قبل أن أطرح اللغز، أريد أن أضع نبذة بين يدي القارئ الكريم، تستحق النظر، حتى يكون اللغز فيما بعد مفهوماً، ثم يكون القارئ اللبيب قد حصل على خيطٍ لحل هذا اللغز!!
تنسب الدولة الصفوية إلى الصوفي المتشيع ( صفي الدين الأردبيلي)، وهو صاحب طريقة صوفية غالية، تميل في معتقداتها إلى التشيع الغالي، وعندهم معتقدات غريبة عن الإسلام والمسلمين.
وقد أسس هذا الصوفي الشيعي حركة صوفية سماها ( . . . . سأذكر اسمها في نهاية اللغز . . . .)!!!
ولم يتم في عهده ولا عهد من جاء بعده من أبناءه وأحفاده دولة للصفويين مع النفوذ الديني الذي كانوا يحظون به، حتى أن (تيمور لينك) التتري المغولي لعلاقة حميمة بينهم أقطعهم مناطق واسعة صارت عاصمة لهم فيما بعد وهي ( أردبيل ).
يعتبر (جنيد بن إبراهيم بن صدر الدين سياهبوش بن صدر الدين بن صفي الدين الأردبيلي) هو المؤسس الحقيقي للدولة الصفوية إذ نقلها من نطاقها الديني إلى السياسي. وكان آخر ملوك الصفويين (عباس ميرزا) الملقب بـ (الرضيع)، إذ وضعه ( نادر خان) على الحكم صورياً وهو طفل صغير. ثم عزله كما عزل أباه من قبل ( طهماسب الثاني ) وأنشا الدولة الأفشارية، وبهذا انتهت الدولة الصفوية سياسياً، والتي استمرت قرابة الثلاثة قرون.
والجدير بالذكر أن الصفويين قد أعملوا القتل والسبي والتخريب في بلاد الإسلام والمسلمين، وأجبروا الناس على التشيع بشتى صنوف الإرهاب والتخويف، وكان بينهم وبين العثمانيين حروب كثيرة دارت رحاها غالباً لصالح العثمانيين.
وللأمانة أقول: هذه من محاسن العثمانيين في تاريخ الإسلام، مع أن أثرهم كان سيئاً على عقائد المسلمين إذ نشروا الشرك كالطواف حول القبور والتصوف الغالي وهذا مشهور معروف لا ينكره إلا جاهل مغرور، وأيضاً في عهدهم قد سُنّت القوانين الوضعية بدلاً من الشريعة الإسلامية ومن هنا جاءت تسمية أحد ملوكهم (سليمان القانوني).
كان الأفشاريون على نفس نهج الصفويين عقيدة ومنهجاً، وحقداً على الإسلام والمسلمين. لكن لم تدم دولتهم طويلاً لكثرة الخلافات التي كانت فيها ولم تهدأ. وحل محلها الدولة الزندية والتي أسسها (كريم خان الزندي).
لم يختلف نهج الزنديين عن الصفويين في العقيدة أو في المنهج، وكانوا على نفس الوتيرة: شيعةً غلاة وحرباً على الإسلام والسنة. ولم يطل مكثها كحال الدولة الأفشارية، فقد انتهت سريعاً وحلّ محلها الدولة القاجارية التي أسسها (محمد آغا قاجار)، وكانت لا تقل سوءاً عن سابقاتها، إلا أنها بقيت زماناً طويلاً قارب القرنين من الزمان؛ حيث استمرت من 1779 أعجمية إلى أن انتهت في عام 1926 أعجمية. وقد خرج في زمانها فرقة البهائية نسبة إلى (ميرزا حسين علي) الذي لقّب نفسه ( بهاء الله ).
وكان من ملوك هذه الدولة القاجارية (ناصر الدين شاه) الذي أرسل بعثات للدراسة في أوروبا. ومن جملة الطلاب الذين أرسلهم (جمال الدين الأفغاني ) شيخ (محمد عبده) الذي تأثر بهما كثيراً حسن البنا!
وبعدها أسس حسن البنا حزباً سياسياً عام 1928 أعجمية أطلق عليه هو وأتباعه ( الإخوان ).
الآن وبعد هذه النبذة المختصرة أطرح على القارئ الكريم اللغز العجيب الذي في ظني يستحق المتابعة، فأقول:
هل يوجد رابط بين (حسن البنا) والجد الأكبر للصفويين ( صفي الدين الأردبيلي )، عن طريق (جمال الدين الأفغاني) الصفوي المتستر بزي الإسلام، علماً بأن البنا صوفي المعتقد، ولا يوجد عنده مشاكل مع الروافض كما صرّح هو بذلك، وكي لا أنسى فإن الحركة الصوفية التي أسسها ( صفي الدين الأردبيلي ) قد سماها حركة ( الإخوان ) فاتفق كلاهما ( البنا وصفي الدين ) في اسم الحركة: حركة ( الإخوان) الصوفية؟!!!
هذا والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو حذيفة محمود آل الشيخ ; 06-02-2014 الساعة 10:40 PM