سرعة الرجوع إلى الحق
عن أبي مسلم الخولاني، أنه قدم العراق فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود , فتذاكروا الإيمان , فقلتُ: «أنا مؤمن».
فقال ابن مسعود: «أتشهد أنك في الجنة؟»
فقلت: «لا أدري مما يحدث الليل والنهار»
فقال ابن مسعود: «لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة» .
قال أبو مسلم: فقلت: " يا ابن مسعود، ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أصناف: مؤمن السريرة مؤمن العلانية , كافر السريرة كافر العلانية , مؤمن العلانية كافر السريرة؟ "
قال: «نعم»
قلت: «فمن أيهم أنت؟»
قال: «أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية»
قال أبو مسلم: قلت: " وقد أنزل الله عز وجل {هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن} [التغابن: 2] فمن أي الصنفين أنت؟ "،
قال: «أنا مؤمن»
قلت: «صلى الله على معاذ» ,
قال: «وماله؟»
قلت: كان يقول: «اتقوا زلة الحكيم , وهذا منك زلة يا ابن مسعود»
فقال: «أستغفر الله»
رواه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 333) وسنده حسن، وللقصة طرق أخرى.
وذكره شيخنا الألباني وجود سنده ثم قال: "وأقول: رضي الله عن ابن مسعود ما أجمل إنصافه، وأشد تواضعه، لكن يبدو لي أنه لا خلاف بينهما في الحقيقة، فابن مسعود نظر إلى المآل، ولذلك وافقه عليه أبو مسلم، وهذا نظر إلى الحال، ولهذا وافقه ابن مسعود، وأما استغفاره، فالظاهر أنه نظر إلى استنكاره على أبي مسلم كان عاما فيما يبدو من ظاهر كلامه. والله أعلم" [انظر: الضعيفة(4/ 194)]
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
10/ 9/ 1443هـ حسب تقويم مكة.