منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-20-2020, 12:22 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي من قديم مقالاتي: محاولة المنافقين اغتيال الرسول -صلى الله عليه وسلم-

من قديم مقالاتي: محاولة المنافقين اغتيال الرسول -صلى الله عليه وسلم-


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:

فإن أعداء الإسلام صنوف وأنواع ومن أخطر أولئك الأعداء هم من يظهر الموافقة ويبطن المخالفة ، ممن يتكلمون بألسنة أهل الإسلام ، ومن جلدتهم ، بل قد يكونون مع أهل الإسلام في بعض مواطن الجهاد والقتال .

أولئك هم المنافقون الذين حذر الله منهم كثيراً ، وسجل فضائحهم ونعوتهم في آيات كثيرة في سور متعددة كسورة "البقرة" وسورة "التوبة" أو "الفاضحة" وسورة "محمد" وسورة "المنافقون" .

وإن أعظم سورة فضحت المنافقين وبينت مكنوناتهم هي سورة "التوبة" والتي تسمى أيضاً بِـ"الفاضحة" لأنها فضحتهم ، وجلت حقيقتهم ، وبينت كيفية كيدهم للإسلام .

وقد تنوعت طرق المنافقين في حربهم للإسلام وأهله : فمِن تَخَلُّفٍ عن الجهاد والقتال ، ولمز للمتصدقين ، وعهود كاذبة ، ووعود مخلفة ، وكذب في الحديث ، وخيانة للأمانة ، وتخذيل للمؤمنين ، وإرجاف بين المسلمين ، ونكوص عند اللقاء والمواجهة ، وتآمر في السر ، ومساجد ونحوها للضرار والمحاربة ، وطعن في حكم الشرع ، وغمز في النبي المصطفى الكريم -صلى الله عليه وسلم- .


بل بلغ الحال بهم أن حاولوا اغتيال النبي -صلى الله عليه وسلم- وقتله .

وفي هذا الموضوع أسلط الضوء على هذه المحاولة ؛ محاولة الغدر والخيانة من أهل النفاق والزندقة ، والتي أرادوا بها إطفاء نور الله ، والقضاء على خاتم الأنبياء والمرسلين -صلى الله عليه وسلم- .

{يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}

والعجيب أن هذه المحاولة كانت في وقت ظهر فيه عز الإسلام ورسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- ، وفي وقت كانت فيه جنود الإسلام تحف برسول الإسلام وقد بلغت تلك الجنود من الألوف العشرات !

فانظروا إلى جرأة أهل النفاق !

لقد أرادوا أمراً قد عجز عنه اليهود والنصارى في تلك الحال وذلك الزمان .

فاليهود حاولوا قتل النبي -صلى الله عليه وسلم- في ظروف قريبة من ذلك ، ولكن شتان ما بين حال المسلمين ورسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- بعد بدر وخيبر ، وما بين حالهم في غزوة تبوك بعد فتح مكة ، وإسلام هوازن ، وبداية دخول الناس في دين الله أفواجاً .

فالمنافقون أشد خطراً ، وأعظم ضرراً من اليهود والنصارى والمشركين ، فالواجب الحذر منهم ، والتحذير ، وبيان أخلاقهم ، وكشف مخططاتهم ومؤامراتهم .


والواجب ألا ينخدع المسلمون بهم وبما يظهرون ، فالله عنهم يقول: {ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم إسرارهم}.

وقال تعالى: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ، وإن يقولوا تسمع لقولهم ، كأنهم خشب مسندة ، يحسبون كل صيحة عليهم ، هم العدو فاحذرهم ، قاتلهم الله أنى يؤفكون}.

والآن أبين تلك المحاولة الغاشمة الآثمة ، والتي حاول فيها المنافقون قتل الرسول -صلى الله عليه وسلم- واغتياله .


لفظ القصة


عن أبي الطفيل عامر بن واثلة -رضي الله عنه- قال : [ لما أقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من غزوة تبوك أمر منادياً فنادى : ((إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ العقبة ، فلا يأخذها أحد))

فسار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العقبة ؛ يقوده حذيفة ، ويسوقه عمار ، إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل ، فغشوا عماراً ، وهو يسوق برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحذيفة : (( قُدْ قُدْ ، ويا عمار: سُقْ سُقْ ))

فأقبل عمار على القوم فضرب وجوه رواحلهم ، حتى هبط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من العقبة ، فلما هبط ، ورجع عمار قال: ((يا عمار ، هل عرفت القوم؟))

فقال عمار -رضي الله عنه- : قد عرفت عامة الرواحل ، والقوم متلثمون.

قال -صلى الله عليه وسلم- : ((هل تدري ما أرادوا ؟)).

قال عمار -رضي الله عنه- : الله ورسوله أعلم .

قال -صلى الله عليه وسلم- : ((أرادوا أن ينفروا برسول الله -صلى الله عليه وسلم-فيطرحوه)).


قال فسأل عمار -رضي الله عنه- رجلاً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب العقبة؟

قال: أربعة عشر رجلاً .

فقال : إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر.

قال: فعذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهم ثلاثة ؛ قالوا: والله ما سمعنا منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وما علمنا ما أراد القوم.

فقال عمار : أشهد أن الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ].


تخريج القصة


أخرج الحديث بطوله الإمام أحمد في المسند(5/453) ، والطبراني في المعجم الكبير –كما في مجمع الزوائد(1/110-111)- ، والبزار في مسنده(7/227رقم2800) ، والضياء في المختارة(8/220-222رقم260،261) من طرق عن الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل -رضي الله عنه- به

ورواية البزار إلى قوله : ((فيطرحوه)) .

ورواه عن الوليد بن عبد الله بن جُميع: يزيد بن هارون ومحمد بن فضيل وعبيد الله بن موسى العبسي

وفي رواية البزار وهي من طريق عباد بن يعقوب الرواجني عن محمد بن فضيل عن الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل عن حذيفة به .

والطريق الأول أولى لأنه تتابع عليه ثقتان حافظان وهما: يزيد بن هارون وعبيد الله بن موسى العبسي .

ولعل الطريقين محفوظان .

ولا يضر هذا الاختلاف ؛ لأن الإسناد الأول موصول إلى أبي الطفيل ، وهو صحابي ، ولعله أخذه من حذيفة أو عمار -رضي الله عنهما- ، ورواية البزار تبين أنه أخذه من حذيفة -رضي الله عنه- والله أعلم.

وأصل الحديث في صحيح مسلم .


فقد رواه مسلم في صحيحه(4/4124رقم2779) وغيره من طريق الوليد بن جميع حدثنا أبو الطفيل -رضي الله عنه- قال: ((كان بين رجل من أهل العقبة ، وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال: أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟

قال: فقال له القوم: أخبره إذ سألك ، فقال : كنا نخبر أنهم أربعة عشر ، فإن كنتَ منهم فقد كان القوم خمسة عشر ، وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ، وعذر ثلاثة ، قالوا: ما سمعنا منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ولا علمنا بما أراد القوم ، وقد كان في حرة فمشى ، فقال: ((إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد ، فوجد قوماً قد سبقوه فلعنهم يومئذ)).


وللحديث طرق أخرى يطول المقام بها وما ذكرته أصح شيء في الباب .


الحكم عليه


الحديث صحيح على شرط مسلم وقد أخرج أصله كما سبق ذكره .



قال البزار -رحمه الله- : [وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن حذيفة عن النبي وقد روى عن حذيفة من غير هذا الوجه ، وهذا الوجه أحسنها اتصالاً ، وأصلحها إسناداً إلا أن أبا الطفيل قد روى عن النبي أحاديث . والوليد بن جميع هذا فمعروف إلا أنه كانت فيه شيعية شديدة ، وقد احتمل أهل العلم حديثه وحدثوا عنه .]

وقد سبق وأن ترجمت للوليد بن عبد الله بن جميع -رحمه الله- وبينت أنه صدوق حسن الحديث وهو من رجال مسلم .

انظر موضوع من صحيح السيرة النبوية [سرية خالد بن الوليد -رضي الله عنه- لهدم العزى].

وصححه الضياء في الأحاديث المختارة .

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد(1/110-111) : [رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات]



وفي الختام



أنبه إلى أمر مهم وهو :


أن المنافقين إذ لم ينجحوا في محاولتهم اغتيال النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد حاول المنافقون بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- اغتيال سنته ودينه .

وقد تنوعت طرقهم في محاولات اغتيال الشرع فكان لها صور :

1/ إظهار الرفض والتشيع على يد المنافق يهودي الأصل عبد الله بن سبأ –لعنه الله-.

بل هو الذي أنشأ مذهب الخوارج أيضاً ؛ إذ كانت بذرتهم أولئك البغاة الذين خرجوا على الخليفة الراشد عثمان -رضي الله عنه- ، وبقيت بقيتهم حتى خرجوا بحروراء وقاتلوا الخليفة الراشد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- .

2/ إظهار مذهب القدرية نفاة علم الله السابق ، وكان رأسهم وأولهم : معبد الجهني –لعنه الله- .

3/ إظهار منهج التجهم والإرجاء ، وكان القائم بذلك : الجهم بن صفوان –لعنه الله- .

4/ إظهار بدع المعتزلة ونحوهم ممن قدم العقل على الكتاب والسنة ، فأرادوا اغتيال الشرع ، وتقديم زبالة أذهانهم بديلاً عن الشرع المطهر .

5/ إظهار بدع الكلابية والأشعرية والماتريدية ، والتي اغتالت معظم السنة النبوية المتعلقة بصفات الباري جل وعلا .

6/ إلغاء السنة ، وإنكار حجيتها ، والاكتفاء بما ورد في القرآن ، وقد كانت بذرتهم من بعض المعتزلة ، ثم ظهرت بشكل أقبح وأسوأ في العصر الحاضر ، كما عليه من يسمون بـ"القرآنيين" –لعنهم الله- .

7/ اغتيال شرع الله بترك التحاكم إليه ، وبإقصائه عن الحكم ، واستبداله بالقوانين الوضعية التي هي زبالة أذهان البشر مع خلطها بشيء من الحق .

وهذا وإن كان صورة من صور المذاهب البدعية القديمة كالرافضة والجهمية والمعتزلة ، ثم الباطنية والحلولية ، ثم التتارية الجنكيزخانية ، ثم الهجمة الاستعمارية التي أظهرت هذا الاغتيال بصورة واضحة ، بحيث إن هذه المصيبة عمت وطمت ، ولم ينج منها إلا النادر من بلاد المسلمين.


والله المستعان

8/ اغتيال شرع الله بفصله عن الحياة وهو من أظهر مبادئ العلمانية والبعثية .

9/ اغتيال السنة بالطعن في أهلها وحماتها ، وتمجيد أهل الأهواء والبدع والاعتزال والرفض والتجهم .


والله المستعان.

هذه بعض صور محاولات اغتيال السنة من المنافقين ومن اغتر بهم وانخدع .

والله السؤول أن يكفي المسلمين شر المنافقين والفجار ، وأن يوفقنا للذب عن دينه وشرعه ، وأن يوفقنا لما فيه صلاحنا وصلاح أمتنا الإسلامية .


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
10/ 2/ 1423هـ - 22/ 4/ 2002م
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:18 AM.


powered by vbulletin