حديث ضعيف ولكن معناه صحيح في فضل قول "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فيقول تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } [الأنبياء: 87، 88].
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإنه لم يدع رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له".
حديث صحيح. رواه الإمام أحمد في المسند، والترمذي، والنسائي في الكبرى، والبزار، وأبو يعلى، والحاكم، والبيهقي، والضياء في المختارة، وغيرهم .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : "مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى". متفق عليه.
والحديث الذي أردت بيان ضعفه وصحة معناه ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "هَذِهِ الآيَةُ مَفْزَعُ الأَنْبِيَاءِ {لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}. نَادَى يُونُسُ بْنُ مَتَّى بِهَا فِي ظُلْمَةِ بَطْنِ الْحُوتِ" .
رواه أبو بكر بن خلاد النصيبي في فوائده، وابن مردويه في تفسيره، والديلمي في مسنده من طريق معاذ بن أسد عن الحسن بن محمد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه به.
وآفته الحسن بن محمد وهو البلخي قاضي مرو وهو ضعيف منكر الحديث.
فتلك الآية الكريمة فزع إليها الأنبياء أي فزع لها يونس عليه السلام، كما حث على الدعاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، أما حمله على جميع الأنبياء فهذا يحتاج دليلاً.
ولا شك أن هذا الدعاء الذي دعا به يونس عليه السلام مفزع للمؤمن فيلتجئ إلى الله ويدعو بهذا الدعاء لتفريج الكرب ودفع الشر وللتوبة والإنابة ولتلبية الطلبات، لا سيما وهو دعاء مشتمل على كلمة التوحيد، وتعظيم الله وتنزيهه وإجلاله وتسبيحه، والاعتراف بالظلم للنفس والتقصير..
(فإنه لم يدع رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له) في دفع الشر وجلب الخير.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة العتيبي
16/ 3/ 1437 هـ