من العجائب أنهم يدعون الله : "انصرنا على بشار" ، وإذا غضبوا من أمر ما لعنوا الدين !
قال ابن جلدتهم الذي لم ينتفع من علمه الكثير منهم ، ولم يأبه لمكانته أكثرهم ، الإمام القيم ابن القيم رحمه الله :
يا بائعاً نفسه بيع الهوان لو **** استرجعت ذا البيع قبل الفوت لم تخب
وبائعاً طيب عيش ما له خطر **** بطيف عيش من الآلام منتهب
غُبنتَ والله غبناً فاحشاً ولدى **** يوم التغابن تلقى غاية الحرب
إلى أن قال رحمه الله :
ترجو الشفاء بأحداق بها مرض **** فهل سمعت ببرء جاء من عطب
وهنا بيت القصيد !
فالكثير منهم يرجو الشفاء بأحداق بها مرض ، ولا أدري إن كانوا يتعامون أو يتغابون بأن البرء لا يجيء من عطب وأن السفينة لا تجري على اليبس !
فعندما كنّا نمشي في أحياء دمشق وريفها ، كنّا نسمع الصغير والكبير -في الكثير من الأحيان والأحوال- إن نزلت به ضائقة أو غَضِبَ أو ألمّت به ملمّة ، فجعل يسخط ويلعن الدين ، هذا إن كان في مزاج لا يصل به إلى أن يلعن الرب ، والعياذ بالله . وهذا أكثر ما يكون في رجالهم وصبيانهم ، بل إن منهم من قدم إلى بلاد الحرمين وجعل ينقل سمومه وكفره بين أبناء بلاد الحرمين ، من لعن للدين ، وانتقاص لمكانة الرب العظيم !
فكيف يكون النصر على بشار ، والسريرة فاسدة حقيرة ، وضيعة شريرة ، كافرة خطيرة ؟! والله ، لإنّ التيس والحمار والقرود والبغال ، ينزهون الله عن النقائص والعيوب ويسبحونه ، {وإن من شيء إلا يسبح بحمده } ، وأما هؤلاء الفَجَرَة فلا ينزهونه ! ولسان حالهم يقول : " هدانا الرب إلى الصراط المستقيم أم لم يهدنا ، فنريد النصر على بشار " .
قال الله عز وجل وتعالى وتعظّم : { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } .
وكلامي واضح جلي ، يبلغ عقل كل لبيب سوي ، فلا أعني بكلامي كل دمشقي أو سوري الجنسية ، إنما كل من كان منهم خبيث النفس والطويّة !
فاللهم سلّم سلّم ، وارحمنا برحمتك وجنبنا سخطك وعافنا من الضلال المبين ، آمين .