هل من المروءة التحذير من المرأة المجرمة أو المفسدة؟
من الشبه التي يروجها بعض الناس أصلحهم الله: أن التحذير من امرأة مجرمة من الأمور المخالفة للمروءة، وهذا من جهلهم بالكتاب والسنة ومنهج السلف.
أولاً: فمما ورد في كتاب الله عز وجل:
1- قال تعالى واصفا بعض النساء بالخبيثات : {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [النور: 26].
2-3- ما ذكره الله عن امرأة نوح، وامرأة لوط.
قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ } [التحريم: 10]
وقال تعالى: { فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ } [الأعراف: 83]
4- ما ذكره الله عن امرأة أبي لهب.
قال تعالى: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) } [المسد: 4، 5].
ثانياً: ومما ورد في السنة:
1- عن عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((سيكون في آخر أمتي رجال , يركبون على سروج كأشباه الرحال، ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهن؛ فإنهن ملعونات، لو كان وراءكم أمة من الأمم؛ خدمهن نساؤكم، كما خدمكم نساء الأمم قبلكم)). رواه الإمام أحمد وابن حبان والطبراني والحاكم وسنده حسن. [الصحيحة: 2683].
2-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال». رواه البخاري.
3- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله» متفق عليه.
4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله زوارات القبور" حديث حسن.
5- عن أبي أمامة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "لعن الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور". رواه ابن أبي شيبة في المصنف وابن ماجه وابن حبان في صحيحه. وسنده حسن. [الصحيحة:2147].
ثالثاً: ما ورد عن العلماء سلفا وخلفا:
مما اتفق عليه العلماء أن المرأة معرضة للعقوبة إذا ارتكبت ما يوجب ذلك بشهادة الشهود عليها بموجب العقوبة كالزنى أو القذف أو ادعاء حقوق غيرها كذبا وظلما.
وقد دعا سعيد بن زيد رضي الله عنه على امرأة ظلمته وكذبت عليه، فعميت وسقطت في حفرة في أرضها فمات، فلم يكن دعاؤه عليها وحكمه عليها بالظلم من خوارم المروءة.
واليوم نرى بعض النساء ينشرن أمورا منكرة فيها أكاذيب على الله أو على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يتكلمن بكلام مخالف للشرع فهل كونها امرأة يمنع من التحذير منها، ومن شرها؟!
فالتحذير من امرأة تدعي السلفية وتكذب وتتحرى الكذب، وتطعن في الشيخ عبيد الجابري حفظه الله، وفي الشيخ ربيع حفظه الله، وفي غيرهم من أهل العلم هو من الحق، ومن المنهج السلفي، وليس مما يخل بالمروءة كما يظن ذلك بعض أهل الجهل.
والله أعلم.
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
8/ 4/ 1440هـ