"أمانة = خيانة الموقع المشبوه(كل الخلفيين) لأبسط مبادئ العلم"

[أبو ليث هادي]

بسم الله الرحمن الرحيم



"أمانة = خيانة الموقع المشبوه(كل الخلفيين) لأبسط مبادئ العلم"

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين وعلى أصحاب رسول الله وعلى آله وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد:
إن الأمانة فريضة فرضها الله تبارك وتعالى حيث قال(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً) سورة النساء الآية رقم (58).
ومن الأمانات التي أمر الله تعالى بأدائها الأمانة العلمية، قال تعالى(إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً) سورة الأحزاب الآية رقم(72).
وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون وتظهر فيهم السمن). رواه البخاري ومسلم.
وعن أنس بن مالك قال ما خطبنا نبي الله صلى الله عليه و سلم إلا قال: (لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له) أخرجه أحمد في المسند: (3 / 135) رقم الحديث (12406)، وفي السنة أيضا (1/ 97)، ورواه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة من طريقين عن أنس, وصححه الشيخ الألباني في الجامع الصغير وزيادته برقم(13135).
قال شيخ الإسلام ابن تيمة في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم(1/85): (قال عبد الرحمن بن مهدي وغيره: أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم).
وإني قد أطلعت في يوم 25 رمضان 1434 على موضوع كتبه موقع( الكل سلفيين) بعنوان(التّعليقات القويّة على كلمة الشيخ صالح السّحيمي في المدينة النّبويّة)، محاولين بتلك التعليقات، وهي في الحقيقة (تحريفات) أن يصوروا لأتباعهم أن العلامة الشيخ صالح السحيمي(حفظه الله تعالى) يقصد بكلامه الشيخ ربيع بن هادي المدخلي(حفظه الله تعالى)، وأن بينهما خلافاً في مسألة الرد على أهل البدع وبيان انحرافهم.
وبالمقابل قد فهموا أنه يلزم من كلام الشيخ صالح السحيمي(حفظه الله تعالى) الإشادة بما هم عليه من المنهج الواسع الأفيح في احتضان أهل البدع والدفاع عنهم، ومحاربة أهل الحق الذين يجاهدون ليل نهار في التصدي لأهل البدع، وعلى رأس هؤلاء المجاهدين شيخنا الوالد(إمام الجرح والتعديل بحق في هذا الزمان) الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، وكذلك (فهموا) بما أن الشيخ حث طلبة العلم على قراءة كتاب (الإبانة عن كيفية التعامل مع الخلاف بين أهل السنة والجماعة) للشيخ محمد بن عبد الله الإمام، فكتاب شيخهم الحلبي (منهج السلف الصالح) الذي هو بعيد عن مسماه من باب أولى.
وغير ذلك مما سودوا في ذلك الموضوع، وكذلك المشاركات التي كتبت فيه.
ولست بصدد بيان انحرافاتهم في هذا المقال القصير فهي أكثر من أن تذكر.
فكتبت مشاركة لي في ذلك الموضوع - قلت في نفسي طالما يحتجون بكلام العلامة السحيمي(حفظه الله تعالى) عسى أن يكون عندهم شيء من الإنصاف والتقوى التي تحملهم على أداء أمانة العلم فيتعظون به - ، فببيّنت في تلك المشاركة أن العلامة الشيخ صالح السحيمي(حفظه الله تعالى) لم يقصد بهذا الكلام الشيخ ربيعاً، بل يدافع عنه وأن الشيخ صالحاً يحذر من هذا الموقع الذي تكتبون فيه، بل ويسميه(كل الخلفيين) ويقول إنه من المواقع المشبوهة ونشرت معها الرابط منقول من أحد المواقع بصوت الشيخ صالح حفظه الله تعالى ومفرغاً، ففوجئت في اليوم التالي أن مشاركتي الأصلية لم تنشر وإنما نشروا باسمي أني أقول:{ (حفظ الله) الشيخ صالح السحيمي... } فأي تلبيس وأي غش للمسلمين هذا الذي وقعوا فيه، ينشرون كلام العالم ويلوون كلامه ليوافق ما هم عليه من ضلال وانحراف وهو في الحقيقة ضدهم، فإذا جاء الكلام الواضح الصريح البيّن من نفس العالم ببيان ما هم عليه من سوء يكتمونه، ويخفون تحذيره منهم ومن موقعهم المشبوه.
يذكرني فعلهم هذا بإخفاء اليهود لآية الرجم من التوراة، كما جاء ذلك عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر له أن امرأة منهم ورجلاً زنيا فقال لهم رسول الله ما تجدون التوراة في شأن الرجم فقال نفضحهم ويجلدون قال عبد الله بن سلام كذبتم إن فيها آية الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده في آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها) متفق عليه، فكتمان الحق وتلبيسه من سنن اليهود كما قال ربنا تبارك وتعالى (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) سورة البقرة الآية رقم(42)، وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم حيث قال: (لتركبن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري، وروى مسلم في صحيحه في باب قول النبى - صلى الله تعالى عليه وسلم - « من غشنا فليس منا » من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من غش فليس مني).

وهذا رابط كلام الشيخ صالح بصوته ومفرغاً

http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=125805

وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) سورة آل عمران رقم الآية(8).

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

28 رمضان 1434

[العباسي]

جزاك الله خيرا