منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-24-2012, 12:58 AM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي الدفاع أمام العدوان الحرب المفروضة جهاد اليمنيين في دفع الحوثيين المعتدين ( الحلقة الأولى والثانية) للشيخ الفاضل هاني بن بريك -حفظه الله-

الدفاع أمام العدوان الحرب المفروضة جهاد اليمنيين في دفع الحوثيين المعتدين ( الحلقة الأولى والثانية )

بسم الله الرحمن الرحيم


كتبت هذا ليبقى من الشواهد على جرائم الحوثيين في مدونات التاريخ, وأداء لأمانة العلم, وقياما بواجبنا تجاه من قدموا أرواحهم في سبيل الله وهم يصدون عدوان المعتدين لتبقى كلمة الله هي العليا .
وليقف أقوام عند حدود شرع الله بعيدا عن الأوهام والظنون وقذف النوايا, والتطاول على قامات العلم السامقة .
وليس من الضروري أن أبين ما الحامل لي على اختيار هذا العنوان هنا؛ إذ مضامين الكتاب تكشف عن ذلك, ولا هل سبقت لهذا العنوان أم لم أسبق إليه, فكم من عنوان لكتاب سبق إليه, ولكن أرى من اللازم أن أكشف عن المقصود من عنوان الكتاب, والذي يبين شيئا من دوافع اختيار العنوان؛ إذ يحمل شقه الأول معنيين, أما شقه الثاني فهو صريح الدلالة على معناه .
فالمعنى الأول للحرب المفروضة في العنوان: أنها فرضت غصبا وكرها, ولم يمض إليها أهل الحق باختيار بل عن اضطرار . وهذا ما يبينه ما جاء في تاج العروس : ( المفروضة, اسم من فرض الشيء يفرضه فرضا : أوجبه على إنسان بقدر معلوم . وسهم فريض : مفروض فوقه, وقد فرض فوقه فهو مفروض ... ) تاج العروس (18 / 483).
والمعنى الثاني لها: الدلالة على الحكم الشرعي لهذه الحرب, وهو الفرض أي الوجوب وهو ما يكشف عنه الشق الثاني للعنوان ( الدفاع أمام العدوان ) , إذ لم يختلف العلماء على مر التاريخ الإسلامي على وجوب جهاد الدفع وجوبا عينيا على المتحقق فيه الشروط , قال شيخ الإسلام (الاختيارات الفقهية 1 / 608) : ( وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين فواجب إجماعا فالعدو الصائل الذي يفسد الدين و الدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان ).
ولا يعني بحال أن الجهاد لا يكون فرضا إلا إذا كان دفاعا, فهذا قول باطل بين بطلانه العلماء منذ ظهور القول به وهو مما أثارته المدرسة العصرانية الحديثة منذ الأفغاني ومحمد عبده وتلامذتهما؛ نتيجة صدمتهم وانهزامهم أمام الحضارة الغربية التي ألجأتهم إلى تبني بعض الأقوال الشاذة تحرجًا من أحكام الله التي لا يرضاها أعداء الإسلام؛ ومن ضمنها أحكام الجهاد.
ثم تعاقب تلاميذ هذه المدرسة والمتأثرون بها على نشر هذا القول الشاذ وإشاعته بين المسلمين .
انظر على سبيل المثال: "رسالة التوحيد" لمحمد عبده (ص 235)، و"فتاوى رشيد رضا" (ص 892، 1155)، و"القرآن والقتال" لمحمود شلتوت (ص126)، و"الدولة الإسلامية.." لمحمد عمارة (ص 136)، و"آثار الحرب في الفقه الإسلامي" لوهبة الزحيلي (ص110) و"الجهاد في الإسلام - كيف نفهمه؟" للبوطي (ص 94 وما بعدها)،… وغيرها من كتب العصرانيين.
وبعضهم قد اتكأ على الرسالة المنسوبة لشيخ الإسلام و فرح بها؛ كالشيخ عبد الله المحمود في رسالته "الجهاد المشروع في الإسلام"، ومحمد أبو زهرة في كتابه عن "ابن تيمية"، وصاحب رسالة "الفريضة المفترى عليها" (ص 364-369). أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5 - (48 / 429)
لما نمى إلى علم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- تبني بعض معاصريه للقول بقصر الجهاد على الدفاع اعتمادًا على ما فهمه من هذه الرسالة. ألقى -رحمه الله- محاضرة نافعة بعنوان "ليس الجهاد للدفاع فقط" ثم نُشرت في مجموع فتاواه (3/171-201) وليراجع للأهمية أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5 - (48 / 431) أقوال العلماء في الرسالة المنسوبة لشيخ الإسلام, بواسطة المكتبة الشاملة .
ولكنه فرض بشقيه, طلبا ودفعا, فإذا توفرت شروط جهاد الطلب وقام به ولاة الأمر, لا الأفراد والجماعات, فهو متعين الفرضية على الكفاية في أصح قولي أهل العلم, ويبقى جهاد الدفع متعين على أفراد المسلمين الصائل عليهم العدو فرضا عينيا, فإن لم يتحقق بهم العدد الكافي للدفع فعلى من يليهم حتى يتحقق العدد الذي يقوم به دفع المعتدي.
وفي هذا الكتاب أكشف فيه عن العدوان الغاشم لمليشيات وعصابات الحوثيين الرافضية في اليمن, وحروبهم التي فرضوها على اليمنيين والسعوديين, وأفكارهم الضالة المنحرفة, وأعمالهم الشنيعة الفظيعة التي انتهكوا بها أعظم الحرمات في أقدس الأشهر, واستحلوا بها دماء وأعراض وأموال المسلمين, وأبعاد مخططهم الإجرامي التوسعي؛ لتستبين بذلك سبيل المجرمين الآثمين, وليعلم الحقيقة كل من كان يجهل حال القوم, ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم.
ومن هذا العرض الذي ستقف عليه - إن شاء الله تعالى - سيتبين لك أن اليمنيين اضطروا اضطرارا لقتال هؤلاء البغاة الظالمين المعتدين الحاملين لعقائد الكفر والزندقة, والحقد لكل من خالفهم. الخائنين للدين والوطن بتبعيتهم لدولة الرفض الصفوية الفارسية, وهم يجاهرون بذلك ولا يكتمونه.
ولم يكن دافع اليمنيين في قتالهم طائفيا, بل انطلقوا جميعا -سنيهم وزيديهم - لدفع العدوان, واجتمعوا في أرض وائلة تحت راية واحدة لفك الحصار عن إخوانهم في بلدة دماج, بعد رفض الحوثيين لدخول قافلة الإغاثة, ورفض المساعي السلمية الجادة من أعيان اليمنيين وإصرارهم على إبادة أهل دماج .
ولم ينطلي على اليمنيين ادعاء الحوثيين أنهم من الزيدية, إذ الزيدية منهم برآء, وسيأتي معنا فتاوى مشايخ الزيدية في الحوثيين.
وأحاول جاهدا ما استطعت ألا يكبر حجم الكتاب؛ ليسهل تناوله, مع عدم الإخلال بمقاصده, ولاشك أن هذا من الصعوبة بمكان؛ لتشعب الموضوع, ولكن أستعين بالله على ما قصدت, فهو وحده المعين لا سواه, فاللهم أعن يا معين.
وقد ضمنت الكتاب المباحث التالية:
المبحث الأول: منشأ الحوثيين وعلاقتهم بإيران الصفوية.
المبحث الثاني: عقائد الحوثيين.
المبحث الثالث: من هي الأسرة الحوثية ورموزها.
المبحث الرابع: أطماع الحوثيين التوسعية .
المبحث الخامس: حروبهم مع الجيش اليمني .
المبحث السادس: عدوانهم على السعودية .
المبحث السابع: مراحل حصارهم لدماج .
المبحث الثامن: محصلة جرائم الحرب الحوثية.
المبحث التاسع: شبهات حول فرضية الجهاد ضد الحوثيين المعتدين والرد عليها.
المبحث العاشر: فتاوى العلماء الأكابر في حكم الجهاد ضد المعتدين الحوثيين.

فهذه عشرة مباحث أتممتها, وأترك الباب مفتوحا لطلبة العلم للإشارة إلى مباحث لم أتطرق لها ولها تعلق وصلة بموضوع الكتاب, كما أن الزيادة أو الاستدراك في المباحث المطروقة متاحا عن طريق التواصل معي من خلال التعليق على الحلقات التي ستتابع, وشكر الله لكل من أعان على ذلك. والله من وراء القصد.
وبهذه المقدمة تنتهي الحلقة الأولى ويتبع إن شاء الله مباحث الكتاب على حلقات.

(الحلقة الثانية)

المبحث الثاني : منشأ الحوثيين وعلاقتهم بإيران الصفوية:
لا يمكن ونحن نتكلم عن منشأ الحوثيين أن نجانب الحديث عن علاقتهم بدولة إيران فنشأة الحوثيين مرتبطة بإيران من الوهلة الأولى؛ إذ كان من المفترض أن يعلن عن تكتل الحوثيين تحت مسمى حزب اللات اليمني استنساخا لحزب اللات اللبناني المسمى كذبا و زورا بحزب الله, وأن يقوم حسين الحوثي بدور حسن نصر الشيطان اللبناني .
ويكون بهذا لإيران قوتان ضاربتان في البلاد العربية, الأولى في أقصى الشمال العربي والأخرى في الجنوب العربي, ولا يخفى ما لهذه الوضعية الاستراتيجية من أهمية بالنسبة للنفوذ الإيراني في المنطقة العربية التي لم تعرف الصراع أو الاضطهاد الطائفي من مئات السنين على الرغم من الغالبية الساحقة للسنة فيها حتى بزغت شمس الثورة الخمينية .
ونظراً لما ارتكبه حزب اللات اللبناني وفروع هذا الحزب من جرائم واغتيالات، و رفض الشعب اليمني المسلم لمثل هذا الحزب وعقائده وخططه الهادفة للاختراق الشيعي الاثني عشري للمجتمع، تمّ إبعاد هذا الاسم، واستبداله باسم آخر، ألا وهو (الشباب المؤمن) ، وتمّ تجنيد عدد من الزيدية الذين تحوّلوا إلى (شيعة اثني عشرية) أو بقوا على مذهبهم الزيدي ولكن غُرّر بهم، ليكونوا أداةً وذراعاً للنفوذ الإيراني الاثني عشري في اليمن. وستجد تفاصيل تأسيس حزب اللات اليمني في كتاب الحرب في صعدة ص26 وكذلك الزهر والحجر ص 129.

قام المدعو صلاح فليته في عام 1986م الموافق لعام 1406هـ وبدعم من إيران بتأسيس ما أسماه ( اتحاد الشباب المؤمن) عوضا عن اسم حزب الله كما قدمت, وكان المراد من هذا التكتل الحادث أن يكون نسخة لما يسمى بحزب اللات في لبنان, وأن يتبنى التوجهات الإيرانية في المنطقة, وظهر هذا جليا من اعتكاف منسوبيه على دراسة ثورة الخميني, وتولى كبر هذا محمد بدر الدين الحوثي الابن الثالث لبدر الدين الحوثي والذي يعتبر من حيث التاريخ الزعيم المؤسس لعصابات الحوثي (راجع مقال أبعاد خمينية في الحركة الحوثية للدكتور محمد جميح على موقع نبأ برس )..
وفي ظل التعددية الحزبية والسياسية ( الإسلام ينهى عن التفرق والتحزب والتكتل إلا لكتاب الله والسنة ونهج الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ) والذي تزامن مع قيام الجمهورية اليمنية سنة 1990م ظهرت عدة أحزاب سياسية ذات توجهات مختلفة, من بينها حزب الحق الذي أسسه مجموعة من الشخصيات الزيدية الذي كان أحد أعضائه حسين بدر الدين الحوثي .
إلا أن حسين بدر الدين الحوثي لم يستمر طويلا في الحزب واستقال منه؛ ويعود السبب في ذلك إلى حصول حزبه في الانتخابات البرلمانية على نسبة ضئيلة جدا من الأصوات ( وفي هذا إشارة قوية إلى أن الشعب اليمني لا ينطلق من طائفية يريد أن يفرضها حزب الحق, وبالرغم من ترشح أعضاء هذا الحزب في دوائر غالب سكانها من الزيدية إلا أنهم لم يحظوا بثقة الأكثرين ).
بعدها قام بتأسيس منتدى الشباب المؤمن سنة 1997م. هذا المنتدى ضم عددا من مثقفي الزيدية إلا أنهم لم يكونوا على وفاق مع حسين الحوثي؛ بسبب أفكاره الرافضية الاثني عشرية, الأمر الذي أدى إلى تصدع في التيار الواحد, فتحول المنتدى إلى اسم آخر هو ( تنظيم الشباب المؤمن ) تحت زعامة حسين الحوثي بعدما انشق منه المخالفون لأفكاره, هذا التنظيم الذي كان مدعوما من طرف إيران خاصة مع وجود علاقة قوية تربط إيران مع الأسرة الحوثية في اليمن.
الدعم المالي والعسكري الإيراني:
لم يكن الدعم الإيراني بخفي بل هو معلن, وهو ضمن مخطط كبير لنشر المذهب الإثني عشري.
وكان لرحيل بدر الدين الحوثي الأب إلى إيران على أثر خلافه مع علماء الزيدية ولتبنيه لأفكار المذهب الجارودي وانتصاره لكثير من عقائد الإثني عشرية أعظم الأثر في ربط الحوثيين بإيران .
وقد سبق أن قام الحوثي بالذهاب إلى لبنان لزيارة حزب الله، كما ذهب إلى إيران في التسعينات وأقام فيها حتى عاد إلى اليمن عقب وساطات عام 1997 .
وقد ذكرت بعض التقارير أرقاما للدعم الإيراني عن طريق السفارة الإيرانية في صنعاء لحركة الحوثي وتنظيم الشباب المؤمن مفرَّقةً بين دعم مباشر لتنظيم الحوثي، ودعم غير مباشر للمراكز التابعة للحوثي في صعدة .
وهذا الدعم غير الدعم الآخر الذي يأتيه من مؤسّسات شيعية، مثل مؤسسة أنصارين في قم الإيرانية، ومؤسسة الخوئي في لندن، ومؤسسات تابعة لحزب اللات في لبنان، وغيرها من المؤسسات والجمعيات الشيعية .
أما بالنسبة للدعم العسكري، فقد كان يحضر أفراد من شيعة العراق ومن الحرس الثوري الإيراني للتدريب والإشراف على المناورات القتالية .
وقد ذكرت صحيفة «أخبار اليوم» في أحد أعدادها أن عدداً من أتباع الحوثي الذين استسلموا أثناء المواجهات أكّدوا قيامهم بالتدرب في معسكرات تابعة للحرس الثوري الإيراني مع عناصر فيلق بدر في العراق .
وقد قامت المحكمة اليمنية بإصدار حكم الإعدام على الجاسوس يحيى حسين الديلمي وذلك على إثر إدانته بتهمة التخابر مع إيران والتواصل بين إيران وتنظيم الحوثي وفي هذا دليل على مدى التغلغل الإيراني في اليمن، وهذا يعدُّ إعلاناً رسمياً من اليمن بالتدخل الإيراني في دعم الحوثي وفي تصعيد أحداث صعدة. وفي تصريحات الرئيس اليمني عبد ربه منصور الأخيرة التي يطالب فيها إيران بكف التدخل في الشأن اليمني دلالات واضحة على مدى هذا التغلغل الإيراني.
وبدأ يُظهر الحوثي ولاءه لحزب الله اللبناني، وذلك بالثناء عليه، واعتباره المثل الأسنى، ووصل الأمر به إلى أن يرفع أعلام حزب الله اللبناني على بعض المراكز التابعة له، ورفعها أيضاً في المظاهرات .
وبسبب هذه العمالة للنظام الإيراني، قامت الحوزة العلمية في النجف والحوزة العلمية في قم، بإصدار بيانين يتضمّنان الوقوف في صف حركة الحوثي والدفاع عنه، ويعترضون على أعمال الحكومة اليمنية التي تقوم بوقف هذا التمرد والتصدّي له، ويُطالبون بوجوب حرية حركة الشيعة الاثني عشرية في اليمن، وهذا يدل على التعاون الوثيق بين الحوزة العلمية والحركة الحوثية، خصوصاً وأنّنا لم نجد منهم بياناً في التصدّي لحملات التطهير العرقي والطائفي للسنة العرب في العراق، ولم نجد منهم بياناً حازماً في إيقاف حمّامات الدم التي يقوم بها جيش المهدي وفيلق بدر ضد أهل السنة في العراق.
وبهذا أكتفي لختام هذه الحلقة وأنبه أن كل ماذكر من معلومات فهو موثق بمراجعه ومصادره وهو في أصل الكتاب مثبت, ولعل هذا يسهل على القارئ أمر القراءة في المنتدى.


منقول من منتديات الوحيين السلفية:
http://wahyain.com/forums/showthread.php?t=2798
__________________
ذكر ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 52: قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبتُ من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم ؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة ! فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام ؟! قال : إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-26-2012, 05:30 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي

(الحلقة الثالثة)

المبحث الثاني : عقائد الحوثيين
بالوقوف على عقائد الحوثيين وتوجهاتهم وولاءاتهم يعلم مدى بعدهم عن الإسلام الحق, وعن الطريق السوي الذي ارتضاه الله لعباده, كما يعلم أن عقيدتهم دخيلة على المجتمع اليمني. وأنه لم يمر على التاريخ اليمني من استخف بالحرمات مثلهم إلا أن يكون علي بن الفضل القرمطي.
وبالرغم من إصرار الحوثيين على إلصاق أنفسهم بالزيدية إلا أن عامة الزيدية قبل علمائهم يجدون في الحوثيين النفس الدخيل, بل الروح الخارجة عن المذهب الزيدي, بل عن الوطن بأسره, ووجود أبناء القبائل الزيدية في تحالف القبائل اليمنية ضد الحوثيين من أكبر الأدلة على ذلك, وكذلك براءة علماء الزيدية من الحوثيين.
بل عدوان الحوثيين على مشايخ القبائل من الزيدية واغتصاب أموالهم وتخريب دورهم لدليل فاضح على مدى الحقد الحوثي على كل ما هو مخالف له .
وعندما نبحث عن عقائد الحوثيين لابد أن نعود إلى الأب الروحي لعقائدهم, وقائد الانحراف الخطير وغارس بذرة الشر بدر الدين الحوثي الأب, ففي مطلع التسعينات دب الخلاف بين الحوثي الأب وبين علماء الزيدية حول فتوى تاريخية وافق عليها علماء الزيدية اليمنيون، وعلى رأسهم المرجع الزيدي مجد الدين المؤيدي، والتي تقضي بأن شرط النسب الهاشميّ للإمامة صار غير مقبول اليوم، وأن هذا كان لظروف تاريخية، وأن الشعب يمكن له أن يختار مَن هو جديرٌ لحكمه دون شرط أن يكون من نسل الحسن أو الحسين رضي الله عنهما.
اعترض بدر الدين الحوثي على هذه الفتوى بشدَّة، خاصة أنه من فرقة "الجارودية"، وهي إحدى فرق الزيدية التي تتقارب في أفكارها نسبيًّا مع الاثني عشرية. وتطوَّر الأمر أكثر مع بدر الدين الحوثي، حيث بدأ يدافع بصراحة عن المذهب الاثني عشري، بل إنه أصدر كتابًا بعنوان "الزيدية في اليمن"، يشرح فيه أوجه التقارب بين الزيدية والاثني عشرية؛ ونظرًا للمقاومة الشديدة لفكره المنحرف عن الزيدية، فإنّه اضطر إلى الهجرة إلى طهران حيث عاش هناك عدة سنوات.
وعلى الرغم من ترك بدر الدين الحوثي للساحة اليمنية إلا أن أفكاره الاثني عشرية بدأت في الانتشار، خاصة في منطقة صعدة والمناطق المحيطة، وهذا منذ نهاية التسعينيات، وتحديدًا منذ سنة 1997م.
ونحتاج الآن لمعرفة الفرقة الجارودية التي ينتسب لها الحوثي الأب, جاء في كتاب الملل والنحل ( 1/158 ):
( الجارودية هم أصحاب أبي الجارود زياد بن أبي زياد من عقائدهم الزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي رضي الله عنه بالوصف دون التسمية، وهو الإمام بعده. والناس قصروا حيث لم يتعرفوا الوصف، ولم يطلبوا الموصوف، وإنما نصبوا أبا بكر باختيارهم فكفروا بذلك. وقد خالف أبو الجارود في هذه المقالة إمامه زيد بن علي، فإنه لم يعتقد هذا الاعتقاد).
ومن هذا يتيبن أن عقيدة الجارودية تكفير الصحابة؛ لأنهم نصبوا أبا بكر - رضي الله عنه - ولم يختاروا عليا - رضي الله عنه - وهذا ما صرح به الحوثي الأب, فإنه صرح بكفر الصحابة كما نقل عنه ذلك أبو جعفر المبخوت (المتشيّع) في لقاء معه على الموقع الشيعي المسمَّى: المعصومين الأربعة عشر.
وأستطيع أن أجمل معتقدات الحوثيين من خلال تتبع مقالاتهم ومنشوراتهم وما نقل عنهم وكتب فيما يلي:
أولا: الحوثيون ليسوا من الزيدية, بل هم من غلاة الاثني عشرية الإمامية الذين يكفرون كل من خالفهم بما فيهم الزيدية, وقد مهد الحوثي الأب لهذه النقلة في كتابه ( الزيدية في اليمن ) حيث حاول عبثا أن يقرب بين الزيدية والاثني عشرية.
فهم يكفرون كل من خالفهم وهو ذات اعتقاد الإمامية الاثني عشرية الذين يكفرون كل من خالفهم, ومن المعلوم أن الزيدية تقر بخلافة الشيخين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - وتترضى عنهما ولا يكفرون الصحابة, وهذا ما يجاهر بخلافه الحوثيون وعلى رأسهم الحوثي الأب وأبناؤه.
فهذا حسين الحوثي في مذكراته يطعن في خلافة الشيخين, ويجعلهما سبب انحطاط الأمة وله كلام يتضمن تكفير كل من تولى الشيخين -رضي الله عنهما - وهذا ما يبرر لهم استباحة دماء وأموال وأعراض المسلمين بما فيهم الزيدية وسيأتي معنا في جرائمهم ما يثبت هذا الاستحلال .
ومن مظاهر تحول الحوثيين إلى الاثنى عشرية:
- إحياء ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه، وإقامة المجالس الحسينية.
- إحياء ذكرى وفاة بعض الأئمة كجعفر الصادق ومحمد الباقر وعلي زين العابدين رضي الله عنهم.
- اتخاذهم جبلاً في مدينة صعدة, أطلقوا عليه اسم (معاوية), يخرجون إليه يوم كربلاء (عاشوراء) بالأسلحة المتوسطة والخفيفة, ويطلقون ما لا يحصى من القذائف.
- عرض بعض المحلات التجارية والمطاعم لأشرطة (المجالس الحسينية) المسجلة في إيران, وفيها أصوات العويل والندب والقدح في الصحابة.
ثانيا: تدور أفكار الحوثي على الدعوة إلى الإمامة والترويج لفكرة الوصية والخروج على الحكّام.
ثالثا: البراءة من الصحابة وتكفيرهم عموماً، ومن الخلفاء الراشدين خصوصاً لأنهم أصل البلاء -كما يزعم! - .
رابعا: يدعو إلى نبذ علوم الشريعة لأنها مأخوذة من علماء أهل السنة .
خامسا : قام بدر الدين الحوثي بإعلان وجوب قبض الخُمس وإعطائه له, ومعلومٌ أن هذه الشعيرة إحدى مفردات المذهب الاثني عشري.
سادسا: اعتقاد أنه على الأمة أن تكتفي بإمام يعلمها كل ما تحتاج إليه , فهي لا تحتاج إلى دراسة الكتاب والسنة, بل يكفي أن يكون للأمة إمام أو زعيم أو قائد أو قدوة (وقد كان يطلق على الحوثي القدوة ) .
سابعا: التحريض على لجم "السُّنيِّة" - ومرادهم أهل السنة -؛ لأنهم يوالون أبا بكر وعمر ويقدمونهما على علي.
ثامنا: تمجيد الثورة الخمينية، وحزب الله في لبنان، واعتبارهما المثال الذي يجب أن يحتذى به.
تاسعا: يدعون إلى سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلعنون أمهات المؤمنين .
يقول حسين الحوثي : " كل سيئة في هذه الأمة .. كل ظلم وقع لهذه الأمة ..وكل معاناة وقعت الأمة فيها .. المسئول عنها : أبو بكر وعمر وعثمان ..وعمر بالذات لأنه هو المهندس للعملية كلها ".
ويقول عن بيعة الصحابة لأبي بكر: " شرُّ تلك البيعة ما زال إلى الآن ".
ويقول : ”إن مشكلة أبي بكر وعمر مشكلة خطيرة، هم وراء ما وصلت إليه الأمة، وهم وراء العمى عن الحل".
ويقول: "السلف الصالح هم من لعب بالأمة، هم من أسس ظلم الأمة وفرق الأمة، لأن أبرز شخصية تلوح في ذهن من يقول السلف الصالح يعني: أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، وهذه النوعية هم السلف الصالح، هذه أيضاً فاشلة!!!).
عاشرا: يكنون عداءً خاصاً لعمر بن الخطاب الذي أطفأ الله على يديه نار المجوس . قال الحوثي: "معاوية سيئة من سيئات عمر -في اعتقادي- ليس معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب، وأبو بكر هو واحدة من سيئاته، عثمان واحدة من سيئاته".
ومن هذا العرض المختصر والموجز يتبين أن الحوثية إمامية اثنا عشرية تعتقد كفر عامة المسلمين المخالفين لهم, ويرون حل دماء وأموال وأعراض المسلمين, وهذا ما طبقوه في حروبهم في اليمن.

منقول من منتديات الوحيين السلفية:
http://wahyain.com/forums/showthread.php?t=2798
__________________
ذكر ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 52: قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبتُ من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم ؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة ! فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام ؟! قال : إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-05-2012, 08:54 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي

(الحلقة الرابعة)

المبحث الثالث: من هي الأسرة الحوثية ورموزها.
ليس المقصود من هذا المبحث الترجمة لرموز هذه الأسرة التي باعت دينها ووطنها, وعبثت بدماء أبناء بلدها, وغرست بذور الشر والفتن, ورضيت لنفسها أن تكون أداة تحركها الأصابع الإيرانية لتنفيذ المخطط الإيراني الفارسي في البلاد العربية.
وإنما ذكرهم هنا كذكر هولاكو في كتب تاريخ المسلمين, وكذكر العملاء الذين خدموه لهدم الإسلام كابن العلقمي والطوسي, وأغرقوا بلاد الإسلام في حمام دم لن ينساه المسلمون أبدا وأسهموا بضياع دولة الإسلام في ذلك الزمان.
ذكرهم هنا ليتعرف المسلمون على مجرمي الحرب الحوثية ومثيري الفتنة المهلكة المدمرة, وليشهد التاريخ على هذه الأسماء بعظم ما ارتكبوه في حق أهلهم اليمنيين.
وإن كان هناك من يستحق أن يقدم للعالم كمجرم حرب فلن يكون هناك أولى من رموز هذه الزمرة الإجرامية والتي سيتبين من مبحث خاص عقدته في بيان جرائمهم التي اقترفوها, وأوردوا الناس بها موارد الهلاك .
ولن أتعرض لذكر سفاحيهم الميدانيين الذين يباشرون القتل وانتهاك الحرمات, ولا أبواقهم التي تتشدق وتنعق وتهذي بالترهات والأباطيل على وسائل الإعلام, وإن كانوا شركاءهم في الجريمة, ولهم اليد الطولى في الإسراف في جرائم الحرب؛ فبذكرهم يطول الأمر, وهم لا يخفون على الشعب اليمني, ولن يكونوا بمنأى عن محاسبة الأمة لهم, ويكفي ما هم فيه من الهلع والذعر الذي استوطن نفوسهم.
وأنى لهم الأمان وهم الذين روعوا الآمنين , وقطعوا السبيل, وأراقوا الدماء في الأشهر الحرم, وانتهكوا الأعراض, وأغلقوا المساجد, وقتلوا الدعاة إلى الله وطلبة العلم, والنساء والأطفال, وكبار السن العجزة, ونهبوا الممتلكات وهدموا البيوتات, وفرضوا الأتاوات, وشردوا الناس من بلدانهم وقراهم, فأي أمن وأي أمان سيجده هؤلاء ؟, ولهم في كل طريق راصد, وفي كل مسلك متعقب, أليس الله بعزيز ذي انتقام.
الأسرة الحوثية:
الحوثي الأب:
ينسب الحوثيون إليه وهذه النسبة إلى مديرية حوث إحدى مديريات محافظة عمران في اليمن. وتقع المديرية في وسط محافظة عمران, ومركز المديرية مدينة حوث, وتبعد 124كيلو عن العاصمة صنعاء. وينسب لها جمع من علماء الزيدية, إلا أن الحوثي الأب والذي يعتبر أساس الفكر الحوثي ومستورده من إيران لم يولد فيها وإنما كانت ولادته في ضحيان والتي تقع على الخط العام الذي يربط مدينة صعدة بمنفذ علب الحدودي مع السعودية.
وكانت ولادته في 17 جمادى الأولى سنة 1345هـ ، ونشأ في صعدة . وكان على الأصول الجارودية, يخالف علماء الزيدية في كثير من الأصول المهمة ويلتقي مع الرافضة الإثني عشرية الإيرانية أكثر من التقائه مع الزيدية , بل تطوَّر الأمر أكثر مع الحوثي الأب، حيث بدأ يدافع بصراحة عن المذهب الاثني عشري، بل إنه أصدر كتابًا بعنوان "الزيدية في اليمن"، يحاول فيه عبثا أن يشرح أوجه التقارب بين الزيدية والاثني عشرية ؛ ونظرًا للمقاومة الشديدة لفكره المنحرف عن الزيدية، فإنّه اضطر إلى الهجرة إلى طهران حيث عاش هناك عدة سنوات. كانت كافية ليعود بالحقد الإيراني للمنطقة ليفجر مع أبنائه براكين الغضب الفارسي على اليمنيين, فعاد إلى اليمن بتوسط بعض وجهاء اليمن عند الرئيس السابق علي عبد الله صالح، فوافق الرئيس، وعاد بدر الدين الحوثي إلى اليمن ليمارس من جديد تدريس أفكاره لطلبته ومريديه, وكان ذلك في عام 1997م .
أعلن الحوثيون وفاته بمرض الربو, بينما ادعى تنظيم القاعدة قتله بعملية انتحارية استهدفت موكبه وهو متوجه لإحياء بدعة يوم الغدير التي جلبها لليمنيين من إيران, وكان هذا في محافظة الجوف وكان ذلك 18/12/1431هـ . ويتبع إن شاء الله تكملة الحلقة الرابعة وفيها أبرز مقولات الحوثي الأب, وبعدها بقية الشخصيات.

منقول من منتديات الوحيين السلفية:
http://wahyain.com/forums/showthread.php?t=2817
__________________
ذكر ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 52: قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبتُ من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم ؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة ! فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام ؟! قال : إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-14-2012, 09:01 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي

الحلقة الخامسة وهي تكملة لمبحث الحلقة الرابعة:

أقوال ومواقف الحوثي الأب:
إن كل ما طرحه الحوثي الأب من آراء وتوجهات لا تخرج عن ما تريده الإرادة الإيرانية ولهذا لم يكن له القبول في اليمن وبالأخص في الوسط الزيدي ونفر منه علماء الزيدية, وقد كان ولده محمد الرأس المفكر للتنظيم يقوم بتدريس مبادئ الثورة الخمينية قبل مغادرة والده اليمن إلى طهران في مؤشر واضح على التبعية الخمينية , وكان ذلك تحت إشراف الحوثي الأب الذي لم يسعفه النشاط لكبر السن ليقود ذلك الأمر بنفسه.
وعند التأمل في توجهات الحوثي الأب نخرج بنتيجة تصل حد الجزم بأنه يريد تكرار التجربة الخمينية في اليمن, ليتربع هو وأبناؤه على عرش إرشاد الثورة والذي يعتبر رأس الهرم في دولة الفقيه المزمع إقامتها على أشلاء اليمنيين.
أبرز أراء الحوثي الأب:
1- إلغاء الفوارق بين الزيدية والرافضة الإثني عشرية والتي كانت ولا زالت سدا منيعا في وجه المد الإيراني, إذ تكفير الزيدية للإثني عشرية معلوم, وكذا تكفير الإثني عشرية للزيدية وكل من لم يقل بعقيدتهم معلوم, وقد حاول جاهدا في كتابه (الزيدية في اليمن) أن يفعل ذلك .
2- التصريح بكفر الصحابة فيه مفارقة صريحة للزيدية, ومتابعة للرافضة الإثني عشرية, بينما هو معلوم أن الفرق بين الرافضي وغيره تولي الصحابة, بل أضيق من ذلك؛ إذ جعل الأئمة رفض إمامة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما علامة فارقة بين الرافضي وغيره .
3- مطالبته بأخذ الخمس وتسليمه له من الناس وهذا ما لا يعرفه الزيدية وهو صنيع ملالي إيران ومن سار على طريقتهم.
4- القدح في كتب السنة كالبخاري ومسلم وغيرها.
5- فتواه بالمتعة وأخص منها المتعة الجماعية والتي أفتى بها لمن يسمين بالزينبيات ليتمتع بهن جند الحوثي لساعات معدودة في الحسينيات. وهذا ما تبرأ منه الزيدية.
6- ربطه أتباعه بالمرجعية الإمامية الرافضية في إيران والعراق, وتجنيبه للمراجع اليمنية المعروفة لدى الزيدية في اليمن - إلا في المجاملات - التي يقتضيها المكر والدهاء والتقية الرافضية.
7- دعوته لعودة الحكم الإمامي في اليمن والانفراد بالجزء الشمالي .
وإني أتمنى لو يسخر طالب علم لدراسة كتب هذا الرجل, فسيتبين أكثر وأكثر أن الحوثي الأب ليس إلا داعية لإيران الإمامية الإثني عشرية, وإن كان فيما ذكر غنية وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
الشخصية الثانية:
يعتبر محمد بن بدر الحوثي الرجل الثاني من حيث التأثير في النشأة وغرس الفكر الخميني, والقيام بالدور المحوري في بدايات التنظيم بعد أبيه, بل هو العقل المدبر, ولا يجد المتتبع لبدايات التكوين الحوثي عناء في معرفة حجم أثر هذا الرجل في تأسيس هذه المليشيات, فكل الدلائل تشير إلى أنه يتحمل النصيب الأوفر من بين أبناء بدر الحوثي في التغذية الفكرية العقدية للحوثيين ولاسيما في البدايات, وربطها بالثورة الخمينية.
وقد تقدم معنا في مبحث النشأة أن منسوبي التكوين الحادث المذكور اعتكفوا على دراسة ثورة الخميني, وأن المذكور تولى كبر هذا الأمر وأنه يعتبر من حيث التاريخ الزعيم المؤسس لعصابات الحوثي, وقد أوتي مكرا في التلبيس والكذب, وتزييف الحقائق, ويصر على إلصاق حركته الثورية الخارجية على الشعب اليمني بالمذهب الزيدي.
وأطروحاته كلها و آراؤه لا تخرج عن عباءة أبيه التي تقمصها من المذهب الإمامي الإثني عشري, وله لقاءات ونشرات منشوره تنضح بالضلال وتكفير اليمنيين المخالفين لهم, والخروج الصراح عن المذهب الزيدي, ومع هذا تجده بكل صفاقة يتحدى أن يثبت أحد خروجه عن المذهب الزيدي أو يثبت أنه تكفيري, مستغلا الجهل الذي يعيشه الكثير من اليمنيين وعدم القراءة والوقوف على أقواله وأقوال أبيه وإخوته في الضلال.
ولن يجد المتتبع لكلامه وكتاباته أي عناء في التماس الرفض الصراح والمخالفة الظاهرة للمذهب الزيدي, والتكفير لكل من خالف علماء أهل البيت, ومع هذا الظهور الجلي للمخالفة للمذهب الزيدي ولمرجعياته نجد محمدا الحوثي يصر على أنه زيدي بل هو يمثل روح الزيدية هكذا يكون ذر الرماد في العيون.
كما أنك تجد في كتاباته تبرير خروجهم على المجتمع اليمني بأنهم مظلومون أي الزيدية - وما أظنه يريد إلا الجارودية مذهبهم الحقيق - منذ قيام الجمهورية وسقوط الملكية, وكل من يعلم حال اليمن السياسي منذ قيام الثورة على الإمامة يعلم أن كل حكام ما كان يعرف بالشمال اليمني ينتسبون للمذهب الزيدي .
ولم يحكم الشمال اليمني منذ سقوط الإمامة من الرؤساء إلا زيدي, حتى أتى الله برياح التغيير الأخيرة التي تسببت بوصول الرئيس عبد ربه منصور هادي كأول رئيس يحكم الشمال اليمني ليس من الزيدية.
كما أنه من المعلوم أنه لم يقع أي اضطهاد عقدي أو طائفي في اليمن على الزيدية كيف وهم في سدة الحكم, وكبار و وجهاء المجتمع منهم, وكذا كبار الشخصيات الحكومية وغير الحكومية منهم .
بل لقائل أن يقول إن الظلم والحرمان الدنيوي وقع على المناطق الغير زيدية وهي الأكبر والأكثر سكانا, زد على أنها المناطق المنتجة والتي عليها المعول في مداخيل الدولة, لا أقول هذا تهييجا ومعاذ الله من ذلك, ولكن لبيان كذب المفتري المدعي للاضطهاد وهو المتمتع بكل الامتيازات, ويدعوا لمعتقده بكل حرية مع فساده, ولكن غاضه وأربابه في إيران أن يروا أهل اليمن يتمتعون بنعمة الإخاء وانتشار التمسك بالدين الصحيح المستمد من الكتاب والسنة ونهج الصحابة ومن سار على طريقهم من التابعين وتابعيهم , فخرجوا ثائرين مدعين التظلم وهم الظلمة.
وللتحقق من كذب دعواهم الزيدية وأن الظلم واقع على الزيدية, فانظر إلى جرائمهم ستجدها وقعت على مناطق الزيدية وعلى المنتسبين للزيدية ومشايخ القبائل المتضررين من المناطق الزيدية, ثم إن الضحايا من القتلى والمشردين الذين يعدون بمئات الألوف حسب الإحصائيات الرسمية كلهم من المناطق الزيدية, إلا البعض ممن قتل من جند الجيش اليمني وهم من المناطق المطلق عليها مسمى الشافعية أي المناطق السنية, وما حصل مؤخرا من قتلى وضحايا بلدة دماج وهكذا قتلى وجرحى حلف قبائل النصرة بوائلة.
من هذا سيتبين لك أن الحوثي بدأ بالزيدية ليجتثها ويحل محلها الإمامية الإثني عشرية لأن هذا أسهل عليه, كما أن المشردين والنازحين من صعدة ويقدرون بمئات الألوف جلهم إن لم يكونوا كلهم من المحسوبين على المذهب الزيدي, استبيحت دماؤهم وأراضيهم وبيوتهم, بل ودكت البيوت بالمتفجرات, وخربت المزارع.
ثم يأتي هذا الحوثي ويقول نحن زيدية, هيهات فما رحم الحوثي من الزيدية إلا كرحم الفيل من رحم الأتان, فليستفق الغافل المخدوع بهذه الأكاذيب.
أقوال المدعو محمد بدر الحوثي:
وللحوثيين كتاب يسمى "مائة خطبة" لهذا المدعو محمد بدر الحوثي وهو مليء بجملة من العقائد الفاسدة, تخالف الزيدية قبل غيرهم وهي كافية لبيان كذبه فيما يدعيه من أنه على مذهب الزيدية, جاء فيه :
- وصف أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنها أمة ناكرة لجميل نبيها, ومؤثِرة للعاجلة.
- القول أن من أخذ دينه من غير أهل البيت فقد ضل وتاهَ !! وعلماء الدين من غير أهل البيت إنما هم عملاء اليهود والنصارى.
- القول إن النبوة في المهدي الغائب ( كما يزعمون ) في سرداب سامراء .
- القول إنه لا ينجو من النار إلا من اتبع أهل البيت فقط .
- إنكار شفاعة النبي لأهل الكبائر من أمته .
- اعتقاد عصمة الأئمة من أهل البيت .
- اعتقاد أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم متمادية في الضلال والانحراف !! وقد حاول الحسين بن علي هدايتها فلم تهتد .
- اعتقاد أن الأئمة من أهل البيت يعلمون الغيب .
- اعتقاد أن محمدا رسول الله وعليا بن أبي طالب واحد في اثنين !! وأن عليا جزء لا يتجزأ من رسول الله !! فعلي هو الرسول والرسول هو علي .
- اعتقاد كفر أهل السنة ويصفونهم بالأعداء وعملاء اليهود والنصارى وأن أعمالهم شيطانية , لذلك ( يجب استئصالهم ).
ويتبع إن شاء الله

منقول من منتديات الوحيين السلفية:
http://wahyain.com/forums/showthread.php?t=2836
__________________
ذكر ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 52: قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبتُ من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم ؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة ! فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام ؟! قال : إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس .

التعديل الأخير تم بواسطة بلال الجيجلي ; 09-14-2012 الساعة 09:50 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-29-2012, 06:23 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي

الحلقة السادسة:

الشخصية الثالثة: حسين بدر الحوثي
هو الأبرز والأشهر من بين الحوثيين, وربما إعلاميا تكون شهرته فاقت شهرة أبيه وسائر إخوانه؛ وذلك لأنه كان الرأس الذي بدأ بالمواجهات العسكرية .
ففي عام 1990م وبعد حدوث الوَحْدة اليمنية فُتح المجال أمام التعددية الحزبية، ومن ثَمَّ تحول اتحاد الشباب إلى حزب الحق، وبرز حسين بدر الحوثي في الواجهة السياسية كأحد أبرز القياديين السياسيين فيه، ودخل مجلس النواب في سنة 1993م، وكذلك في سنة 1997م . وفي الفترة التي أوى فيها الحوثي الأب إلى إيران واعتصم بها وهي نهاية التسعينات الميلادية انشقَّ ابنه حسين عن حزب الحق، وكوَّن جماعة خاصة به، وكانت في البداية جماعة ثقافية دينية فكرية، بل إنها كانت تتعاون مع الحكومة لمقاومة حزب التجمع اليمني للإصلاح، ولكن الجماعة ما لبثت أن أخذت اتجاهًا معارضًا للحكومة ابتداءً من سنة 2002م
وفي عام 2004م حدث تطوُّر خطير، حيث خرج الحوثيون بقيادة حسين الحوثي بمظاهرات ضخمة في شوارع اليمن مستغلين الاحتلال الأمريكي للعراق، وواجهت الحكومة هذه المظاهرات بشدَّة، وذكرت أن الحوثي يدَّعِي الإمامة.
وقد استفاد الحوثيون من هذا التوقيت في خروجهم؛ إذ أنهم رفعوا شعارات معادية لأمريكا ما أكسبهم تعاطف الناس, وهي الآن أسهل طريقة لكسب التعاطف, فما عليك إلا أن تظهر العداء لأمريكا وإسرائيل وإن كنت بأفعالك تخدمهم وتنفذ ما يريدون.
ولكن الحكومة اليمنية حينها أعلنت المقصود الرئيس لهم من تلك المظاهرات, وهو كسب التأييد الجماهيري للفكر الحوثي لمناهضة الحكومة اليمنية.
ثم أعقب ذلك قيام الحكومة اليمنية بحرب مفتوحة على جماعة الحوثي، وأسفرت المواجهة عن مقتل زعيم التنظيم حسين بدر الحوثي، واعتقال المئات، ومصادرة عدد كبير من أسلحة الحوثيين.
تأزَّم الموقف تمامًا، ووضح أن الجماعة سلحت نفسها سرًّا قبل ذلك بشكل جيد؛ حيث تمكنت من مواجهة الجيش اليمني على مدار عدة سنوات.
وسنأتي على مخلفات تلك الحروب في مبحث خاص, ولكن بالتأكيد سيخرج كل متابع أن هذه المليشيات وراءها داعم كبير لا يكل ولا يمل يدعم بكل قوة, وأن حرب الحوثيين في اليمن هي حرب لخدمة ذلك الداعم والذي لم يعد خفيا أنها دولة الخميني الصفوية.
ولحسين الحوثي هذا مقولات ومذكرات مضامينها لا تخرج عن ما ذكرنا في المقولات السابقة, فكلها تسبح في الفلك الإيراني, ولهذا لن أأتي بشيء منها هنا؛ إذ في ذلك تكرار يطول معه البحث وفيما تقدم كفاية.
هذه أبرز الشخصيات الحوثية المؤثرة في التأسيس, ويبقى شخصيتان ليس لها إلا الإرث وهما عبد الملك ويحيى ابنا بدر الحوثي, الأول وجد نفسه في قيادة المليشيات الدموية وهو حينها لم يجاوز الخامسة والعشرين, والآخر بوق متشدق يحمل جنسية أوروبية وفار من محاكمات قضائية, وأسقطت منه حصانة البرلمان اليمني.

المبحث الرابع: أطماع الحوثيين التوسعية .

مما تقدم علم أن مبدأ هذه المليشيات لم يكن عسكريا على الأقل فيما ظهر, ولم تظهر النية في تحويل دفة الصراع إلى المواجهات العسكرية حتى استكملوا العدة والتجهيز القتالي, وإلا فكيف بجماعة ناشئة تستطيع أن تقيم ست حروب في مواجهة جيش حكومي نظامي مجهز إن لم تكن مبيتة النية من مدة كافية.
وبما أن القيادة الحوثية لا تمتلك قرارها فقرارها من إيران وتحركاتها مدروسة هناك, كان لزاما عليها أن تنفذ ما يملى عليها, وأن تتحرك بالاتجاه المطلوب منها.
فإيران تحاول جاهدة بكل ما أوتيت لتصدير الفكر الرافضي الخميني إلى البلاد العربية, ووجدت في الحوثيين الأداة الفاعلة لتنفيذ مخططها التوسعي في جنوب الجزيرة العربية, بعد أن وجدت ضالتها في العراق, ومن قبل في لبنان, وتبعية الحكومة السورية للنظام الإيراني غير خافية والتي تجلت في أجلى صورها في استماتة الحكومة الإيرانية للإبقاء على الحكومة النصيرية الأسدية في هذه الأحداث الأخيرة.
لقد بدأ الفكر الحوثي في صعدة كما هو معلوم, ثم بدأ بالتغلغل في العمق اليمني فأصبحت لهم خلايا تقريبا في كل محافظات اليمن حتى المحافظات التي هي من أبعد ما يكون عن الفكر الزيدي فضلا عن الاثني عشري الرافضي كالمحافظات الجنوبية والشرقية والغربية .
وإن كانت هذه الخلايا لا تستطيع أن تعلن عن نفسها كتنظيم, ولكن لها تحركات مريبة وقد بدأ بعض أفرادها بنشر مذكرات الحوثيين في المناطق الجنوبية, وهذا نذير شر عظيم, ومؤذن بفتنة؛ إذ الصحوة السلفية في الجنوب اليمني تشكل أعظم الصحوات الإسلامية في العالم الإسلامي.
وما يظهره الحوثيون وسيدتهم إيران من تعاطف مع الحركة الجنوبية الداعية لفك الوحدة اليمنية إلا تمهيد للقبول بالحوثيين, ولا يخفى على عاقل متابع أن هذا التعاطف الخميني ليس رغبة في مصلحة أبناء الجنوب السنيين منذ عرفوا الإسلام, ولكن هو المكر والدهاء والتقية الرافضية.
وفي توسيع رقعة المعارك دليل ظاهر على المطامع الحوثية التوسعية, فدخلت محافظة حَجة وفي أكثر من منطقة منها وصولا إلى الأراضي السعودية, ومؤخرا مناطق في عمق بلاد حاشد.
إن الحوثيين لا يبالون أبدا بالنتائج بقدر ما يفكرون بتنفيذ أوامر إيران, فلا يدرسون عواقب الأمور ولا يأبهون بالنتائج, وكانت كارثتهم في حصار دماج التي فضحوا فيها أيما فضيحة, وظهرت نواياهم الطامعة للتصفية الطائفية, والتي لم يتحسبوا أبدا لعواقبها إذ لأول مرة يواجهوا أبناء الشعب اليمني مجتمعين من كل المناطق سنيهم وزيديهم, فكانت خسارتهم مدوية, وذهبت هيبة مليشياتهم المصطنعة.
فلم يجدوا حيلة لتشويه ذلك التجمع إلا أن يصفوه بأنه تجمع وهابي, وهم أول من يعلم أن من أبناء صعدة المنكوبة من يقاتل في صفوف تجمع القبائل اليمنية ضدهم, ومن أبناء القبائل الزيدية من كل المناطق من يقاتلهم في ذلك التجمع الكبير الباعث له ردع الظلم والعدوان والطغيان الحوثي الإيراني.
ولتقف أيها القارئ بكل وضوح على النوايا الإيرانية التوسعية التي ستكون على حساب بلاد المسلمين التي نجاها الله من المد الخميني لك أن تستمع لحلقة من قناة المستقلة وهي مبثوثة على اليوتيوب بعنوان: ( الشيعة وأطماعهم التوسعية ) يتكلم فيها الخميني محمد الكناني عن تلك النوايا بكل جرأة وصفاقة, وينص فيها على الحوثيين وأنهم يحققون ذلك المقصد في اليمن.
ولك أن تدير محرك البحث ( قوقل ) عن هذه المادة وهي الأطماع الإيرانية التوسعية لتجد العجب, وهم لا يسترون ذلك بل يجاهرون به, فالقوم ليس عندهم ما يسترونه!!.

منقول من منتديات الوحيين السلفية:
http://wahyain.com/forums/showthread.php?t=2798

و هذا رابط لمقطع اليوتوب الذي أشار إليه الشيخ في مقاله:
http://www.youtube.com/watch?v=_MxfVuYn5aM
__________________
ذكر ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 52: قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبتُ من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم ؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة ! فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام ؟! قال : إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس .

التعديل الأخير تم بواسطة بلال الجيجلي ; 09-29-2012 الساعة 06:57 PM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-17-2012, 12:02 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي

الحلقة السابعة:

المبحث الخامس: حروبهم مع الجيش اليمني .
إن العجب لا ينقضي عندما نقف على عدد الحروب التي خاضها الجيش اليمني مع مليشيات الحوثيين, هذه الحروب التي فرضت بدورها تساؤلات كثيرة وبعثت شكوكا لا منتهى لها.
فلا يزال الشارع اليمني في حيرة من أمر هذه الحروب, والبعض يصفها بأنها حروب استنزاف, ويشير الكثير بأصابع الاتهام إلى النظام السابق وتحمله المسؤولية في إطالة أمد هذا التمرد, وأنه المستفيد من ذلك لعدة أسباب ذكرها من تكلم عن تلك الحروب.
وكل متابع لسير تلك الحروب لا يجد صعوبة في التماس يد الخيانة والتآمر فيها على أبناء الشعب اليمني, فست حروب كافية لتظهر المسألة على حقيقتها بل أقل من ذلك, فلن يكون النظام اليمني السابق بمنأى عن المسؤولية.
فقد كان القضاء على هذه الفتنة قاب قوسين أو أدنى في أكثر من مرة, ولكن السماح للحوثيين بمناوراتهم السياسية في أروقة صنع القرار اليمني الأمر الذي يعيد تأهيلهم في كل مرة, وكان شياطينهم في صنعاء يجيدون اللف والدوران وممارسة التقية الرافضية على أتقن وجه, دون التفات ولا مبالاة بضحايا الحروب والذين بلغوا عشرات الألوف, ناهيك عن المشردين من دورهم وقراهم الذين بلغوا مئات الألوف.
وقديما قيل الضربة التي لا تقصم الظهر تقويه وهذا ما حدث مع الحوثيين الذين عرف عنهم أنهم كلما ضعفوا تمسكنوا ودخلوا في مطالبات بالصلح والعفو وحقن الدماء والتمسوا الشفعاء والوسطاء من وجهاء المجتمع, وهم في ذات الوقت يعيدون تجميع شتاتهم, ولملمة أوضاعهم, وإعادة تأهيل مليشياتهم, وهذا الذي تكرر في الحروب الست.
لقد جلست مع عدد من الجنود اليمنيين الذين شاركوا في هذه الحروب ومع كثير من المواطنين الذين ساهموا في الحروب مع الجيش وكان لهم الأثر الكبير فيها, والتمست منهم المرارة والألم في التفريط في إخماد فتنة الحوثي التي كانت تلوح لهم أكثر من مرة.
الحرب الأولى:
ففي 18 يونيو 2004 م اندلعت الجولة الأولى بعد أن تحدثت مصادر حكومية عن مقتل ثلاثة جنود في مواجهات محدودة بين سلطات الإدارة المحلية في محافظة صعدة وأنصار "منتدى الشباب المؤمن" الذي يترأسه حسين الدين الحوثي، مما جعل محافظ المحافظة يصدر قراراً بالقبض على حسين الحوثي.
وعندما تحركت القوات المكلفة بالقبض على الحوثي نحو جبال مرّان على بعد نحو ثلاثين كلم جنوب غرب مدينة صعدة حيث تحصن الحوثي، وأحاطت بالمنطقة اندلع القتال بشكل رئيسي فيها، وكانت القوات تحسب أن العملية لن تستغرق سوى ساعات أو أيام قليلة إلا أنها سارت ببطء وسط مقاومة صلبة وضعت القوات الحكومية في موضع حرج أمام الرأي العام في الداخل اليمني وخارجه.
وهذا يدل دلالة قطعية على مدى استعداد هذه الجماعة وأنها مبيتة النية بحيث تستطيع أن تقاوم الجيش من أول مواجهة, مع العلم أن الجيش اليمني من القوة ما يكفي لقمع هذه الجماعة لولا أنها كانت قد أعدت عدتها وتهيأت لأمرها.
ومنذ تلك المواجهة وجهت الحكومة اليمنية اتهاماتها للحوثيين بالولاء لحزب اللات اللبناني وإيران، وبالسعي لإعادة نظام الإمامة البائد، رغم إنكار الحوثي هذه الاتهامات في رسالة مفتوحة بتاريخ 26 يونيو من ذلك العام أكد فيها ولاءه للرئيس وللنظام الجمهوري.
وهذه الرسالة تبين لنا مدى كذب الحوثيين فهم يعلنون هنا الولاء للنظام الجمهوري وللرئيس وهذه مناورة من مناوراتهم التي يستخدمونها دائما إذا أحسوا بالضعف, وفي هذه الرسالة يعللون الخلاف بسبب سياسة الحكومة مع أمريكا؛ وهذا ليكسبوا التعاطف الجماهيري.
وإلا ها هو عبد الملك الحوثي يأمر بإزالة كل الشعارات المعادية لأمريكا واليهود وشعارهم الموت لأمريكا الموت لإسرائيل من شوارع مدينة صعدة عند زيارة مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر للمحافظة.
استمر القتال الشرس بين الجانبين حتى العاشر من سبتمبر 2004 م عندما تمكنت القوات الحكومية من الوصول إلى موقع حسين الحوثي وقتلته مع عدد من أنصاره، ثم أعلنت الحكومة وقفاً أحادي الجانب للقتال، تلا ذلك بعشرة أيام تسليم العشرات من المقاتلين أنفسهم للسلطات نتيجة وساطات قبلية.
الحرب الثانية:
أما الجولة الثانية من الحرب فقد اندلعت في مارس 2005 م بسلسلة من الاتهامات والاتهامات المضادة بين الحكومة وبدر الحوثي (والد حسين) حيث اتهم بدر الحوثي الرئيس علي عبد الله صالح بعدم الاستعداد لإنهاء النزاع.
نتج عن ذلك اندلاع الجولة الثانية من القتال بهجمات أشد ضراوة إلى الشمال والغرب من صعدة، وقد استمرت المعارك نحو شهرين بعد ذلك أعلنت الحكومة النصر ونهاية العمليات القتالية في مايو 2005م
الحرب الثالثة:
الجولة الثالثة نتجت عن استمرار المناوشات من الجولة الثانية وقد امتدت تلك الجولة من أواخر عام 2005م حتى أوائل عام 2006م، وقد ظهر في تلك المواجهات متغير جديد هو العنصر القبلي، حيث بدأت المعارك على شكل مواجهات بين رجال قبائل ضاقوا بالحوثيين فوقفوا مساندين للحكومة ضد الحوثيين.
وفي هذه الفترة ظهر أخوا حسين الحوثي على المشهد الميداني كرأسين جديدين للمسلحين الحوثيين وهما عبد الملك ويحيى الحوثي، كما شهدت محاولات حكومية لتهدئة الصراع وذلك -كما يقول المراقبون- نتيجة قدوم موعد الانتخابات الرئاسية.
الحرب الرابعة:
الجولة الرابعة انطلقت في الفترة من فبراير إلى يونيو 2007م ودخلها متغير جديد وهو تهديدات الحوثيين ليهود محافظة صعدة المستأمنين بأمان المسلمين وعهدهم من قديم، وقد نفى الحوثيون ذلك, وكانت الحرب قد دارت واشتدت لتمتد إلى مديريات متعددة بما في ذلك خارج صعدة.
انتهت هذه الجولة بوساطة قطرية بعد زيارة الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى اليمن في مايو 2007م حيث توصلت الحكومة والحوثيون إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 16 يونيو 2007م ثم قاما بتوقيع اتفاق الدوحة بتاريخ 2 فبراير 2008م رغم بعض الاشتباكات المتفرقة بين الجانبين.
الحرب الخامسة:
في مارس 2008 م اندلعت الجولة الخامسة على إثر اتهامات السلطة للحوثيين بخرق اتفاق الدوحة وأنهم قاموا بهجومين عنيفين وسط نفي من الحوثيين ! وهذا مألوف منهم، وقد امتد القتال في تلك الجولة إلى منطقة بني حشيش شمال العاصمة صنعاء كما استمر في مدينة صعدة والجزء الشمالي من محافظة عمران.
وبتاريخ 17 يوليو 2008م أعلن الرئيس صالح وقفاً أحادي الجانب لإطلاق النار وقد وافق ذلك الذكرى الثلاثين لتوليه الحكم، وقد تباينت تفسيرات المحللين لهذا الإعلان منها أنه لخشيته خروج الوضع عن السيطرة أو لوجود وساطة محلية أو انتقادات أميركية وأوروبية متزايدة للوضع الإنساني في محافظة صعدة.
الحرب السادسة:
اندلعت بتاريخ 11 أغسطس 2009م بعد اتهامات للحوثيين باختطاف أجانب، وترافقت مع وضع السلطات ستة شروط لوقف العمليات كان أبرزها نزول الحوثيين من الأماكن التي يتحصنون فيها وانسحابهم من كافة مديريات المحافظة وتسليم ما استولوا عليه من معدات مدنية وعسكرية، والكشف عن مصير المخطوفين، ووقف عمليات التخريب.
وقد اتسمت هذه الجولة بتكثيف عمليات القصف الجوي منذ اليوم الأول لاندلاعها على مناطق الحوثيين في مناطق ضحيان والخبجي والحيرة والطلح وآل الصيفي وقهر ومران وبني معاذ وسحار وحيدان ومطرة وغيرها من المناطق.
وبحسب محللين فإن خارطة القصف الجوي والمعارك والاشتباكات البرية خلال الأيام الأولى من الحرب تؤكد أن الحوثيين كانوا يحكمون سيطرتهم على مساحة شاسعة من محافظة صعدة وأنهم سيطروا على عدد من منافذ الإمدادات العسكرية للجيش التي تمر إلى المدينة.
وقد خلفت هذه الحروب الست عشرات الآلاف من القتلى من الجانبين, كما تسببت بنزوح مئات الألوف من صعدة ومناطق القتال وهو ما سيأتي معنا مفصلا بإذن الله تعالى في فصل خاص. ومن هذا العرض المختصر والمقتضب لسير هذه الحروب نجد أنفسنا أمام حقيقة لا مفر منها وهو ما ألمحت له في أول الأمر أن هناك أيادي تعمل في أروقة صنع القرار اليمني لإخماد هذه الحروب كلما أوشكت على القضاء على الحوثيين, وإنها من القوة ما يمكنها في ست مرات من فعل ذلك, وتمكن للحوثيين من استعادة عافيتهم حتى يعيدوا الكرة مرة تلو الأخرى, وهذه وإن نجت في العاجلة فلن تكون في مأمن في مستقبل الأمر وإن ربك لبالمرصاد. ويتبع إن شاء الله بعد الحج تكملة فصول الكتاب.

منقول من منتديات الوحيين السلفية:
http://wahyain.com/forums/showthread.php?t=2894
__________________
ذكر ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 52: قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبتُ من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم ؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة ! فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام ؟! قال : إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-06-2013, 05:40 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي

يرفع مرة أخرى.
__________________
ذكر ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 52: قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبتُ من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم ؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة ! فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام ؟! قال : إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:48 AM.


powered by vbulletin