اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فطالب العلم إذا ملك آلة الاجتهاد واستطاع أن يصل إلى درجة الاستنباط من النصوص فيحق له أن يستنبط، ويحق له أن يفتي إن كان أهلاً لذلك سواء كان كبيراً في السن أو كان صغيراً بشرط بلوغه سن الرشد فقد كان من الصحابة رضي الله عنهم من يفتي وهو دون العشرين سنة كحال أسامة بن زيد رضي الله عنهما، وكذلك من أئمة السلف من كان يفتي وهو حديث السن وبعضهم دون العشرين كالإمام مالك والإمام الشافعي ومثل شيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم.
وفي العادة لا يصل طالب العلم لمرتبة الاجتهاد المطلق إلا بعد أن يمر بمرحلة الاجتهاد النسبي وما يتعلق بالترجيح بين الأقوال واختيار ما يترجح لديه ويظهر عنده.
فبعض طلبة العلم تقصر همته عن الاستنباط ويكتفي بالترجيح، وبعضهم تعلو همته والله هو الموفق وهو عز وجل قاسم العقول والأفهام والمدارك.
المهم أن يتدرج الطالب في طلب العلم، وأن لا يكون همه سرعة الوصول فيسرع في السقوط، ولا يكون همه الشهرة وثناء الناس بل رضى رب الناس.
والإخلاص والصدق في الطلب، والورع في الدين من أهم ما يصاحبه الإنسان في مشواره العلمي، وحتى يبارك الله له فيما أعطاه..
وينبغي أن لا يدَّعي طالب العلم الاجتهادَ -قولاً- وإن وصل إليه، وطبَّقه-عملاً- خوفاً من حسد الأقران-ولا يكاد يسلم منه-، والاتهام بالتشبع بما لم يعط، بل يعمل لله بهدوء وسكينة، وإذا كان متأهلاً وخاصة إن شهد له مشايخه العلماء بذلك فليحرص على عرض استنابطاته على العلماء فإن وجد إصابته مستمرة فليحمد الله على توفيقه وليمض في سبيله، وإن وجد عنده الأخطاء والأغلاط فليراجع نفسه، وليعلم أنه مغتر فليكبح جماح نفسه، وليهذبها، وليحرص على الإتقان وليتحلَّ بالصبر ..
ومن صفات طالب العلم النبيه الصادق أنه قبل أن يستنبط من النصوص فإنه يراجع استنباطات العلماء وكلامهم عليها، وكذلك قبل أن يفتي فإنه يراجع كلام أهل العلم في المسألة وفتاواهم فيها ليكون أهلاً للتسديد والإصابة.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
|
بوركت أيها الشيخ اللوذعي والعالم الألمعي وبوركت قريحتك الشذية وفهومك الندية ...
وبوركت أيها الشاعر الموصلي ووفقت لكل خير في الدنيا والآخرة وستر الله عيبي وآمن روعتي فلو تعلم ما أنا فيه من ضعف التحصيل وزجاوة البضاعة وقلة البصيرة لنبذتني وقليتني وما ذكرتني إلا بشر ذكر وأقبح صنعة والله الستير اللطيف علام السرائر يستر على عباده ويوفق من يشاء إلى صراطه المستقيم علما واعتقادا وعملا ...
والحمد لله على جواب أبي عمر وحسن إخراجه على ما اعتدناه من أمثاله الكبار نفسا وفضلا على مثلي ...
وكما أعتذر عن تأخر ردي لنسياني لذلك مع رغبتي في الفعل قبل والله المستعان وعليه التكلان ؛ ولعل هذا سبب في رفع الموضوع ودافع إلى تثبيته إن شاء الشيخ المفضال ....
محبكم :
بلال السلفي