عودة منهج الحداد مثل موضوع التسلسل في التحذير بين بعض مدعي السلفية من المشغبين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فيقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 70، 71].
ويقول عز وجل: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].
فترك الدليل واتباع الظلمة والمخالفين والمفتونين في تجريح السلفي ضرب من الشرك الأصغر، ومن الأمور التي تضعف التوحيد، لما في ذلك من اتباع الهوى وتقديمه على الهدى.
هذا ومن آثار الفتنة المنتشرة بين الشباب بسبب بعض الدخلاء، وما قاموا به من تحريش بين المشايخ السلفيين منذ نحو ثلاث سنوات ظهور بعض مسالك محمود الحداد والحربي ومن على شاكلتهما من الحدادية.
فقد رأينا استغلال بعض المرضى قضية التصوير بالفيديو للدعوة وقضية تكفير تارك عمل الجوارح بالكلية لضرب السلفيين بعضهم ببعض كما فعله المفتون رائد العراقي.
ومن تلك القضايا: التسلسل في التحذير.
فقد تعصب بعض أهل الفتن والتشغيب ممن يدعي السلفية لكلام الشيخ عبيد حفظه الله في بعض المشايخ السلفيين، مع أن كلام الشيخ بغير دليل، وقد طالبهم السلفيون بالأدلة التي تقبل التأويل والتي لا تقبل التأويل فلم نجد شيئا سوى التعصب للقول المخالف للدليل، والمخالف لتوجيهات العلماء.
ومع إنهاء الشيخ ربيع المدخلي للفتنة من بداية ظهورها إلا أنهم أصروا واستكبروا.
ثم استخدموا قضية ذلك التحذير للتحذير من إخوة سلفيين امتحنوهم وألزموهم بالطعن في بعض المشايخ السلفيين الذي أنهى الشيخ ربيع فتنة الطعن فيهم.
فطعنوا في أحد الإخوة التونسيين الفضلاء لأجل عدم براءته من بعض المشايخ السلفيين.
ولأجل تزيين ضلالتهم بدؤوا في تجميع الأكاذيب حول هذا الأخ الفاضل ليتظاهروا أن مشكلتهم معه ليس بسبب عدم تحذيره من بعض المشايخ السلفيين، مكرا منهم وكيدا بالسلفيين، ومن باب التلاعب بالدين.
وتولى كِبر هذه القضية شخص مفسد كذوب يدعي أنه طالب علم لكنه ذا فهم ثقيل، وقلب عليل.
ولما استقر في نفوسهم التحذير الباطل من ذلك الأخ التونسي الفاضل؛ انتقلوا لتونسي فاضل آخر، فألزموه بالبراءة من ذلك الأخ التونسي، وجعلوا عماد تحذيرهم منه عدم براءته من ذلك الأخ، ثم عدم براءته من بعض المشايخ السلفيين.
وقد اجتمع بعض المجرمين من التوانسة -منهم من يدّعي أنه خليل وهو خب لئيم، وآخر يدعي أنه أمين وهو خائن ذميم- ببعض المشايخ ليمكروا به، ويخدعوه بشأن أولئك الإخوة، وأخذوا يكذبون ويفترون عليهم عند بعض المشايخ لتهييج بعض المشايخ على بعض السلفيين.
وهذا المسلك الحدادي الذي فعلوه قد رأيناه عيانا أيام فالح الحربي، وكان مشايخنا يحذرون من هذا المسلك البدعي.
لكن ظهر هذا المسلك هذه الأيام، وبدأ ينتشر بين الشباب السلفي، في الواتساب وفي الفيسبوك وفي تويتر وفي غيرها من البرامج، ينتشر هؤلاء المسلسلون للتحذير، حتى أنهم يأتون للعامي لإلزامه بهذا المسلك الحدادي.
السلفيون أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، أتباع الكتاب والسنة، يعبدون الله على بصيرة لا على عمى وضلالة.
ولا يقبلون تحذيرا ولا تبديعا من سلفي معروف إلا بالحجج والبراهين التي لا تقبل التأويل.
فمن رأيتموه يطالبكم بالتقليد الأعمى، لا سيما المخالف للدليل، ويسلك هذا المسلك الحدادي في التسلسل في التحذير فاعلموا أن هذا الشخص مفتون ضال، فانصحوه بالتوبة، والرجوع عن هذا المسلك الحدادي، فإذا أصر واستكبر فابتعدوا عنه، وانتبهوا من مكره وكيده بالسنة وأهلها.
أسأل الله أن يهدي هؤلاء المفتونين، وأن يردهم للحق ردا جميلاً، وأن يكفينا وإياهم شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
.
كتبه:
الدكتور أسامة بن عطايا العتيبي
10/ 8/ 1438 هـ