الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لانبي بعده محمدا ًوصحبه،
أما بعد:
فإن السلفية النقية لاتعرف المكر ولا التقية ولا الغش ولا الخديعة ولا الكذب ولا الزور، لقد كانت الديمقراطية عندهم هي التنازلات والمساومات، كما قال شيخي ومعلمي –سابقاً- «ياسر برهامي» حين سئل في حوار أجري معه عن حكم المشاركة في الانتخابات على اعتبار أنها طريق للإصلاح؟
فأجاب قائلا: أظن أن هذا وهْم سوف يدركه الذين يشاركون في ذلك، وقد شاركوا فيه مرات، ولم يتم إصلاحٌ مِن خلال هذا الأمر، وهو يتضمن تقديم تنازلات كثيرة جداًّ عن مبادئ الدين؛ فيترتب على ذلك خلل كبير، وأنصح بمراجعة مقال (السلفية ومناهج التغيير) ففيها بحث في هذه المسألة ........ -وعن اتهام البعض غير المشاركين في هذه الانتخابات بالسلبية- قال: « ... فنقول مثلا : الإخوان المسلمين نزلوا في عشرين دائرة مِن أكثر مِن خمسين دائرة، طيب الثلاثين دائرة كانوا سلبيين، ولا ماكنوش سلبيين .... إيش معنى إيجابيين في العشرين، وفي التلاتين سلبيين، السَّنة اللي فاتت قاطعوا انتخابات مجلس الشورى، قالوا للتزوير، طيب، التزوير أتحل المرة اللي فاتت؟ ماكانش سلبية ليه السنة اللي فاتت، واجب، وبقى كتمان للشهادة؟
فالأمر قائم على المصلحة والمفسدة، ونحن نرى أنَّ مفاسد عظيمة بلا مكاسب حقيقية، والسلبية لمن لا يسعى لنُصرة الدين بالوسائل الأخرى، الدعوة إلى الله أعظم وسيلة لنصرة الدين».أ.هـ.
وقال أيضا في نفس الحوار: فمن يقول للعالم مثلا: «إن الإسلام لا يناقض العلمانية» مع ما يوضحونه من مفهومهم لها من أنها فصل للدين عن السياسة، وإبعاد للكتاب وللسنة عن المرجعية في التشريع، وقبول نتائج صناديق الاقتراع ولو كانت بإلغاء الشريعة كمصدر للتشريع، أو دين للدولة وكذا…. ولو جاءت برئيس كافر أو زنديق أو شيوعي أو غير ذلك فهذا بلا شك يزن المصلحة والمفسدة بميزان غير ميزان الشرع. رغم أن من فعل ذلك ليس مرضياً عنه بل ولا حتى يقنن وجوده في اللعبة السياسية، والأمثلة في كثير من البلدان واضحة.
أما مشاركتنا نحن في هذه اللعبة السياسية فإذا كان هذا حال من عنده استعداد للتنازل، فما بالك بمن يقدم شرطاً مسبقاً وهو عدم التنازل وعدم دفع الضريبة الجبرية؛ هل يسمح له بالمشاركة وفق ضمانات حقيقة بقطع الشوط الديمقراطي حتى نهايته؟
هذا هو ملخص تجربة من حاولوا تجربة ما ذكرت من الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، ورغم أن لكل بلد خصوصياته، إلا أن هناك قاسم مشترك بين كل البلاد التي ذكرت وهي أنه لا يسمح للإسلاميين فيها بخوض الانتخابات، واستخدام أدوات الديمقراطية المزعومة إلا بعد تقديم ضريبة ذلك مسبقاً، وبدون ضمان حقيقي لإتمام الصفقة ، رغم تنازلات أردوغان في تركيا حكومته مهددة بالإقالة.
ودعنا نتكلم كلاماً واقعياً؛ تركيا: الدولة علمانية بامتياز، وحكومة «أردوغان» قدمت في سبيل المشاركة السياسية تنازلات يصعب تقديمها، ومع ذلك فهذه الحكومة مهددة الآن بالإقالة لأنها تسعى للخروج عن الإطار العلماني للدولة، فهل هذه هي الديمقراطية؟! وقِسْ على ذلك كل الدول ذات التأثير الحقيقي في العالم، ولا أظن أنه كلما قل أثر الدولة ككل وصغر وزنها كلما كبرت المساحة المسموح بها للإسلاميين في المشاركة والتواجد؛ لأن الدولة برمتها في النهاية تكون ترساً صغيراً في آلة عالمية أزرار تشغيلها في أيدي الآخرين، والعكس بالعكس.
فنحن نتكلم عن مشاركة السلفيين هنا في مصر بالدرجة الأولى ثم في بقية الدول، والحال لا يختلف كثيراً. أما بالنسبة إلى تجربة حماس فأحب أن أؤكد هنا أن المكاسب التي حققتها حركة حماس لم تحققها منخلال الانتخابات، بل من خلال التواجد في أرض الواقع وحقيقة المقاومة التي أبدتها للاحتلال اليهودي».أ.هـ.
سبحان الله وبين عشية وضحاهايبدو أن الدايمقراطية أشهرت إسلامها,وجعلت حزب النور هو دليلها الرشيد في الدعوة للتوحيد,وتناسي هؤلاء كم صدعوا روؤسنا بحرمة الانتخابات ,وأن المجالس النيابية شرك,,فعياذا ًبك اللهم من الحوربعدالكور ..
ومازال للحديث بقية بمشيئة الله عزوجل وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين. والحمد لله رب العالمين.
وكتب الفقير إلى رحمة مولاه
محمد بن عوض بن عبد الغني المصري «أبو عاصم»
الأربعاء: 28/شوال/1434هـ
الموافق لـ04/سبتمبر/2013