ملاحظات على منشور بعنوان: "تغلبنكم (الإخوان) على المصطلحات الصحيحة الشرعية" لكاتبه أبي همام المصدور الليبي
ملاحظات على منشور لكاتبه أبي همام المصدور الليبي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد اطلعت على منشور كتبه شخص لا أذكر أني أعرفه بهذا الاسم، وأقره عليه الأخ يوسف المكي بعنوان:
⛔ لا تغلبنكم (الإخوان) على المصطلحات الصحيحة الشرعية ؟ ⛔
ولي عليه ملاحظات:
قال الكاتب : (أيها الناس من تلبيسات الخوان المسلمين : 1 - يقولون : " حرة " وإنما هي " حرورية ")
التعليق:
الحرية لفظ شرعي ضد العبودية والرق، وليست من ألفاظ الإخوانيين ولا من شعاراتهم، ولكنهم يطلقون عبارة "شعوب حرة" أي أنها تتكلم بحرية بما تشاء من حق أو باطل.
وهذا المعنى للحرية يقابله بالشرع لفظ: "التفلت-الفوضى-الحمق-الجنون-النفاق" وغير ذلك من الألفاظ التي تنطبق على دعاة الحرية الليبرالية والحريّة الديمقراطية.
وأما الحرورية فهم الذين خرجوا على ولي الأمر المسلم مكفرين له أو من يكفر مرتكب الكبيرة ولو لم يقاتل.
وبعض دعاة الحرية خوارج حرورية، وبعضهم ليس كذلك بل قد يكون منافقا زنديقا.
وبعضهم يرددها بجهل ولا يعرف معناها مع محاربته للخوارج.
وقال الكاتب : (
2 - يقولون : " ثوري " وإنما هو " خارجي " ).
التعليق
الثوار يختلفون، فمنهم من هو خارجي، ومنهم من هو باغ، ومنهم من هو ثائر في فتنة وعصبية.
وكلمة ثوري لا تعني خارجي دائما، ومعلوم أن الثورة والثوريين أول ما أطلقت في عصرنا الحاضر على الحركات القتالية التي قاومت الاحتلال الصليبي واليهودي لبلاد المسلمين.
والثوري الإخواني غالبا ما يكون خارجيا.
ويقول الكاتب: (
3 - يقولون : " شرعية " وإنما هي " ديمقراطية ")
التعليق
كلمة شرعية لا تعني الديمقراطية، وإن كان الإخوانيون يطلقونها على حكومة مرسي بسبب انتخابه ديمقراطيا فيما يزعمون، ولكنهم يحصرونها في موضوع مرسي فقط بقضية الديمقراطية.
وإلا فهم يقرون بشرعية دول كثيرة وإن لم تكن ديمقراطية.
ومعلوم أن الجهاد في اليمن ضد الحوثيين قد يوصف في المحافل الدولية بأنه نصرة للشرعية في اليمن، وليس الجهاد لنصرة الديمقراطية.
فالمراد بلفظة "شرعية" أي الحكومة القائمة والمعترف بها دوليا، كما هو الحال في الحكومة الليبية المعترف بها دوليا.
وعبارة "شرعية" عبارة شرعية، والإخوان يخالفون في ذلك، فحكومة السيسي جاءت بداية إما عن طريق أهل الحل والعقد فعزلوا مرسي لعجزه عن الحكم بضميمة فساده وعدم أهليته، وإما بطريق التغلب وكلاهما طريقة شرعية والثانية تكون شرعية عند وقوعها وانتهائها.
والله أعلم
ويقول الكاتب: (
3 - يقولون : " حكومة انقلابية " وإنما هو " حاكم شرعي ").
التعليق:
لا شك أن السيسي حاكم شرعي، ولكن مع كونه شرعيا لا يقال بأنه ديمقراطي كما سبق التنبيه عليه.
والحكومة الانقلابية لو حصلت فإذا استتب لها الأمر تصبح حكومة شرعية إن كان الرئيس مسلما.
ويقول الكاتب: (
4 - يقولون : " مظاهرة سلمية " وإنما هي " طريقة منكرة في الإنكار تخالف السنة ")
التعليق
هذا صحيح
وغالبا ما توصف بأنها سلمية مع تصويرهم لهؤلاء المتظاهرين السلميين بسواطيرهم وسكاكينهم!!
وقال الكاتب: (
5 - يقولون : " الخضوع والخنوع والذل للانقلاب " وإنما هو " خضوع وذل لله ورسوله الذي أمرنا بالسمع والطاعة في المنشط والمكره ")
التعليق
هذا الكلام فيه إجمال قد يشمل الشرك، فالخضوع والذل المطلق والتعبدي لله وحده، وإنما الخضوع والذل إذا أضيف للمخلوق الحي القادر بمعنى الملك والقدرة عليه، وأما الرسول صلى الله عليه وسلم وقد مات فلأوامره الطاعة والاتباع ولا يقال بالخضوع له ولا الذل له.
وما يزعمه الإخوان من أن تحريم الخروج على السيسي أو التنبيه على وجوب السمع والطاعة له من قبل رعيته يسمى خضوعا وذُلا وخنوعا للانقلاب فهو باطل وظلم وضلال وفتنة.
وقال الكاتب: (
6 - يقولون : " شهيد " وإنما " الله أعلم بمن يقتلُ في سبيله ")
التعليق
من قتل في سبيل الله كمن قتل في المعركة بيد المشركين أو يد الخارجين على السلطان المسلم الذي ثبت له الحكم أو على يد الخوارج فهذا ترجى له الشهادة.
ومن قتل في المظاهرات وحال خروجه على السلطان أو في قتال الفتنة فهذا قطعا ليس بشهيد، بل هو معرض للعقاب بسبب مخالفته للشرع.
وقال الكاتب: (
7 - يقولون عن السلفيين " مرجئة " وإنما هم " المرجئة مع أهل البدع والضلال ").
التعليق
هذا صحيح، إضافة إلى أن الإخوان فرقة تجميعية، فتجمع بين الصوفية والرافضة والمرجئة والخوارج والقدرية والجهمية وغيرهم من فرق الضلال بل حتى النصارى دخلوا ضمن حزبهم.
وقال الكاتب: (
8 - ويقولون عن السلفيين " متشددون" وإنما السلفيون " ثابتون أصحاب ولاء وبراء ").
هذا حق، فالسلفيون متمسكون بالشرع، ثابتون على الحق، ومن أصول المنهج السلفي: الموالاة في الله والمعاداة في الله، فهم يتولون الله ورسوله والذين آمنوا ويتبرؤون من المشركين والكفار والمنافقين ومن كل ما يخالف الشرع.
وقال الكاتب: (
9 - ويقولون " تحكيم شريعة " وإنما هو " تحكيم قوانين الغرب ").
التعليق
الإخوان يعنون بتحكيم الشريعة هو تحكيم ما أملاه عليهم أسيادهم من رؤوس المبتدعة من الإخوان، ولو كان ذلك عن طريق تحكيم التوراة والانجيل المحرفين-حيث لم يبق سوى المحرف- فالغاية تبرر الوسيلة، والمهم أن يحكموا وأن يغتنوا ولو على حساب الشرع الإسلامي الحنيف.
وفي الختام : نصيحتي للكاتب أن يطلب العلم، ولا يتصدر للكتابة حتى يكون أهلا لذلك.
ونصيحتي للأخ يوسف المكي أن يتأمل في مثل هذه الكتابات ولا يتعجل بنشرها.
فبعض الملاحظات خطيرة وتقدح في العقيدة، وبعض ما كتبه جيد، وبعضه فيه إجمال ونقص وقصور.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
2/ 11/ 1436هـ
|