منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-18-2010, 11:35 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي تنبيه حول وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه كان كأنه قرآن يمشي على وجه الأرض

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فجزى الله شيخنا الشيخ ربيع حفظه الله تعالى على ما نبه له من أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن السلف حاربوا المعتزلة والجهمية على هذه القضية وهي إلزامهم الناس ببدعتهم وهي القول بخلق القرآن وما يشابهه من أقوال أهل البدع ..

وأن يحرص السلفيون على الآلفاظ السلفية النقية البعيدة عن الشبهة ..

وهذا أمر واضح وظاهر ..

ولكن النظر هنا في حكم تلك العبارة هل هي عبارة باطلة؟ ألا وهي قول القائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان قرآنا يمشي على وجه الأرض أي بتطبيقه للقرآن وعمله به ..

فهل هذه العبارة باطلة وبذلك التوضيح؟

من المقرر أن توهم أن القرآن مخلوق لأجل تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم بقرآن يمشي على وجه الأرض توهم لا يجوز لما دلت عليه الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع بل حتى العقل على أن الله خالق وأن صفاته متعلقه به وكذا أسماؤه وليس من ذلك شيء مخلوق..

وما سوى الله بأسمائه وصفاته فمخلوق والله سبحانه هو الخالق وحده لا رب سواه ولا إله غيره.

وتشبيه الرسول بالقرآن الذي يمشي على وجه الأرض لأنه يعمل بالقرآن عملاً كاملاً تاماً حق وصدق وهو مصداق قول عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كان خلقه القرآن)) ..


وكان من السلف من يلقب بالمصحف لحفظه وإتقانه ولم يدل هذا الكلام ولم يتضمن أن المصحف مخلوق ..

روى ابن حبان بسند صحيح في كتاب الثقات(7/508) عن عبد الله بن داود الخريبي أنه قال: كان مسعر بن كدام يسمى المصحف لقلة خطائه وحفظه.


وفي تهذيب التهذيب: (10/103) : وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن مسعر إذا خالفه الثوري فقال: الحكم لمسعر فإنه المصحف.

وفي تاريخ بغداد (9/11) : قال أبو حفص عمر بن علي -يعني الفلاس-: كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه.


والمراد بالمصحف هنا القرآن الكريم كما هو معلوم .

وقد ورد في الحديث أن القرآن يأتي يوم القيامة بصورة رجل شاحب ولا يفهم منه أن القرآن مخلوق..

قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (8/408) : [ولما احتج الجهمية على الإمام أحمد وغيره من أهل السنة على أن القرآن مخلوق بقول النبى صلى الله عليه وسلم: ((تأتي البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صواف ويأتي القرآن في صورة الرجل الشاحب)) ونحو ذلك قالوا: ومن يأتى ويذهب لا يكون إلا مخلوقا

أجابهم الإمام أحمد: بأن الله تعالى قد وصف نفسه بالمجيء والإتيان بقوله: ((هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك} وقال: {وجاء ربك والملك صفا صفا}

ومع هذا فلم يكن هذا دليلا على أنه مخلوق بالإتفاق.

بل قد يقول القائل جاء أمره وهكذا تقوله المعتزلة الذين يقولون القرآن مخلوق يتأولون هذه الآية على أن المراد بمجيئه مجيء أمره فلم لايجوز أن يتأول مجيء القرآن على مجيء ثوابه ويكون المراد بقوله تجيء البقرة وآل عمران بمجيء ثوابها وثوابها مخلوق؟

وقد ذكر هذا المعنى غير واحد وبينوا أن المراد بقوله: ((تجيء البقرة وآل عمران)) أي ثوابهما ليجيبوا الجهمية الذين احتجوا بمجيء القرآن وإتيانه على أنه مخلوق فلو كان الثواب أيضا الذي يجيء في صورة غمامة أو صورة شاب غير مخلوق لم يكن فرق بين القرآن والثواب ولا كان حاجة إلى أن يقولوا يجيء ثوابه ولا كان جوابهم للجهمية صحيح بل كانت الجهمية تقول أنتم تقولون أنه غير مخلوق وأن ثوابه غير مخلوق فلا ينفعكم هذا الجواب.

فعلم أن أئمة السنة مع الجهمية كانوا متفقين على أن ثواب قراءة القرآن مخلوق فكيف يكون ثواب سائر الأعمال وهذا بين فإن الثواب والعقاب هو ما وعد الله به عباده وأوعدهم به فالثواب هو الجنة بما فيها والعقاب هو النار بما فيها والجنة بما فيها مخلوق والنار بما فيها مخلوق

وقد ذكر الإمام أحمد هذه الحجة فيما كتبه في الرد على الزنادقة والجهمية فقال:

باب ما إدعت الجهمية أن القرآن مخلوق من الأحاديث التى رويت: ((أن القرآن يجيء في صورة الشاب الشاحب فيأتى صاحبه فيقول هل تعرفني فيقول له من أنت فيقول أنا القرآن الذي أظمأت نهارك وأسهرت ليلك قال فيأتي به الله فيقول يارب ))

فادعوا أن القرآن مخلوق فقلنا لهم إن القرآن لايجيء بمعنى أنه قد جاء من قرأ : {قل هو الله أحد} فله كذا وكذا

ألا ترون من قرأ : {قل هو الله أحد} لايجيئه بل يجيء ثوابه لأنا نقرأ القرآن فنقول لايجيء ولا يتغير من حال إلى حال .

فبين أحمد أن الثواب هو الذي يجيء وهو المخلوق من العمل فكيف بعقوبة الأعمال الذي تتغير من حال إلى حال فإذا كان هذا ثواب قل هو الله أحد وهو ثواب القرآن فكيف ثواب غيره؟] انتهى المراد من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله


أخيراً: جاء في معجم المناهي اللفظية : [كأنَّ وجهه مصحف :

تجد في كتب الجرح والتعديل من عباراتهم في التوثيق : مثل ورقة المصحف ، أو : كأنَّه المصحف ، أو : كان يسمى : المصحف .

وهذه العبارة موجودة عند صلحاء ديارنا في نجد ، لكن لا يقولونها فيما عهدنا إلا في حق الصالحين من العلماء والعبَّاد ، والتوقي من استعمالها أسْلم . والله أعلم ]

فالذي يظهر لي أن التعبير بأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم كان كأنه قرآن يمشي على وجه الأرض أي أنه كان عاملاً بالقرآن تعبير لا بأس به، وأن الأولى والأسلم تركه، وأما تحريمه فغير متجه ولا يصح.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

http://sahab.net/forums/showthread.php?t=370428
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-18-2010, 11:54 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي بارك الله فيك


بارك الله فيك شيخنا الكريم على نقلك الموفق
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-19-2010, 09:38 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عيسى حمد بن عيسى مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيراً
والذي أعلمه والله أعلم أنّ المصحف ليس القرآن ، فالمصحف هو ذاك الأوراق التي تبدأ بالبسملة من سورة الفاتحة وتنتهي بسورة الناس مكتوب فيها القرآن بمداد.
فالمصحف منه ما هو مخلوق كالأوراق والكتابة والمداد ، لذلك لم يُجز العلماء الحلف بالمصحف مطلقاً ، بخلاف القرآن الذي هو كلام الله عزّ وجل غير مخلوق منه بدا وإليه يعود ، فلا يوجّه إطلاق السلف لفظ :(المصحف) على بعض الحفظة للقرآن في تجويز إطلاق لفظ :(القرآن) عليهم ، والملاحظ من نقولات الشيخ أسامة حفظه الله أن جميعهم أطلق عليهم المصحف ، ولم يُطلق على أحد منهم القرآن ولو مرّة واحدة ، والله أعلم.

أما قول الأخ خالد :
[هل تقصد بقولك ( وأما تحريمه ) تعقيبك على كلام الشيخ حفظه الله ؟ هذا سؤال للاستفسار .

لأنه يوهم ذلك ، فالذي يظهر أن الشيخ لم يصرح بالتحريم وإنما قد قال (وما ينبغي) وبينهما فرق وهذا من ورع أهل العلم ].

فأقول:
لا شكّ أن الإمام الربيع يقصد التحريم ، ولفظ :(ما ينبغي) في اصطلاح العلماء أشدّ من لفظ :(لا يجوز) ، لذلك قال الله تعالى (وما ينبغي للرحمن أن يتّخذ ولداً)
ومما يدلّك على أنّ هذا هو حكم الإمام الربيع وصفه له بأنه من تقليد الغربيين ، وكونه في مقابل الإنكار على المعتزلة القائلين : بأنّ القرآن مخلوق ، والله أعلم.

واعلم أنّ الذي يجري على صفة من صفات الله فإن الأصل أنّه يجري على غيرها ، وهذ يفتح علينا باباً عظيماً ، وهو أن يأتي آتٍ ويقول في من عُرف بشدّة الكرام والسخاء ؛ فيقول : كأنّه كرم الله يمشي على الأرض ، وهكذا في بقية الصفات ، فالتزام كلام السلف والتزام النصوص هو الحق سيما نصوص الصفات والله أعلم.
أولاً: جزاك الله خيراً على أدبك وحسن كلامك..

ثانياً: لما يقال لفلان: إنه كالمصحف في الحفظ فهل الذي يحفظ القرآن الذي هو كلام الله الأوراق والحبر أم الحفظ هنا راجع إلى القرآن الذي هو كلام الله الذي قال الله فيه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر/9]

فلا يظهر لي فرق بين أن يقال:

كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه

أو كان الأعمش يسمى القرآن لصدقه.

فالذي يوصف بالصدق هنا هو القرآن {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء/87]

والنبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو والمراد نهى أن يسافر بالمصحف ..

فالمصحف قد يراد به القرآن الذي هو كلام الله ، وقد يراد به المداد والأوراق ولذلك اختلف في حكم الحلف به كما بينه شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ..

وفي كلام السلف السابق لا يظهر أنهم يقصدون بتشبيههم لضبط أولئك وحفظهم وصدقهم بالمداد والأوراق وإنما بكلام الله الذي هو حق وصدق {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت/42]
ثالثاً: قول العالم: (ما ينبغي) ليس صريحاً في التحريم، والعلماء قد يعدلون عن قول (حرام) ، و(لا يجوز) إلى (لا ينبغي) لتخفيف الحكم وبيان أن التحريم ليس ظاهراً كما هو معلوم من استخدام العلماء

وقد يراد بقول العالم: (لا ينبغي) أنه حرام حسب سياق كلامه ..

وظاهر كلام شيخنا الشيخ ربيع أنه أراد بذلك عدم الجواز والسياق يدل عليه، لكن حال كتابتي للتعليق لم يكن ذكري لعدم التجويز موجهاً لكلام الشيخ إنما لأحد الشباب كما سبق وأن ذكرته .

رابعاً: قول القائل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كأنه مصحف) أو (كأنه قرآن يمشي على وجه الأرض) مريداً بتطبيقه لما في القرآن لا يستقيم أن يقال في ما لا يكون كذلك كأن يقال: كأنه علم الله أو حلم الله أو نور الله أو كلام الله أو كأنه القرآن-هكذا بإطلاق- لأن هذه الصفات خاصة بالله تعالى ولا يحيط بها أحد من الخلق { وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه/110]

وهنا تأتي مسألة: (التخلق بأخلاق الله) التي عند المتصوفة وبعض أهل الكلام والفلسفة.

قال شيخ الإسلام رحمه الله في الصفدية (2/337) : [ولهذا ضل من سلك سبيل هؤلاء فصار مقوصدهم هو التشبه بالله واحتجوا بما يروون تخلقوا بأخلاق الله

وصنف أبو حامد شرح أسماء الله الحسنى وضمنه التشبه بالله في كل اسم من أسمائه وسماه التخلق حتى في اسمه الجبار والمتكبر والإله ونحو ذلك من الأسماء التي ثبت بالنص والإجماع أنها مختصة بالله وأنه ليس للعباد فيها نصيب كقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره يقول الله تعالى العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته
وسلك هذا المسلك ابن عربي وابن سبعين وغيرهما من ملاحدة الصوفية وصار ذلك مع ما ضموا إليه من البدع والإلحاد موقعا لهم في الحلول والإتحاد

وقد أنكر المازري وغيره على أبي حامد ما ذكره في التخلق وبالغوا في النفي حتى قالوا ليس لله اسم يتخلق به العبد

ولهذا عدل أبو الحكم بن بَرَّجان عن هذا اللفظ إلى لفظ التعبد ولبسط الكلام على ذلك موضع آخر فإن من أسمائه وصفاته ما يحمد العبد على الإتصاف به كالعلم والرحمة والحكمة وغير ذلك ومنها ما يذم العبد على الإتصاف به كالإلهية والتجبر والتكبر.
وللعبد من الصفات التي يحمد عليها ويؤمر بها ما يمنع اتصاف الرب به كالعبودية والإفتقار والحاجة والذل والسؤال ونحو ذلك
وهو في كل ذلك كماله في عبادته لله وحده وغاية كماله أن يكون الله هو معبوده فلا يكون شيء أحب إليه من الله ولا شيء أعظم عنده من الله ويكون هو إلهه الذي يعبده وربه الذي يسأله فيتحقق بقوله إياك نعبد وإياك نستعين ]

وقال ابن القيم رحمه الله في الفوائد(ص26) : [وقوله أسألك بكل اسم الي آخره توسل اليه بأسمائه كلها ما علم العبد منها وما لم يعلم وهذه أحب الوسائل اليه فانها وسيلة بصفاته وأفعاله التي هى مدلول اسمائه.

وقوله: ((أن تجعل القرآن ربيع قلبى ونور صدرى)) الربيع المطر الذي يحيى الأرض شبه القرآن به لحياة القلوب به، وكذلك شبهه الله بالمطر، وجمع بين الماء الذى تحصل به الحياة والنور الذى تحصل به الإضاءة والإشراق كما جمع بينهما سبحانه فى قوله: {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً ومما توقدون عليه فى النار ابتغاء حلية} وفى قوله: {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم} ثم قال: { أو كصيب من السماء}
وفي قوله: {الله نور السموات والارض مثل نوره} الآيات ثم قال: {ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه} الآية

فتضمن الدعاء أن يحيي قلبه بربيع القرآن وان ينور به صدره فتجتمع له الحياة والنور قال تعالى: {أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها}

ولما كان الصدر أوسع من القلب كان النور الحاصل له يسري منه الى القلب لأنه قد حصل لما هو أوسع منه ولما كانت حياة البدن والجوارح كلها بحياة القلب تسري الحياة منه الي الصدر ثم الى الجوارح سأل الحياة له بالربيع الذي هو مادتها ولما كان الحزن والهم والغم يضاد حياة القلب واستنارته سأل أن يكون ذهابها بالقرآن فانها أحرى أن لا تعود وأما اذا ذهبت بغير القرآن من صحة أو دنيا أو جاه أو زوجة أو ولد فانها تعود بذهاب ذلك والمكروه الوارد على القلب ان كان من أمر ماض أحدث الحزن زان كان من مستقبل أحدث الهم وان كان من أمر حاضر أحدث الغم والله أعلم} انتهى كلامه رحمه الله

خامساً: قول القائل: (كأنه قرآن يمشي) لا يقصد بذلك تشبيه الشخص بصفة الكلام لله، بل المراد منها تشبيه أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله كما هو مذكور في القرآن وكأن تلك الأوصاف والأحوال تمشي على الأرض ممثلة برسول الله صلى الله عليه وسلم ..

ورب العزة والجلال قال: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام/122]

قال ابن عباس رضي الله عنهما: [{أو من كان ميتا فأحييناه} يعني من كان كافرا فهديناه {وجعلنا له نورا يمشي به في الناس} يعني بالنور القرآن من صدق به وعمل به {كمن مثله في الظلمات} يعني بالظلمات الكفر والضلالة ]

وقال تعالى: { وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا }

قال السعدي رحمه الله: [{ وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا } التي من دخلها، كان من الآمنين، من جميع المخاوف، النائلين كل خير وسعادة، وبر، وسرور، وثناء، وذلك لأنه من الصالحين، الذين صلحت أعمالهم وزكت أحوالهم، وأصلح الله فاسدهم، والصلاح هو السبب لدخول العبد برحمة الله، كما أن الفساد، سبب لحرمانه الرحمة والخير، وأعظم الناس صلاحا، الأنبياء عليهم السلام ولهذا يصفهم بالصلاح، وقال سليمان عليه السلام: { وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }]
وأوردت هذه الآية لأن الرحمة صفة من صفات الله، ومع ذلك فالأمور الجالبة لرحمة الله يقال لها أيضاً رحمة الله ولم يكن ذلك موهماً تشبه العباد بصفة الله أو إيهام أن صفات الله مخلوقة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يوم خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً وَأَرْسَلَ في خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بِكُلِّ الذي عِنْدَ اللَّهِ من الرَّحْمَةِ لم ييأس من الْجَنَّةِ وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ الذي عِنْدَ اللَّهِ من الْعَذَابِ لم يَأْمَنْ من النَّارِ))

هذه جملة من الفوائد رجوت منها أن يوفقني الله وإياكم للصواب

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-19-2010, 10:04 PM
أبو أحمد أبوبكر الظبياني أبو أحمد أبوبكر الظبياني غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: المملكة المتحدة-أعادنا الله الى ديار المسلمين
المشاركات: 333
شكراً: 26
تم شكره 13 مرة في 12 مشاركة
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أحمد أبوبكر الظبياني
افتراضي

اللهم آمين. جزاك الله خيرا شيخنا أبا عمر.
__________________
عن أبي هريرة-رضى الله عنه-عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من يردِ الله به خيرا يصب منه". صحيح البخاري صفحة أو رقم 5645


www.marok1.com

www.daleel.de

معرفي في البايلوكس : Abu_Ahmad_Ash-Sheffieldee
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-20-2010, 10:15 PM
أبوالبراء أسامة الليبي أبوالبراء أسامة الليبي غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -رحمه الله-
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 26
شكراً: 15
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي

بارك الله في شيخنا الفاضل وجزاه الله عنّا كل خير..
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-27-2019, 04:26 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

ثم انحرف حمد بودويرة وأظهر خيانته وسوء أدبه وما كان يخفيه من ضلال وانحراف وجهل واستكبار عن اتباع الحق والهدى والعياذ بالله
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:43 AM.


powered by vbulletin