منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-15-2013, 04:28 PM
أبو تراب عبد المصور بن العلمي أبو تراب عبد المصور بن العلمي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 271
شكراً: 232
تم شكره 16 مرة في 16 مشاركة
افتراضي دولــــــــــة الــــــمــــــرابــــــــطـــــيــــن وترجمة موجزة ليوسف بن تاشفين رحمه الله تعالى



دولة المرابطين وترجمة موجزة ليوسف بن تاشفين رحمه الله تعالى



تأسست هذه الدولة في المغرب الأقصى سنة 453هـ بزعامة يوسف بن تاشفين اللمتوني 1 (نسبة إلى قبيلة لمتونة البربرية) وكان رجالها يشدون اللثام (النقاب) على وجوههم فعرفوا بالملثمين. وقد لبى يوسف بن تاشفين دعوة المعتمد بن عباد ملك إشبيلية , ليصد عنه عدوان ألفونسو السادس ملك قشتالة 2) فاجتاز البحر إلى الأندلس سنة 479هـ على رأس جيوش من البربر وتمكن من هزم الملك الإسباني في وقعة شهيرة جرت في سهل (الزلاقة).
وخضعت بعدها دويلات طوائف الملوك لسلطان المرابطين. وبعد وفاة يوسف بن تاشفين سنة (500هـ) خلفه ملوك من أبنائه فيهم المنصرف إلى لهوه وفيهم الفتى الماجن وفيهم الحدث 3) القاصر, ولم يخل الأمر من نزاع بينهم فأخذت الدولة في الانهيار وطمع بها الموحدون فاستولوا عليها سنة 541هـ في عهد آخر ملوكها إسحاق بن علي بن تاشفين حفيد يوسف بن تاشفين .


---------
1) هو يوسف بن تاشفين بن إبراهيم بن ترقنت المصالي الصنهاجي اللمتوني الحميري . أبو يعقوب . أمير المسلمين وملك الملثمين ، سلطان المغرب الأقصي ، وباني مدينة (مراكش) ، وأول من دعي بأمير المسلمين . أمه لمتونية حرة اسمها فاطمة بنت سير بن يحيى . ولد في صحراء المغرب ، ولما شب ولاه عمه أبو بكر بن عمر اللمتوني إمارة البربر ، وبايعه أشياخ المرابطين وجال جولة في المغرب بجيش كبير فقوي أمره واستولى على فاس وغزا المغرب الأوسط (الجزائر) والأدنى (تونس) وأنشأ إمبراطورية مغربية تمتد فيما بين تونس والمحيط الأطلسي . وما بين البحر المتوسط وحدود السودان . دخل الأندلس لنصرة المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية ، وظفر في موقعة (الزلاقة) على جيوش قشتالة وليون التي كان يقودها الملك ألفونسو السادس سنة 479 هـ ، وقد أبيد في هذه الموقعة الحاسمة جيش ألفونسو ولم ينج ألفونسو نفسه ، إلا بشق الأنفس . واسترد المسلمون بهذه الوقعة مدينة (بلنسية) وعادت إليهم السيادة على الجزيرة الخضراء . وقد وصف المعتمد بن عباد هذه الوقعة التي شارك فيها ، وتسمى (يوم عروبة) بقصيدة يقول فيها مخاطبا ابن تاشفين:

ويـــوم العروبـــة ذدت العــدا *** نصــرت الهــدى وأبيـت الفـرارا

ثبــت هنــاك , إن القلــوب بيـن *** الضلــــوع لتـــأبى القـــرارا

ولــولاك يــا يوســف المتقــي *** راينـــا الجزيرة للكفــر دارا

رأينــا الســيوف ضحـى كـالنجوم *** وكـــالليل ذاك الغبــار المثــارا

فللــــه درك فــــي هولـــة *** لقــد زاد بأســك فيــه اشــتهارا

تزيــد اجــتراء إذا مــا الرمـاح *** عنـــد التنـــاجز زدن اشــتجارا

كــــأنك تحســـبها نرجســـا *** تديــر الذمــاء عليهــا عقــارا

تــريك الرمــاح القــدود انثنـاء *** وتجــلو الصفـائح الخـدود أحـمرارا

إذا نـــار حـــربك ضرمتهـــا *** حســبنا الأســنة فيهــا شــرارا

ســتلقى فعــالك يــوم الحســاب *** تنــثر بالمســك منــك انتثــارا

وللشــــهداء ثنــــاء عليـــك *** بحســـن مقـــامك ذاك النهــارا

وأنهــــــم يستبشــــــرون *** ألا تخـــــاف وألا تضـــــارا


وبعد انتهاء تلك الموقعة بايع ابن تاشفين ملوك الأندلس وأمراؤها ، وسلموا عليه بأمير المسلمين ، وكان يدعي بالأمير ، وقد أراد بعض أشياخ المرابطين أن يحملوه على اتخاذ سمة الخلافة فأبى واكتفى بلقب أمير المسلمين . وبعد أن ملك الأندلس أرسل إلى الخليفة المستظهر بالله العباسي سفيرين وهما عبد الله بن محمد بن العربي المعافري الإشبيلي وولده القاضي أبا بكر بن العربي ، وحملهما هدايا إلى الخليفة وكتابا بما فتح الله عليه وطلب تقليده الولاية ، فبعث إليه الخليفة بمرسوم الولاية ، فانضوى تحت لواء الخلافة العباسية ، وذكر في السكة التي ضربها اسم الخليفة العباسي . عاد إلى مراكش بعد وقعة الزلاقة فقد بلغه وفاة ابنه أبي بكر وكان قد أنابه عنه ، ولم يلبث في مراكش إلا زمنا قليلا أعد خلاله جيشا كبيرا وكان في عزمه أن يستولي على الأندلس ويقضي على دول الطوائف لما عاين من تفكك الروابط بينهم ، وتربص كل منهم بالآخر يريد أن ينقض عليه مستعيا بملوك النصارى وأمرائهم . وفي سنة 481 هـ اجتاز ابن تاشفين البحر إلى الأندلس للمرة الثانية فاستولى على غرناطة ومالقة وقبض على أميريهما وهما عبد الله بن بلقين بن باديس ، أمير غرناطة وأخاه تميما أمير مالقة ، وأرسلهما إلى أفريقية ليسجنا في قلعة أغمات . وعاد ابن تاشفين بعد ذلك إلى مراكش وخلف الجيش الذي قدم به إلى الأندلس وولى قائده سير بن أبي بكر قيادته . وقد تقسم الجيش إلى أربع فرق ، كل فرقة تحت إمرة قائد خاص بها لتقاتل أمراء الطوائف وتنهي حكمهم ، وتقرر أن تضرب الضربة الأولى على أقواهم وأشدهم بأسا وهو المعتمد بن عباد أمير إشبيلية وما ضمت إمارته من مدن قرمونة واستجة وقرطبة ومرسية وبلنسية فيفضي سقوطها إلى سقوط الآخرين . وسارت الفرقة الأولى نحو إشبيلية ، ولما علم المعتمد بذلك استنجد بالأمير القشتالي الكونت (جومز) فجاء على رأس جيش قرطبة فكان الفوز لجيش المرابطين ، ولم يجد المعتمد بدأ من الاستسلام فاستسلم وسلم المدينة إلى إبراهيم ابن إسحاق قائد جيش المرابطين ، وسيق المعتمد مع نسائه وأبنائه في سفينة أعدت في نهر تاجا ، ونقلوا إلى أغمات بإفريقية وسجنوا في قلعتها (راجع ترجمة المعتمد المتوفي سنة 488 هـ) . أما فرق الجيش الأخرى فقد استولت على بقية الإمارات وأنهت حكم دولها وبذلك انقضى عهد ملوك الطوائف . ولما تم الاستيلاء على أسبانيا الإسلامية على يد المرابطين اجتاز ابن تاشفين البحر إلى الأندلس للمرة الثالثة سنة 496 هـ (1103م) لكي يعني بتنظيم شئونها وصحب معه ابنه عليا . وفي قرطبة دعا ابن تاشفين القادة والولاة وزعماء القبائل المغربية إلى اجتماع أعلن فيه توليته العهد إلى ابنه علي وكتبت بذلك وثيقة أشهد عليها المجتمعين فبايعوا عليا ، وعاد ابن تاشفين إلى مراكش وخلف ابنه عليا في الأندلس وولاه حاكما عليها ، وقد أمضى ابن تاشفين السنين الباقية من حياته في قصره بمراكش ، وقد تقدمت به السن وأضعفته الشيخوخة فتوفي في المحرم سنة 500 هـ عن عمر يقارب المائة سنة بعد حياة طويلة وحكم حافل بجلائل الأعمال . المراجع
وفيات الأعيان 2/365 . ابن الأثير 9/216 ، 10/145 . الإحاطة في أخبار غرناطة 2/83 . العبر 3/304 . النجوم الزاهرة 5/195 . البيان المغرب 4/18 - 30 . الاستقصا 2/22 وما بعدها . شذرات الذهب 3 / 4 12 . الأعلام 9/294 . تراجم إسلامية ص/200 وما بعدها . المغرب الكبير 2/96 . تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين ص/82 وما بعدها . تاريخ الأدب العربي لفروخ 5/33 . تاريخ الفكر الأندلسي ص/18 . 120 . 123 . مواقف حاسمة في تاريخ الإسلام ص/107 .

---------
2) قشتالة CASTILLA
هي الهضبة التي تشكل المركز والقلب في شبه جزيرة إيبريا، وتشمل ثلثي مساحتها، وهي هضبة جافة تقع بين مدريد عاصمة إسبانيا ومدينة طليطلة. وقد أصبحت قشتالة في القرن التاسع للميلاد إمارة مسيحية، عاصمتها مدينة (برغش BURGOS)، ثم انضمت إلى نافار (NAVAR) وضمت إليها (ليون( LEON وفي عام 1469م تزوجت (إيزابللا) أميرة قشتالة بفرديناند الثاني ملك (أراجون( ARAGON ، فاتحدت إمارات قشتالة وأراجون وليون في دولة واحدة، وتم هذا الاتحاد عام 1479م

---------
3) حصن يقع شمالي مرعش ويقوم على جبل يقال له ( الأحيدب ) ويقع على الدرب الذي يحمي ثغور الجزيرة ويعرف بدرب الحدث وقد تناوب المسلمون والروم الاستيلاء عليه غير مرة .



موضوعات التاريخ الإسلامي
الدول المستقلة
دول الأندلس وإفريقية
المصدر

__________________
قال محمد بن سيرين رَحِمَهُ الله:
"إن هذا العلم دين فأنظروا عمن تأخذون دينكم"
قال شيخ الإسلام إبن تيمية رَحِمَهُ الله:
"لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه ، واعتزى إليه ، بل يجب قبول ذلك منه بالإتفاق ، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا"
و قَّالَ الإِمَامُ أبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ رَحِمَهُ الله :
" عَلَيْكَ بِآثارِ مَنْ سَلَفَ وإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ ، وَإيَّاكَ وآراءَ الرِّجَالِ ، وَإِنْ زَخْرَفُوهُ لَكَ بالقَوْلِ ، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم"


التعديل الأخير تم بواسطة أبو تراب عبد المصور بن العلمي ; 09-09-2023 الساعة 04:39 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-17-2013, 01:41 AM
أسامة بن محمد أبو مارية المصري أسامة بن محمد أبو مارية المصري غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 8
شكراً: 2
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي

شكر الله لكم أخي الكريم، فوالله لو بكت العين دمًا، لفنيت الدماء، ومازل القلب تعتصره المرارة، ونسأل الله الصبر، وإليه المشتكى، ورحم الله أهل الديانة الحقة.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-16-2022, 12:41 AM
أبو تراب عبد المصور بن العلمي أبو تراب عبد المصور بن العلمي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 271
شكراً: 232
تم شكره 16 مرة في 16 مشاركة
افتراضي

وصف عام لإسبانيا
إسبانيا دولة ملكية تقع في غرب البحر الأببيض المتوسط ، مساحتها 504.750 كيلومترا ، وسكانها 40 مليون نسمة سنة 1991 . وتحد إسبانيا شمالا فرنسا والمحيط الأطلسي ، وغربا البرتغال وجنوبا مضيق جبل طارق الذي يفصلها عن المغرب ، وشرقا البحر الأبيض المتوسط . وتكون إسبانيا مع البرتغال شبه الجزيرة الإيبرية وتفصلها عن فرنسا جبال البرانس ، وتتبع إسبانيا الجزر الشرقية في البحر الأبيض المتوسط ، وهي ميورقة ومنورقة ويابسة وفرمنتيرة ، ومساحتها 5.014 كيلومترا مربعا وسكانها 766.000 نسمة( 1991 ) ، وكذلك الجزر الخالدات المقابلة للشاطئ المغربي على البحر المحيط ، ومساحتها 7.273 كيلومترا مربعا وتعداد سكانها 1.600.000 (1991 ) . ويتكون القسم القاري من إسبانيا من هضبة تحدها من جهاتها الأربع جبال عالية كشارات الثلج في الجنوب ، وأعلى قمة فيها قمة أم الحسن وعلوها 3.478 مترا فوق سطح البحر ، وفي الشرق شارات كونكة وابن الرزين ، وفي الشمال شارات وادي الرمان ، وأعلى قمة فيها المنصور وعلوها 2.592 مترا فوق سطح البحر . وتتخلل هذه الجبال سهول نهرية وساحلية كانت مركزا للحضارة الإسلامية قديما . و أهم أنهارإسبانيا الوادي الكبير ووادي تاجه ونهر إبره ونهر الدويرة .
وتتجزأ إسبانيا إداريا إلى 17 ولاية ذات استقلال ذاتي وهي :
الأندلس وأراغوان و ستورياش وقشتالة ليون وقشتالة مانشة وقطلونية وإسترامدورة وجليقية ومرسية ونبارة وبلنسية

والجزر الشرقية والجزر الخالدات و أوسكادي وقنتبرية ومجريط ولاريوخا . و أهم مدن إسبانيا اليوم العاصمة مدريد وبرشلونة وبلنسية و إشبيلية وسرقسطة وقرطبة وغرناطة . حكم إسبانيا منذ الحرب الأهلية التي دامت بين سنة 1936 وسنة 1939 ، الجنرال فرانكو . وبعد موته سنة 1975 أصبح خوان كارلوس ملكا على البلاد .
و إسبانيا بلاد زراعية لكن الصناعات أخذت تنتشر خاصة في المناطق الشمالية ، ويزور إسبانيا كل سنة ملايين السواح حتى أصبحت السياحة من أهم مشاغل البلاد في مناطق مختلفة خاصة في الأندلس .

2 - تاريخ الوجود الإسلامي قبل سقوط غرناطة :

كانت الجزيرة الإيبيرية ،قبل دخول الإسلام لها ، تعيش تحت حكم الغزاة القوط وقد استنجدوا بالمسلمين حينما وصلوا إلى المغرب ، فأنجدهم رئيس الجيوش الإسلامية في المغرب موسى بن نصير بإرسال أحد قواده وهو طارق ابن زياد على رأس جيش أغلبه من المغاربة. فساند الأهالي هذا الجيش ، وتحررت الجزيرة بأكملها بين سنتي 711 و 713 م .
وقد أصبحت المنطقة الجديدة مقاطعة تابعة لولاية المغرب في الدولة الإسلامية التي كانت القيروان عاصمتها . لكن المسلمين أهملوا منطقة صغيرة في الجبال الوعرة شمال البلاد اتخذت منطلقا للغزو النصراني الذي قضى على دولة المسلمين في الأندلس مع مر العصور . هكذا وبعد الفتح أخذت الهجرة الإسلامية تنتقل إلى الأندلس بأعداد صغيرة من المشرق العربي ، وبأعداد كبيرة من شمال المغرب الأقصى المجاور . فكثرت أعداد كبيرة من شمال المغرب الأقصى المجاور. فكثرت أعداد المسلمين وارتفعت نسبتهم بين السكان باعتناق الأهالي الإيبيريين الإسلام بصفة جماعية . وعندما قدم عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس سنة 756 م كانت نسبة المسلمين قد ارتفعت ، وبذلك استطاع أن يؤسس دولة أموية قوية في الغرب اتخذ عاصمة لها مدينة قرطبة الواقعة على الوادي الكبير .
وقد أصبح المسلمون أغلبية في البلاد أيام الحكم الأموي حين وصلت الأندلس إلى أوج حضارتها وقوتها ، لا تضاهيها دولة في أوروبا آنذاك ، أما النصارى فعادوا أقلية صغيرة أضاعت
لغتها وتعربت واتخذت الأسماء العربية أسماءا لها . لكن هذه الأقلية بقيت كطابور خامس داخل الدولة الإسلامية مستعدة للانقضاض على البلاد في حالة ضعفها والتعاون مع كل غاز ومهاجم.ونظم النصارى الخارجون عن الدولة نفسهم في إمارات جبلية نائية شمال غرب شبه الجزيرة الإيبيرية ، ووصلت الدولة الأموية إلى أوجها أيام عبد الرحمن الناصر الذي حكم البلاد 49 سنة بين 912 و 921 م .
وبدأ الضعف يسري في الدولة الأموية أيام حفيد الناصر حين سيطر على الحكم حاجبه المنصور بن أبي عامر . وكان المنصور هذا من أحسن القواد ومن أبرع رجال الدولة . فأعاد للبلاد قوتها الأولى ووحدها تحت راية الإسلام من جديد ، لكن أبناء المنصور لم يكونوا في مستوى أبيهم ولا أحفاد الناصر في مستوى جدهم . زد على ذلك أن المجتمع الإسلامي الأندلسي أصبح مجزأ عنصريا . فالمنصور بن أبي عامر اضطر إلى تقوية جيشه بإعداد كبيرة من البربر المغاربة والمماليك السقالبة من فرنسا و إيطاليا وشمال أوروبا ، اعتنقت الإسلام عند وصولها إلى الأندلس .
فأصبحت في البلاد أربعة عناصر إسلامية : العرب والبربروالإيبيريون المسلمون والسقالبة المماليك . فعندما ضعفت الدولة الأموية ، أخذت هذه العناصر تتطاحن مع بعضها البعض فانهارت الدولة الأموية سنة 1031 م وتجزأت الأندلس إلى مجموعة من الدويلات العنصرية تحت حكم ملوك الطوائف قضت على الوحدة الأندلسية . و أصبح عدد هذه الدويلات الإسلامية الأندلسية 23 دولة ، منها العربية كبني عباد في إشبيلية وبني هود في سرقسطة ، ومنها البربرية كبني الأغطس المكناسيين في بطليوس وبني ذي النون الهواريين في طليطلة ، ومنها السقلبية كبني مجاهد وبني غانية في شرق الأندلس .
ولما أخذت الدول النصرانية تلتهم الدويلات الإسلامية ، استنجد الأندلسيون بالمغاربة . فعبر إلى الأندلس أمير المسلمين يوسف بن تاشفين المرابطي بجيش عظيم هزم به القوات النصرانية في معركة الزلاقة سنة 1086 م ، ثم ضم الأندلس إلى المغرب وقضى على ملوك الطوائف ، غيبر أن النصارى احتفظوا بالأراضي التي احتلوها ، مثل طليطلة الثغر الأوسط ، ولما ضعفت الدولة المرابطية أخذت الأندلس تتجزأ ثانية .
فاستنجد المسلمون بالموحدين المغاربة سنة 1145 م فأنجدهم بعد أن ضاعت مناطق أخرى في شرق الأندلس مثل سرقسطة .
وضعفت الدولة الموحدية وانهزم المسلمون انهزاما فادحا سنة 1212 م في معركة العقاب على يد القوات النصرانية ، وأصبح تدخل الدولة المغربية المرينية متواصلا لإنقاد ما تبقى من الأندلس ، لكن المرينيين لم يكونوا في قوة المرابطين والموحدين ، وأصبح المغاربة يخوضون معارك دفاعية مع النصارى لأول مرة في التاريخ على أرض المغرب . وسقطت مدن الإسلام الواحدة تلو الأخرى . وكانت الفاجعة الكبرى بسقوط قرطبة سنة 1236 م و إشبيلية سنة 1248 م وكانت آخر عهد الأندلس لولا عبقرية محمد الغالب ابن الأحمر الذي استطاع أن يجمع الكلمة حوله في جبال الأندلس الجنوبية . وبقيت الأندلس تشع بنورها في ذلك الجزء الصغير إلى سنة 1492 م. واستنجد الأندلسيون بالمسلمين ، ولكن هذه المرة لم يكن هناك من يجيب ، بل بكى المسلمون في الشرق والغرب على الأندلس بكاء العاجز ، ونذبها الشعراء من أهلها ومن غيرهم إلأى يومنا هذا كالشاعر الرندي صالح بن شريف المعروف بأبي البقاء الذي نظم قصيدة مطلعها :
لــكــــل شــيء إذا مــا تــم نـــقــصــــــان فــلا يــغـــر بــطــيــب العــيــش إنــســـان
إلى أن قال
دهى الجزيرة أمر لا غزاء له هوى له أحد وانهد ثهلان
أصابها العين في الإسلام فارتأزت حتى خلت منه أقطار وبلدان
فاسأل بلنسية ما شأن مرسية و أين شاطبة أم أين جيان
و أين قرطبة دار العلوم فكم من عالم قد سما فيها له شن
و أين حمص وما تحويه من نزه ونهرها العذب فياض وملآن
قواعدكن أركان البلاد فما عسى البقاء إذا لم تبق أركان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف كما بكى لفراق الألف هيمان
على ديار من الإسلام خالية قد اقفرت ولها بالكفر عمران
حيث المحاريب تبكي وهي جامدة حتى المنابر ترشي وهي عيدان

ثم يستنجد بالمسلمين ويصف حالة الأندلسيين في يد النصارى يباعون في أسواق الرق فيقول :
يا له من لذلة قوم بعد عزهم أحال حالهم كفر وطغيان
بالأمس كانوا ملوكا في منازلهم واليوم هم في بلاد الكفر عبدان
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم عليهم من ثياب الذل ألوان
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم لهالك الأمر واستهوتك أحزان
يارب أم وطفل حيل بينهما كما تفرق أرواح و أبدان
وطفلة مثل حسن الشمس إذا طلعت كأنما هي ياقوت ومرجان
يقودها العلج للمكروه مكرهة والعين باكية والقلب حيران
لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام و إيمان
ولنأخذ فكرة على هذا التقهقر الإسلامي في الأندلس بالأرقام من الجدول ( 1 ) حيث بينا مساحة الأراضي الإسلامية في الأندلس عبر العصور بالكيلومترات المربعة .
الجدول رقم ( 1 ) : مساحة الأندلس عبر العصور
العصر السنة الميلادية بالتقريب المساحة بالكيلومترات المربعة
عهد الولاة 740 700.000
عهد الأمويين أيام الناصر 940 440.000
عهد المنصور بن أبي عامر 1000 580.000
عهد المرابطين 1100 250.000
عهد الدولة النصرية 1450 30.00
3 - الإسلام في إسبانيا بعد سقوط غرناطة
عندما كان الإسلام يحكم إسبانيا تحت إسمها الإسلامي ( الأندلس ) كان معظم السكان مسلمين وكان كلما استعمر النصارى القادمون من الشمال أراض إسلامية جديدة هاجر كثير من المسلمين عنها وأتى النصارى بمستعمرين من المقاطعات النصرانية الشمالية . وبقيت تحت الحكم النصراني مجموعات إسلامية كبيرة كانت تعرف تحت اسم " المدجنين " وكان هؤلاء هم أصحاب الخبرة في البلاد ، غير أنهم كانوا يعاملون معاملة العبيد .
ولما وقعت مدينة غرناطة ، آخر المدن الإسلامية ، تحت قبضة النصارى عام 1492 م عقد هؤلاء معاهدة مع المسلمين يلتزمون فيها باحترام دينهم ومعتقداتهم . ولكن عندما استتب لهم الأمر نقضوا العهد و أجبروا المسلمين على التنصر . ولكن الإسلام في إسبانيا لم ينقرض بضياع غرناطة ، فلقد حافظ المسلمون على دينهم سرا جيلا بعد جيل وقاموا في كل هذه الأثناء بتعليم أطفالهم الدين الإسلامي . وكان كلما اكتشف أحد منهم حكمت عليه محاكم التفتيش بالإحراق حيا . وهؤلاء المسلمون في السر ، والنصارى في العلانية واسماء سماهم الإسبان " الموريسكوس " . ولقد ألفوا كتبا باللغة الإسبانية والحروف العربية ، وهي اللغة التي تسمى بالعجمية ، في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتفسير القرآن وتعاليم الإسلام ، ولا زالت تلك الكتب موجودة في المكتبات الإسبانية . وحاول هؤلاء المسلمون الهجرة بدينهم إلى المغرب العربي كلما سنحت لهم الفرصة ، فكان يصل منهم سيل متواصل إلى الشواطئ المغربية . وفي عام 1568 م ، ثار المسلمون في جبال البشرات ، جنوب غرناطة ، تحت زعامة البطل المسلم " فرناندو دي بالور " الذي غير اسمه إلى محمد ابن أمية . ودامت الثورة ثلاث سنوات استبسل فيها المسلمون. لكنهم هزموا بعد ذلك ، واستشهد الكثير منهم بما فيهم زعيمهم محمد بن أمية رحمه الله ، وهرب الكثير منهم إلى المغرب .
وقد ذكر الأمير شكيب أرسلان في كتابه " الحلل السندسية " ( الجزء الأول ) ، قصة بعض الموريسكيين ، وكيف كانوا يكونون جمعيات سرية تعلم بعضها البعض الإسلام . كما جاء الباحث المصري محمد عبد الله عنان بقصة موريسكي آخر اسمه الشهاب الحجري الذي فر بدينه سنه 1597 م من ضواحي غرناطة ، وذهب إلى مرسى شنتمرية بالبرتغال ، وتنكر كإسباني من إشبيلية ، وركب بارجة برتغالية إلى مدينة الجديدة التي كانت تحت الاحتلال البرتغالي ، ومنها هرب هو وجماعة معه إلى مدينة آزمور المغربية .
وبقي الإسلام حيا في الأندلس بعد فشل ثورة جبال البشرات وتابع الإسبان مطاردتهم للمسلمين وحرقتهم أحياء كلما كشفوا أنهم على دين أجدادهم ، ولم ينطفئ أمل هؤلاء الأندلسيين في استرجاع بلادهم ، فأخدوا يستنجدون بالعثمانيين ، لكن لم تأت أي نجدة . وكان آخر هجوم لقوة بحرية إسلامية على الشواطئ الإسبانية تحت قيادة خير الدين بربروسة ، وال الجزائر ، سنة 1535 م .
ولما يئس من تنصير المسلمين ، أمر طاغيتهم سنة 1609 م بطرد جميع الموريسكيين عن إسبانيا ، بعد أن صادر كل أموالهم وأخذ كل أبنائهم الذين تقل أعمارهم عن الخمس سنوات. فخرج من إسبانيا حوالي ربع مليون مسلم إلى الشواطئ المغربية والعثمانية ، حينئد غيروا أسمائهم النصرانية إلى أسماء إسلامية وجهروا بإسلامهم في أرض الإسلام .
ولكن الإسلام لم يمت في إسبانيا بهذه الهجرة ، بل بقي دفينا في قلوب الكثيرين جيلا ببعد جيل . ففي سنة 1769 م ، ضبطت محاكم التفتيش مسجدا سريا في مدينة قرطاجنة أنشأه المسلمون المتنصرون ظاهرا .

*********************
الدكتور علي منتصر الكتاني

****************
منقول من مجلة التاريخ العربي بتصرف
__________________
قال محمد بن سيرين رَحِمَهُ الله:
"إن هذا العلم دين فأنظروا عمن تأخذون دينكم"
قال شيخ الإسلام إبن تيمية رَحِمَهُ الله:
"لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه ، واعتزى إليه ، بل يجب قبول ذلك منه بالإتفاق ، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا"
و قَّالَ الإِمَامُ أبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ رَحِمَهُ الله :
" عَلَيْكَ بِآثارِ مَنْ سَلَفَ وإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ ، وَإيَّاكَ وآراءَ الرِّجَالِ ، وَإِنْ زَخْرَفُوهُ لَكَ بالقَوْلِ ، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم"


التعديل الأخير تم بواسطة أبو تراب عبد المصور بن العلمي ; 06-21-2023 الساعة 06:36 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:58 PM.


powered by vbulletin