رد العلامة الالباني على من يرى بجواز السكوت عن المخالف درءا للفتن !!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله وصحبه اجمعين .. وبعد :
فهذا كلام العلامة المحدث محمد ناصر الدين الالباني - رحمه الله رحمة واسعة - و رأيه في مسألة "التجميع " القائم على أساس غير صحيح منافيا لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
و ليقارن اللبيب بين كلامه رحمه الله رحمة واسعة وبين كلام المدعي الحلبي ليتضح له شناعة جُرم هذا الاخير في مخالفة أصول اهل السنة والجماعة كما اعتقدها العلامة الالباني ودان الله بها رحمه الله تعالى ثم في التمسح بالعلامة رغم مخالفته في تلك الأصول، ويكفي اللبيب مطالعة ردود أهل العلم جزاهم الله عنا خيرا التي بينت أن الحلبي في واد .. وأن ما عليه العلامة المحدث أمر آخر تماما ، فما أعظمها من فرية في حقه رحمه الله تعالى.
قال المميع الحلبي مدافعا عن منهجه الضال المعروف في تزكية اهل البدع وتجميعهم تحت غطاء المنهج الأفيح ويعذر بعضنا بعضا ، بحجة أن الأمة تعيش زمن الفتن مصغرا من شأن ردود اهل العلم بل ومن أسمائهم ! في طريقة ماكرة كما هو دأبه ، توحي أن ما هو عليه من (تجميع) هو نفسه منهج الأئمة الأربعة وابنَ تيميَّةَ، وابنَ بازٍ، وابنَ عُثيمين، وأئمَّةَ أهلِ السُّنَّة الكبار- بزعمه- ، قال وبئس وما قال :
واللهِ -يا إخواني!- لو عشتَ عُمرَك -كلَّه- لا تعرفُ إلا القُرآنَ الكريم، والبُخاريَّ و[مسلمًا]، والأئمَّةَ الأربعةَ، وابنَ تيميَّةَ، وابنَ بازٍ، وابنَ عُثيمين، وأئمَّةَ أهلِ السُّنَّة الكبار -هؤلاء-دون عليٍّ وعليَّان، وأحَمد وحمدان، ورَبيعٍ ورُبيعان-، واللهِ؛ إنَّك في نجاةٍ، واللهِ؛ إنَّك في نجاةٍ!
لأنَّ أُصولَ الإسلامِ -كلَّها- أخذناها مِن هؤلاءِ، وعرفناها عنهُم، وتوارثَتْهُ الأمَّةُ -جيلًا فجيلًا- منهم.
بينما فلانٌ وفلانٌ، وأحمد وحمدان -هؤلاءِ- قد يَفتِنون الأمَّةَ بأنفسِهم!
الأمَّةُ ليست بِحاجةٍ إلى هذه الفِتنِ!
الأمَّةُ يَكفيها ما فيها مِن فِتنٍ..
يَكفيها ما فيها مِن بلاءٍ ومِحَنٍ!
{وَلَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ}.
وصلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبِه أجمعين.
وآخر دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين.
قال فضيلة الشيخ العلامة المحدث ناصر السنة وقامع البدعة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى مبينا و موضحا خطأ من اعتقد هذا المعتقد الشائن :
وإني لن أنسَ - ما حييت - تلك المناقشة التي كانت جرت منذ نحو عشر سنين في المدينة المنورة بيني وبين أحد الخطباء والوعاظ الذين يحبون أن يتصدروا المجالس ويستقلوا بالكلام فيها فقد دخل علينا نحن في سهرة لطيفة جمعت نخبة طيبة من طلاب العلم من السلفيين أمثالي فلم يقم له أحد من الجالسين سوى صاحب الدار مرحبا ومستقبلا فصافح الشيخ الجالسين جميعا واحدا بعد واحد مبتدئا بالأيمن فالأيمن فأعجبني ذلك منه حتى انتهى إلي وكنت آخرهم مجلسا ولكني رأيت وقرأت في وجهه عدم الرضى بتركهم القيام له فأحببت أن ألطف وقع ذلك عليه فبادرته متلطفا معه بقولي وهو يصافحني: عزيز بدون قيام يا أستاذ كما يقولون عندنا بالشام في مثل هذه المناسبة فأجاب وهو يجلس وملامح الغضب بادية عليه - بما معناه:
لا شك أن القيام للداخل إكراما وتعظيما ليس من السنة في شيء وأنا موافق لك على ذلك ولكننا في زمن أحاطت فيه الفتن بالمسلمين من كل جانب وهي فتن تمس الإيمان والعقيدة في الصميم. ثم أفاض في شرح ذلك وذكر الملاحدة والشيوعيين والقوميين وغيرهم من الكافرين فيجب أن نتحد اليوم جميعنا لمحاربة هؤلاء ودفع خطرهم عن المسلمين وأن ندع البحث والجدال في الأمور الخلافية كمسألة القيام والتوسل ونحوهما
فقلت: رويدك يا حضرة الشيخ فإن لكل مقام مقالا فنحن الآن معك في مثل هذه السهرية الأخوية لم نجتمع فيها لبحث خاص ولا لوضع الخطة لمعالجة المسائل الهامة من الرد على الشيوعيين وغيرهم وأنت ما كدت تجلس بعد ثم إن طلبك ترك البحث في الأمور الخلافية هكذا على الإطلاق لا أظنك تقصده لأن الخلاف يشمل حتى المسائل الاعتقادية وحتى في معنى شهادة أن لا إله إلا الله. فأنت تعلم أن أكثر المشايخ اليوم يجيزون الاستغاثة بغير الله والطلب من الأموات وذلك مما ينافي معنى شهادة التوحيد عندنا جميعا - أشير إلى أنه في هذه المسألة معنا - فهل تريدنا أن لا نبحث حتى في تصحيح معنى الشهادة بحجة أن المسألة فيها خلاف؟ قال: نعم. حتى هذا يجب أن يترك موقتا في سبيل تجميع الصفوف وتوحيد الكلمة لدرء الخطر الأكبر: الإلحاد و. . . قلت: وماذا يفيد مثل هذا التجمع - لو حصل - إذا لم يقم على أساس التوحيد وعدم الإشراك بالله عز وجل. وأنت تعلم أن العرب في الجاهلية كانوا يؤمنون بالله تعالى خالقا ولكنهم كانوا يكفرون بكونه الإله الحق {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} فلم يفدهم إيمانهم ذلك شيئا ولم ينجهم من محاربة الرسول إياهم. فقال: نحن نكتفي اليوم بجمع الناس تحت كلمة لا إله إلا الله. قلت: ولو بمفهوم خاطئ؟ قال: ولو .
أقول - الكلام للعلامة رحمه الله تعالى -: فهذه المناقشة تمثل لنا في الحقيقة واقع كثير من الدعاة المسلمين اليوم وموقفهم السلبي تجاه تفرق المسلمين في فهمهم للدين فإنهم يدعون كل من ينتمي إليهم على أفكاره وآرائه دون أن يحملوهم بالعلم والحجة من الكتاب والسنة على توحيدها وتصحيح الخطأ منها وجل اهتمامهم إنما هو في توجيههم إلى الأخلاق الإسلامية وآخرون منهم لا شغل لهم إلا تثقيف أتباعهم بالسياسة والاقتصاد ونحو ذلك مما يدور عليه كلام أكثر الكتاب اليوم حوله ونرى فيهم من لا يقيم الصلاة ومع ذلك فهم جميعا يسعون إلى إيجاد المجتمع الإسلامي وإقامة الحكم الإسلامي. وهيهات هيهات إن مجتمعا كهذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا بدأ الدعاة بمثل ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدعوة إلى الله حسبما جاء في كتاب الله وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن البديهي أن مثل هذه الدعوة لا يمكن النهوض بها بعدما دخل فيها ما ليس منها من طريق الدس على النبي صلى الله عليه وسلم باسم الحديث والدس على تفسير القرآن باسم التأويل فلا بد من الاهتام الجدي العلمي لتصفية المصدرين المذكورين مما دخل فيهما لنتمكن من تصفية الإسلام من مختلف الأفكار والآراء والعقائد المنتشرة في الفرق الإسلامية حتى ممن ينتسب إلى السنة منهم
وأعتقد أن كل دعوة لا تقوم على هذا الأساس الصحيح من التصفوية فسوف لا يكتب لها النجاح اللائق بدين الله الخالد.
مواقف وعبر من حياة العلامة الألباني يرويها بنفسه .
انتهى كلامه رحمه الله تعالى.. و الله حسبنا في من ينسب اليه تمسحا ما هو ، أو علماء الامة منه برآء .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .
__________________
روى اللالكائي عن أوس الربعي أنّه كان يقول: " لأن يجاورني القردة و الخنازير في دار، أحب إليّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء".أ.هـ شرح أصول اعتقاد أهل السنةوالجماعة ص 131
التعديل الأخير تم بواسطة عيسى بن عامر الجزائري ; 03-23-2012 الساعة 03:36 PM
|