بسم الله الرحمن الرحيم
نفثات مصدور
في ساح الحاسد المغرور والحاقد المسعور
( شعر )
الحلقة الرابعة :
وختام ذا التقريع تبيين لما *** أردى الجهول بخطة المتأدبه
ذاك الجهول رقى بطيشه هوة *** فتقطعت أوداجه والمسغبه
وتمزعت أوصاله وتهرأت *** وتآكلت أنيابه المتكلبه
لا تنزلن يا ذا الحماقة موضعا *** قبل الدراية؛ أن تميد المركبه
اسأل ذوي الخبرات عن أفنانهم *** فإلهنا أوصى بذا؛ بل أوجبه
من خالف الوحي الذي شرع العلي *** فهو الظلوم لنفسه المتسيبه
ويح الذي ترك الكتاب وسنة *** وفهوم صحب رسولنا المستعذبه
متحولا لظنونه فغدى لها *** عبدا ذليلا؛ فالهوى ما أكذبه
إن الأديب إذا تقول قولة *** فاعلم بأن كلامه قد أوعبه
ليس الأديب هو الذي خط الخطو *** ط وإنما هو شعلة متلهبه
إن الفصاحة صنعة المتأدب *** فهجاؤه ومديحه قد أعربه
ليس السباب مباشرا ومجردا *** من وضعه قد نصه بالمسطبه
بل ذاك فهم حويقر جهل النقو *** ل فأصبحت أفهامه متقلبه
إذ كيف يعقل أن يكون مؤدبا *** مع جهله بالمفردات المنعبه
فخلاق أي مؤدب غير الذي *** ظن الرعاء؛ ودفعهم قد أتعبه
كلا بل الأدب الرفيع له رجا *** ل قد رأيت كثيرهم في المتربه
لا ينبغي لي الشعر في هذي الربى *** قبارة للعالمين مكربه
مثل الفتات على الموائد قومها *** يقتات من زهم وسؤرٌ مشربَهْ
أفضى الذين بقربهم شعري انتضى *** فبقيت في من جلهم كأجيربه
فجوانحي هاجت لذكر خصالهم *** فذكرت قول سليلنا وتأدبه
ذهب الذين يعاش في أكنافهم *** فبقيت في خلف خسيس المنقبه
ــــــــ
نفثات مصدور
في ساح الحاسد المغرور والحاقد المسعور
( شعر )
الحلقة الخامسة :
فاليوم شعر ليس بعده نُبسة *** لمزيف جعل الصلاقة مذهبه
فاليوم شعري قد أراد تسلقا *** وتعاظما من شر طيش أغضبه
فأنا أواري الشعر مني حيلة *** خوف التجني إذ هواه تغلبه
يا شعر هون إنما هم سوقة *** وعقولهم دون الحضيض مشعبه
نزه أيا شعرا كريما منطقا *** عن شلة ليست تساوي شوشبه
اسكن فداك أبي وأمي إنما *** صعقوا لذكركمُ فتكفي مرعبه
فالقوم قد لجوا بأمر وارعووا *** والضرب في القتلى اعتداء ينتبه
فاعلم بأن بيوتنا ممتونة *** مسبوكة الأوتاد ليست سبسبه
و قصيدنا في قوة صم العدى *** فبقوا كأعجاز النخيل مخوبه
لكنما مقت الإله لذا الخلا *** ق أبى لنا بطش التجبر مسيبه
لولا مخافة مسكم بتجبر *** لجعلت كل ذكوركم متجلببه
آه لذي زمن رأيت رجاله *** في قلة وأخسةٌ متوثبه
فالصبر يا ابن الأكرمين كما ترى *** فرج لما تلقى فخضها تجربه
ليس التكثر بالقصيد هوايتي *** كلا ولا هو مهنتي المتحببه
لو كنت أنشد في الفحولة سؤددا *** لسعيت في شعر يحوز المرتبه
ولقد تبعت الشافعي إمامنا *** في فهمه نهي الإله وموجبه
فلذا أتت خمسين بيتا شامخا *** ذلت لربي ليس فيها مكذبه
ـــــــ
نفثات مصدور
في ساح الحاسد المغرور والحاقد المسعور
( شعر )
الحلقة السادسة :
وذلك أن من آل الطيش والجهالة من نبزني بما أنا منه براء؛ والله لا يحب الكذب والافتراء؛ بنسبتي إلى فالح الحربي؛ ثم من طرف خفي لمزني بمجالس زواغي الترهيبية وتفكيك ما اجتمعوا له من مؤامرتهم التخريبية؛ أو ما سموه معالجة الأحوال الدعوية حتى تخال أن المجتمعين من علماء الملة أوأمراء الدولة؛ وقبله صنيع مثيله في السوء مدعيا التصبر والتجمل فيما يقول وهو من أنأى الخليقة عن ذا السمت الحصيف ...
فأقول : لئن كنتُ مؤسس مجالس تخويف ورهبة؛ فلي بها فخار وقد زدتكم منها لما أبديتم الرغبة؛ وإيماؤكم ينمي إلى ذهن الثقيف أنكم أهل شقة وفراق؛ وإلا فما يدفع لترهيبكم بمجالستكم كما تتكتمون وببنت شفة تتملقون وفي الخفاء تتشدقون فعليكم من علام الغيب والسماوات ما تستحقون؛ وعيوبكم مشهورة فلا تزيدوها ظهورا وظنونكم معطوبة فلا تزيدوها شرورا؛ وكفوا عن غيكم وإلا كففتكم بما لا طاقة لكم بدفعه؛ فإن حلمي إذا انفلت لم يحبسه عويلكم؛ ولا يرده تهويشكم؛ والله حسيبي وحسيبكم؛ وأنتم بذا الخبر أدرى وبغوائل ما تنكرون أحرى .
فيا زمرة المين والشين ألم تجلسوا بين يدي كصبي يلاقي من معلمه خبرا؛ فأبو الغدد كان يسألني عن فتنة المأربي والشريفي الحربي و وما وافاها إذ كان يومها على لحية زغباء قد أطل ولمَّا يريش ولن يريش فعجبا كيف طار فعلمت أنه لن يَعيش ولا يُعيِّش...
وصاحبه أبو الفتنة والفتون؛ الحافظ القاريء !!؛ أخو الحوار الهاديء!! ؛ عالم الجرح والتعديل وشارح المتون!! ؛ كان يتلافاني بالدرج بلا حرج سائلا عن ألفية ابن مالك وما وضع عليها من حواش وترصعت به من سبائك وأجودها للمبتديء السالك؛ فها هما اليوم ينتقدان وهما منفوشان؛ ويعلقان وهما مخرقان على قصبة زلجة مصلبان؛ فزاد العجب لما رأيت بعدما سمعت وما صدقت أن يقوى المرتعش ويصدق الفاجر المتفحش؛ فهلا ذكرت أيا حامل القذى وحافظ الهوى وحائز الحوب والأذى حين تراني رعشتك وأفول شمعتك وخفوت نبَّتك؛ فترتعش أوصالك ويعلم ذلك من خفقات فؤادك التي تكاد تدوي المسامع ورجفات جفانك والأنامل التي تجري في عيون الرهاف المدامع.
فإن كنتُ حربيا -كما تزعمون- فما جدوى سؤالي وتوددي حين كنت أقيمكم من ضجعة الكسلان؛ وقد بال في آذانكم الشيطان مجري الخنا لصيق الوسنان؛ لصلاة العتمة وأنتم نيام بعد سمر الشاي والماء المبرد في جفان القطران؛ ولا يشكر الله المنان؛ من لا يشكر صاحب الإحسان من معدن الإنسان يا شلة الخطل والظلم والشنآن الممزوجة بصنوف الإفك والعصيان في حريم الحصان الغافلين بخلال البهت والعدوان .
وثالثكما الداعي إلى الجيف الذي تعس بتبع وقاء بلا شبع ودعواه أنه الصابر على الهجراء وما هو في ذا ولا في ذاك بل إمعة هدر وشنشنة كدر؛ فأجرى اللعينُ-إبليس- على مهجته شعورا فأذعن لوسواسه مسعورا وراح بعويله يصيح؛ وكأني أُراه مُليء بالخبث والقيح؛ على فيه كالخضاب؛ ومن يجعل الغراب له دليلا يمر به على جيف الكلاب؛ فها أنا أذكره بما صنع؛ لِيَلَّا ينطلي على أشقائه الأغبياء ما تصنَّع مدعي السمت والورع:
ألم يكن ديدنك خصومة الحافلات وياما تكسرت نظاراتك وتشققت مرآتك وما يوم عراكك مع الإباضي عنك ببعيد ولا عن أهل زواغي يغيب بالتأكيد؛ فاخسأ فلست لها بأهل واترك لساداتك يتكلمون وأنفسهم يختانون وما عدوتم في جملتكم قدركم الذي انهتك ستره وانفلق وتره وعسى إن لم ترتدعوا أن يبتر ذكره إلا بشر ما تحبون أن يؤتى إلى الناس من غيكم المـأفون ...
واعلموا وأنتم بالجهل أحرى أن ما تقرؤون طليعةٌ كَفَتْـنِي مؤنَتَكم فإن لبثتم على ما تقدُرُون كان لزاما أن أخرج عن التلميح إلى التصريح وأشهر سيف التشنيع والتجريح وأكون معكم صريحا في حلة لا تخلو من ذكر للاسم واللقب الصريح مع ذكر تاريخكم بالإحالة والإشهاد والتوضيح؛ وقد منعني عن سُماكم حقارتكم وكراهة مجاراتكم؛ والرغبة عن اشتهاركم والذي هو أس طِلابكم ولو بمساءة ومثلكم قمين استتارهم؛ وكم أمر بالسفيه يسبني فأتركه وأقول ثم لا يعنيني؛ وكذا محبةُ توبتكم ورجاء أوبتكم فما أيسر التشهير؛ بأوفى عبارة وتحبير على بني الأدب بأهل النكير؛ من جمعوا إلى عجمة ألسنتهم عجمة عقولهم و فعالهم؛ فصح أن يحشروا في زمرة العجماوات والجمادات؛ وإن ارتفعوا قليلا فلا تجاوز رتبتهم عش الببغاوات؛ في أشنع التقليد وأبغض الأصوات؛ وعلى كل حال لا خروج لهم عن دائرة العجماوات والجمادات؛ فلقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي !! ...
وفي وصف مثل نفسيتكم المريضة ونفسية إمامكم الأشر المريد المتشهية للشهرة وحب الظهور باتباع كل سخيف ولو بمخالفة الجماعة والمعروف أقول:
يتبع بقصيدة خمسينية قافية لأخي الأديب بلال يونسي .