03-03-2014, 11:48 AM
|
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 4
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
|
|
يا من تنشد التوفيق ....وحيل بينك وبينه اقرأ هذا
قال ابن القيم -رحمه الله- :( أساس كل خير أن تعلم أن ما شاء الله كان وما لم لم يشأ لم يكن ؛فتتيقن حينئذ أن الحسنات من نعمه ,فتشكره عليها وتتضرع إليه أن لايقطعها عنك , و أن السيئات من خذلانه وعقوبته ,فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها ولايكلك في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك .
وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد ,وكل شر فأصله خذلانه لعبده.
وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك الله إلى نفسك وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك .
فإذا كان كل خير فأصله التوفيق ,وهو بيد الله لابيد العبد؛ فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه؛ فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ,ومتى أضله عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه .
قال أمير المؤمنين عمر بن االخطاب -رضي الله عنه- :إني لاأحمل هم الاجابة , ولكن هم الدعاء ؛ فإذا ألهمت الدعاء فإن الاجابة معه.
وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته ؛فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم ,والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك .
فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين ,يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به,والخذلان في مواضعه اللائقة به, وهو العليم الحكيم , وما أُتي من أُتي إلا من قبل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء ,ولاظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء .
وملاك ذلك الصبر؛فإنه من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ؛فإذا قطع الرأس فلا بقاء للجسد.
الفوائد ص:141-142
المصدر: موقع الآجري
|