منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > الأســــــــــــــــــــــــرة الـمـســــــــــلـــــمــــــــة

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-24-2010, 05:44 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي فضل قيام الليل من كتاب لطائف المعارف لابن رجب (يحتاج إلى متابعة من طالبات معهد البيضاء)

قال الإمام ابن رجب رحمه الله في كتابه "لطائف المعارف" :


في فضل قيام الليل

و قد دل حديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا على أنه أفضل الصلاة بعد المكتوبة .

وهل هو أفضل من السنن الراتبة فيه خلاف سبق ذكره .

و قال ابن مسعود رضي الله عنه : فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية . و خرجه الطبراني عنه مرفوعاً ، و المحفوظ وقفه .

و قال عمرو بن العاص : ركعة بالليل خير من عشر بالنهار ، خرجه ابن أبي الدنيا .

و إنما فضلت صلاة الليل على صلاة النهار لأنها أبلغ في الإسرار ، و أقرب إلى الإخلاص .

كان السلف يجتهدون على إخفاء تهجدهم . قال الحسن : كان الرجل يكون عنده زواره فيقوم من الليل يصلي لا يعلم به زواره .

و كانوا يجتهدون في الدعاء و لا يسمع لهم صوت .

و كان الرجل ينام مع امرأته على وسادة فيبكي طول ليلته و هي لا تشعر .

و كان محمد بن واسع يصلي في طريق الحج طول ليله و يأمر حاديه أن يرفع صوته ليشغل الناس عنه .

و كان بعضهم يقوم من وسط الليل و لا يدري به ، فإذا كان قرب طلوع الفجر رفع صوته بالقرآن يوهم أنه قام تلك الساعة .

و لأن صلاة الليل أشق على النفوس فإن الليل محل النوم و الراحة من التعب بالنهار ، فترك النوم مع ميل النفس إليه مجاهدة عظيمة .

قال بعضهم : أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس .

و لأن القراءة في صلاة الليل أقرب إلى التدبر فإنه تنقطع الشواغل بالليل و يحضر القلب و يتواطأ هو و اللسان على الفهم كما قال تعالى : إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً و أقوم قيلا .

و لهذا المعنى أمر بترتيل القرآن في قيام الليل ترتيلاً و لهذا كانت صلاة الليل تنهاه عن الإثم كما يأتي في حديث خرجه الترمذي .

و في المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قيل له : إن فلاناً يصلين الليل فإذا أصبح سرق ؟ فقال : سينهاه ما تقول .

و لأن وقت التهجد من الليل أفضل أوقات التطول بالصلاة و أقرب ما يكون العبد من ربه ، و هو وقت فتح أبواب السماء و استجابة الدعاء و استعراض حوائج السائلين .

و قد مدح الله تعالى المستيقظين بالليل لذكره و دعائه و استغفاره و مناجاته ، فقال الله تعالى : {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً و طمعاً و مما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}، و قال الله تعالى : {والمستغفرين بالأسحار} ، و قال الله تعالى : {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون * و بالأسحار هم يستغفرون}، و قال الله تعالى : { و الذين يبيتون لربهم سجداً و قياماً} ، و قال الله تعالى : {أمن هو قانت آناء الليل ساجداً و قائماً يحذر الآخرة و يرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون} ، و قال تعالى : {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل و هم يسجدون} ، و قال لنبيه صلى الله عليه و سلم : {و من الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا} ، و قال تعالى : {و من الليل فاسجد له و سبحه ليلاً طويلاً} ، و قال تعالى : {يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه} .

قالت عائشة رضي الله عنها لرجل : لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يدعه ، و كان إذا مرض أو قالت : كسل صلى قاعداً . و في رواية أخرى عنها قالت : بلغني عن قوم يقولون : إن أدينا الفرائض لم نبال أن لا نزداد ، و لعمري لا يسألهم الله إلا عما افترض عليهم ، و لكنهم قوم يخطئون بالليل و النهار و ما أنتم إلا من نبيكم ، و ما نبيكم إلا منكم ، و الله ما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم قيام الليل و نزعت كل آية فيها قيام الليل .

فأشارت عائشة رضي الله عنها إلى قيام الليل فيه فائدتان عظيمتان :

الإقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و التأسي به ، و قد قال الله عز و جل : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة .

و تكفير الذنوب و الخطايا فإن بني آدم يخطئون بالليل و النهار فيحتاجون إلى الإستكثار من مكفرات الخطايا و قيام الليل من أعظم المكفرات ،

كما قال النبي صلى الله عليه و سلم لمعاذ بن جبل : قيام العبد في جوف الليل يكفر الخطيئة ثم تلا : تتجافى جنوبهم عن المضاجع الآية خرجه الإمام أحمد و غيره .

و قد روي أن المتهجدين يدخلون الجنة بغير حساب .

و روي عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا جمع الله الأولين و الآخرين يوم القيامة جاء مناد ينادي بصوت يسمع الخلائق ، سيعلم الخلائق اليوم من أولى بالكرم ، ثم يرجع فينادي : أين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله فيقومون و هم قليل ، ثم يرجع فينادي : ليقم الذين كانوا يحمدون الله في السراء و الضراء فيقومون و هم قليل ، ثم يحاسب سائر الناس ، خرجه ابن أبي الدنيا و غيره و يروى عن شهر بن حوشب عن ابن عباس رضي الله عنهما من قوله ، و يروى أيضاً من حديث أبي اسحاق عن عبد الله بن عطاء عن قبة بن عامر مرفوعاً و موقوفاً ، و يروى نحوه أيضاً عن عبادة بن الصامت و ربيعة الجرشي و الحسن و كعب من قولهم .

قال بعض السلف : قيام الليل يهون طول القيام يوم القيامة ، و إذا كان أهله يسبقون إلى الجنة بغير حساب فقد استراح أهله من طول الموقف للحساب .

و في حديث أبي أمامة و بلال المرفوع : عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، و إن قيام الليل قربة إلى الله تعالى ، و تكفير للسيئات ، و منهاة عن الإثم و مطردة للداء عن الجسد ، خرجه الترمذي .

ففي هذا الحديث أن قيام الليل يوجب صحة الجسد و يطرد عنه الداء و كذلك صيام النهار ،

ففي الطبراني من حديث أبي هريرة مرفوعاً : صوموا تصحوا ،


و كما أن قيام الليل يكفر السيئات ، فهو يرفع الدرجات .

و قد ذكرنا أن أهله من السابقين إلى الجنة بغير حساب ،

و في حديث المنام المشهور الذي خرجه الإمام أحمد و الترمذي : إن الملأ الأعلى يختصمون في الدرجات و الكفارات ، و فيه إن الدرجات إطعام الطعام ، و إفشاء السلام ، و الصلاة بالليل و الناس نيام ،

و في المسند و الترمذي و غيرهما عن النبي صلى الله عليه و سلم من وجوه : إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها من ظاهرها ، و إنها لأهل هذه الخصال الثلاثة .

و في حديث عبد الله بن سلام المشهور المخرج في السنن : أنه أول ما سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول عند قدومه المدينة : يا أيها الناس اطعموا الطعام ، و افشوا السلام ، و صلوا الأرحام ، و صلوا بالليل و الناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام .

و من فضائل التهجد : أن الله تعالى يحب أهله و يباهي بهم الملائكة و يستجيب دعائهم .

روى الطبراني و غيره من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ثلاثة يحبهم الله ، و يضحك إليهم ، و يستبشر بهم ـ فذكر منهم ـالذي له له امرأة حسناء و فراش حسن فيقوم من الليل ، فيقول الله تعالى : يذر شهوته فيذكرني و لو شاء رقد ، و الذي إذا كان في سفر و كان معه ركب فسهروا ثم هجعوا قام من السحر في سراء و ضراء .

و خرج الإمام أحمد و الترمذي و النسائي من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ثلاثة يحبهم الله ـ فذكر منهم ـ و قوم ساروا ليلهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به فوضعوا رؤوسهم فقام يتملقني و يتلو آياتي ، و صححه الترمذي .

و في المسند عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : عجب ربنا من رجلين : رجل ثار عن وطائه و لحافه من بين أهله و حبه إلى صلاته ، فيقول ربنا تبارك و تعالى : يا ملائكتي انظروا إلى عبدي ثار من فراشه و وطائه من بين حبه و أهله إلى صلاته رغبة فيما عندي و شفقة مما عندي . و رجل غزا في سبيل الله عز و جل و انهزم أصحابه و علم ما عليه في الانهزام و ماله في الرجوع فرجع حتى إهريق دمه ، فيقول الله عز و جل لملائكته : انظروا إلى عبدي رجع رجاء فيما عندي و شفقة مما عندي حتى إهريق دمه ، رواه أحمد ، و ذكر بقية الحديث ،

و قوله ثار فيه إشارة إلى قيامه بنشاط و عزم

و يروى من حديث عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن الله يضحك إلى ثلاثة نفر ، رجل قام من جوف الليل فأحسن الطهور فصلى ، و رجل نام و هو ساجد ، و رجل في كتيبة منهزمة فهو على فرس جواد لو شاء أن يذهب لذهب ،

و خرجه ابن ماجة من رواية مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن الله ليضحك إلى ثلاثة : الصف في الصلاة ، و الرجل يصلي في جوف الليل ، و الرجل يقاتل أراه قال : خلف الكتيبة .

و روينا من حديث أبان عن أنس عن ربيعة بن وقاص عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ثلاث مواطن لا ترد فيها دعوة رجل يكون في برية حيث لا يراه أحد فيقوم فيصلي فيقول الله لملائكته : أرى عبدي هذا يعلم أن له رباً يغفر الذنب ، فانظروا ما يطلب ؟ فتقول الملائكة : إي رب رضاك و مغفرتك ، فيقول : اشهدوا أني قد غفرت له ، و رجل يقوم من الليل فيقول الله عز و جل : أليس قد جعلت الليل سكناً و النوم سباتاً فقام عبدي هذا يصلي و يعلم أن له رباً ، فيقول الله لملائكته : انظروا ما يطلب عبدي هذا ؟ فتقول الملائكة : يا رب رضاك و مغفرتك ، فيقول : اشهدوا أني قد غفرت له ، و ذكر الثالث : الذي يكون في فئة فيفر أصحابه و يثبت هو ، و هو مذكور أيضاً في كل الأحاديث المتقدمة .

و في المسند و صحيح ابن حبان عن عقبة عن عامر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : رجلان من أمتي يقوم أحدهما من الليل يعالج نفسه إلى الطهور و عليه عقد فيتوضأ فإذا وضأ يديه انحلت عقدة و إذا وضأ وجهه انحلت عقدة و إذا مسح رأسه انحلت عقدة ، و إذا وضأ رجليه انحلت عقدة ، فيقول الرب عز و جل للذين وراء الحجاب : انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه ما سألني عبدي هذا فهو له .

و في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : نعم الرجل عبد الله ـ يعني ابن عمر ـ لو كان يصلي من الليل ، فكان عبد الله لا ينام بعد ذلك من الليل إلا قليلا .


كان أبو ذر رضي الله عنه يقول للناس : أرأيتم لو أن أحدكم أراد سفراً أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه و يبلغه ؟ قالوا : بلى ، قال : فسفر طريق القيامة أبعد فخذوا له ما يصلحكم

حجوا حجة لعظائم الأمور ، صوموا يوماً شديداً حره لحر يوم النشور ، صلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور ، تصدقوا بصدقة لشر يوم عسير أين رجال الليل أين الحسن و سفيان ،

قال :
يترجل الليل جدوا رب داع لا يرد
ما يقوم الليل إلا من له عزم و جد
ليس شيء كصلاة الليل للقبر يعد
صلى كثير من السلف صلاة الصبح بوضوء العشاء عشرين سنة ، و منهم من صلى كذلك أربعين سنة ، قال بعضهم : منذ أربعين سنة ، ما أحزنني إلا طلوع الفجر .

قال ثابت : كابدت قيام الليل عشرين سنة و تنعمت به عشرين سنة أخرى .

أفضل قيام الليل وسطه .

قال النبي صلى الله عليه و سلم : أفضل القيام قيام داود كان ينام نصف الليل و يقوم ثلثه ، و ينام سدسه ،

و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سمع الصارخ يقوم للصلاة و الصارخ : الديك ، و هو يصيح وسط الليل .

و خرج النسائي عن أبي ذر قال : سألت النبي صلى الله عليه و سلم : أي الليل خير ؟ قال : جوفه .

و خرج الإمام أحمد عن أبي ذر قال : سألت النبي صلى الله عليه و سلم : أي قيام الليل أفضل ؟ قال : جوف الليل الغابر أو نصف الليل و قليل فاعله .

و خرج ابن أبي الدنيا من حديث أبي أمامة أن رجلاً قال : يا رسول الله أي الصلاة أفضل ؟ قال : جوف الليل الأوسط ، قال : أي الدعاء أسمع ؟ قال : دبر المكتوبات ، و خرجه الترمذي و النسائي و لفظهما : أنه سأله أي الدعاء أسمع ؟ قال : جوف الليل الأخير ، و دبر الصلوات المكتوبات .

و خرج الترمذي من حديث عمرو بن عنبسة سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول : أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن .

و يروى أن داود عليه السلام قال : يا رب أي وقت أقوم لك ؟ قال : لا تقم أول الليل و لا آخره ، و لكن قم وسط الليل حتى تخلوا بي و أخلو بك ، و ارفع إلي حوائجك .

و في الأثر المشهور : كذب من ادعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني ، أليس كل محب يحب خلوة حبيبه فها أنا ذا مطلع على أحبابي إذا جنهم الليل ، جعلت أبصارهم في قلوبهم فخاطبوني على المشاهدة ، و كلموني على حضوري ، غداً أقر أعين أحبابي في جناني .

الليل لي ولأحبابي أحادثهم قد اصطفيتهم كي يسمعوا و يعوا
لهم قلوب بأسراري بها ملئت على ودادي و إرشادي لهم طبعوا
سروا فما وهنوا عجزاً و لا ضعفوا و واصلوا حبل تقريبي فما انقطعوا

ما عند المحبين ألذ من أوقات الخلوة بمناجاة محبوبهم هو شفاء قلوبهم و نهاية مطلوبهم .

كتمت اسم الحبيب من العباد و رددت الصبابة في فؤادي
فيا شوقاً إلى بلد خلي لعلى اسم من أهوى أنادي

كان داود الطائي يقول في الليل : همك عطل علي الهموم ، و حالف بيني و بين السهاد و شوقي إلى النظر إليك أوثق مني اللذات ، و حال بيني و بين الشهوات .

و كان عتبة الغلام يقول في مناجاته بالليل : إن تعذبني فإني لك محب ، و إن ترحمني فإني لك محب.

لو أنك أبصرت أهل الهوى إذا غارت الأنجم الطلع
فهذا ينوح على ذنبه و هذا يصلي و ذا يركع

من لم يشاركهم في هواهم و يذوق حلاوة نجواهم ، لم يدر ما الذي أبكاهم ، من لم يشاهد جمال يوسف لم يدر ما الذي آلم قلب يعقوب .

من لم يبت و الحب حشو فؤاده لم يدر كيف تفتت الأكباد

كان أبو سليمان يقول : أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم ، و لولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا ، وسط الليل للمحبين للخلوة بمناجاة حبيبهم ، و السحر للمذنبين للإستغفار من ذنوبهم ، فوسط الليل خاص لخلوة الخواص ، و السحر عام لرفع قصص الجميع و بروز التواقيع لأهلها بقضاء الحوائج ، فمن عجز عن مسابقة المحبين في ميدان مضمارهم ، فلا يعجز عن مشاركة المذنبين في استغفارهم و اعتذارهم ، صحائف التائبين خدودهم ، و مدادهم دموعهم .

قال بعضهم : إذا بكى الخائفون فقد كاتبوا الله بدموعهم ، رسائل الأسحار تحمل و لا يدري بها الفلك ، و أجوبتها ترد إلى الأسرار و لا يعلم بها الملك .

صحائفنا إشارتنا و أكثر رسلنا الحرق
لأن الكتب قد تقرأ بغير الدمع لا تثق

لا تزال القصص تستعرض و يوقع بقضاء حوائج أهلها إلى أن يطلع الفجر ، ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول : هل من تائب فأتوب عليه ، هل من مستغفر فأغفر له هل من داع فأجيب دعوته إلى أن ينفجر الفجر ، فلذلك كانوا يفضلون صلاة آخر الليل على أوله .

نحن الذين إذا أتانا سائل نوليه إحساناً و حسن تكرم
و نقول في الأسحار هل من تائب مستغفر لينال خير المغنم

الغنيمة تقسم على كل من حضر الوقعة فيعطي منها الرجالة و الأجراء و الغلمان مع الأمراء و الأبطال و الشجعان و الفرسان فما يطلع فجر الأجر إلا و قد حاز القوم الغنيمة و فازوا بالفخر و حمدوا عند الصباح السرى ، و ما عند أهل الغفلة و النوم خبر مما جرى .

كان بعض الصالحين يقوم الليل فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته يا أيها الركب المعرسون أكل هذا الليل ترقدون ، ألا تقومون فترحلون ، فإذا سمع الناس صوته و ثبوا من فرشهم فيسمع من هنا باك ، و من هنا داع ، و من هنا نال ، و من هنا متوضىء فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته عند الصباح يحمد القوم السرى

يا نفس قومي فقد نام الورى إن تصنعي الخير فذو العرش يرى
و أنت يا عين دعي عنك الكرى عند الصباح يحمد القوم السرى

يا قوام الليل اشفعوا في النوام ، يا أحياء القلوب ترحموا على الأموات .

قيل لابن مسعود رضي الله عنه : ما نستطيع قيام الليل ؟ قال : أقعدتكم ذنوبكم .

و قيل للحسن : قد أعجزنا قيام الليل ؟ قال : قيدتكم خطاياكم .

و قال الفضيل بن عياض : إذا لم تقدر على قيام الليل و صيام النهار فاعلم أنك محروم كبلتك خطيئتك .

قال الحسن : إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل .

قال بعض السلف : أذنبت ذنباً فحرمت به قيام الليل ستة أشهر .

ما يؤهل الملوك للخلوة بهم إلا من أخلص في ودهم و معاملتهم ، فأما من كان من أهل المخالفة فلا يؤهلونه .

في بعض الآثار : إن جبريل عليه السلام ينادي كل ليلة أقم فلاناً و أنم فلاناً . قام بعض الصالحين في ليلة باردة و عليه ثياب رثة فضربه البرد فبكى فهتف به هاتف أقمناك و أنمناهم ثم تبكي علينا .

يا حسنهم و الليل قد جنهم و نورهم يفوق نور الأنجم
ترنمــوا بالذكـــر في ليلهم فعيشهم قد طـاب في الترنم
قلوبهم للذكــر قد تفرغــت دموعهم كلـــؤلـــؤ منظـــم
أسحارهم بهم لهم قد أشرقت و خلع الغفران خير القسم

الليل منهل يرده أهل الإرادة كلهم ، و يختلفون فيما يردون و يريدون قد علم كل أناس مشربهم ، فالمحب يتنعم بمناجاة محبوبه ، و الخائف يتضرع لطلب العفو و يبكي على ذنوبه ، و الراجي يلح في سؤال مطلوبه ، و الغافل المسكين أحسن الله عزاءه في حرمانه ، و فوات نصيبه .

قال النبي صلى الله عليه و سلم لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل .

مرضت رابعة مرة فصارت تصلي وردها بالنهار فعوفيت ، و قد ألفت ذلك و انقطع عنها قيام الليل فرأت ذات ليلة في نومها كأنها أدخلت إلى روضة خضراء عظيمة ، و فتح لها فيها باب دار فسطع منها نور حتى كاد يخطف بصرها فخرج منها وصفاء كأن وجوههم اللؤلؤ بأيديهم مجامر فقالت لهم امرأة كانت مع رابعة : أين تريدون ؟ قالوا : نريد فلاناً قتل شهيداً في البحر فنجمره ، فقالت لهم : أفلا تجمرون هذه المرأة ـ تعني رابعة ـ فنظروا إليها و قالوا : قد كان لها حظ في ذلك فتركته ، فالتفتت تلك المرأة إلى رابعة و أنشدت :
صلاتك نور و العباد رقود و نومك ضد للصلاة عنيد

كان بعض العلماء يقوم السحر فنام عن ذلك ليالي ، فرأى في منامه رجلين وقفا عليه ، و قال أحدهما للآخر : هذا كان من المستغفرين بالأسحار فترك ذلك ، يا من كان له قلب فانقلب ، يا من كان له وقت مع الله فذهب ، قيام السحر يستوجبن لك صيام النهار ، يسائل عنك الوصال تعاتبك على الجهر .

تغيرتمو عنا بصحبـــة غيرنا و أظهرتم الهجـــــران ما هكــذا كنا
و أقسمتمو أن لا تحولوا عن الهوى فحلتم عن العهد القديم و ما حلنا
ليالي كنا نستقي من وصالكم و قلبي إلى تلك الليــــــــالي قد حنا

قيل للنبي صلى الله عليه و سلم : إن فلاناً نام حتى أصبح ؟ فقال : بال الشيطان في أذنه .

كان سري يقول : رأيت الفوائد ترد في ظلمة الليل ، ماذا فات من فاته خير الليل لقد حصل أهل الغفلة و النوم على الحرمان و الويل .

كان بعض السلف يقوم الليل فنام ليلة فأتاه آت في منامه فقال له : قم فصل ، ثم قال له : أما علمت أن مفاتح الجنة مع أصحاب الليل هم خزانها هم خزانها .

و كان آخر يقوم الليل فنام ليلة فأتاه آت في منامه فقال : ما لك قصرت في الخطبة ، أما علمت أن المتهجد إذا قام إلى تهجده قالت الملائكة : قام الخاطب إلى خطبته .

و رأى بعضهم حوراء في نومه فقال لها : زوجيني نفسك قالت : اخطبني إلى ربي و أمهرني ، قال : ما مهرك ؟ قالت : طول التهجد .

نام ليلة أبو سليمان فأيقظته حوراء و قالت : يا أبا سليمان تنام و أنا أربي لك في الخدور من خمسمائة عام . و اشترى بعضهم من الله تعالى حوراء بصداق ثلاثين ختمة فنام ليلة قبل أن يكمل الثلاثين فرآها في منامه تقول له :

أتخطب مثلي و عني تنام و نوم المحبين عني حرام
لأنا خلقــنا لكـــل امرىء كثير الصلاة براه الصيــام

كان النبي صلى الله عليه و سلم يطرق باب فاطمة و علي و يقول : ألا تصليان ، و في الحديث : إذا استيقظ الرجل و أيقظ أهله فصليا ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيراً و الذاكرات .

كانت امرأة حبيب توقظه بالليل و تقول ذهب الليل و بين أيدينا طريق بعيد و زادنا قليل و قوافل الصالحين قد سارت قدامنا و نحن قد بقينا .

يا راقد الليل كم ترقــــــد قم يا حبيبي قد دنا الموعد
و خذ من الليل و أوقاته ورداً إذا ما هجـــع الرقـــد
من نام حتى ينقضي ليله لم يبلغ المنـــزل أو يجهد
قل لأولي الألباب أهل التقى قنــطرة العــرض لكم موعد
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-24-2010, 05:47 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي

يحتاج الكلام الذي نقله الإمام ابن رجب إلى توثيق نصوصه، وتخريج الأحاديث والآثار، وعزو الأقوال ..

فمن وجدت من نفسها قدرة من طالبات المعهد أو بقية الأعضاء من النساء أن تساهم مع أخواتها في تقاسم الكلام المذكور والتعاون في تخريجه وضبطه فليعقب خلف كلامي هذا ..

فأحث الطالبات ومن أرادت الفائدة على استغلال أوقاتهم والاستفادة منها والتدرب على البحث، وسأتابع ما يكتبون وأسدد خللهم بإذن الله

والله الموفق
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-27-2010, 10:12 PM
أم إسحاق أم إسحاق غير متواجد حالياً
طالبة في معهد البيضـاء العلميـة -وفقها الله-
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 179
شكراً: 16
تم شكره 12 مرة في 8 مشاركة
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,

إن شاء الله أتكلف بتوثيق النصوص التالية:

من :و في المسند عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : عجب ربنا من رجلين : رجل ثار عن وطائه و لحافه من بين أهله و حبه إلى صلاته...الحديث,
إلى:أفضل قيام الليل وسطه .

جزاكم الله خيرا.
__________________
إعرف الحق تعرف رجاله ...
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-27-2010, 10:31 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبيد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,

إن شاء الله أتكلف بتوثيق النصوص التالية:

من :و في المسند عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : عجب ربنا من رجلين : رجل ثار عن وطائه و لحافه من بين أهله و حبه إلى صلاته...الحديث,
إلى:أفضل قيام الليل وسطه .

جزاكم الله خيرا.

بارك الله فيك ووفقك الله

وهذا المقال فيه فوائد:

http://m-noor.com/showthread.php?goto=newpost&t=2744
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-28-2010, 12:15 PM
أم إسحاق أم إسحاق غير متواجد حالياً
طالبة في معهد البيضـاء العلميـة -وفقها الله-
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 179
شكراً: 16
تم شكره 12 مرة في 8 مشاركة
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,

و في المسند عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : عجب ربنا من رجلين : رجل ثار عن وطائه و لحافه من بين أهله و حبه إلى صلاته ، فيقول ربنا تبارك و تعالى : يا ملائكتي انظروا إلى عبدي ثار من فراشه و وطائه من بين حبه و أهله إلى صلاته رغبة فيما عندي و شفقة مما عندي . و رجل غزا في سبيل الله عز و جل و انهزم أصحابه و علم ما عليه في الانهزام و ماله في الرجوع فرجع حتى إهريق دمه ، فيقول الله عز و جل لملائكته : انظروا إلى عبدي رجع رجاء فيما عندي و شفقة مما عندي حتى إهريق دمه ، رواه أحمد ، و ذكر بقية الحديث ،

و قوله ثار فيه إشارة إلى قيامه بنشاط و عزم


( أخرجه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب و الترهيب و قال حسن لغيره -الحديث 630-)

و صححه أيضا في مشكاة المصابيح الحديث رقم 1251 - [ 11 ] وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته فيقول الله لملائكته : انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقا مما عندي ورجل غزا في سبيل الله فانهزم مع أصحابه فعلم ما عليه في الانهزام وما له في الرجوع فرجع حتى هريق دمه فيقول الله لملائكته : انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقا مما عندي حتى هريق دمه " . رواه في شرح السنة,

جاء أيضا في جزء الحسن بن موسى الأشيب من كتب جوامع الكلم:
(حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ رَجُلَيْنِ : رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلاتِهِ ، فَيَقُولُ لِمَلائِكَتِهِ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلاتِهِ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي ، وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَانْهَزَمَ فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الانْهِزَامِ وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ فَرَجَعَ حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ " .

و له شواهد من عدة أحاديث مروية عن ابن مسعود رضي الله عنه و جندب بن عبد الله و عبد الله بن عباس , أوردها الإمام أحمد في مسنده و ابن أبي شيبة في مسنده و معمر الأزدي في جامعه و ابن أبي عاصم في الجهاد و في السنة و ابن خزيمة في التوحيد و عثمان الدارمي في نقض الامام و السجستاني في سننه و الحسين البغوي في شرح السنة و في معالم التنزيل و أبي يعلى الموصلي في مسنده و هيثم الشاشي في مسنده و ابن حجر في إتحاف المهرة و الطبراني في المعجم الكبير و بن حبان في صحيحه و الحسن الأشيب في جزءه و النيسابوري في المستدرك و ابن بطة في الإبانة و الأصبهاني في الحجة و في الحلية و ابن الجوزي في التبصرة و الهيثمي في المقصد و الدارقطني في العلل و البيهقي في الأسماء و الصفات و في السنن الكبرى و الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع و ابن أبي شيبة في مصنفه و الذهبي في العلو للعلي الغفار بدون ذكر اسم الراوي.

عفوا,أنا مبتدأة فربما أوردت أسماء لأشخاص و مؤلفات لا يعتد بها فنبهوني بارك الله فيكم.
__________________
إعرف الحق تعرف رجاله ...

التعديل الأخير تم بواسطة أم إسحاق ; 07-28-2010 الساعة 12:51 PM سبب آخر: إصلاح خطأ في المعلومات
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-28-2010, 02:56 PM
أم عبد الرحمن أم عبد الرحمن غير متواجد حالياً
طالبة في معهد البيضـاء العلميـة -وفقها الله-
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 36
شكراً: 3
تم شكره 4 مرة في 3 مشاركة
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
اقتباس:
و قال ابن مسعود رضي الله عنه : فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية . و خرجه الطبراني عنه مرفوعاً ، و المحفوظ وقفه .
4010 - ( فضل صلاة الليل على صلاة النهار ؛ كفضل صدقة السر على صدقة العلانية ) .
ضعيف
رواه أبو بكر الدينوري في "المجالسة" (27/ 29/ 2) : حدثنا أبو بكر جنيد بن حكيم بن أبي الجنيد قال : حدثنا علي بن ميمون الرقي : حدثنا مخلد بن يزيد ، عن سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن مرة ، عن عبد الله مرفوعاً .
ورواه الطبراني (3/ 75/ 2) : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي : أخبرنا عمرو بن هشام أبو أمية الحراني : أخبرنا مخلد بن يزيد به .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (4/ 167 و 5/ 36 و 7/ 238) من طرق عن مخلد به . وقال المنذري (1/ 217) :
"إسناده حسن" .
وأقول : هو كذلك ؛ لولا أن الثقات رووه عن الثوري وعن زبيد به موقوفاً على ابن مسعود .
فرواه الطبراني (3/ 21/ 2) من طريق عبد الرزاق عن الثوري ، ومن طريق زائدة عن منصور ؛ كلاهما عن زبيد به موقوفاً على ابن مسعود .
ثم رواه (3/ 35/ 1) من طريق شريك ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود ومرة ومسروق قالوا : قال عبد الله به نحوه .
ورواه ابن صاعد في زوائد "الزهد" لابن المبارك (159/ 1من الكواكب 575) من طريق مخلد بن يزيد الحراني قال : حدثنا سفيان الثوري به .
سلسلة الأحاديث الضعيفة - المجلد التاسع
انظر ضعيف الترغيب والترهيب - الجزء الأول تحت رقم 360
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-28-2010, 03:01 PM
سالكة سبيل السلف سالكة سبيل السلف غير متواجد حالياً
زائر
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,225
شكراً: 20
تم شكره 157 مرة في 107 مشاركة
افتراضي

طيب أختي بارك الله فيك
و أنا آخذ من هنا
قال النبي صلى الله عليه و سلم : أفضل القيام قيام داود كان ينام نصف الليل و يقوم ثلثه ، و ينام سدسه ،
إلى

فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-28-2010, 05:57 PM
أم حفصة الأثرية أم حفصة الأثرية غير متواجد حالياً
طالبة في معهد البيضـاء العلميـة -وفقها الله-
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 43
شكراً: 12
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي

قال الإمام ابن رجب رحمه الله في كتابه "لطائف المعارف" :


في فضل قيام الليل

و قد دل حديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا على أنه أفضل الصلاة بعد المكتوبة .

وهل هو أفضل من السنن الراتبة فيه خلاف سبق ذكره .

و قال ابن مسعود رضي الله عنه : فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية . و خرجه الطبراني عنه مرفوعاً ، و المحفوظ وقفه .
{{ و ذكره أيضا ابن رجب في جامع العلوم و الحكم (2/142) و قال عنه: مرفوع و الموقوف أصح، و المنذري في الترغيب و الترهيب (1/293) و خلاصة حكمه: إسناده حسن. و رواه أيضا أبو نعيم في حلية الأولياء (183) و قال عنه: تفرّد برفعه مخلد بن يزيد الثوري.و ورد هذا الحديث أيضا في شعب الإيمان للبيهقي و خلاصة حكمه: لم يرفعه غير مخلد بن يزيد و أخطأ فيه و الصحيح أنّه موقوف.
و قد ضعّفة شيخنا الألباني في ضعيف الترغيب (360) و في ضعيف الجامع (3976) و في السلسلة الضعيفة (4010).
}}

و قال عمرو بن العاص : ركعة بالليل خير من عشر بالنهار ، خرجه ابن أبي الدنيا .
{ وجدته خرّجه ابن أبي الدنيا في التهجّد و قيام الليل (13) هكذا: "قال أبو نصر التمّار: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن عمّته سلمى قالت: قال لي عَمرو بن العاص: يا سلمى ركعة بالليل خير من عشر بالنّهار"}

و إنما فضلت صلاة الليل على صلاة النهار لأنها أبلغ في الإسرار ، و أقرب إلى الإخلاص .

كان السلف يجتهدون على إخفاء تهجدهم . قال الحسن : كان الرجل يكون عنده زواره فيقوم من الليل يصلي لا يعلم به زواره .

و كانوا يجتهدون في الدعاء و لا يسمع لهم صوت .

و كان الرجل ينام مع امرأته على وسادة فيبكي طول ليلته و هي لا تشعر .

و كان محمد بن واسع يصلي في طريق الحج طول ليله و يأمر حاديه أن يرفع صوته ليشغل الناس عنه .

و كان بعضهم يقوم من وسط الليل و لا يدري به ، فإذا كان قرب طلوع الفجر رفع صوته بالقرآن يوهم أنه قام تلك الساعة .

و لأن صلاة الليل أشق على النفوس فإن الليل محل النوم و الراحة من التعب بالنهار ، فترك النوم مع ميل النفس إليه مجاهدة عظيمة .

قال بعضهم : أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس . {{ ذكره ابن أبي الدنيا في محاسبة النّفس (114) نسبة لعمر بن عبد العزيز، و أيضا أورده العراقي في تخريج الأحياء: (4/76) و خلاصة حكمه: لا أصل له مرفوعا و إنّما هو من قول عمر بن عبد العزيز.
و ورد أيضا بلفظ أخر: " أفضل الإيمان ما أكرهت عليه النفوس" السبكي (الإبن) في طبقات الشافعية الكبرى (6/385) و خلاصة حكمه: لم أره إلا من قول عمر بن عبد العزيز
}}

و لأن القراءة في صلاة الليل أقرب إلى التدبر فإنه تنقطع الشواغل بالليل و يحضر القلب و يتواطأ هو و اللسان على الفهم كما قال تعالى : {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (المزّمل:6)}

و لهذا المعنى أمر بترتيل القرآن في قيام الليل ترتيلاً و لهذا كانت صلاة الليل تنهاه عن الإثم كما يأتي في حديث خرجه الترمذي .

و في المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قيل له : إن فلاناً يصلي بالليل فإذا أصبح سرق ؟ فقال : سينهاه ما تقول .
{ الحديث وجدته بلفظ: "جاء رجل إلى النّبي صلّى الله عليه و سلّم فقال: إنّ فلانا يصلّي بالليل فإذا أصبح سرق، فقال: سينهاه ما تقول" و قد خرّجه من حديث أبي هريرة: الهيثمي في مجمع الزوائد (7/92) و خلاصة حكمه: رجاله رجال الصحيح إلا أنّ الأعمش قال أرى أبا صالح عن أبي هريرة، و رواه أحمد و البيهقي في شعب الإيمان و حكمه: صحيح، و أورده أيضا شيخنا الألباني في تخريج مشكاة المصابيح (1193) و قال عنه: إسناده صحيح// و أيضا أورد الحديث بلفظ آخر: عوض "ما تقول" ورد: " ما يقول" شيخنا الألباني في السلسلة الصحيحة (7/1405) إلا أنّ إسناده متصل ظاهر الصحّة و لكن له علّة (في السند)، و أورده أيضا الوادعي في صحيح المسند (1393) و قال عنه: رجاله رجال الصحيح// و قد خرّج أيضا هذا الحديث (يعني بلفظ: "ما تقول") الهيثمي في مجمع الزوائد (2/261) عن جابر بن عبد الله الأنصاري}

و لأن وقت التهجد من الليل أفضل أوقات التطول بالصلاة و أقرب ما يكون العبد من ربه ، و هو وقت فتح أبواب السماء و استجابة الدعاء و استعراض حوائج السائلين .

و قد مدح الله تعالى المستيقظين بالليل لذكره و دعائه و استغفاره و مناجاته ، فقال الله تعالى : {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿16﴾ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴿17﴾(السجدة) }، و قال الله تعالى : {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (آل عمران:17)} ، و قال الله تعالى : {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴿17﴾ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴿18﴾ (الذاريات) }، و قال الله تعالى : {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا(الفرقان:64) } ، و قال الله تعالى : {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ(الزمر:9) } ، و قال تعالى : {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّـهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ(آل عمران:113) } ، و قال لنبيه صلى الله عليه و سلم : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(الإسراء97)} ، و قال تعالى : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا(الإنسان:26)} ، و قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿1﴾ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿2﴾ نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿3﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ﴿4﴾(المزّمل) } .

قالت عائشة رضي الله عنها لرجل : لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يدعه ، و كان إذا مرض أو قالت : كسل صلى قاعداً .
{ رواه البيهقي في السنن الكبرى بهذا اللفظ: عن عبد الله بن أبي موسى النّصري قال: قالت لي عائشة رضي الله عنها: لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يدعه ، و كان إذا مرض أو قالت : كسل صلى قاعداً .
و وجدته بلفظ آخر: قالت عائشة : "لا تدع قيام الليل فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا"،و الحديث موجود في مسند الإمام أحمد بن حنبل، و رواه أبو داود في سننه (1307) و خلاصة حكمه: سكت عنه و قد قال في رسالته لأهل المدينة كل ما سكت عنه فهو صالح، و أيضا المنذري في الترغيب و الترهيب (1/298) و خلاصة حكمه: إسناده صحيح أو حسن أو ما يقاربهما، و أيضا فقد صحّحه شيخنا الألباني بهذا اللفظ في صحيح أبي داود (1307) و صحيح الترغيب (632).
كما وجدت الحديث بلفظ ثالث: "لا تدع قيام الليل فإنّ النّبي الله صلى الله عليه وسلم كان لا يذره وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا" و الحديث موجود في الأدب المفرد للبخاري، و أورده الألباني في صحيح ابن خزيمة (1137) و خلاصة حكمه: إسناده صحيح على شرط مسلم
.}

و في رواية أخرى عنها قالت : بلغني عن قوم يقولون : إن أدينا الفرائض لم نبال أن لا نزداد ، و لعمري لا يسألهم الله إلا عما افترض عليهم ، و لكنهم قوم يخطئون بالليل و النهار و ما أنتم إلا من نبيكم ، و ما نبيكم إلا منكم ، و الله ما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم قيام الليل و نزعت كل آية فيها قيام الليل .

فأشارت عائشة رضي الله عنها إلى قيام الليل فيه فائدتان عظيمتان :

الإقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و التأسي به ، و قد قال الله عز و جل : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ(الأحزاب:21)}.

و تكفير الذنوب و الخطايا فإن بني آدم يخطئون بالليل و النهار فيحتاجون إلى الإستكثار من مكفرات الخطايا و قيام الليل من أعظم المكفرات ،

كما قال النبي صلى الله عليه و سلم لمعاذ بن جبل : قيام العبد في جوف الليل يكفر الخطيئة ثم تلا : تتجافى جنوبهم عن المضاجع الآية خرجه الإمام أحمد و غيره .
{لم أجده بهذا اللفظ، و إنّما وجدته بلفظ آخر: "عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا } قال قيام العبد من الليل" و قد رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (21622)، و أيضا الهيثمي في مجمع الزوائد (7/93) و خلاصة حكمه: فيه شهر بن حوشب لم يدرك معاذ بن جبل و فيه ضعف و بقية رجاله ثقات.
و قد وجدته بلفظ آخر في تفسير مجاهد: " عن معاذ بن جبل قال: تلا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم هذه الآية: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} فقال: هو قيام العبد بالليل"
}



ــــــــ بارك الله فيكم ـــــــــــــ
__________________
قال الله جلّ و علا: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَ إِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (العنكبوت:6)

التعديل الأخير تم بواسطة أم حفصة الأثرية ; 07-31-2010 الساعة 11:38 AM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07-28-2010, 07:10 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبيد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,

و في المسند عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : عجب ربنا من رجلين : رجل ثار عن وطائه و لحافه من بين أهله و حبه إلى صلاته ، فيقول ربنا تبارك و تعالى : يا ملائكتي انظروا إلى عبدي ثار من فراشه و وطائه من بين حبه و أهله إلى صلاته رغبة فيما عندي و شفقة مما عندي . و رجل غزا في سبيل الله عز و جل و انهزم أصحابه و علم ما عليه في الانهزام و ماله في الرجوع فرجع حتى إهريق دمه ، فيقول الله عز و جل لملائكته : انظروا إلى عبدي رجع رجاء فيما عندي و شفقة مما عندي حتى إهريق دمه ، رواه أحمد ، و ذكر بقية الحديث ،

و قوله ثار فيه إشارة إلى قيامه بنشاط و عزم


( أخرجه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب و الترهيب و قال حسن لغيره -الحديث 630-)

و صححه أيضا في مشكاة المصابيح الحديث رقم 1251 - [ 11 ] وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته فيقول الله لملائكته : انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقا مما عندي ورجل غزا في سبيل الله فانهزم مع أصحابه فعلم ما عليه في الانهزام وما له في الرجوع فرجع حتى هريق دمه فيقول الله لملائكته : انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقا مما عندي حتى هريق دمه " . رواه في شرح السنة,

جاء أيضا في جزء الحسن بن موسى الأشيب من كتب جوامع الكلم:
(حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ رَجُلَيْنِ : رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلاتِهِ ، فَيَقُولُ لِمَلائِكَتِهِ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنِ حِبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلاتِهِ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي ، وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَانْهَزَمَ فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الانْهِزَامِ وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ فَرَجَعَ حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ " .

و له شواهد من عدة أحاديث مروية عن ابن مسعود رضي الله عنه و جندب بن عبد الله و عبد الله بن عباس , أوردها الإمام أحمد في مسنده و ابن أبي شيبة في مسنده و معمر الأزدي في جامعه و ابن أبي عاصم في الجهاد و في السنة و ابن خزيمة في التوحيد و عثمان الدارمي في نقض الامام و السجستاني في سننه و الحسين البغوي في شرح السنة و في معالم التنزيل و أبي يعلى الموصلي في مسنده و هيثم الشاشي في مسنده و ابن حجر في إتحاف المهرة و الطبراني في المعجم الكبير و بن حبان في صحيحه و الحسن الأشيب في جزءه و النيسابوري في المستدرك و ابن بطة في الإبانة و الأصبهاني في الحجة و في الحلية و ابن الجوزي في التبصرة و الهيثمي في المقصد و الدارقطني في العلل و البيهقي في الأسماء و الصفات و في السنن الكبرى و الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع و ابن أبي شيبة في مصنفه و الذهبي في العلو للعلي الغفار بدون ذكر اسم الراوي.

عفوا,أنا مبتدأة فربما أوردت أسماء لأشخاص و مؤلفات لا يعتد بها فنبهوني بارك الله فيكم.
بارك الله فيك على جهدك المبذول في تخريج الحديث..

ولكن الطريقة التي أريد سلوكها:

أن تخرجيه من مسند الإمام أحمد بذكر الجزء والصفحة ثم إن كان هناك غيره قد رواه فيذكر كذلك بالجزء والصفحة ثم يذكر من صححه أو ضعفه من العلماء الثقات المختصين بذلك..

فهذا الحديث يقال فيه: رواه الإمام أحمد في المسند(1 / 416) ، وابن أبي شيبة في مسنده(1/ 257رقم385)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد(2/ 895رقم605)، وابن حبان في صحيحه(6 / 297-298رقم2557،2558) ، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 164) وغيرهم. وقال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب: حسن لغيره.

تنبيه للفائدة: قول الشيخ الألباني عن هذا الحديث: حسن لغيره يعني أن إسناده ضعيف، وذلك أنه من رواية حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب ، وعطاء بن السائب ثقة لكنه اختلط وتغير عقله فصار يروي أحاديث منكرة وضعيفة، وحماد بن سلمة ممن روى عنه قبل الاختلاط وبعده، فروايته عنه ضعيفة.. ولذلك رجح الدارقطني في العلل أنه موقوف على ابن مسعود..

وحسنه الشيخ الألباني لغيره لما له من الشواهد..


تنبيه ثان: لا يقال: أخرجه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب .. بل يقال: ذكره الشيخ الألباني في صحيح الترغيب...

وإنما يقال أخرجه أو رواه إذا كان ذكره بإسناده..

والله أعلم
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 07-28-2010, 08:20 PM
أم الرميصاء السلفية أم الرميصاء السلفية غير متواجد حالياً
طالبة في معهد البيضـاء العلميـة -وفقها الله-
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 152
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 18 مشاركة
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي مشاهدة المشاركة

و في المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قيل له : إن فلاناً يصلين الليل فإذا أصبح سرق ؟ فقال : سينهاه ما تقول .
تخريج الحديث :
فيرويه جمع من الرواة عن وكيع بن الجراح الرواسي الأصبهاني ، وعبد الله بن يونس الكوفي.

ويرويه وكيع وعبد الله بن يونس عن أبو محمد الكوفي الأعمش عن أبو صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ((إن فلاناً يُصلي بالليل فإذا أصبح سرق فقال صلى الله عليه وسلم : سينهاه ما يقول))

رواه أحمد (9/309) (9740) (مسند أبي هريرة رضي الله عنه) ، وابن حِبَان في صحيحه (2551) (كتاب الإمامة والجماعة) (باب الحدث في الصلاة) ، وأورده الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح (1/275) (1237) (كتاب الصلاة) (باب التحريض على قيام الليل) ، وأبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار (2/430) ، وأبو الحسن الهيثمي في موارد الظمآن (ص167) ، وابن كثير في تفسيره (6/218) (تفسير سورة العنكبوت).
وقال أبو الحسن الهيثمي في مجمع الزوائد (2/258) : "رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح"
وقال محمد الألباني في السلسلة الضعيفة (1/54) (تعليقاً) :"رواه أحمد والبزار والطحاوي والبغوي والكلاباذي بإسنادٍ صحيح من حديث أبي هريرة"
وحكم عليه بالصحة في تحقيق المُشكاة (1/275) (1237).
وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيق صحيح ابن حبان (2551) : "إسناده قوي"
وصححه مقبل الوادعي في الصحيح المسند (1393) وقال :"رِجاله رجال الصحيح"
قال ابن حبان البستي في صحيحه معلقاً على الحديث (2551):"قال أبو حاتم : أراد صلى الله عليه وسلم أن الصلاة إذا كانت على الحقيقة في الابتداء والانتهاء ، يكون المُصلي مُجانباً للمحظُورات معها كقوله عز وجل أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"
وقال أبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار (2/430) :"فتأملنا هذا الحديث فوجدنا الله قد قال في كتابه إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر أي أنها تنهى عن أضدادها إذا كان أهلها يأتونها على الأحوال التي أُمِروا أن يأتوا بها عليها من الطهارة لها ومن ستر العورة عندها ومن الخشوع لها وتوفيتها ما يجبُ أن تُوفاه"

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:31 PM.


powered by vbulletin