مستفاد من صحيح الأدب المفرد للأمام البخاري رحمه الله .
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الفائدة من الفوائد التي يغفل عنه الكثير من المسلمين اليوم ألا من رحم ربي وهي صلة الرحم فالموضوع يحتاج الكثير من البسط لما فيه من الفوائد الطيبة وليكن موضوع مشترك من كل من عنده إضافة أو مساهمة من كلام أهل العلم في هذه البادرة لكي يعم النفع والأجر ا نشا الله .
باب صلة الرحم تزيد في العمر .
عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وأن ينسأ له في أثره ، فليصل رحمه).
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
(ينسأ له في أثره) قال الترمذي : (يعني به : الزيادة في العمر).
قلت الشيخ ناصر : فالحديث على ظاهره ، أي : أن الله جعل بحكمته صلة الرحم سببا شرعيا لطول العمر وكذلك حسن الخلق وحسن الجوار كما في بعض الأحاديث الصحيحة ، ولا ينافي ذلك ما هو معلوم من الدين بالضرورة أن العمر مقطوع به ، لأن هذا بالنظر للخاتمة ، تماما كالسعادة والشقاوة ، فهما مقطوعتان بالنسبة للأفراد فشقي أو سعيد ، فمن المقطوع به أن السعادة والشقاوة منوطتان بالأسباب شرعا كما قال صلى الله عليه وسلم ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، فمن كان من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة ، ومن كان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة ).
ثم قرأ صلى الله عليه وسلم ((4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10).
فكما أن ألإيمان يزيد وينقص ، وزيادته الطاعة ونقصانه المعصية ، وأن ذلك لا ينافي ما كتب في اللوح المحفوظ ، فكذلك العمر يزيد وينقص بالنظر إلى الأسباب فهو لا ينافي ماكتب في اللوح المحفوظ أيضا ، فتأمل هذا فإنه مهم جدا في حل مشاكل كثيرة ، ولهذا جاء في الأحاديث المرفوعة ، والآثار الموقوفة الدعاء بطول العمر،
مستفاد من صحيح الأدب المفرد للأمام البخاري رحمه الله .
|