منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > المنابر الموسمية > منبر الأشهر الأخرى

آخر المشاركات مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-09-2016, 09:51 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي صيام يوم عاشوراء سنة ثابتة بالتواتر والرد على من شكك في صيامه

صيام يوم عاشوراء سنة ثابتة بالتواتر والرد على من شكك في صيامه
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد اطلعت على كلام لبعض الجهال والمبتدعة يشككون فيه بصيام يوم عاشوراء، ويطعنون في الأحاديث الواردة في فضل صيامه، بل ويشككون بأنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام ومن معه، وأهلك وأغرق فرعون ومن معه.
والرد عليهم من وجوه:
الوجه الأول: أن الأحاديث الواردة في ثبوت صيام النبي صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء، صحيحة قد أجمع العلماء على صحتها، فقد خَرَّج جملة وافرة منها الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم في صحيحه، ولم تخل دواوين السنة من هذه الأحاديث أو بعضها.
فإنكار صيام النبي صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء إنكار أمر متواتر مقطوع به، وهو مخالف لسبيل المؤمنين، ويخشى على منكره الارتداد عن دين الإسلام.
وثبت في الصحيحين أن ذلك اليوم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه، وأجمع المسلمون على ذلك.
روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانُوا يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ، وَكَانَ يَوْمًا تُسْتَرُ فِيهِ الكَعْبَةُ، فَلَمَّا فَرَضَ اللَّهُ رَمَضَانَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ شَاءَ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ». واللفظ للبخاري.
وفي لفظ:« كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ لَا يَصُومُهُ».
وروى البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تُرِكَ».
وروى البخاري ومسلم عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا يُنَادِي فِي النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ «إِنَّ مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ أَوْ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ فَلاَ يَأْكُلْ».
وروى البخاري ومسلم عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ رضي الله عنها، قَالَتْ: أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ: «مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَليَصُمْ»، قَالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ.
وروى البخاري ومسلم عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، عَامَ حَجَّ عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ : يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ ، أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يَكْتُبْ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ.
وروى البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
وروى البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ».
وروى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ اليَهُودُ عِيدًا، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَصُومُوهُ أَنْتُمْ».
وروى البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه، أنه دَخَلَ عَلَيْهِ الأَشْعَثُ وَهْوَ يَطْعَمُ فَقَالَ: اليَوْمُ عَاشُورَاءُ؟ فَقَالَ: «كَانَ يُصَامُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ تُرِكَ فَادْنُ فَكُلْ».
وروى مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام يوم عاشوراء، ويحثنا عليه، ويتعاهدنا عنده، فلما فرض رمضان، لم يأمرنا، ولم ينهنا ولم يتعاهدنا عنده».
وروى مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، فهذا صيام الدهر كله، صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله».
فهذه أحد عشر حديثاً في صيام عاشوراء، خرج البخاري ومسلم تسعة منها، وزاد مسلم فروى حديثين آخرين في ذلك.
وورد صيام عاشوراء أيضاً من حديث: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وقيس بن سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وخباب بن الأرت، وعمران بن حصين، وعمار بن ياسر، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وهند بن حارثة، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن بدر الجهني، وعائذ بن عمرو المزني، وعم عبد الرحمن بن سلمة، وزاهر بن الأسود السلمي، ومحمد بن صيفي، وعبد الله بن سعيد الضبي عن رجال منهم، وعن حفصة رضي الله عنها، ورزينة مولاة صفية، وعكناء بنت أبي صفرة، رضي الله عنهم جميعاً.
فورد حديث صيام عاشوراء عن أكثر من ثلاثين صحابياً، غير ما ورد من المراسيل، والآثار الموقوفة عن الصحابة رضي الله عنهم .

الوجه الثاني: أنه من تأمل تلك الأحاديث وجدها مشتملة على أمور:
أولاً: أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه بمكة بأمر من الله .
ثانياً: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء، ويأمر الناس بصيامه وجوباً، ثم لما فرض شهر رمضان نسخ وجوب صيام عاشوراء وصار مستحباً.
ثالثاً: العلاقة بين صيام اليهود لعاشوراء وأوامر النبي صلى الله عليه وسلم مرت بمرحلتين حسب الروايات:
المرحلة الأولى: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ورأى اليهود يصومونه، ويتخذونه عيداً، ويلبسون فيه حليتهم وشارتهم سألهم عن ذلك، فذكروا أنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه، فقال صلى الله عليه وسلم: «نحن أولى بموسى منكم»، وأمر بصيامه.
المرحلة الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيام عاشوراء وكان يحث الناس عليه بعد استقرار فرض رمضان، ومعرفة الناس بأن صيام عاشوراء ليس فرضاً، فيحمل أمره على الاستحباب المؤكد، وكان هذا الأمر قد تجدد في السنة الحادية عشر بعد حجة الوداع، فجاءه بعض الصحابة رضي الله عنهم يوم عاشوراء أو بعده من تلك السنة يسألونه عن تعظيم اليهود والنصارى ليوم عاشوراء بالصيام، فكأنهم يسألونه مخالفتهم، فقال صلى الله عليه وسلم: «لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع».
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحث الصحابة على مخالفة أهل الكتاب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخالفهم فيصوم يومي السبت والأحد كما في حديث أم سلمة رضي الله عنها، ولكنه كان يصوم عاشوراء وحده لكون اليهود يعظمونه بالصيام وبإظهار الفرح والسرور يوم عاشوراء، ويلبسون فيه حليتهم وشارتهم، فكان مجرد الصيام بدون إظهار الفرح والسرور كاف في المخالفة، لكن الصحابة رضي الله عنهم أحبوا المخالفة حتى في الصيام، فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيفعل ذلك في السنة القادمة إن أحياه الله.
وهذا نظير ما ذكره عمران بن حصين رضي الله عنهما للنبي صلى الله عليه وسلم من إتيان النساء في الحيض خلافاً لليهود، فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم، لكون إتيان الحائض من الأمور المحرمة، ولكن هذا يبين مدى حرص الصحابة رضي الله عنهم على مخالفة أهل الكتاب، مع حرص النبي صلى الله عليه وسلم على توجيههم.

الوجه الثالث: استنكر بعض الجهال ذكر صيام اليهود والنصارى ليوم عاشوراء مع كونهم يؤرخون بالميلادي! أو بتواريخ ليس فيها شهر الله المحرم!
وهذا الاستنكار لا وجه له، لأن العرب وغيرهم كانوا يؤرخون الشهور بالقمر، وأما تأريخ السنين فمنهم بالقمرية أو الشمسية.
فكان اليهود والنصارى يصومون اليوم العاشر من الشهر الأول من السنة، ويسمى شهر تشري، ويسمونه يوم كيبور، أو يوم الغفران.
ويظهر أن اليهود والنصارى فيما بعد غيروا تأريخهم من الأشهر القمرية، إلى الأشهر الشمسية فحصل تغيير جذري للشهر واليوم، فلم يعد يوافق شهر الله المحرم، ولكن ما زال اليهود يحتفلون به، ويعظمونه، ولكنهم يخلطونه بعيد الفصح، فيزعمون أن نجاة موسى عليه السلام من فرعون كان في اليوم الحادي والعشرين من شهر نيسان، ويجعلون يوم الغفران يوم رجوع موسى عليه السلام من ميقات ربه المرة الثانية بزعمهم، ومعه التوراة ومغفرة الله لبني إسرائيل عبادتهم العجل.
وهذا من تحريف اليهود وتلاعبهم، وإلا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكذب اليهود في قولهم عن يوم عاشوراء بأنه اليوم الذي نجى فيه الله موسى وقومه، ففيه إقرار وتصحيح لنقلهم.
وعلى فرض أن اليهود والنصارى لم يعودوا يعظمون يوم عاشوراء فهذا لا يقدح في صحة الأحاديث، فالحديث الصحيح مقدم على نقل أهل الكتاب، ولا يقدح في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم بكلام من وصفهم الله بالكذب والتحريف.
ولو أن اليهود تركوا تعظيم عاشوراء حقيقة فقد خلفهم في هذه الأمة من يقوم بوظيفتهم في إظهار الفرح أو إظهار الحزن!
فالشيعة-رافضة وغيرهم- يحتفلون بعاشوراء احتفالاً دموياً، ويملؤون يومهم شركاً وكفراً، ويظهرون اللطم والحداد والكذب والافتراء على السلف الصالح، ويبالغون في أكاذيبهم على يزيد والدولة في زمانه.
وخالفهم بعض المتصوفة والجهلة فجعلوا يوم عاشوراء يوم فرح وسعادة، ورووا أحاديث مكذوبة في ذلك، وأظهروا معاندة الروافض بذلك، ولا تُرَد البدعة بالبدعة، بل ترد باتباع السنة، وإنكار البدع.

الوجه الرابع: سبق بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل اليهود عن صيام عاشوراء ليقلدهم! أو ليأخذ علمه عنهم! كما زعمه بعض المفترين، وإنما ليعرف سبب صيامهم، وإلا فقد كان يصومه صلى الله عليه وسلم بمكة.
وسبق بيان أن قوله صلى الله عليه وسلم : «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» لم يكن في السنة الأولى من الهجرة كما فهمه بعض الجهال، وإنما قال ذلك حسب سياق الروايات والأحاديث في السنة الحادية عشرة من الهجرة.
وسبق بيان سبب تأخير ذلك إلى سنة (11) .
وقد زعم بعض الجهال أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث في المدينة (13) عاماً وهذا غلط، فقد مكث صلى الله عليه وسلم عشر سنوات، ومات في أوائل السنة الحادية عشرة.

الوجه الخامس: ذكر بعض الجهال حديثاً بلفظ: «من كذب علي حيا وميتا فليتبوأ مقعده من النار»، وقد وقع هذا الجاهل في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس في روايات الحديث «حياً وميتا»، بل مما ورد: «ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».
وزعم ذلك الجاهل-وأظنه رافضي- أن أهل الحسين رضي الله عنه تم سبيهم، واحتفل بنو أمية بالانتصار، وهذا كذب، فقد عومل آل الحسين رضي الله عنه بالإكرام حتى وصلوا الشام ثم المدينة، ولم يعرف في تاريخ بني أمية ولا في بداية دولة بني العباس الاحتفال بيوم عاشوراء، وإنما لما أظهر الروافض النوح واللطم يوم عاشوراء في زمن بني بويه، ابتدع بعض العوام والجهال الاحتفال بعاشوراء نكاية في الرافضة ومخالفة لهم.
وهذا غلط، فلا ترد البدعة بالبدعة.
وبما سبق يظهر أن صيام يوم عاشوراء مما أجمع المسلمون على مشروعيته، وقد كان واجباً ثم نسخ الوجوب للاستحباب، ثم تأكد هذا الاستحباب، ثم جاءت قضية الاستحباب بإضافة صيام اليوم التاسع إليه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
9/ 1/ 1436 هـ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:32 AM.


powered by vbulletin