احترام العلماء لا يمنع نقد خطأ من أخطأ وعتابه على ذلك، والحذر من تسلل المنافقين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فدائما يتسلل المنافقون والمندسون داخل صفوف السلفيين على مر التاريخ..
فالواجب على العلماء الذين تنازعوا واختصموا، وكل طرف أعجب برأيه، وظن أنه هو السلفي الصافي وغيره ليس كذلك أن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يعلموا أن الإعجاب بالرأي من أسباب الهلاك والفتن..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه. وثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية والقصد في الفقر والغنى، والعدل في الغضب والرضا" حديث حسن. انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/ 412رقم1802)
انظروا إلى تسلل الخوارج والحدادية في صفوف السلفيين منذ بداية فتنة الصعافقة، وخرج لنا أناس بأنفاس كريهة يتكلمون بأسماء مشايخ فضلاء وعلماء سلفيين أبرار-نحسبهم كذلك والله حسيبهم- كالمشايخ ربيع وعبيد ومحمد بن هادي وفركوس وجمعة ولزهر..
فمع احترامنا وحبنا لهؤلاء المشايخ إلا أنهم لم ينتبهوا لبطانة الشر التي تستخدم أسماءهم والدفاع عنهم والتعصب لهم في هدم السلفية، ونشر الفتن والقلاقل بين السلفيين..
فإلى متى يبقى هؤلاء العلماء في هذه الدوامة التي يحصل بسببها الوهن والضعف والتشتت؟!
إننا في الغالب نضع اللوم على الشباب، وعلى الجهال، وعلى المندسين، ولكن نتغافل ونغمض أعيننا عن أخطاء بعض العلماء في التعامل مع السفهاء ومع بطانة الشر وكأن هؤلاء العلماء معصومون أو مقدسون!
وإذا خطأت عالما انبرى لك السفهاء والجهال وأصحاب الأغراض بالطعن والتشهير وأنك تطعن في العالم الفلاني والعلاني!
فما هكذا شريعة الإسلام، وما هكذا المنهج السلفي الذي عليه علماؤنا وأئمتنا..
يجب على الجميع من العلماء وطلابهم أن يتحملوا المسؤولية كاملة، دون التغافل عن أخطائهم وما وقعوا فيه من تصرفات غير سديدة..
وإني قد حاولت كثيرا النصح والتذكير والإصلاح، ووضع الأمور في نصابها الشرعي، مع ما أجده من نفور (وتعاظم) من (بعض) المشايخ وكأنهم يأنفون أن يقال للواحد منهم أخطأتم وزللتم!
فراجعوا أنفسكم، وأصلحوا من أحوالكم، فالله سائلكم ومحاسبكم.
{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}
والله أعلم.
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
13/ 2/ 1445هـ