منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات تعليق حول تناول بعض الإخوة لموضوع الإنكار العلني بسطحية بالغة للقضية والفتنة الحاصلة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          الصعفوق الأحمق مجدي ميلود حفالة (الحثالة) يصف نفسه بعدم الرجولة والخيانة والخسة والدناءة التي يترفع... (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جواب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لمن سأله: (ما سبحان الله؟) (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          الرد على الكلام المنسوب للشيخ لزهر حول فضيلة الشيخ طلعت زهران، وحول كتابات العتيبي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-28-2010, 10:08 PM
ناصر أبو عبد ناصر أبو عبد غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 111
شكراً: 9
تم شكره 16 مرة في 13 مشاركة
افتراضي لوصية الثانية / مقال للشيخ عبد البحاري -حفظه الله-

الوصية الثانية




أيها الأحبة العمل بالعلم ، والله أيها الأحبة لو أن العلم المجرد ينفع بلا عمل لما ذم الله أحبار أهل الكتاب ، ولو كان العمل بلا إخلاص لما ذم الله المنافقين ، منّ الله عليك يا عبد الله بطلب علم الكتاب والسنة والعلم الشرعي هذه منزلة رفيعة كثير من الناس قد حرمها ، فاحمد الله على هذه النعمة واشكره عليها ، قال الإمام أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج - رحمه الله - ( كل نعمة لا تقربك من الله فهي بلية ) ، فالواجب أن تشكر الله جل وعز وأن تترجم الشكر بالعمل ، أن تعمل بهذا العلم .
ولهذا أيها الإخوة العلم يطلب للعمل والعمل يطلب للنجاة ، ولما كان طلب العلم عبادة والعبادة لا بد فيها من ماذا ؟
من عمل كما تقدم في معنى التقوى ، وهذا العمل يشترط أن يكون موافقا للهدي النبوي ، مبنيا على الإخلاص لله عز وجل ، يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - ( العمل بلا إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملا يثقله ولا ينفعه ) اه (كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا) (الجمعة :5 ) وقال رحمه الله موصيا لك يا عبد الله ( كن من أبناء الآخرة ولا تكن من أبناء الدنيا ، فإن الولد يتبع الأم ) وأبناء الآخرة ما هو وصفهم ؟ (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) ( الذاريات :18)
ما هي أوصافهم ؟ (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) ( الأنبياء :90) هذه صفاتهم جعلوا الدنيا مزرعة للآخرة ، وقال رحمه الله : ( الدنيا مجاز- دار عبور- والآخرة وطن ، و الأوطار- بالراء قضاء الوطر- تطلب في الأوطان ) العقل هذا الذي يقتضيه ، لذا المتأمل في كتاب الله جل وعز وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى الذم لمن تعلم علماً ولم يعمل به أليس كذلك يا إخوان ؟
قال الله جل وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) (الصف :3) ، من تعلم ولم يعمل مذموم مطرود - والعياذ بالله - مكر به ، ولهذا كان من هديه صلى الله عليه وسلم كما خرج مسلم في الصحيح أنه يدعوا فيقول ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ ) قد يكون العلم في أصله نافعا ولكن لا يعمل به صار لا ينفع ، عاد عليه بالوبال .
واسمع إلى جملٍ من الوصايا سأقرأها عليك لتعرف الفرق بيننا وبينهم .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه فيما خرّجه الخطيب في الإقتضاء ( لا تكون عالما حتى تكون متعلما ، ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عالما ) تسلسل ولا بد ، وتلازم لا انفكاك عنه ، وأخرج الدارمي - رحمه الله - في السنن وأبو نعيم في الحلية ، والخطيب في الإقتضاء من طريق علقمة - رحمه الله - عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال ( تعلموا تعلموا ، فإذا علمتم فاعلموا ) ما فائدة هذا العم إن لم يعد عليك بالنفع في الآخرة قبل الأولى !
وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه ، وأبو نعيم في الحلية بإسناد صحيح عن أبي مسلم الخولاني أنه قال ( العلماء ثلاثة :-
رجل عاش بعلمه وعاش به الناس معه - علم فعلّم وعمل - .
ورجل عاش بعلمه ولم يعش به أحد غيره - علم فعمل وما نفع غيره - .
ورجل عاش الناس بعلمه وأهلك نفسه - تعلم ولم يعمل بعلمه والعياذ بالله - .
وأخرج الخطيب في الإقتضاء أيضا عن سفيان بن عيينة أنه قال ( العلم إن لم ينفعك ضرك ) كيف يضر؟
بين هذا الخطيب بقوله ( إن لم ينفعه بأن يعمل به ضره بكونه حجة عليه ) ، ولا بد ضره لأنه يزيد الحجة عليه ، تعلم السنة وتخالفها ، تعلم الإعتقاد الصحيح وتفارقه ، فما فائدة هذا العلم ؟ ما ازددت به إلا بعدا من الله جل وعلا إن لم يتداركك الله برحمته !
وأيضا في هذا المعنى أخرج الدارمي - رحمه الله - في سننه عن الحسن أنه قال ( العلم علمان ، فعلم في القلب وذلك العلم النافع ، وعلم في اللسان وذلك حجة الله على ابن آدم ) ومراده - رحمه الله - بالأول ( العلم النافع ) هو العلم الموروث والمورث للخشية والمفضي إلى العمل والذي ينفع صاحبه ، دله على الخير فقام به وأتاه ، وأما الثاني قد يكون في أصله نافعا ، لكن لمّا لم يقم به العبد ويعمل ضره - والعياذ بالله - والمتأمل في سير سلف الأمة يجد ذلك عيانا ظاهرا - أعني العمل بالعلم - فهذا سيدهم وإمامهم صلى الله عليه وسلم تصفه عائشة رضي الله عنها بأنه كان خلقه القرآن ، وأخرج عبد الرزاق في نمصنفه بإسناده عن ابن أبي مليكة قال ( سمعت أهل عائشة يذكرون أنها كانت تقول ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الإنصاب لجسده في العبادة ، غير أنه لما دخل في السن ، وثقل من اللحم ، كان أكثر ما يصلي عليه الصلاة والسلام وهو قاعد ) وهذا قد غفر الله ما تقدم من ذنب وما تأخرعليه الصلاة والسلام .
واسمع وتأمل إلى هذه الحكاية التي يحكيها إليك الإمام وكيع اسمع إليها ، أخرج الحافظ ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله قال ( كنا - ما يتكلم عن نفسه يتكلم عمن عاصرو أدرك - كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به ، ونستعين على طلبه بالصوم ) ، وأخرج الخطيب في الإقتضاء عن إبراهيم بن إسماعيل ابن مجمع أنه قال ( كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به ) .
أنت تراه الآن يصف القوم الذين أدرك تراهم يتقلبون في الطاعة ،
طلب العلم أليس عبادة ؟
عبادة .
العمل بالعلم أليس عبادة ؟
عبادة .
الصيام أليس عبادة ؟
عبادة .
فأنت تراهم في الطلب والعمل بالطلب والبحث عن تحصيله يسلكون سبيل أهل التقى والصلاح ، إذا أوقاتهم كلها طاعات ، طلبا وعملا وبحثا ، كنا ما يتكلم عن نفسه عمن أدرك ولذلك بارك الله في علومهم ورفع الله من ذكرهم - رحمهم الله تعالى - قال الإمام أحمد ، واسمع لإمام أهل السنة ماذا يقول ( صاحب الحديث عندنا من يستعمل الحديث ) يطبق يعمل ، ما فائدة هذا العلم إن لم يعد عليك بالنفع والتطبيق والعمل والخير في الأولى والآخرة .
وقال الإمام الحسن البصري - حمه الله - ( كان الرجل يطلب الحديث فلا يلبث أن يرى ذلك - أي أثر العلم الذي تعلمه - في تخشعه وهديه ولسانه وبصره ويده ) ماذا بقي من الجوارح ؟
كل جوارحه ، تسليم واستسلام وانقياد تام ، ومن جميل ما أثر في تراجم بعض الأئمة - وأنا أذكرهذا أيها الإخوة أقول مما قل التذكير به ، بشحذ الهمم لتعلموا سلفكم كيف كانوا رضي الله عنهم ورحمهم ، وتستنوا بسننهم وتقتدوا بهديهم ، وبسيدهم وإمامهم صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضي الله عنهم جميعا .
جاء في ترجمة عبد الرحمان بن أبي نعم البجلي الكوفي الإمام القدوة قال بكير بن عامر ( لو قيل له - لعبد الرحمن هذا - إن ملك الموت قد توجه إليك - يعني إلى قبض روحك ‘ ما كان عنده زيادة عمل )
ما يستطيع أن يزيد ، أوقاته كلها معمورة بالطاعة ، وجاء في ترجمة منصور بن المعتمر أيضا قالوا ( لو قيل له إن ملك الموت جاء بباك لقبض روحك قال : ما استطاع أن يزيد على ما كان يعمل من شيء) وجاء ذلك في ترجمة صفوان بن سليم المدني وغيرهم من سادات الأمة ، أوقات معمورة بالطاعات ، علم وعمل وصيام وقيام وصدقة وتعليم وجهاد ... إلخ ، كلها مجتمعة طاعات لله جل وعلا .
وجاء في المصنف لابن أبي شيبة بإسناد صحيح أن مجاهد بن جبر - رحمه الله - قال : إن يزيد بن شجرة - أحد العباد العلماء - كان يقص ، وكان يوافق قوله فعله ) ، وجاء في ترجمته - أعني يزيد من السير- ( كان يزيد مما يذكر يبكي وكان يصدق بكاؤه بفعله رحمه الله ) .
واسمع وعطّر سمعك أيضا بما ذكره الإمام الذهبي - رحمه الله - في تذكرة الحفاظ في ترجمة أبي داود السجستاني صاحب السنن - رحمه الله - قال : بلغنا أن أبى داود كان من العلماء العاملين ، حتى إن بعض الأئمة قال : كان أبو داود يشبه بأحمد بن حنبل في هديه ودلّه وسمته في التنسك والتعبد - كأنه أحمد تلميذه - قال : وكان أحمد يشبه بوكيع - يعني بن الجراح - وكان وكيع يشبه في ذلك بسفيان ، وسفيان بمنصور ، ومنصور بإبراهيم ، وإبراهيم بعلقمة ، وعلقمة بعبد الله بن مسعود ، قال علقمة : كان عبدالله ابن مسعود يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله ) انظر إلى هذه السلسة المباركة وقف عندها وتأمل كم البون بيننا وبين القوم .
واسمع لما جاء في ترجمة عبد الملك بن عبد العزيز ابن جريج المكي فيما أسنده الحافظ المزي - رحمه الله - من طريق الخطيب بطريقه عن عبد الرزاق الصنعاني أنه قال : كان أهل مكة يقولون ( أخذ ابن جريج الصلاة - هيئة وتعليما وإلخ - من عطاء ، وأخذها عطاء من ابن الزبير، وأخذها ابن الزبير من أبي بكر، وأخذها أبو بكر من رسول النبي صلى الله عليه وسلم ، قال عبد الرزاق : وكان ابن جريج حسن الصلاة ) .
يقول الإمام أحمد - رحمه الله - في الحسن الصباح البزار البغدادي شيخ الإمام البخاري ( ما يأتي على البزار يوم إلا وهو يعمل فيه خيرا - الإمام أحمد يشهده بذلك - قال : ولقد كنا نختلف - أي نرد عليه - إلى فلان المحدث وسمّاه وكنا نقعد نتذاكر الحديث إلى خروج الشيخ وابن البزار قائم يصلّي إلى خروج الشيخ ) خرجوا سويّة هم يتذاكرون وهم قائم يصلي حتى يخرج الشيخ ليسمع معهم ، قال : ( وما يأتي عليه يوم إلا ويعمل فيه الخير ) .
المرء ينظر في هؤلاء الأئمة ويقيس نفسه بهم ويقارن ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ) ( القيامة : ) ، فالعلم يورث عملا لمن تعلم لوجه الله و أخلص ، فالواجب على طالب العلم الذي منّ الله عليه بالعلم الصحيح النافع أن يعمل وأن يترجم هذا العم عمليّا .
الوصية الثالثة
أيها الأحبة الحرص في الأخذ والتلقي عن أهل العلم والعلماء المشهود لهم بالإستقامة والسلامة في الإعتقاد والسلامة في المنهاج والسير على منهاج النبوة هذا هو الأصل أيها الإخوة ، هذه الآذان أمانة لا يجوز لك أن تعير ها لكل أحد ، فتعيرها لكل من هب ودرج وأقبل وأدبر وعرف وجهل ، بل قد يكون بعضهم مجهول العين والحال !!
فلا يجوز أن يأخذ العلم إلا عن أهله وهذا هو الأصل ، ذلك لأن العلماء الذين حثنا النبي صلى الله عليه وسلم بالأخذ عنهم هم ورّاث نبوته فقال ( العلماء ورثة الأنبياء ) كما في الحديث الحسن ، وقد بين الإمام ابن القيم في مفتاح دار السعادة ما لهؤلاء العلماء من الحقوق ومن الإحترام والتوقير والتعزير والإجلال والمحبة والذب لا التخذيل !!
إنما كل هذه الحقوق مثل ما لمورثهم صلى الله عليه وسلم ، فلا يجوز أن يعير الطالب سمعه لأنه أمانة فلا يقل أنا حر!! لا لست حر أنت مقيد بمنهج مرسوم لك وقانون محروف مبين في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينه سادات الأمة وسلفها الصالح .
أخرج الإمام مسلم في مقدمة الصحيح عن محمد بن سيرين الإمام التابعي الجليل فقال ( إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ) وجاءت هذه الكلمة الموروثة النيّرة المنوّرة عن جمع من أئمة أهل السنة كالإمام مالك ويزيد بن زريع والثوري وابن المبارك وغيرهم من سادات الأئمة ، وقال كما في مقدمة مسلم - أعني ابن سيرين - : ما كانوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قلنا لهم سموا لنا رجالكم ، فإن كان من أهل السنة أخذنا عنه ، وإن كان من أهل البدعة تركناه ) وقاطبة هذه المقولة أهل العلم عليها قاطبة ماخالف ابن سيرين فيها أحد - أعني إن هذا العلم دين فانظر عمن تأخذ دينك - .
ولا شك أيها الأحبة أن ترك الأخذ عن أهل العلم المتقدم وصفهم نذير شرّ وعلامة هلاك للمرء ، والله إن ابتعدت فتركتهم أهلكت نفسك ولا بد ، قال الإمام الشعبي - رحمه الله - فيما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ( لا تقوم الساعة حتى يصير العلم جهلا والجهل علما ) ، تنقلب الموازين ، ولك أن تنظر أنت يمنة ويسرة كيف هي الموازين مقلوبة عند كثير من الناس - ولا حول ولا قوة إلا بالله نسأل الله للجميع الهداية - ، وأخرج أبضا ابن أبي شيبة عن أبي قلابة الجرمي أنه قال : مثل العلماء كمثل النجوم التي يهتدى بها - ماهي وظيفة النجوم في السماء ؟ لها وظائف كثيرة منها حراسة السماء ، وهكذا علماء أهل السنة واجبهم حراسة الدين وحفظ قانونه والذب عن حياضه ، ومنها الإهتداء (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (النجم :16) قال :- مثل العلماء كمثل النجوم التي يهتدى بها ، والأعلام التي يقتدى بها ، فإذا تغيبت - عنهم هذه النجوم وهذه الأعلام - تحيروا ، وإذا تركوها ضلوا ) إن تركوها عن غير عمد تحيرت الناس ، لا تعرف من يبين لها الحلال من الحرام والجائز من الممنوع ، وإن تركوها عن عمد ضلوا ولا بد ، لأن الإنسان قد يقول الحرام ويأتي الحرام ويتكلم الحرام ولا يدري أنه أهلك نفسه - والعياذ بالله - وهذا فيه هلاك المرء ولا بد ، وفي ذلك أخرج الدارمي - رحمه الله - في سننه بسند صحيح عن هلال بن خباب أنه سأل سعيد بن جبير فقال :- ما علامة هلاك الناس قال :- ( إذا هلك علمائهم ) .
وهذا الهلاك له معنيان :
معنىً ظاهر : لأن العلماء إذا هلكوا وماتوا من يبين للناس الحلال والحرام ؟ ما تعرف الناس الحلال والحرام تأكل تشرب تمشي ...إلخ ، ما تعرف ولا تميز، فهم الذين يبينون للناس الحلال والحرام ، كما قت له معنيان ، معنى ظاهر وهو هلاكهم على الحقيقة - موتهم موت العلماء - كما في حديث ابن عمر المتفق عليه ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الناس ) إلى أن جاء في آخره ( حتى إذا لم يبقي عالما اتخذ الناس رؤوسا جهال فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )
قال القرطبي - رحمه الله - في المفهم هذا نص في أن رفع العلم لا يكون بمحوه من الصدور بل بموت العلماء وبقاء الجهال - الذين ما وصفهم - ؟ يتعاطون مناصب العلماء في الفتيا والتعليم - وما أكثرالذين يتعاطون هذا - يتعاطون مناصب العلماء







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم أجد الوصية الأولى
فمن وجدها لا يبخل علينا به
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:33 PM.


powered by vbulletin