الرد على (سفسطة) محمد النزال الأبياري هداه الله حول بدعة أن الشخص السلفي (المعيّن) لا يكون إلا واضحا

[أسامة بن عطايا العتيبي]

الرد على (سفسطة) محمد النزال الأبياري هداه الله..

الحمد لله، والصلاةوالسلام على رسول الله أما بعد:

فقد اطلعت على (سفسطة) جديدة للأخ محمد النزال هداه الله يكرر فيها ويقرر (بدعة) أن السلفي لا يجوز أن يقال فيه غير واضح، وأن الشخص الذي ليس واضحا لا يكون سلفيا!!

وهذه بدعة لا أعلم أحدا من السلف نطق بها، بل هي خلاف الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة.

وضمن ما كتبه محمد النزال من سفسطة رد عليه لو كان يعي ما يقول، ولكنه مفتون معجب برأيه، مولع بالجدل والخصومات مع إخوانه من طلبة العلم.


وسأذكر بعض الأمور التي تكشف حقيقة هذه القضية :

أولاً: قال محمد النزال: [الشيخ عبيد وقبلَه الشيخ ربيع صنفا السلفيين بين قوي وضعيف عملاً بالنصوص لا الآراء المجردة والأوهام
وهو قوله ﷺ (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير )
فما يَصْدق عليه هذا الوصف جاز الإتصاف به سيّما والوصف جاء في منطوق السنة...
فليس في كلام الشيخين ما يُعاب لأنهما استعملا الإصطلاح الشرعي السائغ ]


التعليق

هذا الكلام حجة عليك وعلى من يقول بهذه البدعة الشنيعة ممن نبهته وما زال مصرا على رأيه وهواه..

فالشيخ عبيد الجابري رحمه الله جعل (المؤمن القوي والمؤمن الضعيف) مثل: (السلفي القوي والسلفي الضعيف) فجعل (السلفي) بمعنى المؤمن..

فهل يحتمل عقلك وفهمك يا محمد النزال وجود مؤمن غامض غير واضح أم لا؟

فإذا كان المؤمن عنده غموض في تعامله مع الناس، وغموض في تصرفاته هل هو عندك خارج عن الإيمان أم لا؟

فإن كنت كما أعلمك من أهل السنة فلن تتردد في أن المؤمن قد يكون غامضا، ولا يسلب عنه الإيمان بسبب الغموض، فكذلك السلفية لا تسلب منه بسبب الغموض، إلا إذا كان هذا الغموض في أمر يلزم منه كفره أو بدعته، فحينئذ يؤثر هذا في سلفيته.

فهذا الكلام من الشيخ عبيد رحمه الله هو رد عليه نفسه، ورد على كل من اتبع زلته.


ثانيا: قال محمد النزال: [وهذه دعوى كسابقاتها فالذين يقولون ليس للسلفية إلا صفة واحدة يفرّقون بين المنهج وبين صاحب المنهج لكنك تتعنّت في مناقشتك
فكونُ الشخص سلفياً لا يعني أن يكون مبرّأ من الخطأ والهوى والشهوة فيكون سلفياً لديه حبّ رياسة وطيشٌ وتسرّع في الأحكام وعجلة وقصور في الفهم
وسعي في الإضرار بغيره وضعف في الهمّة وتقصير في دينه مع صحّة أصوله فلا تناقض إلا في فهمك]


التعليق:

هذا رد عليك من كلامك، وبيان بطلان هذه البدعة..

فإذا كان السلفي -عندك- ليس مبرءا من الخطأ والهوى والشهوة فيكون سلفيا لديه حب رياسة وطيش وتسرع في الأحكام وعجلة وتهور وخفة عقل ورقة دين وكذب وفجور في الخصومة وتلاعب بالمصطلحات، وقصور في الفهم، وسعي في الإضرار بغيره وضعف في الهمة وتقصير في دينه مع صحة أصوله كل هذه الأوصاف الردية محتملة عندك وحسب فهمك، ولكن كل تلك الأوصاف لا تحتمل كلمة (غير واضح)!!

لا إله إلا الله..

ما هذه السفسطة يا محمد النزال؟

ما هذا التخليط والتناقض والجهل العجيب ؟!!

يعني سلفي ممتلئ بالظلم والفساد لكن المهم لا يكون غير واضح!!

جعلت عدم الوضوح (الغموض) لا يفهم منه إلا الخروج من السلفية، وهذه والله بدعة وضلالة لم تسبق إليها يا محمد النزال هداك الله..

-------------------


ثالثاً: قال محمد النزال: [..فسمّاهم أهل سنة مع فجورهم وفسقهم
• وأما المنهج السلفي فيوصف بالوضوح فيقال منهج واضح ومستقيم لا اعوجاج فيه وووالخ]

التعليق

هذا نموذج للخلط المنهجي، وعدم الوضوح المنهجي عندك، ومع ذلك لا أقول إنك لست بسلفي خلافا لتقريرك الفاسد..

فالسلفي يكون -عند محمد النزال-فاسقا فاجر .. ومع ذلك لا يجوز -عند محمد النزال- أن يكون (غير واضح)!!

ثم ليبرر هذا الخلط رجع للكلام عن أصل الدين والمنهج والإيمان نفسه الذي أمر الله به!!

يا محمد النزال افهم جيدا ما أقول لك: المؤمن يزني لكن الإيمان لا يحتمل الزنا ..

المؤمن يكون غامضا، ولكن الإيمان لا يحتمل الغموض ..

فالمنهج وما شرعه الله شيء، وما يرتكبه الشخص من أخطاء شيء آخر يا محمد النزال ..

----------------------

رابعا: قال محمد النزال: [• وأما دعوى العتيبي أنه يلزم من عدم التفريق تبديع كثير من السلفيين تحت شبهة عدم الوضوح
فهذه عليه وليست له لو تفكّر في كلامه
لأننا إن قلنا بعدم وضوحه في منهجه قلنا بعدم سلفيّته
أما لو قلنا بعدم وضوحه في موقفه من قضية ما أو عدم وضوح كلامه في مسألة ما فهذا الوصف محصورٌ في نقطة ضيّقة قد يكون فيها مصيباً أو معذوراً أو نحوه]


التعليق

كلامك رد عليك لو كنت تعقل ..

فأنت تقول: (أما لو قلنا بعدم وضوحه في موقفه من قضية ما أو عدم وضوح كلامه في مسألة ما فهذا الوصف محصورٌ في نقطة ضيّقة قد يكون فيها مصيباً أو معذوراً أو نحوه)

فأنت لا تنفي عنه السلفية رغم الغموض الذي وقع فيه ..

فهل هذا يكون عندك واضحا أم غامضا؟

إن قلتَ: واضح .. تناقضت .. وإن قلت: غامض .. ومع ذلك تحكم بأنه سلفي فهذا رد على البدعة الجديدة منك شخصيا .. فمن فمك ندينك لو كنت تعقل وتفهم وتترك عنك السفسطة..

--------------------

خامسا: قال محمد النزال: [ولأن القول بأن فلاناً سلفي واضح وآخر سلفي غامض لم يأتِ به نقل ولا قولِ معتبر وهو متناقض حتى في المعنى
وعلى لازمِك الباطل فهل يصلح أن يُقال مسلم واضح ومسلم غامض ؟
فإن قلتَ لا ، قلنا لك لِمَ التفريق والسلفية هي الإسلام الذي جاء به محمد ﷺ حيث قال:-
( تركتكم على المحجّة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك)
وإن قُلْت نعم يصلح أن نطلق على المسلمين وصف (واضح وغامض) قلنا لك هات الدليل وإلا فقد قُلْتَ بما لا سابق لك به ]


التعليق:

1- النقل أمامك موجود، واستدل به الشيخ عبيد نفسه حيث جعل السلفي هو المؤمن، فالمؤمن قوي وضعيف، فكذلك السلفي، والمؤمن قد يكون عنده غموض وكذلك السلفي .

فالنقل أمامك من السنة النبية لو كنت تفهم السنة..

2- نعم يصلح أن يكون مسلم واضح ومسلم غير واضح وهذا من البدهيات لمن كان عربيا يفهم معنى كلمة (واضح) وكلمة (غامض) ..

وكذلك المؤمن قد يكون غامضا وقد يكون غير غامض.

فكونك تنفي وجود مسلم أو مؤمن غير واضح فيقال لك: من أين أتيت بهذا النفي؟ وما دليلك؟

بل يقال لك: ماذا تعني بـ(غير واضح) وما دليلك على هذا المعنى الذي عندك؟ ومن سلفك فيه؟

فأنت الآن أحدثت أمرا في الدين وهو أن المسلم والمؤمن لا يكون فيه (غير وضوح) فهذا اللفظ لا نعرف لك فيه سلفا، ولا نعرف لك فيه دليلا، وهو اصطلاح محدث وبدعة من البدع..

لأن الوضوح وعدمه مسائل نسبية، وقد أثبت الشرع وجود الكتمان ووجود الخيانة ووجود الأمور التي تدخل في غير الوضوح ضمن المعاصي التي لا تخرج من السلفية ولا من الإيمان ولا من الإسلام..

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما)

فهل السلفي الذي يكتم في بيعه ويكذب يكون واضحا في منهجه التعاملي مع أخيه المسلم أم يكون غير واضحا في هذا الحال؟

إن قلت: هذا وضوح منه في السلفية خالفت الشرع والعقل والواقع، وإن قلت إنه غموض ومخالف للوضوح نقضت بدعتك من أساسها..

ومشكلتك أنك لما تتكلم عن الوضوح تنتقل لأصل المنهج متغافلا ومتعاميا عن الشخص الفاعل لهذا الغموض وهذا سبب هذه البدعة والضلالة ..

فالإيمان والإسلام والسلفية منهجيا كلها وضوح وصدق وشجاعة وعلم وعمل صالح ، لكن المؤمن والمسلم والسلفي قد يقع في المخالفة من غموض وكذب وفجور في الخصومة..

وهذه من البدهيات التي صرتَ تنازع فيها بسفسطات وتخليطات وجهل واضح للأسف الشديد..

وأنا لم أذكر اسمك في ردي رغم أن أول من رأيته تكلم في هذا -بعد الشيخ عبيد- الشيخ جمعة، ورددت على كلامه ولم أذكر اسمك أصلا، ولم أكن أعنيك، لكنك انبريت للدفاع عن الخطأ، وتبريره وتقريره، فرددت عليك مترفقا بك وبغيرك، ورددت على الأخ خيري الشيباني، وترفقت بكم، لكن للأسف ما زلتم تعاندون وتكابرون، وتنشرون هذه البدعة بين عوام السلفيين، وهذا الأمر المنكر يجب الوقوف أمامه بحزم لوأد البدعة في مهدها قبل أن يستفحل شرها..

فكلامي كله نصيحة لله ولكتاب الله، وللرسول صلى الله عليه وسلم ولعامة المسلمين، وأريد لكم الخير، لكنك للأسف مولع بالجدال الباطل، وجعلت خصومتك مع أبي الفضل هي عنوان منهجك الجديد، بما لا يعود عليك وعلى من معك سوى بالضرر..

وأنت تعلم أني مع الرد العلمي، ومع الحق، لكنك تفجر في خصومتك فجورا بالغا، ونصحتك مرارا وتكرارا، ولكنك لا تستجيب للنصيحة، بل تكابر وتعاند، ولا تتقي الله في نفسك ولا في إخوانك، وتخدع بعض العوام الذين معك هداهم الله..

وقد واجهتك عدة مرات ولكن بدون جدوى ..

عموما أنت لم تستجب للنصيحة، وكابرت، وتعالمت تعالما مقززا في هذه القضية وكتبت ردا مخصصا فيه اتهامي بما لم أقصده ولذلك تحمل تبعات كتاباتك الباطلة ..

ولم أتتبع جميع أخطائك في مقالك ولكن كتبت ما أراه مهما ومفيدا..

والله الموفق


والخلاصة: إن كنت صادقا في هذه القضية وتدعي الإخلاص والصدق وعدم التآمر والتخطيط: بين لنا ما معنى كلمة (واضح) و(غير واضح) في الشرع وفي استعمال السلف الصالح..

وبين الدليل من الكتاب والسنة وبين كلام السلف في أن السلفي المعيّن لا يمكن أن يكون (غير واضح)

أنت تزعم وتدعي وتفتري على منهج السلف أن السلفي المعيّن لا يمكن أن يكون (غير واضح) أبدا ومطلقا ، بل لا يمكن أن يكون السلفي المعين إلا واضحا أبدا ومطلقا ..ولذلك تقول (لا يوجد سلفي واضح وغير واضح) بما هو صريح أن (غير واضح) لا تُجامع الشخص السلفي المعين أبدا ومطلقا وهذا غير معقول ولا متصور ..

هات الدليل الواضح البين على ما تقرره من هذه البدعة الشنيعة ..

والله المستعان


كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
24/ 12/ 1444هـ