التنبيه على كذبة يروجها بعض الجهال عني في وصف الشيخ صالح العصيمي بالحدادية، وهو كذب قبيح عليّ.
أولاً: بالنسبة للشيخ صالح العصيمي فأنا أعرفه منذ 25 سنة، لما صدرت له بعض المؤلفات فيها عيوب كثيرة، وكان هو في وقتها شابا..
ولم يبلغني عنه أنه ناصر الحداد، أو أنه سار على طريقته..
لكن انطبع في ذهني أنه كان يخالط بعض الحدادية، وهذا ما كان في ظني دون الحكم عليه بالحدادية.
ثانياً: اختفى الشيخ صالح العصيمي سنوات طويلة لم نسمع له خبراً، ثم ظهر بعد طول غياب بدوراته التي يدرس فيها متونا بوقت قصير، وبطريقة غريبة في التدريس، مع وجود بعض الأمور التي خالف فيها ما عليه العلماء كإنكار تفسير العبادة بالذلّ.
زارني في بيتي محمد رحيل وعبدالحكيم دهاس ومعهما بعض الشباب وهذا الكلام قديم قبل 2010..وسئلت عن العصيمي فذكرت ما في ظني أنه كانت له خلطة مع بعض الحدادية..
فتفاجأت بشخص اتصل بي وسألني عن عبارة نسبت إلي وهي أني وصفت الشيخ صالحا العصيمي بأنه حدادي، فقلت هذا كذب علي، ولم أقل هذا، وسجل معي صوتية فيها بيان ما وقع، فقال ذلك الأخ لي: إن الشيخ صالحا العصيمي لم تكن له خلطة بالحدادية، فقلت له: إني لست على يقين من هذا، بل ذكرته ظنا، وصرحت بأنه شيء منطبع في ذهني لست متأكدا منه، وتكلمت عن أمر قديم، وأني الآن لا أدري عن الحال، وشكرته على تصحيح هذه المعلومة، وانتهى الكلام.
والعجيب أن ذلك المجلس هو المجلس الوحيد الذي ذكرت فيه ما يتعلق بمخالطة الحدادية -حسب ظني-، وليس مما نشرته وأنشره، فإذا بذلك الكلام ينقله بعض الجزائريين الحاضرين على أنه حكم بالحدادية على الشيخ العصيمي!!
حتى أني اتصلت بمحمد رحيل أو سألته لما قابلته في الجزائر -نسيت بالضبط- وقلت له هل تذكر أني قلت عن الشيخ العصيمي أنه حدادي؟ قال: لا.
وهذا السؤال كان من باب التأكد، فلعلي وهمت أو زل لساني ..
ولما بدأت فتنة الصعافقة عام 1435هـ وبداية 1436هـ إذا ببعض الجزائريين يريد تأييد كلام الشيخ عبيد بهذا الإفك الذي نشروه عني ..
ثم قبل أيام رأيت بعض الصعافقة الجدد ممن بقيت عندهم رواسب الصعفقة يكررون نفس الكذب ونفس الإفك!
فانظروا كيف اجتهد صعفوق قديم أو صعفوقان قديمان في الفتنة والكذب، وهما حضرا تلك الجلسة، وفهما الكلام بالمقلوب، وكذبا عليّ منذ نحو عشر سنوات..
فأنا أكتب هذا المقال لتأكيد خسة هؤلاء الصعافقة، ونذالتهم، وشدة خبثهم..
وأزيد وأقول: لو كنت أعتقد أن الشيخ صالحا العصيمي حدادي فهل ترون أني سأتراجع بدون سبب وجيه؟ وهل سأترك عقيدتي خوفا من فلان أو علان؟
وهل يعقل أن لا أتكلم بهذا الحكم على هذا الشيخ إلا مرة واحدة، والتي أنكر أشد الإنكار أني قلت ذلك؟
مع أني بعد هذه القضية في عدة جلسات ذكرت موضوع الشيخ صالح العصيمي وذكرت مؤاخذاتي عليه سرا وجهرا، دون خوف من فلان أو علان..
ثالثاً: الشيخ صالح العصيمي من فضلاء المشايخ السلفيين، ولا أتكلم عنه بسوء منذ فترة، وذلك لأني كنت آخذ عليه بعض المؤاخذات العلمية وفي طريقة التعليم، ثم إنه ترك عامة ما كنت آخذه عليه، ورأيته يسير على الجادة، لذلك لا داعي للكلام القديم، ولا أحل لأحد نشره لانتفاء موجبه..
وكلنا راد ومردود عليه إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن بشر نخطئ ونصيب..
لكن العيب فيمن يفهم الكلام بالمقلوب، ويجعل فهمه السقيم هو الحق، ويتهم الصادقين بالكذب، ويستدل بكذبه لتصديق باطل.
تنبيه: ما يتعلق بكلام الأخ أسامة العمري المنشور في بعض المواقع حول الشيخ العصيمي لا علاقة لي به، وممكن أن يسأل هو عنه، ولا أدري هل تراجع عنه أم لا؟
لكني لا أقره الآن وأراه غير مطابق للواقع حاليا.
وأخيرا: إن قال قائل: أليس من الخطأ أن تقول في شيخ أو عالم بالظن أنه كان يخالط الحدادية؟
أقول: نعم هذا غلط، ولذلك لم أقله إلا في ذلك المجلس، وقلته مشككا فيه، ومبينا أني لست على يقين منه، حتى لا يبني أحد عليه حكما، بل فتحت الباب للتثبت ومراجعة الواقع، وهل هو يوافق الظن والتوهم السابق أم يخالفه..
فالقرائن المحتفة بذلك الكلام تخفف من ذلك الغلط، وتمنع من البناء عليه، ولكن يكمن الغلط في العقول التي سمعت ذلك الكلام وهي ليست أهلا للفهم ولا للعقل ولا تحتمل فهومهم هذه القضايا وأعني بهم الكذابان أو الكذاب الذي نقل فهمه الباطل على أنه خبر!
وبالله التوفيق
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
6/ 1/ 1441هـ