تعليق على قول فضيلة الشيخ سليمان الرحيلي: (من آفات الزمان وأمراض القلوب أن يسمع الشخص منك كلاما فلا يستفيد منه وإنما يقتطع منه جزءا فاصلا إياه عن سياقه مع تنزيله على غير وجهه ابتغاء الفتنة وقد يضع له عناوين من عنده ظلمات بعضها فوق بعض وقد نبهت مرارا أني أمنع ذلك في كلامي وأن من فعل ذلك فأنا خصمه يوم القيامة)
فضيلة الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله ورعاه:
تعرف محبتي وتقديري لك، ولذلك سأصدقك النصح بما يكون مفيدا لي ولكم(وللقراء الصادقين فقط).
1-جزاك الله خيرا على ما تقدمه من نصائح وتوجيهات، وتشكر على ذلك.
2-ما دام أنك تكلمت بما تعتقد أنه حق ويعالج مشكلة فلا يضرك ما يفعل الخصوم والحاقدون
3-بما أنك تكلمت علانية بكلام طويل متعدد الفوائد فيجوز للسامع نقل بعضه دون بعض ما دام أن المعنى متكامل ولا يخل بالمقصود.
ولا يتهم بالبتر أي ناقل لبعض كلامك تام الفائدة، وإنما يوصف بذلك أو يتهم بذلك من نشر كلاما ناقصا مخلا بالمقصود.
فليس من المعقول ولا مما هو مشروع لغة وشرعا وعرفا أن يطالب المتكلم سامعيه بنقل كلامه (متعدد المقاطع) كاملا وإلا صار المختصر له باترا أو مخطئا.
في القرآن كثير من اختصار المحادثات، وكذلك في الأحاديث ومنها مسألة تقطيع الأحاديث.
فكلام العالم ليس مستثنى من ذلك.
4-ما اطلعت عليه من اختصارات نشرها الإخوة وما عنونوا لها كلها تدل على المقصود وتوافق الواقع.
مثال: قضية نفي أن الشيخ فركوس أعلم أهل الأرض، قضية أصبتم فيها، ويجوز وضعها في عنوان ونشرها ونسبتها لكم وهي حق ولا غبار عليها ولا محظور فيها بوجه من الوجوه.
مثال ثان: قضية أن الشيخ فركوس عنده مؤخرا تأصيلات غريبة، قضية صحيحة، وكلامكم فيها مع كونه مجملا لكنه صحيح، ولمن يعترض حق المطالبة بالدليل على ذلك(مثال على تلك التأصيلات).
أما قضية (مدح الشخص بأنه أعلم مني لتأليف قلبه وتطييب نفسه وتشجيعه فلا أوافق عليها مع إمكانية تأويلها لأني ألتزم في مثل هذه القضية بما يطابق الواقع وبكلام طيب يحصل به المقصود حتى لا يتم اتهامي بمخالفة الواقع، وكذلك عبارة ما ظننت أن الله يخلق مثل فركوس فهي عبارة قالها جهال متعصبون لكنها لو صدرت من عالم لأمكن تأويلها ولها نظائر عند السلف الصالح وقد قيلت في الإمام الشافعي)
5-كما تعلم أن الكلام في موضوع ضد أهل التعصب(وكذلك أهل البدع) فلن تسلم من الطعن والهمز واللمز والتحقير فلم يسلم منها سلفنا الصالح فلم يسلم منها الصحابة رضي الله عنهم، وكذلك من بعدهم كما تعلم ما زال من يلعن الإمام الشافعي صباح مساء وكذلك من يلعن شيوخ الإسلام كابن تيمية وابن عبدالوهاب وغيرهما.
وأنت ترى كم توجد من اللعنات والطعونات من الصعافقة في الشيخ محمد بن هادي وغيره وفي الشيخ جمعة والشيخ لزهر وغيرهما.
وأنا أمامك مثال على طعونات هؤلاء الخصوم وأهل الأهواء والفتن، فلم ألتفت لنباحهم ونواحهم، ومستمر في بيان الحق والهدى للناس.
6-فضيلة الشيخ كلامك هذا صحيح لكنه مجمل يتخذه المتعصبون ذريعة لإبطال نصيحتكم في ذلك المجلس، لذلك حبذا لو تكتبون أو تنبهون على شيء مقرونا بالمثال الصحيح حتى تؤتي توجيهاتكم ثمارها.
وما كان من عنوان صحيح يتوافق مع نصيحتكم فلا يضر استغلال المستغل له ما دام أن استغلاله مبني على التعصب والظلم والعدوان.
7-امضوا في نهجكم ناصحين مشفقين، ولا تلتفت للمخذلين ولا للمخالفين (لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم).
وفقكم الله وسدد خطاكم.
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
6/ 10/ 1443هـ