلّم- في قومٍ يأكلون الميتة ويئدون البنات ويظلمون المرأة ويُغِير بعضهم على بعض ويظلم بعضهم بعضًا ويقتل بعضهم بعضًا وعندهم مَباذِلُ وفُحْش والأسواق تُعقد: كعُكاظ وذي المَجَنَّة وغيرهما، وفيها الخيام عليها الرايات للبغاء يدخلها مَن يشاء بلا تثريبٍ ولا نكيرٍ!
والنكاحُ مخالف للفطرة، مخالف للشِرْعَة حتى إنهم استحدثوا نكاح الاستبضاع، يكون الرجلُ ذا موهبة أتاه الله إياها فيكون فارسًا أو خطيبًا أو شاعرًا أو جوادًا مُنفقًا؛ فيقول الرجل لامرأته: الحقي بفلان فكوني معه فتختلف إليه ليقع عليها يبتغي زوجها نجابةَ الولد! المهم أن يُنسبَ إليه!! ويعتزلها تلك المدة حتى يتبين حملها.
بُعِثَ رسولُ الله في قومٍ هذا شأنهم وما هو أفظع منه، وكانوا مشركين يعبدون الأوثان ويقدِّسون الأصنام، فلم يبدأهم بشيء إلا بالدعوة إلى التوحيد (قولوا: لا إله إلا الله تُفلحوا).
الناسُ يطلبون في الجملة من غير الله، وأكثر العوام يخاف من المقبور ما لا يخافه من الله ويجترئ على الحلف بالله كاذبًا ولا يجترئ على الحلف بمَن يقدِّسه كاذبًا بحال ويذبح له وينذر له والقلوب مشحونةٌ بالخوف الشركي من غير الله وبالمحبة مع الله وفي الرجاء الشركي في غير الله!
والحياةُ معقدَّةٌ بخيوطها كأنها متاهةٌ ضلّ فيها حليم؛ فأين أعلامُ التوحيد؟! وأين رايات السنّة؟! أين التوحيد والاتباع؟!
لابد أن يُدعى المجتمع إلى هذا وأن يُقال للناس إنّ مشكلتكم مشكلة عَقَدِيَّة شرعية وليست بمشكلة سياسية!
إن استقامت عقيدتكم واستقام اتباعكم استقامت سياساتكم واستقامت حيواتكم.
وأمّا التضليل الحادث فلن يقع بعد حين إلا التخالفُ الذي بدأ يشرئب بعنقه بين أبناء الطريق الواحد -زعموا- وما هو بعد إلا الحرص على المناصب والكراسي.
وكلٌ يزعم في المنتهى حتى لا يُخسر نفسيًا أمام نفسه أنه يعمل لله ولإقامة شرع الله إلى غير ذلك من تلك الأمور، فإلى الله المشتكى.
وقد قال لنا الرسولُ -صلّى الله عليه وسلّم- : (إنَّ الله لن ينزع عنكم الذُّلَ إذا نزل بكم لمخالفتكم أمر الله وأمر رسول الله حتى ترجعوا إلى دينكم، إذا تبايعتم بالعِينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذُلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم).
ما الدين المرجوع إليه؟! هو الدين الذي جاء به رسولُ الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ليس بالدين المُحرَّف! ليس بالدين المُشوَّه!
الدين الذي يُرجع إليه لرفع الذل عن الأمّة هو دين محمد -صلّى الله عليه وسلّم- الذي جاء به وهو معصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تكفل الله بحفظه لن يُبدل ولن يُغير ولن يُزاد فيه ولن يُنقص منه (تركتُ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا: كتابَ الله وسنتي) كذا قال رسولُ الله.
وليس في كتاب الله ولا في سنّة رسوله ولا في فعل الصحابة ومَن تبعهم بإحسان اتباع النظم الشركية لإقامة العقيدة الربانية والشِرْعَة المحمدية!
هذا ليس في دين ربنا -تبارك وتعالى- ولا جاء به سيد ولد آدم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لم يتوسل بوسيلة غير مشروعة إلى غاية مشروعة أبدًا! صلّى الله وسلّم وبارك عليه.
على كل حال لا تيأسوا، أبشروا وآمِّلوا؛ فإنَّ الله ناصرٌ دينه ومعزٌّ جنده ومؤيد مَن تمسّك بكتابه وسنّة نبيه.
نسألُ اللهَ رب العالمين- أن يُمَسِّكنا القرآنَ المجيد، وأن يجعلنا كاملين في اتباعنا لنبينا -صلّى الله عليه وآله وسلّم- آخذين بالكتاب والسنّة على منهاج النبوة بفهم الصحابة ومَن تبعهم بإحسان، إنه -جلّ وعلا- على كل شيء قدير، وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

وفرَّغه/
أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد المصريّ
26 مِن شعبان 1432هـ، الموافق 27/7/2011م.

ـــــــــــــ
[1] - خطبة الجمعة 21 من شعبان 1432هـ الموافق 22-7-2011م لفضيلة الشيخ/ محمد سعيد رسلان-حفظه الله-.
[2] - هو التكفيري الضال (محمد عبد المقصود).
[3] - أضاف غاندي معنى جديداً لعدم استخدام العنف. وقال: (إن أي شئ يُكتسب عن طريق العنف لا يستحق أن نأخذه).
في العام 1930م، اختار غاندي قضية ضريبة الملح لتكون موضوع احتجاجه، وهي قضية لم تقلق البريطانيين في البداية، لأنها كانت تبدو بسيطة. وبالطبع يمكن استخراج الملح من مياه البحر، غير أن الحكومة البريطانية هي التي كانت تستخرج الملح في الهند وتبيعه وتحقق منه أرباحاً طائلة. قال غاندي إن الملح مُلك للهند، وإنه سيعمد إلى خرق القانون المتعلق بالملح.
في البداية، طلب غاندي أن يناقش المسألة مع رئيس الحكومة البريطانية في الهند، وهو نائب الملك. وقد رفض نائب الملك ذلك اعتقاداً منه أن الموضوع ليس مهماً. وفي 12 آذار (مارس) 1930، وكان غاندي قد بلغ الستين من عمره، بدأ مع أتباعه مسيرة طولها 322 كيلومتراً من بيته إلى البحر لاستخراج الملح. وطوال 24 يوماً، تابع شعب الهند وبقية العالم مسيرته. وكانت الآمال كبارا. وفي 6 نيسان (أبريل)، وعلى مرأى من آلاف الحاضرين، مشى غاندي في البحر وغرف حفنة من الملح. لقد كان هذا العمل، الذي ينطوي على التحدي، إشارة موجهة إلى الأمة. وعلى امتداد سواحل الهند، بدأ الناس باستخراج الملح بطريقة غير قانونية. وكتب غاندي قائلا:"إنني أطلب تعاطف العالم في هذه المعركة الدائرة بين الحق والقوة". وبعد شهر، قُبض على غاندي وعلى عشرات الآلاف من الهنود، وأُودعوا السجن.
وقضى غاندي وشعب الهند سنوات عديدة زاخرة بأعمال الاحتجاج قبل أن يغادر البريطانيون الهند في النهاية. وقد واصل غاندي وشعب الهند تنظيم المسيرات، ورفض التعاون، وتحميل الخزينة البريطانية أعباء ثقيلة عن طريق السماح للبريطانيين بإيداعهم السجون.
وأخيراً، انتصر الشعب الهندي في العام 1947، عندما أنهى البريطانيون حكمهم، وأصبحت الهند دولة مستقلة.

__________________
يقول العلامة ربيع المدخلى حفظه الله
"وقبول النصح واتباع الحق من أوجب الواجبات على المسلمين جميعاً من أي مصدر كان، ولا يجوز للمسلم أن يستصغر الناصح أو يحتقره مهما كان شأنه.
وأعوذ بالله أن أرد نصيحة أو أدافع عن خطأ أو باطل صدر مني فإن هذا الأسلوب المنكر إنما هو من طرق أهل الفساد والكبر والعناد، ومن شأن الذين إذا ذكروا لا يذكرون وأعوذ بالله من هذه الصفات القبيحة.
انتهى كلامه حفظه الله ورعاه وزاده علما وأدبا وورعا وتواضعا وامد الله لنا فى عمره وأماته على التوحيد الخالص
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags - تاق )
تفريغ،متظاهرون،رسلان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:47 PM.


powered by vbulletin