منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > الأســــــــــــــــــــــــرة الـمـســــــــــلـــــمــــــــة

آخر المشاركات حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2012, 11:25 AM
سالكة سبيل السلف سالكة سبيل السلف غير متواجد حالياً
زائر
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,225
شكراً: 20
تم شكره 157 مرة في 107 مشاركة
Icon55 في هديه صلى الله عليه و سلم في حفظ الصحة

في هديه صلى الله عليه و سلم في حفظ الصحة
{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}{}

لما كان اعتدال البدن وصحته وبقاؤه إنما هو بواسطة الرطوبة المقاومة للحرارة فالرطوبة مادته والحرارة تنضجها وتدفع فضلاتها وتصلحها وتلطفها وإلا أفسدت البدن ولم يمكن قيامه وكذلك الرطوبة هي غذاء الحرارة فلو لا الرطوبة لأحرقت البدن وأيبسته وأفسدته فقوام كل واحدة منهما بصاحبتها وقوام البدن بهما جميعا وكل منهما مادة للأخرى فالحرارة
مادة للرطوبة تحفظها وتمنعها من الفساد والإستحالة والرطوبة مادة للحرارة تغذوها وتحملها ومتى مالت إحداهما إلى الزيادة على الأخرى حصل لمزاج البدن الإنحراف بحسب ذلك فالحرارة دائما تحلل الرطوبة فيحتاج البدن إلى ما به يخلف عليه ما حللته الحرارة - لضرورة بقائه - وهو الطعام والشراب ومتى زاد على مقدار التحلل ضعفت الحرارة عن تحليل فضلاته فاستحالت
مواد رديئة فعاثت في البدن وأفسدت فحصلت الأمراض المتنوعة بحسب تنوع موادها وقبول الأعضاء واستعدادها وهذا كله مستفاد من قوله تعالى : { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا } [ الأعراف : 31 ] فأرشد عباده إلى إدخال ما يقيم البدن من الطعام والشراب عوض ما تحلل منه وأن يكون بقدر ما ينتفع به البدن في الكمية والكيفية فمتى جاوز ذلك كان إسرافا وكلاهما مانع من الصحة جالب للمرض أعني عدم الأكل والشرب أو الإسراف فيه
فحفظ الصحة كله في هاتين الكلمتين الإلهيتين ولا ريب أن البدن دائما في التحلل والإستخلاف وكلما كثر التحلل ضعفت الحرارة لفناء مادتها فإن كثرة التحلل تفني الرطوبة وهي مادة الحرارة وإذا ضعفت الحرارة ضعف الهضم ولا يزال كذلك حتى تفنى الرطوبة وتنطفئ الحرارة جملة فيستكمل العبد الأجل الذي كتب الله له أن يصل إليه
فغاية علاج الإنسان لنفسه ولغيره حراسة البدن إلى أن يصل إلى هذه الحالة لا أنه يستلزم بقاء الحرارة والرطوبة اللتين بقاء الشباب والصحة والقوة بهما فإن هذا مما لم يحصل لبشر في هذه الدار وإنما غاية الطبيب أن يحمي الرطوبة عن مفسداتها من العفونة وغيره ويحمي الحرارة عن مضعفاتها ويعدل بينهما بالعدل في التدبير الذي به قام بدن الإنسان كما أن به قامت السماوات والأرض وسائر المخلوقات إنما قوامها بالعدل ومن تأمل هدي النبي صلى الله عليه و سلم وجده أفضل هدي يمكن حفظ الصحة به فإن حفظها موقوف على حسن تدبير المطعم والمشرب والملبس والمسكن والهواء والنوم واليقظة والحركة والسكون والمنكح والإستفراغ والإحتباس فإذا حصلت هذه على الوجه المعتدل الموافق الملائم للبدن والبلد والسن والعادة كان أقرب إلى دوام الصحة أو غلبتها إلى انقضاء الأجل
ولما كانت الصحة والعافية من أجل نعم الله على عبده وأجزل عطاياه وأوفر منحه بل العافية المطلقة أجل النعم على الإطلاق فحقيق لمن رزق حظا من التوفيق مراعاتها وحفظها وحمايتها عما يضادها وقد روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ]
وفي الترمذي وغيره من حديث عبيد الله بن محصن الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ من أصبح معافى في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ]
وفي الترمذي أيضا من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له : ألم نصح لك جسمك ونروك من الماء البارد ]
ومن ها هنا قال من قال من السلف في قوله تعالى : { ثم لتسألن يومئذ عن النعيم } [ التكاثر : 8 ] قال : عن الصحة
وفي مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال للعباس : [ يا عباس يا عم رسول الله ! سل الله العافية في الدنيا والآخرة ]
وفيه عن أبي بكر الصديق قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : [ سلوا الله اليقين والمعافاة فما أوتي أحد بعد اليقين خيرا من العافية ] فجمع بين عافيتي الدين والدنيا ولا يتم صلاح العبد في الدارين إلا باليقين والعافية فاليقين يدفع عنه عقوبات الآخرة والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا في قلبه وبدنه
وفي سنن النسائي من حديث أبي هريرة يرفعه : [ سلوا الله العفو والعافية والمعافاة فما أوتي أحد بعد يقين خيرا من معافاة ] وهذه الثلاثة تتضمن إزالة الشرور الماضية بالعفو والحاضرة بالعافية والمستقبلة بالمعافاة فإنها تتضمن المداومة والإستمرار على العافية
وفي الترمذي مرفوعا : [ ما سئل الله شيئا أحب إليه من العافية ]
وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى : عن أبي الدرداء قلت : يا رسول الله ! لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ ورسول الله يحب معك العافية ]
ويذكر عن ابن عباس [ أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له : ما أسأل الله بعد الصلوات الخمس ؟ فقال : سل الله العافية فأعاد عليه فقال له في الثالثة : سل الله العافية في الدنيا والآخرة ]
وإذا كان هذا شأن العافية والصحة فنذكر من هديه صلى الله عليه و سلم في مراعاة هذه الأمور ما يتبين لمن نظر فيه أنه أكمل هدي على الإطلاق ينال به حفظ صحة البدن والقلب وحياة الدنيا والآخرة والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله .

زاد المعاد - ابن القيم الجوزية
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-05-2012, 01:05 AM
أم إلياس المغربية أم إلياس المغربية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 55
شكراً: 10
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي

بارك الله في نقلك الماتع والقيم
ورحم شيخ الإسلام التاني الإمام ابن القيم وأسكنه الفردوس الأعلى
__________________
عَنْ مُعَاذ بْنُ جَبَلٍ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَوْصِنِي؛
قَالَ:
((اعْبُد اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ مِنَ الْمَوْتَى، وَاذْكُرَ اللَّهَ عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَشَجَرٍ،
وَإِذَا عَمِلْت السَّيِّئَةَ فَاعْمَلْ بِجَنْبِهَا حَسَنَةً: السِّرُّ بِالسِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةُ بِالْعَلاَنِيَةِ
)). السلسلة الصحيحة: 1475.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-05-2012, 03:27 PM
أم عمران السلفية أم عمران السلفية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 13
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي

بارك الله فيك أختى على هذا النقل الطيب
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-12-2012, 01:03 PM
أم سمية السلفية أم سمية السلفية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: المملكة المغربية حرسها الله من كل سوء
المشاركات: 88
شكراً: 21
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي

جزاكِ الله خيرا
__________________
اللهم اشف ابني حمود وألبسه لباس الصحة والعافية يا رب
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:11 PM.


powered by vbulletin