فوائد من الحِكَمِ عن خالد بن صفوان ابن الأهتم رحمه الله عن الصحبة وبعض صفات الخير
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد حث الإسلام على مصحابة المؤمنين الأتقياء، ومجالسة الأخيار الأصفياء، والبعد عن الفجرة الأشقياء، والمتصنعين وأهل الرياء.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة" متفق عليه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي" حديث حسن. رواه أبو داود والترمذي والدارمي وغيرهم.[صحيح الترغيب والترهيب:3036].
ومن الحكم التي أوردها العلماء عن خالد بن صفوان ابن الأهتم التميمي وكان في زمن بني أمية ومات فيما يظهر في بداية خلافة أبي جعفر المنصور العباسي أو قريباً من ذلك، وكان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله يطلب منه أن يعظه، فكان يعظه ويبكيه، وكان رحمه الله من البلغاء الحكماء الفصحاء.
1- قيل لخالد بن صفوان: أي إخوانك أحب إليك? قال: "الذي يغفر زللي، ويقبل عللي، ويسد خللي".
رواه الدينوري في المجالسة(رقم3294)، وابن عساكر في تاريخ دمشق(16/ 107).
وذكره الحافظ الذهبي في معجم الشيوخ(1/ 399) فعقب عليه: هذِهِ أَوْصَافُ الْحَقِّ تَعَالَى مَعَ عَبْدِهِ، فَلْيَكُنْ مَوْلاكَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِمَّا سِوَاهُ.
لأن الله عز وجل هو غافر الذنوب، وهو الذي يقبل معذرة المؤمن، ويسد خلله، ولكن من أهل الإيمان من يتصف بتلك الصفات بحسبه، وعلى قدر ضعف الآدمي.
2- وقال خالد بن صفوان: "أوصى حكيم ولده فقال: "عليك بصحبة من إذا صاحبته زانك، وإن احتجت إليه مانك، وإن استعنت به أعانك، وإن خدمته صانك" . رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق(16/ 108)
زانك: أن تتزين وتَشْرُفُ بصحبته من أهل الخير والعلم والفضل والصلاح.
مانك أي أعطاءك مؤونة وساعدك.
صانك: أي لم يذلك ولم يحتقرك لكونك خدمته، ولم يمُنَّ عليك.
3- وقال: "ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواضع: الحليم عند الغضب، والصَّدِيقُ عند النائبة، والشجاع عند اللقاء".
رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق(16/ 108)
4- وقال: "لا تسأل الحوائج ثلاثة رجال : لا تسألها كذوبا، فإنه يقرب بعيدها ويباعد قريبها، ولا تسألها أحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، ولا تسألها رجلا له إلى صاحبك حاجة، فإنه تصير حاجتك بطانة لحاجته".
رواه السِّلَفِي في الطيوريات (4/ 1375رقم1340)، وابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب(7/3054).
والآثار المروية عن خالد بن صفوان كثيرة، وفيها طرائف ومُلَح.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
14/ 4 / 1436 هـ