منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-04-2016, 07:50 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي من صور الرفق بالحيوان في شريعة الإسلام

من صور الرفق بالحيوان في شريعة الإسلام

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فدين الإسلام دين العدل والرفق والرحمة، ومن ذلك ما جاء من الرفق بالحيوان.

والله عز وجل خلق الحيوانات لحكم عديدة، ومنها منفعة الإنسان إما بالأكل، أو بالركوب وحمل الأثقال، وإما للحرث، وإما للحراسة، وإما للتنظيف ودفع شر بعض المؤذيات، مع ما في كثير منها من الجمال في المنظر أو الصوت أو ما يحصل ببعضها من تسلية وترويح عن النفس.

وهي مخلوقات لها أرواح وأجساد، وتسبح الله وتقنت له، وعندها خشية لله، ولها إحساس، وتتألم وتسعد، وستحشر يوم القيامة، وسيقتص لضعيفها من قويها الذي آذاها يوم القيامة، ثم تكون تراباً بأمر الله عز وجل.

فلهذه الحيوانات حقوق، وهي أنواع وأشكال، وبعضها متعبد بقتله كالحية والعقرب والحدأة والكلب العقور، والغراب الأبقع، والوزغ . وذلك لأذاها وضررها.

ومنها ما حرم قتله كالنملة والضفدع والهدد والصُّرَد والنحلة إما لمنفعتها أو قلة ضررها أو عدمه، وما كان ضاراً جاز قتله على قدر الحاجة.

ومنها ما له أثر في أخلاق الإنسان وشخصيته بمصاحبته ورعيه والاعتناء به.

ومنها طاهر البدن ومنها النجس.

فالحيوانات من آيات الله، وفيها العبر والعِظات.

قال تعالى: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [النحل: 5-8].


وقال تعالى: { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } [الأنعام: 38]

وقال تعالى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} [التكوير: 5]

وقد سميت بعض سور القرآن بأسماء بعض الحيوانات لما فيها من الآيات والعبر، فهناك سورة البقرة، وسورة الأنعام، وسورة النحل، وسورة النمل، وسورة العنكبوت، وسورة العاديات، والفيل.

والكلام حول العبر التي في الكتاب والسنة من ذكر بعض الحيوانات يطول جدا، وتكفي هنا هذه الإشارة، وما سأورده من فوائد في الباب.

* النهي عن عبادة الأوثان وتحقير من عبد العجل ونحوه من البهائم مع خسران وضلال من يعبد غير الله ولو كان نبياً أو ملكا أو رجلا صالحا.

قال تعالى: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149) } [الأعراف: 148، 149]

وقال عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ } [الأعراف: 152].

{قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) } [طه: 95 - 98].

وهذه بعض الفوائد فيما يتعلق بالحيوانات.

* الإحسان إلى الحيوان بإطعامه وسقيه سبب لمغفرة الذنوب:

فقد غفر الله لرجل سقى كلباً ماء، وكذلك تاب على امرأة زانية بسبب سقيها كلبا عطشا ماءً.

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بينا رجل يمشي، فاشتد عليه العطش، فنزل بئرا، فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له "، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: «في كل كبد رطبة أجر». رواه البخاري ومسلم .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت مُوقها، فاستقت له به، فسقته إياه، فغفر لها به» رواه مسلم.

الركية: البئر. والموق: الخُفّ

وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لا يرحم لا يرحم». متفق عليه. واللفظ للبخاري.

* خطورة أذية الحيوان بغير حق:

عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو غفر لكم ما تأتون إلى البهائم لغفر لكم كثيرا". رواه أحمد والبيهقي في شعب الإيمان وسنده صحيح. [الصحيحة:514].


أي أن في أذية البهائم ذنوباً كثيرة لو غفرها الله لأصحابها لغفر كثيراً.

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إلا يسأل الله عنها يوم القيامة" قيل: يا رسول الله وما حقها؟ قال: "حقها أن تذبحها فتأكلها ولا تقطع رأسها فترمي به". رواه الإمام أحمد والدارمي والنسائي والحاكم وغيرهم وسنده حسن. [صحيح الترغيب والترهيب:2266].

* وأذية هرة (قطة) كان سببا في دخول امرأة نار جهنم.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عذبت امرأة في هرة أمسكتها حتى ماتت من الجوع فلم تكن تطعمها ولا ترسلها فتأكل من خشاش الأرض». متفق عليه.


* لا يجوز ضرب الحيوان في وجهه ولا وسمه في وجهه.


عن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه حمار وقد وسم في وجهه قال: «لعن الله الذي وسمه» . رواه مسلم.

وفي رواية: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الضرب في الوجه، وعن الوسم في الوجه». رواه مسلم.

أما الوسم في الجنب أو في غير الوجه بدون ضرر فلا بأس به.

* الإحسان إلى الحيوان حتى في ذبحه.

عن شداد بن أوس رضي الله عنه، قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته». رواه مسلم.

عن ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أن رجلاً أضجع شاةً وهو يحدُّ شفرته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «أَتُريدُ أن تُميتَها موتاتٍ هَلاَّ أحددتَ شفرتك قبل أن تُضْجِعَهَا؟». رواه الطبراني في الكبير والأوسط والحاكم والبيهقي بسند صحيح، ورواه عبدالرزاق عن عكرمة مرسلاً، والموصول أصح. [الصحيحة:24].


وعن قرة بن إياس المزني رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، إني لأذبح الشاة فأرحمها، أو قال: إني لأرحم الشاة أن أذبحها. قال: " والشاة إن رحمتها، رحمك الله" مرتين.
رواه الإمام أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، والبزار والطبراني والحاكم وغيرهم بسند صحيح. [الصحيحة:26].

وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة".
رواه البخاري في الأدب المفرد، والطبراني، والبيهقي وغيرهم بسند حسن. واللفظ للطبراني والبيهقي. [الصحيحة:27].


* إعطاء الحيوان حقه في الرعي.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سافرتم في الخصب، فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في السَّنة، فأسرعوا عليها السير، وإذا عرَّسْتُم بالليل، فاجتنبوا الطريق، فإنها مأوى الهوام بالليل» رواه مسلم.

والسنة: الجدب والقحط.

* عدم لعن الحيوان أو سبه

فإن الله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } [الأنبياء: 107].

عن أبي هريرة، قال: قيل: يا رسول الله ادع على المشركين قال: «إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة». رواه مسلم.

والأحاديث العامة في نفي صفة "اللعان" على المؤمن يدخل فيها لعن البهائم والتحذير من ذلك.

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا». رواه مسلم في صحيحه.


قال عبد الله بن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا". رواه البخاري في الأدب المفرد، والترمذي، والحاكم، والبيهقي وغيرهم بسند حسن. [الصحيحة:2636].

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء، يوم القيامة». رواه مسلم.

وعن جابر رضي الله عنه قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط، وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني، وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة والسبعة، فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له، فأناخه فركبه، ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن، فقال له: شأ، لعنك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من هذا اللاعن بعيره؟» قال: أنا، يا رسول الله قال: «انزل عنه، فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم». رواه مسلم في صحيحه.

فالنهي عن لعن بهيمة الأنعام داخل في النهي عن الدعاء على الأموال.

وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة» قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس، ما يعرض لها أحد. رواه مسلم.

وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة". رواه أحمد وأبو داود وابن حبان وغيرهم وسنده صحيح. [صحيح الترغيب: 2797].


* النهي عن إتعاب الحيوان بالجلوس عليه بدون فائدة ولا حاجة.

عن أبى هريرة عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال « إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر، فإن الله إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجتكم ». رواه أبو داود والطحاوي في مشكل الآثار والبيهقي في الشعب وغيرهم بسند صحيح. [الصحيحة: 22].

وعن سهل بن معاذ، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اركبوا هذه الدواب سالمة، وايتدعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي". رواه الإمام أحمد والدارمي وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم بسند حسن. [الصحيحة:21].

وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب على راحلته، فهذا جائز للحاجة، أما مع عدم وجود الحاجة فلا تتخذ الدابة كراسي ولا مجلساً للتسلية مع عدم الحاجة. والله أعلم


* النهي عن تجويع الحيوان وإرهاقه في العمل فوق طاقته.

عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا-أي: بستانا- لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حَنَّ وذرفت عيناه.

فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح سراته وذفراه فسكن.

فقال: من ربُّ هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟

فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله.

فقال: "ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكى إلي أنك تجيعه وتدئبه في العمل".
رواه الإمام ابن أبي شيبة في المصنف وأحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم بسند صحيح. [الصحيحة:20].

ومعنى سراته: أي ظهره، وذفراه: مؤخرة رأسه.


وعن سهل بن الحنظلية رضي الله عنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير قد لصق ظهره ببطنه فقال: "اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة"، وفي لفظ: "اركبوها صحاحا، وكلوها سمانا". رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم وسنده صحيح.[صحيح الترغيب:2273].


* النهي عن حرق الحيوانات وغيرها من ذوات الأرواح، وما جاء في سبب تحريم قتل بعض الحيوانات.

عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمَّرَة فجعلت تفرِّش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم.

فقال: "من فجع هذه بولديها؟ ردوا ولديها إليها".

ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال: "من حرق هذه؟" قلنا: نحن.

قال: "إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار". رواه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود والطبراني والحاكم وغيرهم وسنده صحيح. [صحيح الترغيب: 2268].

الحُمَّرة: طائر صغير كالعصفور.

تفرش: تقرب من الأرض وترفرف بجناحيها.

وروى البخاري في صحيحه أيضاً عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: ((قرصت نملة نبياً من الأنبياء فأمر بقرية من النمل فأحرقت فأوحى الله إليه: أن قرصتك نملة أحرقت أمة تسبح الله؟)) وفي رواية أخرى للحديث: ((فهلا نملة واحدة؟))

وروى أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم –وصححه الألباني- عن عائشة –رضي الله عنها- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: ((لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فاقتلوا منها الأسود البهيم)).

* النهي عن جعل البهائم غرضا لتعلم التصويب في الرمي.

عن سعيد بن جبير قال: مر ابن عمر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا، وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: «من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا". متفق عليه


* التنبيه على استخدام الحيوان فيما خلق له.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، ثم أقبل على الناس، فقال: «بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقالت: إنا لم نخلق لهذا، إنما خلقنا للحرث»، فقال الناس: سبحان الله بقرة تكلم! فقال: «فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر» وما هما ثم. متفق عليه.

* النهي عن التحريش بين البهائم.

وذلك لأنه داخل في أذيتها، وقد ورد نهي عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن سنده ضعيف.

قال التابعي الجليل طاوس بن كيسان اليماني: "لا يحل لأحد أن يحرش بين فحلين ديكين فما فوقهما" رواه معمر بسند صحيح.

* لعن من يفعل الفاحشة بالحيوان وعقوبة ذلك.

عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن نبي الله «لعن الله من غير تخوم الأرض، لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من تولى غير مواليه، لعن الله من كمه أعمى عن السبيل، لعن الله من وقع على بهيمة، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ثلاثا».
رواه الإمام أحمد في المسند (1/ 309)، والنسائي في الكبرى (7297)، وابن حبان في صحيحه (4417)، وغيرهم، وإسناده حسن. [الصحيحة:3462].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى بهيمة فاقتلوه، واقتلوها معه».
رواه الإمام أحمد، والترمذي، وأبو داود، وابن ماجه، والنسائي في الكبرى، والطحاوي في شرح مشكل الآثار، والحاكم وغيرهم وسنده حسن. [إرواء الغليل:2348].
وقد اختلف العلماء في صحة الحديث، وفي حكم من أتى بهيمة مع اتفاقهم على تحريم ذلك.


والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
2/ 12/ 1437 هـ

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-04-2016, 07:56 PM
أحمد بن صالح الحوالي أحمد بن صالح الحوالي غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 983
شكراً: 6
تم شكره 42 مرة في 38 مشاركة
افتراضي

جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:04 AM.


powered by vbulletin