القبيح المبتلى
بسم الله الرّحمن الرّحيم
لقد كان هذا القلب – في يوم من الأيّام – مفعماً بحبّ ( حلبيّ ! ) في الله تعالى ، مملوءً بتوقيره وتقديره ، و التّغالي في قيمته ، و التّعالي في سمعته ، و كان ذهني متّقدا عامرا بذكر أعماله و أقواله ، لـِمَا كنتُ أحسبه و أظنّه ، و أسمعه عنه – و لم أره – ناصرا للسّنّة ، محبّا خادما للإمام الألبانيّ – رحمه الله – !
فلمّا رأيته بعيني ، و سمعته بِؤذني – و يا ليتني لم أرحل إليه ولم أفعل – لمست غير ذلك منه بنفسى ، و طال عجبي ، و عظم أسفي ... !
وصدق فيه مثلٌ ( سليمٌ ! ) ( مشهورٌ ! ) عند العرب :
" تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ! " .
ثمّ كان ما كان ... إلا أن تركته خلفي و رحلت عنه ، مُفارقا له فِراق المحنة ، التي لا يُبكى على ذهابها ، ولا يُأسف لفواتها .
ثمّ لم يلبث – ( حلبيّ ! ) – أن جاءته الفتنة التي أركسه الله فيها ، و انكشف أمره ، و افتُضح شرّه ، و أظهر الله كذبه و عواره ...!
فوا أسفاه – بعدها – على السّلفيّة المزعومة ...!
و وا أسفاه على الفصاحة و البيان ...!
و وا أسفاه على التّحقيق و التّدقيق ...!
و وا أسفاه على القيام بواجب الإقراء و التّدريس ...!
و يا شُؤمه و شؤم أمثاله و أشكاله ! عل الدّعوة السّلفية ، و الدّين الإسلاميّ .
أيّها الإخوة :
لقد كانت رحلتي إليه شاقّة – يعلم الله – بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، إذْ تحمّلت فيها من المشاقّ ما لا يُطيقه مثلي ، و لا يقدر عليه جسمي ، عشت فيها في ظلّ أبسط البساطة من جميع وسائل الحياة ؛ ما الله به عليم ، و إنّي لأحتسب ذلك على الله ، و أسأله – سبحانه الرّحيم الرّحمن – كما ثبّتني فيها بفضله و قوّته ؛ أن يأجرني عليها بمنّه وكرمه .
و إنّه ليقبحُ بي أن أتحدّث عن نفسي – أولا – فمن أنا و ما أنا ؟! ثمّ عمّا أصابني من بلاء في سبيل الله تعالى ، لولى أن اضطرّني إلى ذلك من أخجلني ، إذْ هو لا يستحي و لا يخجل !!
حيث أنّ ( القبيح المبتلى طويل الذّيل !!! ) الذي بلغ أرذل الغلوّ ! فحاول ستره بالتّميّع ! و قنع بجحر الضّبّ ( كلّ الخلفيّين ! ) الذي منه يهذي و يهرف و يعوي و ينبح ، و عنه صار ينافح و يدافع ! فقلبه و لسانه عدوّان خصمان لا يهدآن! و لإنْ تصالحا ليعودنّ إليه عقله الفاقدُهُ ، و رشده المضيِّعُهُ ، و شرفه المودِّرُهُ ، و غيرها ... ! و ليكوننّ عليه هذا التّواصل بينهما ( فتحا عليّا ! ) و تذلّ حينها ( نفسه المتعبة ! ) الشيطانيّة لعزّة الفاتح !
قال :
( قال : نور الدين العربي !!صاحب الـ : ( 100) دينار !! ) !
و لا أطيل ، و أقتصد لأوفّر جهدي فأقول :
كنت قبل عشر سنوات – تقريبا – قد استلفت من أبي ليلى الأثري ، مبلغا من المال و قدره مائة دينار أردنيّة ، وتكاتبت معه ، و جعلت الله شهيدا على ذلك .
ثمّ قدّر الله أن اعتقلتني المخابرات الأردنيّة ، دون سبب ، حيث كنت مراقبا ، لا لشيء على الإطلاق ، سوى إنّني لا أدري لما، و حاولوا تلفيق تهم لي ، فخابوا وخسروا ، و ردّ الله كيدهم في نحورهم – و الحمد لله – ، إلّا أنّهم سفّروني من السّجن إلى المطار إلى بلدي كأنّني أسير ! فلم أسطع السداد ، و هذه هي الصّورة و الحال والمانع و السّبب ، و الله المستعان ، و لا حول ولا قوّة إلّا بالله .
هذا و الله على ما أقول شهيد .
و ( القبيح المبتلى طويل الذّيل !!! ) ، قد اطّلع على تعليق قديم ، كتبته في هذا المنتدى المبارك – إن شاء الله – ( منابر النّور ) ، حول مقال لأحد إخواننا الأفاضل ، يستفسر فيه عن حال أبي ليلى ، فعلّقت بما أعرفه عنه ، و بما له عليّ للأمانة ، وإلّا فإنّ ( القبيح المبتلى طويل الذّيل !!! ) لا يعرفني ولا يعرف عنّي شيأ .
فيا ذيّاك ( القبيح المبتلى طويل الذّيل !!! ) :
اذكر ماضيك و اعتبر به ، و فكّر في مستقبلك واعمل له ، و احفل بما ينفعك في حاضرك ، ولا تكن – قبّحك الله من قبيح ، يزيّن القُبْح للنّاس – ( كُتْلَةً قَبِيحَةً خَرْقَاءَ دَهْمَاءَ بَهَمَاءَ صَمَّاءَ جَوْفَاءَ عَمْيَاءَ ! ) تعيش على ماض ، لا حضر له ، و لا مستقبل .
ألا ترى ما تتخبّط فيه من الغلوّ إلى التّمييع ، كمن انتقل من شعبة إلى شعبة أخرى في الضّلال ، كلّها ركس ورجس من عمل الشّيطان .
و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .
نور الدّين بن العربي بن خليفة .