منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > الأســــــــــــــــــــــــرة الـمـســــــــــلـــــمــــــــة

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-18-2011, 09:42 AM
أم معاوية أم معاوية غير متواجد حالياً
طالبة في معهد البيضـاء العلميـة -وفقها الله-
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 33
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي " صلاة النبي صلي الله عليه وسلم كأنك تراها" محاضرة مفرغة لفضيلة الدكتور محمد سعيد رسلان

· المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهديه الله فلا مضل له ومن يُضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أما بعد ؛
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة في النار ، أما بعد ؛
فهذه صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- بسياق مختصر مع ذكر الأدلة على ماورد فيها.
· أولاً:- القبلة
فأول ذلك إستقبال القبلة ؛ لقول الله تبارك وتعالى :- -( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ )- [البقرة/144، 149،150]
ولحديث أبى هريرة رضى الله عنه ، في قصة المسيء في صلاته ، كما فى الصحيحين:- "إِذَا قُمْت إِلَى الصَّلَاة فَأَسْبِغ الْوُضُوْء ، ثُم اسْتَقْبَل الْقِبْلَة "

- السترة
ثم يتخذ السترة بين يديه ، يجعل له سترة يصلي إليها إماماً كان أو منفردا ، لحديثسهل بن سعد الساعدي- رضي الله عنه - قال:- " كَان - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- يَقِف قَرِيْبا مِن الْسُّتْرَة ، فَكَان بَيْنَه وَبَيْن الْجِدَار ثَلَاثَة أَذْرُع ، وَبَيْن مَوْضِع سُجُوْدِه وَالْجِدَار مَمَر شَاه " والحديث فى الصحيحين
كان " َبَيْن مَوْضِع سُجُوْدِه وَالْجِدَار مَمَر شَاه"
وأمّا موقفه هو - صلى الله عليه وآله وسلم- فكان قريبا من السترة ، كان بينه وبين الجدار ثلاثة أذرع ، وبين موضع سجوده والجدار ممر شاه.
لأن بعض الناس يفهم أن يكون بينه وبين السترة ممر شاه ؛ وإنما ممر شاة بين موضع سجوده والجدار ؛ وأما موقفه هو فبيْنه وبين الجدار ثلاثة أذرع .
السترة تتخذ لفعل النبى- صلى الله عليه وآله وسلم-ولأمره كما فى حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال : " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُم فَلْيُصَل إِلَى سُتْرَة وَلْيَدْن مِنْهَا" أخرجه ابو داود وصححه الألباني كما في السلسلة الصحيحة وغيرها .
" إِذَا صَلَّى أَحَدُكُم فَلْيُصَل إِلَى سُتْرَة وَلْيَدْن مِنْهَا"
· ثانيا :- النية
النية :- وهى أن يقصد التعبد لله -تبارك وتعالى - بالصلاة ، ومحل النية القلب ، في جميع العبادات بإتفاق العلماء؛
- المراد بالنية:-
والنية في كلام العلماء تقع على معنيين :-
- أحدهما :- تميز العبادات بعضها من بعض كتميز صلاة الظهر من صلاة العصر مثلا ، وكتميز صيام رمضان من صيام غيره ، وكذا لتميز العبادات من العادات ، وهذا هو المعنى الأول .
- والمعنى الثاني :- هو تميز المقصود بالعمل ؛ هل هو االله وحده لاشريك له .؟أم لله تبارك وتعالى ولغيره .؟
- محل النية:-
النية محلها القلب في جميع العبادات بإتفاق العلماء ، فيقصد التعبد لله تبارك وتعالى بالصلاة ، وذلك لحديث عمر - رضي الله عنه -في الصحيحين قال:-
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- "إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالْنِّيَّات "
- زمن النية:-
وزمن النية ، أول العبادات أو قبلها بيسير ،
· ثالثاً :- تكبيرة الإحرام
يأتى بتكبيرة الإحرام ،
- وصفة ذلك:- أن يرفع يديه ، حذو منكبيه أو حيال فروع أذنيه ، قائلا :- [ الله أكبر] يرفع يديه إلى حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة ، لحديث بن عمر في الصحيحين قال:- " كَان رَسُوْل الْلَّه - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يَرْفَع يَدَيْه حَذْو مُنْكَبِّيه إِذَا افْتَتَح الصَّلَاة ، وَإِذَا كَبَّر لِلْرُّكُوع ، وَإِذَا رَفَع رَأْسَه مِن الْرُّكُوع ،وَلَا يَفْعَلُه حِيْن يَرْفَع رَأْسَه مِن الْسُّجُود "
وفي لفظ ٍ:- " إِذَا قَام مِن الْرَّكْعَتَيْن رَفُه يَدَيْه"،
ومما يدل على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه إلى حيال أذنيه ، حديث مالكٍ بن الحُويرث - رضي الله عنه - فى الصحيحين " أَن رَسُوْل الْلَّه - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - كَانَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّىَ يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ . وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّىَ يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ . وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الْرُّكُوعِ ، فَقَالَ [ سَمِعَ الْلَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ] ، فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ . "
وفي لفظ لمسلم " حَتَّى يُحَاذِي بِهِمَا فُرُوع أُذُنَيْه "
- صيغة تكبيرة الإحرام:-
يأتى بتكبيرة الإحرام؛ وصفة ذلك أن يرفع يديه حذو منكبيه أو حيال أذنيه قائلا :-
[ الله أكبر ]
ولحديث عائشة - رضي الله عنها - قالت :-" كَان رَسُوْل الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- يَسْتَفْتِح الْصَّلاة بِالتَّكْبِيْر ، وَالْقراءة بـالْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن "
والحديث أخرجه مسلم فى صحيحه .
ولحديث المسيء في صلاته كما فى الصحيحين بلفظ
" إِذَا قُمْت إِلَى الصَّلَاة فَكَبِّر"
- وضع الكفين بعد تكبيرة الإحرام:-
إذا كبَّر للتحريم ورفع يديه ، يضع يديه على صدره -بعد أن يُنزلهما من الرفع - اليمنى على ظهر كفه اليسرى ؛ لحديث وائل بن حُجرٍ -رضى الله عنه- قال:-
" صَلّيْت مَع الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم-فَوَضّع الْيُمْنّى عَلَى الْيُسْرَى عَلَى صَدْرِه" الحديث أخرجه مسلم وأحمد وابن خزيمة ، وعند الدارقطنى بإسناد حسن "وَكَان يَضَع الْيُمْنَى عَلَى ظَهْر كَفِّه الْيُسْرَى ، وَالْرُّسُغ وَالْسَّاعِد" أخرج ذلك أبي داود،والنسائى وبن خزيمة ، وعند البخاري" وَأْمُر بِذَلِك أَصْحَابَه "
وعند الدارقطني ، "وَكَان أَحْيَانا يَقْبِض بِالْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى "
فكان يضع اليمنى على ظهر كفه اليسرى، والرسغ والساعد ؛ كان يفعل ذلك ،
وأحيانا يقبض باليمنى على اليسرى؛
فالمترض أن يضع كفه اليمنى على ظهر كفه اليسرى ، والرسغ والساعد ،
وأحيانا يقبض باليمن على اليسرى ؛
- النظر إلى موضع السجود:-
ينظر إلى موضع السجود ، ومما يدل على النظر إلى موضع السجود وطأطئت الرأس ورمي البصر إلى الأرض ؛ حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :-" إِن رَسُوْل الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- كَان إِذَا صَلَّى طَأْطَأ رَأْسَه وَرَمَى بِبَصَرِه نَحْو الْأَرْض "والحديث أخرجه البيهقي والحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي ، ووافقهما الألباني
" يَنْظُر إِلَى مَوْضِع سُجُوْدِه " " إِذَا قَام فِى الْصَّلاة، يَنْظُر إِلَى مَوْضِع سُجُوْدِه"
- دعاء الإستفتاح :-
ويستفتح الصلاة بدعاء الإستفتاح ؛
ودعاء الإستفتاح أنواع كثيرة متنوعة ،يأتي بواحدٍ منها ، ولا يجمع بينها ؛ و لكن يُنوع وبالتنويع يحصل الخشوع.
ومن تلك الأدعية فى الإستفتاح ؛ حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :-
" كَان رَسُوْل الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- إِذَا كَبَّر فِي الصَّلَاة سَكَت هُنَيَّة ، أي:- وقتا لطيفا قصيرا- قَبْل أَن يَقْرَأ ، فَقُلْت :- يَارَسُوْل الْلَّه ! بِابِي أَنْت وَأُمِّي ، أَرَأَيْت سُكُوْتَك بَيْن الْتَّكْبِير وَالْقراءة ، مَا تَقُوْل؟ قَال :- أَقُوْل [ الْلَّهُم بَاعِد بَيْنِى وَبَيْن خَطَايَاي كَمَا بَاعَدْت بَيْن الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب ، الْلَّهُم نَقِّنِى مِن خَطَايَاي كَمَا يُنَقَّى الثَّوْب الْأَبْيَض مِن الْدَّنَس ، الْلَّهُم أغْسَلْنّى مَن خَطَايَاى بِالْمَاء وَالْثَّلْج وَالْبَرَد ] " والحديث في الصحيحين ،
فهذه صيغة من صيغ أدعية الإستفتاح في الصلاة .
ومن أدعية الإستفتاح أيضا ؛ ما أخرجه مسلم عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه كان يقول:-" سُبْحَانَك الْلَّهُم وَبِحَمْدِك ، وَتَبَارَك اسْمُك ، وَتَعَالَى جَدُّك ،وَلَا إِلَه غَيْرُك"الجد :- العظمة " وَتَعَالَى جَدُّك وَلَا إِلَه غَيْرُك "
وقد ثبت عن النبى - -صلى الله عليه وآله وسلم- سوى هَذَانِ الحديثين في أدعية الإستفتاح ؛ أنواعٌ أخرى ؛فيأتي المصلى بما ثبت عن النبى -صلى الله عليه وآله وسلم- وينوع وبالتنوع يحصل الخشوع ؛
- الإستعاذة والبسملة:-
بعد أن يأتى المصلى بدعاء الإستفتاح في الصلاة يأتي بالإستعاذة.
يشرع للقارئ أن يستعيذ بالله -تبارك وتعالى- عند كل قراءة ، بأن يقول :- [ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ] ، أو [ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ] ،وهذا حديث صحيح أخرجه أحمد وأبو داود ،
فهذه الصيغة من صيغ الإستعاذة يأتي بها المصلى ،بعد أن يأتي بدعاء الإستفتاح في الصلاة :- [ أعوذ باللهالسميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه - والهمز الموته :-وهى نوع من الجنون- ونفخه - ونفخ الشيطان الكبر- ونفثه:- وهو الشعر االمذموم-
فإذا آتى بالإستعاذة.. أتى بالبسملة ؛ يقول [ بسم الله الرحمن الرحيم ]
لحديث أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه - أنه يأتى بها سراً قال :-" صَلّيْت مَع رَسُوْل الْلَّه-صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- وَأَبِى بَكْر وَعُمَر وَعُثْمَان ،فَلَم أَسْمَع أَحَدا مِنْهُم يَقْرَأ [ بسَم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم ]" والحديث أخرجه مسلم في صحيحه ،وفي رواية له أيضا
" فَكَانُوْا يَسْتَفْتِحُوْن بالْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن ، لَا يَذْكُرُوْن بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم فِي أَوَّل قِرَاءَة وَلَا فِي آخَّرَهَا "وهذا أخرجه البخارى أيضا في صحيحه .
ولا بأس بالجهر بالبسملة للمصلحة الراجحة كتعليم المأمومين ، وكتأليف قلوبهم ونحو ذلك .وقد مرَّ أن مذهب الشافعي "- أن البسملة يؤتي بها جهرا عند الإتيان بالفاتحة فى الصلاة جهرا ، وأنها أية من الفاتحة -"
فلا بأس بالجهر- أي:- بالبسملة - للمصلحة الراجحة كتعليم المأمومين ، أو لتأليف قلوبهم ؛ ونحو ذلك من الأغراض الشرعية المعتبرة .
· رابعاً :- قراءة الفاتحة
ثم يقرأ الفاتحة ؛ لحديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال :-" لَا صَلَاة لِمَن لَم يَقْرَأ بِفَاتِحّة الْكِتَاب "والحديث في الصحيحين .
وقراءة الفاتحة تجب على كل مصلٍ ، بما في ذلك المأموم في صلاة الجهرية والسرية ،وتسقط بإدراك الإمام راكعا على الصحيح . لحديث أبي بَكرة- رضي الله عنه - عند البخاري" أَنَّه انْتَهَى إِلَي الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- وَهُو رَاكِع فَرَكَع ، فَرَكَع قَبْل أَن يَصِل إِلَى الْصَّف ، فَذَكّر ذَلِك لِنَبِى-صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- فَقَال :- زَادَك الْلَّه حِرْصا وَلَا تَعُد "
- قول آمين:-
إذا فرغ من قراءة الفاتحة قال:-[ آمين فيقول المصلي بعد الإنتهاء من قراءة الفاتحة [ آمين ] ؛ وآمين معناها:- اللهم استجب، وهى اسم فعل أمر .
يجهر بالتأمين في الجهرية ويسر بالتأمين في السرية ؛ لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -قال:- " كَان رَسُوْل الْلَّه - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- إِذَا فَرَغ مِن قراءة أَم الْقُرْآَن رَفَع صَوْتَه ، وَقَال :- [ آَمِيْن ]" أخرجه الدارقطني وحسنه والحاكم ، والحديث حسنه الألباني ،.
- قراءة ما تيسر من القرآن
يقرأ صورة بعد الفاتحة أو ما تيسر من القرآن ؛ إذا فرغ من القراءة -قراءة الفاتحة والتأمين- يقرأ سورةً بعد الفاتحة أو يقرأ ما تيسر من القرآن في ركعتي الصبح ، والجمعة ،وفي الركعتين الأوليين من صلاة الظهر،والعصر والمغرب والعشاء ، وفي جميع ركعات النفل ؛
لحديث أبي قتادة - رضي الله عنه - قال :- " كَان رَسُوْل الْلَّه - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- يَقْرَأ فِي الْرَّكْعَتَيْن الْأَوْلِّيين مِن صَلَاة الْظُّهْر بِفَاتِحَة الْكِتَاب وَسُوْرَتَيْن يُطَوِّل فِي الْأُوْلَى ، وَيُقْصَر فِي الْثَّانِيَة ، وَيَسْمَع الْأَيَّة أَحْيَانا، وَكَان يَقْرَأ فِي الْعَصْر بِفَاتِحَة الْكِتَاب وَسُوْرَتَيْن، وَكَان يُطَوِّل فِي الْأُوْلَى ، وَكَان يُطَوِّّل فِي الْأُوْلَى مِن صَلَاة الْصُّبْح ، وَيُقْصَر فِي الْثَّانِيَة"
وحديث أبي قتادة - رضي الله عنه - أخرجه الشيخان في صحيحيهما ،
وفي لفظ للبخاري
" وَكَان الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- يَقْرَأ فِي الْرَّكْعَتَيْن مِن الْظُّهْر وَالْعَصْر بِفَاتَخة الْكِتَاب ، وَسُوْرَةٍ سُوْرَة وَيُسْمِعُنَا الْأَيَّة أَحْيَانا"
ويشرع أحيانا قراءة شيءٍ من القرآن بعد الفاتحة في الركعتين الأخريين ،
يشرع أحياناً قراءة شيء من القرآن بعد الفاتحة في الركعتين الأخريين؛ لحديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - " أَن الْنَّبِى - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- كَان يَقْرَأ فِي صَلَاة الْظُّهْر فِي الْرَّكْعَتَيْن الأْوَلِيَّيْن فِي كُل رَكْعَة قَدْر ثَلَاثِيْن أَيَّة ، وَفِي الْأُخْرَيَيْن قَدْر خَمْس عَشْرَة أَيَّة -أَوَقَال نَصِف ذَلِك - وَفَّى الْعَصْر فِي الْرَّكْعَتَيْن الْأُولَيَيْن ، فِي كُل رَكْعَة قَدْر قراءة خَمْس عَشْرَة أَيَّة ، وَفِى الْأُخْرَيَيْن قَدْر نِصْف ذَلِك "
وهذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه ،
وقد قال الصنعاني - رحمه الله :-"وفيه دلالة على قراءة غير الفاتحة معها في الأخريين"وقال:- " ويحتمل أن يجمع بينهما - أي:- بين حديث أبى قتادة، وأبي سعيد - رضي الله عنه - بأنه - صلى الله عليه وآله وسلم- كان يصنع هذا تارة؛ فيقرأ فيالأخريين غير الفاتحة معها ، ويقتصر عليها فيهما أحيانا ، فتكون الزيادة عليها فيهما سنة ، تُفعل أحيانا وتترك أحيانا "

- السكتات في الصلاة
إذا فرغ من القراءة سكت سكتةً بعد الفراغ من القراءة ؛
إذا فرغ من القراءة سكت سكتة بقدر ما يتراد إليه نَفَسُه ، حتى لا يصل القراءة بالركوع ، بخلاف السكتة الأولى قبل قراءة الفاتحة ؛ فإنه يقرأ فيها دعاء الإستفتاح ، فتكون هذا السكتة بقدره - أي:- بقدر دعاء الإستفتاح- .
لحديث الحسن عن سمرة - رضي الله عنه - عن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- " أَنَّه كَان يَسْكُت سَكْتَتَيْن ، إِذَا اسْتَفْتَح الصَّلَاة ،وَإِذَا فَرَغ مِن الْقراءة كُلَّها"
والحديث أخرجه الترمذي وحسنه الشيخ شاكرٌ وغيره .
كان يسكت سكتتين إذا أستفتح الصلاة ، فكان يقرأ دعاء الإستفتاح في تلك السكتة ، فتكون هذه السكتة الأولى بقدر دعاء الإستفتاح؛
وإذا فرغ من القراءة كلها -وقبل الركوع ، يسكت سكتةً حتى لا يصل القراءة بالركوع
· خامساً:- الركوع
ثم يكبر للركوع ؛
- صفة الركوع
يركع مكبرا ، رافعا يديه إلى حذو منكبيه أو إلي حيال أذنيه ، ويركع ويضع كفيه على ركبتيه كالقابض عليهما ، مفرجاً بين أصابعه ، وينحي يديه عن جنبيه ، ويبسط ظهره ويمده . ويجعل رأسه حيال ظهره معادلاً لظهره غير مرفوع ، وغير منخفض ، فيجعل رأسه حيال ظهره معادلا لها ، غير مرفوع ولا منخفض . لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في قصة المسيء في صلاته- كما في الصحيحين- ،
وفي الحديث :-" ثُم أَرْكَع حَتَّى تَطْمِئن رَاكِعا"
ولحديث عائشة - رضي الله عنها- عند مسلم في الصحيح "وَكَان إِذَا ركَع لَم يُشْخِص رَأْسَه ، وَلَم يُصَوِّبْه ، وَلَكِن بَيْن ذَلِك"
لَم يُشْخِص رَأْسَه - أي:- لم يرفعه
وَلَم يُصَوِّبْه - أي:- لا يخفضه خفضا بليغا بينا.
بل يجعل رأسه حيال ظهره معادلاً له ، غير مرفوعٍ ولا منخفض ،ويطمئن في الركوع.
- أذكار الركوع
ويأتي بأذكار الركوع ؛ يقول في الركوع :- [سبحان الله العظيم ثلاثا ]
لحديث حذيفة - رضي الله عنه - : " أَنَّه صَلَّى مَع الْنَّبِي - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- فَكَان يَقُوْل فِي رُكُوْعِه [ سُبْحَان رَبِّي الْعَظِيْم ] ،وَفِي سُجُوْدِه [ سُبْحَان رَبِّي الْأَعْلَى ] "وحديث حذيفة أخرجه مسلم في صحيحه ؛
وفي رواية لابن ماجة ؛ وهي رواية صحيحة " أَنَّه كَان - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- يَقُوْل :-[ سُبْحَان رَبِّي الْعَظِيْم] - ثَلَاث مَرَّات، وَإِذَا سَجَد قَال :-[ سُبْحَان رَبِّي الْأَعْلَى] ثَلَاث مَرَّات "
ويزيد على ذلك إن شاء لحديث عائشة - رضي الله عنها- في الصحيحين :-" كَان الْنَّبِي - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم-يُكْثِر أَن يَقُوْل فِي رُكُوْعِه وَسُجُوْدِه [ سُبْحَانَك الْلَّهُم وَبِحَمْدِك ، الْلَّهُم اغْفِر لِي] "
قالت - رضي الله تبارك وتعالى عنها- " يَتَأَوَّلُ الْقُرْآَنَ -(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)- [النصر/3]"
فكان النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده
" [ سُبْحَانَك الْلَّهُم وَبِحَمْدِك ، الْلَّهُم اغْفِر لِي] "
وعن عائشة - رضي الله عنها - فيما روي مسلم في صحيحه قالت:- " كَان- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- يَقُوْل فِي رُكُوْعِه وَسُجُوْدِه:-[ سُبُّوْح قُدُّوْس ، رَب الْمَلَائِكَة وَالْرُّوْح] "
فهذا أيضا من أذكار الركوع [ سبوح قدوس رب الملائكة والروح]
وعن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه - فيما اخرجه أبي دواد في سننه بإسنادٍ صحيح " أَن الْنِّبي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- كَان يَقُوْل فِي رُكُوْعِه :-[ سُبْحَان ذِي الْجَبَرُوْت وَالْمَلَكُوْت وَالْكِبْرِيَاء وَالْعَظَمَة ]، ثُم سَجَد بِقَدْر قِيَامِه ، ثُم قَال فِي سُجُوْدِه مِثْل ذَلِك "
وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فيما أخرجه مسلم في صحيحه " أَن الْنَّبِي - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- كَان إِذَا رَكَع قَال :-[ الْلَّهُم لَك رَكَعْت وَبِك آَمَنْت وَلَك أَسْلَمْت، خَشَع لَك سَمْعِي وَبَصَرِى وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي] "
فهذه من أذكار الركوع
1. يقول :- [سبحان ربي العظيم ]
2. أو يقول:-[ سبحانك اللهم وبحمدك ، اللهم أغفر لي ]،
3. أو يقول :- [سبوح قدوس رب الملائكة والروح ]
4. أو يقول:- [ سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة]
5. أو يقول :-[اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي ]
- حكم قراءة القرأن في الركوع والسجود
وقد نهى النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- عن قراءة القرآن في الركوع والسجود ،كما في حديث بن عباس رضي الله عنهما قال :-" قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ - صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- أَلَا وَإِنِّىٓ نُهِيْتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآَنَ رَاكِعا أَوْ سَاجِدا ، فَأَمَّا الْرُّكُوعُ فَعَظِّمُوْا فِيْهِ الْرَّبَّ -عَزَّوَجَلَّ - وَأَمَّا الْسُّجُودُ فَاجْتَهِدُوْا فِيْ الْدُّعَاءِ فَقَمِنٌ -وبفتح الميم أيضا فقمَنٌ - أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ "
والحديث عند مسلم في الصحيح ،
وقمِنٌ وبفتح ميمها :- أي حقيقٌ وجدير ؛ فلا يقرأ القرآن في حال الركوع ،ولا في حال السجود ؛ أما الركوع فعظموا فيه الرب -عزوجل- وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمِنٌ أن يستجاب لكم ؛
- الإطمئنان في الركوع
إذا أتى بأذكار الركوع وركع مطمأنا ، رفع منه ؛ والإطمئنان في الركوع ركن من أركان الصلاة : " أَنَّ يُطْمَئنّ رَاكِعا "
الركوع ركن والإطمئنان فيه ركن ، وإذا أخل بالطمأنينة في الصلاة بطلت صلاته كما في حديث المسيء في صلاته.



يتبع بحول الله وقوته...
__________________
...فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ،ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته "

التعديل الأخير تم بواسطة أم معاوية ; 08-18-2011 الساعة 08:12 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-18-2011, 09:46 AM
أم معاوية أم معاوية غير متواجد حالياً
طالبة في معهد البيضـاء العلميـة -وفقها الله-
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 33
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي

· سادساّ:- الرفع من الركوع
يرفع من الركوع ؛
يرفع رأسه من الركوع رافعا يديه حذو منكبيه أو حيال أذنيه قائلا:- [ سمع الله لمن حمده ] إماماً كان أو منفردا ، وكذا يأتي بالتسميع إذا كان مأموما ،
ويقول [ ربنا ولك الحمد ] لحديث أبي هريرة ضي الله عنه قال :- " كَانَ رَسُوْلُ الْلَّهِ - صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- إِذَا قَامَ إِلَىَ الصَّلَاةِ يَكِبُرِحِينَ يَقُوْمُ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِيْنَ يَرْكَعُ ، ثُمَّ يَقُوْلُ [ سَمِعَ الْلَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ] حَتَّىَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنْ الْرَّكْعَةِ ثُمَّ يَقُوْلُ وَهُوَ قَائِمٌ:-[ رَبَّنَا َلَكَ الْحَمْدُ ] "والحديث في الصحيحين،
- الإطمئنان في الرفع
ويطمئن في قيامه بعد الرفع من الركوع لحديث ثابتٍ عن أنس رضي الله عنه قال:-" إِنِّي لَا آَلُو أَن أُصَلِّي بِكُم كَمَا رَأَيْت رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يُصَلِّي بِنَا . قَال فَكَان أَنَس يَصْنَع شَيْئا لَا أَرَاكُم تَصْنَعُوْنَه . كَان إِذَا رَفَع رَأْسَه مِن الْرُّكُوع انْتَصَب قَائِمَا . حَتَّى يَقُوْل الْقَائِل : قَد نَسِي . وَإِذَا رَفَع رَأْسَه مِن الْسَّجْدَة مَكَث . حَتَّى يَقُوْل الْقَائِل : قَد نَسِي ."والحديث في الصحيحين ؛
فيطمأن في قيامه بعد الرفع من الركوع لحديث أنس هذا ،ولغيره أيضا؛
· سابعاً:- السجود
ثم يسجد؛ يسجد مكبرا واضعا يديه على الأرض قبل ركبتيه ، لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال :- قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- " إِذَا سَجَد أَجْدَكَم فَلَا يَبْرُك كَمَا يَبْرُك الْبَعِيْر وَلْيَضَع يَدَيْه قَبْل رُكْبَتَيْه "فهذا حديث صحيح أخرجه أبو داود والنسائي والطحاوي في المشكل ،
وقال الألباني - رحمه الله -: " سنده صحيح ، رجاله كلهم ثقات .ٌ رجال مسلم"
عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال:- قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- " إِذَا سَجَد أَجْدَكَم فَلَا يَبْرُك كَمَا يَبْرُك الْبَعِيْر وَلْيَضَع يَدَيْه قَبْل رُكْبَتَيْه "
- صفة السجود
ثم يسجد؛ وصفة السجود أن يكون السجود على أعضاءه السبعة ، على سبعة أعظم. على الجبهة مع الأنف ، واليدين والركبتين ، وبطون أصابع الرجلين ، لحديث بن عباس- رضي الله عنهما - قال:- قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-
" أُمِرْت أَن أَسْجُد عَلَى سَبْعَة أَعْظُم ، عَلَى الْجَبْهَة - وَأَشَار بِيَدِه إلى أَنْفِه - وَالْيَدَيْن ، وَالْرُّكْبَتَيْن ، وَأَطْرَاف القَدَمِيّن . وَلَا نَكْفِت الْثِّيَاب ولاَ الْشَّعَر ."والحديث في الصحيحن .
وفي لفظ لمسلم" وَلَا أَكُف ثَوْبا وَلاشعْرا " فيسجد على سبعة أعظم ؛ على الجبهة مع الأنف ، واليدين والركبتين ،وأطراف القدمين ، ولا يكفت الثياب ولا الشعر ، " َلَا أَكُف ثَوْبا وَلاشِعْرا ".
؛ويجافي أي :- يباعد عضدديه عن جنبيه ؛
لحديث عبد الله بن مالك بن بحينة " أَن الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم : كَان إِذَا صَلَّى فَرَّج بَيْن يَدَيْه ، حَتَّى يَبْدُو بَيَاض إِبْطَيْه . "- صلى الله عليه وآله وسلم- والحديث في الصحيحن
: كَان إِذَا صَلَّى"- صلى الله عليه وآله وسلم- فَرَّج بَيْن يَدَيْه ، حَتَّى يَبْدُو بَيَاض إِبْطَيْه . "فيجافي عضدديه عن جنبيه ، ويجافي بطنه عن فخديه ؛ وفخديه عن ساقيه ؛ ويفرج بينهما ؛لحديث بن عباس - رضي الله عنهما- قال :-" أَتَيْت الْنَّبِي - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم-مِن خَلْفِه فَرَأَيْت بَيَاض إِبْطِه ، وَهُو مُجَخ قَد فَرَّج يَدَيْه"
مُجَخ -أي:- فتح عضدديه وباعدهما عن جنبيه ،ورفع بطنه عن الأرض ، فرج بين يديه .
كما عند أبي داود بإسناد صحيح ، ويجعل كفيه في حال السجود حذو منكبيه لحديث أبي حميدٍ أيضا - رضي الله عنه - " ثُم سَجَد فَأَمْكَن أَنْفَه وَجَبْهَتَه ، وَنَحَّى يَدَيْه عَن جَنْبَيْه ،وَوَضَع كَفَّيْه حَذْو مَنْكِبَيْه " وهذا أخرجه ابي داود بإسنادٍ صحيح؛
أو يجعلهما حذو أذنيه ، فهاتان صفتان لليدين في حال السجود ؛
فالصفتين لليدين عند الرفع ، أو كذلك عند تكبيرة الإحرام ، حذو المنكبين أو إلى فروع الأذنين .
كما في حديث وائل بن حُجر في وصف سجود النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-
وهو حديث صحيح أخرجه النسائي وغيره ،قال "ثُم سَجَد فَجَعَل كَفَّيْه بِحِذَاء أُذُنَيْه" - صلى الله عليه وآله وسلم-
ويرفع ذراعيه عن الأرض- في حال السجود - لحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال :- قال سول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- "اعْتَدِلُوْا فِي الْسُّجُود ، وَلايَبْسّط أَحَدُكُم ذِرَاعَيْه اِنبسَاط الْكَلَب"والحديث في الصحيحين ،
- "اعْتَدِلُوْا فِي الْسُّجُود ، وَلايَبْسّط أَحَدُكُم ذِرَاعَيْه انبِسَاط الْكَلَب"
ويضم قدميه ، ويستقبل بأطراف أصابعهما القبلة ؛ لحديث عائشة - رضي الله عنها " فَوَجَدْتُه سَاجِدا رَاصّا عَقِبَيْه مُسْتَقْبِلا بِأَطْرَاف أَصَابِعِه الْقِبْلَة " وهو حديث صحيح أخرجه الطحاوي في المشكل ، وبن خزيمة ، والحاكم والبيهقي ، وقال الحاكم:-"صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي ، ووافقهما ألألباني ؛
قالت عائشة - رضي الله عنها- :" " فَوَجَدْتُه- صلى الله عليه وآله وسلم- سَاجِدا رَاصّا عَقِبَيْه مُسْتَقْبِلا بِأَطْرَاف أَصَابِعِه الْقِبْلَة "
- الإطمئنان في السجود
ويطمئن في السجود؛ وتجب الطمأنينة في السجود لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -في قصة المسيء في صلاته وفيه " ثُم اَسْجِد حَتَّى تَطْمِئن سَاجِد"
والحديث في الصحيحين ،
- أذكار السجود
ويأتى بأذكار السجود ؛يقول في سجوده:-[ سبحان ربي الأعلى ؛ ثلاثا ]
لحديث حذيفة - رضي الله عنه - عند مسلم "أَنَّه صَلَّى مَع رَسُوْل الْلَّه - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- فَكَان يَقُوْل فِي رُكُوْعِه [ سُبْحَان رَبِّي الْعَظِيْم ] وَفِي سُجُوْدِه [ سُبْحَان رَبِّي الْأَعْلَى ]"
وفي رواية " [ سُبْحَان رَبِّي الْعَظِيْم] ثَلَاث مَرَّات " ، وَإِذَا سَجَد قَال [سُبْحَان رَبِّي الْأَعْلَى] ثَلَاث مَرَّات "والحديث كما مر أخرجه ابن ماجة ، بإسنادٍ صحيح
وللمصلى أن يزيد ما يشاء من الأذكار الثابتة ، فمنها حديث عائشة - رضي الله عنها- قالت :-" كَان رَسُوْل الْلَّه- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- يَقُوْل فِي رُكُوْعِه وَسُجُوْدِه [ سُبُّوْح قُدُّوْس رَب المَلَائِكَة وَالْرُّوْح ]" والحديث أخرجه مسلم في صحيه ؛
وعنها- رضي الله عنها- كما في الصحيحين " أَنْ الْنَّبِيِّ - صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُوْلَ فِيْ رُكُوْعِهِ وَسُجُوْدِهِ [ سُبْحَانَكَ الْلَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ الْلَّهُمَّ أَغْفِرْ لِيَ ] يَتَأَوَّلُ الْقُرْآَنَ "
وعن عوف بن مالك الأشجعى - كما أخرج أبو داود في سننه بإسنادٍ صحيح " أَنْ الْنَّبِيِّ- صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُوْلُ فِيْ رُكُوْعِهِ [ سُبْحَانَ ذِيْ الْجَبَرُوْتِ والْمَلَكُوْتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ] ثُمَّ سَجَدَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ ، ثُمَّ قَالَ فِيْ سُجُوْدِهِ مِثْلَ ذَلِكَ "
ولحديث عائشة رضى الله عنها -قالت "فَقَدْتُ الْنَّبِيَّ - صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- لَيْلِّةٌ مِنْ الْفِرَاشِ فَالْتَمَسْتُهُ ، فَوَقَعَتْ يَدِيَ عَلَىَ بَطْنِ قَدَمَيْهِ ، وَهُوَ فِيْ الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوْبَتَانِ وَهُوَ يَقُوْلُ :-[ الْلَّهُمَّ أَعُوْذ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَبِمُعافَتكِ مِنْ عُقُوْبَتِكَ، وَأَعُوْذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِىَ ثَنَاءً عَلَيْكَ ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَىَ نَفْسِكَ]"والحديث أخرجه مسلم في صحيحيه ،
ولحديث أبى هريرة - رضي الله عنه -" أَنْ الْنَّبِيِّ - صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُوْلُ فِيْ سُجُوْدِهِ [ الْلَّهُمَّ أَغْفِرْ لِيَ ذْنبي كُلِّهِ ، دِقَّهُ وَجِلَّهُ ، وَأَوَّلَهُ وَآَخِرَهُ ، وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ]"وهذا أخرجه مسلم فى صحيحه [ الْلَّهُمَّ أَغْفِرْ لِيَ ذْنبِي كُلِّهِ ، دِقَّهُ وَجِلَّهُ ، وَأَوَّلَهُ وَآَخِرَهُ ، وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ]
ولحديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الذي أخرجه مسلم في صحيحه
" أَنَّ الْنَّبِىَّ - صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا سَجَدَ قَالَ :-[ الْلَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آَمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، سَجَدَ وَجْهِىَ لِلَّذِىٓ خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ ، تَبَارَكَ الْلَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِيْنَ]"
ويستحب للمصلي أن يكثر من الدعاء في السجود، ويسأل ربه من خيري الدنيا والأخرة سواءٌ كانت الصلاة فرضاً، أم كانت نفلا؛
لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الذي أخرجه مسلم في صحيحه
"أَنَّ رَسُوْلَ الْلَّهِ - صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ :- أَقْرَبُ مَا يَكُوْنُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوْا الْدُّعَاءَ"
ولحديث بن عباس رضي الله عنهما- الذي أخرجه مسلم في صحيحه وفيه
"أَمَّا الْرُّكُوعُ فَعَظِّمُوْا فِيْهِ الْرَّبَّ -عَزَّوَجَلَّ - وَأَمَّا الْسُّجُودُ فَاجْتَهِدُوْا فِيْ الْدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ -وبفتح الميم أيضا فقمَنٌ -أي:- فحقيقٌ وجديرٌ-أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ "
· ثامنًا :- الجلسة بين السجدتين
إذا فرغ من الدعاء والذكر في السجود ؛ رفع منه ؛ يرفع رأسه من السجود مكبر ، ويعتدل جالسا مطمئنا . لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -في الصحيحين " ثُم يُكَبِّر حِيْن يَرْفَع رَأْسَه مِن الْسُّجُود"
ولحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في قصة المسيء في صلاته ؛ وفيه :-" ثُمَّ أَرْفَعُ حَتَّىَ تَطْمَئِنَّ جَالِسا"
- صفة الجلسة بين السجدتين
ويفرُش قدمه اليسري- وبكسر الراء أيضا - ويفرِش قدمه اليسرى ويجلس عليها ؛ وهو الإفتراش ، وينصب اليمنى ويسقبل بأصابعها القبل.
فالإ فتراش:- أن يفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها ، وينصب اليمنى ، ويستقبل بأصابعها القبلة .
لحديث عائشة - رضي الله تبارك وتعالى عنها- الذي أخرجه مسلم في الصحيح وفيه " وَكَانَ يِفْرُش -وبكسر الراء أيضا وكان يفرِش- رِجْلَهُ الْيُسْرَىَ ، وَيَنْصِبُ رِجْلَهُ الْيُمْنَىَ ، وَيَأْتِيَ بِالْأَذْكَارِ بَيْنَ الْسَّجْدَتَيْنِ "
- الأذكار بين السجدتين:-
ويأتي بالآذكار بين السجدتين ، كما روي أبو داود
" وَكَان يَقْعُد بَيْن الْسَّجْدَتَيْن نَحْوا مِن سُجُوْدِه ، وَكَان يَقُوْل :- [ رَب اغْفِر لِي..رَب اغْفِر لِي ] "وهذا حديث صحيح
" وَإِن شَاء زَاد عَلَى ذَلِك فَقَال:-[ الْلَّهُم أَغْفِر لِي ، وْأَرْحَمْنِي ، وَأَجْبُرْنِي ، وأَرْفَعَنِي، وَاهْدِنِي ، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي] "أخرجه أبو داود وبن ماجة وهو حديث صحيح؛
فهذا هو الذكر بين السجدتين ،
1. يقول :- [ رب اغفر لي .. رب أغفر لي ]
2. وإن شاء زاد على ذلك فقال :- [اللهم اغفر لي وأرحمني وأجبرني وأرفعني واهدني وعافني وأرزقني]
- السجدة الثانية
ثم يسجد السجدة الثانية ، ويرفع منها.
يُكبر ويسجد السجدة الثانية ، ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى ،لحديث – أبي هريرة - رضي الله عنه - في قصة المسيء في صلاته ؛و فيه " ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّىَ تَطْمَئِنَّ سَاجَا ثُمَّ أَرْفَعُ حَتَّىَ تَطْمَئِنُ جَالِسا ، ثُمَّ أَسْجِدُ حَتَّىَ تَطْمِئنُ سَاجِدٌ ، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِيْ صَلَاتِكَ كُلِّهَا "
- جلسة الإستراحة:-
ويجلس جلسة الإستراحة ، يرفع رأسه مكبرا ، ويجلس جلسة خفيفة تُسمى جلسة الإستراحة ، قبل أن يقوم للثانية وللرابعة -في الصلاة الرباعية -
لحديث مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - أنه كان يقول ،
" أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ صَلَاةِ رَسُوْلِ الْلَّهِ- صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- فَيُصَلِّىَ فِيْ غَيْرِ وَقْتِ الْصَّلاةِ ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الْسَّجْدَةِ الْثَّانِيَةِ فِيْ أَوَّلِ رَكْعَةٍ اسْتَوَى قَاعِدا ، ثُمَّ قَامَ فَاعْتَمَدَ عَلَىَ الْأَرْضِ "
وهذا حديث حديث صحيح أخرجه النسائي والبيهقي.
· الركعة الثانية:-
ثم يقوم للركعة الثانية بعد جلسة الإستراحة ، يقوم إلي الركعة الثانية ، يعتمد علي اليدين في النهوض إلى الركعة الثانية ، لحديث مالك بن الحويرث - رضي الله عنه- في وصف صلاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- وفيه " فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الْسَّجْدَةِ الْثَّانِيَةِ فِيْ أَوَّلِ رَكْعَةٍ أَسْتَوَى قَاعِدا ، ثُمَّ قَامَ فَاعْتَمَدَ عَلَىَ الْأَرْضِ"والحديث في الصحيحين .
وأخرج أبو إسحاق الحربي بسند صالح
" وَكَانَ يَعْجَنُ فِيْ الصَّلَاةِ يُعْتَمَدُ عَلَيَّ يَدَيْهِ إِذَا قَامَ " ويفعل في الركعة الأولى كالثانية
لقوله- صلى الله عليه وآله وسلم للمسيء في صلاته:- "ثُم أَفْعَل ذَلِك فِي صَلَاتِك كُلِّهَا ."والحديث في الصحيحين.
· الأمور التي تختلف فيها الركعة الأولى عن الثانية:-
فيفعل ذلك في صلاته كلها ، ويفعل في الركعة الثانية كالأولى إلا في أمور..
1. الأمر الأول :- تكبيرة الإحرام ؛ فلا يكبر تكبيرة الإحرام ؛ لأن تكبيرة الإحرام للدخول في الصلاة ، وقد دخل فيها .
2. الأمر الثانى :- السكوت ، فلا يسكت في الركعة الثانية كما سكت بعد تكبيرة الإحرام في الركعة الأولى ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسكت بعد تكبيرة الإحرام ليأتي بدعاء الإستفتاح ، وأما إذا ما نهض إلى الركعة الثانية ، فإنه يستفتح القراءة ولا يسكت ؛لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند مسلم قال:-" كَانَ رَسُوْلُ الْلَّهِ - صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- إِذَا نَهَضَ لِلْرَكْعَةِ الْثَّانِيَةِ اسْتَفْتَحَ الْقراءة بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، وَلَمْ يَسْكُتْ " ،
فيفعل في الركعة الثانية ما كان يفعلُ في الركعة الأولى ؛ غير أنه لا يكبر للإحرام كما كبّر في الركعة الأولى ، وكذلك لا يسكت إذا أتى بتكبيرة الإنتقال وقام إلى الركعة الثانية ، وإنما يشرع في القراءة مستفتحا بـ -(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)- [الفاتحة/2] ؛ ولا يسكت كما فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم-
3. الأمر الثالث:- الإستفتاح ؛ فيفعل في الركعة الثانية كما فعل في الركعة الأولى غير أنه لا يستفتح في الركعة الثانية ؛ لأن الإستفتاح تُفتح به الصلاة بعد تكبيرة الإحرام ، لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه" كَانَ رَسُوْلُ الْلَّهِ - صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- إِذَا نَهَضَ لِلْرَكْعَةِ الْثَّانِيَةِ اسْتَفْتَحَ الْقراءة بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ " والحديث عند مسلمٍ كما مرَّ.
4. الأمر الرابع :- لا يطول الثانية كالأولى ؛ بل تكون الثانية أقصر من الأولى في كل صلاة ؛ لحديث أبي قتادة - رضي الله عنه- وفيه " يُطَوِّلُ فِيْ الْأُوْلَىْ وَيُقَصِّرُ فِيْ الْثَّانِيَةِ "وحديث أبي قتادة - رضي الله عنه - عند مسلمٍ في صحيحه . وكذا في الصحيحين " كَانَ - صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَطُوْلُ الْأَوَّلِيْينَ ،وَيُقْصَرُ الْأُخْرَيَيْنِ ،مِنْ كُلِّ صَلَاةٍ"
5. الأمر الخامس:- لا يجدد النية فيفعل في الثانية ما فعل في الأولى غير أنه لا يجدد النية؛ للإكتفاء باستصحابها؛
لأنه لو نوى الدحول بنية جديدة في الركعة الثانية لبطل الركعة الأولى لقطعه استصحاب النية.
· الإستعاذة والبسملة من الركعة الثانية-على قولين-:
أما التعوذ؛ فهل يأتى به في الركعة الثانية كما أتى به في الركعة الأولى أولا .؟
1. التعوذ قيل يشرع في كل ركعة ؛ لأنه حال بين القرأتين أذكارٌ وأفعال ، فيستعيذبالله من الشيطان الرجيم في كل ركعة . قالوا لهذا التعليل ولقول الله - جل وعلا--(فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)- [النحل/98] وهذا هو الذي أختاره شيخ الإسلام - رحمه الله - كما في الإختيارات العلمية ؛ أنه يشرع للمصلي أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في كل ركعة ؛
2. وقيل إنما تكون الإستعاذة في الركعة الأولى فقط؛ لأن الصلاة جملة واحدة ، لم يتخلل القرأتين فيها سقوط بل ذكر ، فالقراءة فيها كلها كالقراءة الواحدة فيكفي فيها إستعاذة واحدة. قال ابن القيم - رحمه الله –" الإكتفاء بإلاستعاذة واحدة أظهر"
فقيل يستعيذ بالله في كل ركعة ، وقيل إنما يكتفي بالإستعاذة في الركعة الأولى.
الأول:- إختاره شيخ الإسلام كما في الإختيارات العلمية ؛
وأما الثاني:- فهو الذي استظهره العلامة ابن القيم - رحمه الله رحمة واسعة-
إلا إذا لم يستعذ في الركعة الأولى فإنه يأتي بالإستعاذة في الركعة الثانية ؛
وأما البسملة فتستحب لكل ركعة لأنها تستفتح بها السورة.
· تاسعاًً:-جلسة التشهد
وأما جلسة التشهد . فإذا كانت الصلاة ثنائيةً -أي: ركعتين- كصلاة الفجر والجمعة والعيدين ؛ جلس للتشهد بعد فراغه من السجدة الثانية من الركعة الثانية ، ناصباً رجله اليمنى ، مفترشاً رجله اليسرى ، لحديث أبى حميدٍ -رضي الله عنه -عند البخاري يرفعه ،
وفيه:-" وَإِذَا جَلَسَ فِيْ الْرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ عَلَىَ رِجْلَهِ الْيُسْرَىَ وَنَصَبَ الْيُمْنَىَ "
ويضع يده اليسرى على فخذه اليسرى او على ركبته اليسرى، ويضع يده اليمنى على فخده اليمنى ، ويقبض أصابعه اليمنى كلها إلا السبابة فيشير بها،
لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما
" أَنَّ رَسُوْلَ الْلَّهِ -صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا جَلَسَ فِيْ الْصَّلاةِ وَضَعَ يَدَيْهِ الْيُمْنَىَ عَلَىَ فخَدَيْهُ الْيُمْنَىَ وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الَّتِىْ تَلِيَ الْإِبْهَامَ ،وَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَىَ عَلَيَّ فخَذهُ الْيُسْرَىَ" والحديث أخرجه مسلم في صحيحه ،
وعند أبي داود والنسائي بإسنادٍ صحيح" وَكَانَ يَضَعُ حَدَّ مِرْفَقِهِ الْأَيْمَنَ -علي فخذه الأيمن أو- عَلَىَ فَخِذِهِ الْيُمْنَىَ" وهى تذكر وتأنث ؛
يشير بالإصبع في التشهد ، يشير بالسبابة من بداية التشهد إلى أن يسلم ، لحديث عبد الله بن الزبير-رضي الله عنهما-" أَنْ الْنَّبِيِّ-صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُشِيْرُ بِإِصْبَعِهِ إِذَا دَعَىَ وَلَا يُحَرِّكُهَا "
هذا أخرجه النسائي وأبي داود،
وأخرجا أيضا بإسنادٍ " وَكَانَ إِذَا أَشَارَ بِإِصْبَعِهِ وَضَعَ إِبْهَامَهُ عَلَىَ أُصُْبعَهُ الْوُسْطَىَ " كما أخرج ذلك مسلم في الصحيح " وَكَانَ يُحَلِّقُ بِهِمَا حَلْقَةٍ "
" وَكَانَ رَفَعَ إِصْبَعَهُ يُحَرِّكُهَا وَيَدْعُوَ ا بِهَا " كما أخرج ذلك أبي داود والنسائي بإسنادٍ صحيح
ويقول - كما أخرج أحمد بإسنادٍ حسن:- " لَهِيَ أَشَدُّ عَلَىَ الْشَّيْطَانِ مِنْ الْحَدِيْدِ"
يعني :- السبابة -عند الإشارة والتحريك " لَهِيَ أَشَدُّ عَلَىَ الْشَّيْطَانِ مِنْ الْحَدِيْدِ" - يعني : السبابة
- ما يُقال في التشهد :-
ويقرأ التشهد ، يقرأ في هذا الجلوس التشهد فيقول :-[ الْتَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالْصَّلَوَاتُ وَالْطَّيِّبَاتُ ، الْسَّلَامُ عَلَيْكِ أَيُّهَا الْنَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، الْسَّلامِ عَلَيْنَا وَعَلَىَ عِبَادِ الْلَّهِ الْصَّالِحِيْنَ ، أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا الْلَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدٍ عَبْده وَرَسُوْلِهِ ]
وهذا تشهد بن مسعود -رضي الله عنه- وهو في الصحيحين ، ثم يقول :-كما ذكر البخاري في الصحيح- [ الْلَّهُمَّ صَلَّيْ عَلَيْ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَىَ ابْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ ابْرَاهِيْمَ ، أَنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ ، الْلَّهُمَّ َبَارِكْ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَىَ ابْرَاهِيْمَ ، وَعَلَىَ آَلِ ابْرَاهِيْمَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ ]
ويستعيذ وجوبا من أربع ؛ فيقول - كما في الصحيحين -:" الْلَّهُمَّ إِنِّىٓ أَعُوْذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيْحِ الْدَّجَّالِ "
بعد أن يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعقب الإتيان بالتشهد يستعيذ بالله من أربع فيقول :- " الْلَّهُمَّ إِنِّيَ أَعُوْذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبرِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شُرِفِتْنّةً الْمَسِيْحِ الْدَّجَّالِ"
ويدعوا بما شاء مما هو ثابت عن النبي ، كما يدعو بما يحب ،من خيري الدنيا والأخرة ،
· عاشرا ً:- التسليم بعد التشهد
ثم يسلم ؛بعد ذلك يسلم عن يمينه وشماله قائلا:- [السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله ] لحديث جابر بن ثمرة -رضي الله عنه- ، وقد أخرجه مسلم في صحيحه قال:-" كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا مَعَ رَسُوْلِ الْلَّهِ -صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ-قُلْنَا :- [ الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ ... الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ ]"
وله أن يزيد وبركاته عن يمينه، لحديث وائل بن حجر قال :-" صَلّيْتَ مَعَ الْنَّبِيِّ -صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فَكَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِيْنِهِ [ الْسَّلَامُ عَلِيِكّمٌ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ] وَعَنْ شِمَالِهِ [ الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ] "
· ملاحظة علي الصلاة غير الثنائية
إذا كانت الصلاة ثلاثيةً ، أو رباعية يقوم إلى الركعة الثالثة ثم الرابعة ،
1. ولا يكتفي في التشهد الأوسط ، اوفي التشهد الأول ، بالتشهد من غير أن يصلي على النبي-صلى الله عليه وسلم- فيصلي على النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- في التشهد الأول ، كما يصلي على النبي-صلى الله عليه وسلم- في التشهد الأخير ؛
2. ثم ينهض معتمدا على يديه ، رافعا يديه حذو أذنيه ، أو منكبيه ؛ لحديث أبي حميدٍ الساعدي -رضي الله عنه- وفيه :- " ثُمَّ إِذَا قَامَ مِنِ الْرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّيَ يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ ، كَمَا كَبَّرَ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ "
3. ثم يصنع ذلك في بقية صلاته ، ويصلى بقية الركعات كالركعة الثانية لحديث أبي هريرة في قصة المسيء في صلاته بعد أن علمه الركعة الأولى " ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِيْ صَلَاتِكَ كُلِّهَا"
4. ولا يجلس في الثالثة من المغرب والرابعة من الظهر والعصر والعشاء إلا متوركا ، لحديث أبي حميدٍ -رضي الله تبارك وتعالى عنه- يرفعه" فَإِذَا جَلَسَ فِيْ الْرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ عَلَىَ رِجْلَيْهِ الْيُسْرَىَ ، وَنَصَبَ الْيُمْنَىَ ، وَإِذَا جَلَسَ الْرَّكْعَةِ الْأَخِرَةِ قَدِمَ رِجْلَيْهِ الْيُسْرَىَ وَنَصَبَ الْأُخَرُ وَقَعَدَ عَلَىَ مَقْعَدَتِهِ "وهذا أخرجه البخاري في صحيحه. ففي التشهد الثاني يجلس متوركا؛ وأما في الصلاة ذات التشهد الواحد ، أو إذا كان في التشهد الأول فإنه يجلس مفترشا ؛
5. ثم يقرأ في التشهد الأخير التشهد مع الصلاة على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ثم يأتي بالدعاء ثم يسلم عن يمينه وشماله ،
· الخاتمة
فهذه هي صلاة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهذه صفتها -كما بينتها لنا السنة الصحيحة- ، وعلينا أن نتعلم ذلك ؛
وأن نعلم أنه لا فرق في هذه الصفة في صلاة النبى -صلى الله عليه وآله وسلم-بين المرأة والرجل ؛ لأن بعض الناس يقول :- إنما يكون من المجافاة والتباعد بين العضددين والجنبين وبين الفخذين والبطن ، وبين الساقين ، والفخذين ، إنما يكون للرجل وحده ،
المرأة في ذلك كالرجل سواءً بسواء؛وكذلك في سائر ألوان العبادات إلا ما ورد النص بتخصيص المرأة فيه بهيئةٍ بعينها فيصار حينئذٍ لما نُصَّ عليه ،
هذه صفة رصلاة رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- مختصرة بأدلتها الصحيحة من سنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
أسأل الله جلت قدرته وتقدست أسماؤه ؛أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما؛
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
__________________
...فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ،ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته "
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:29 PM.


powered by vbulletin