منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-17-2013, 05:58 PM
أبو أوس فلاح الموصلي أبو أوس فلاح الموصلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 30
شكراً: 1
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي كلمة في المظاهرات الشعبية القائمة في العراق

كلمة في المظاهرات الشعبية القائمة في العراق

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأُصلي وأسلِّم على الرحمة المهداة نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:
فإنَّ مما لا يخفى على أحد اليوم ما يعانيه أهل السنة في العراق من ظلم وعدوان ومعاداة ومضايقات وإيذاء وإقصاء بشتى الأساليب ومختلف الصور على أيدي أعدائهم، وقد أدَّى هذا الأمر المؤلم والواقع الأليم في نهاية المطاف إلى إنفجار عموم أهل السنة في البلاد، فنادى الكثير منهم إلى مظاهرات شعبية وإعتصامات ميدانية، ورفعوا شعارات حماسية وأصدروا بيانات نارية تدعوا إلى الخروج في الساحات وتطالب بإعطاء الحقوق لأهل السنة ورفع الظلم عنهم وعدم إقصائهم وتهميشهم.
ولما رأى الكثير من الناس هذا الأمر حاول كلٌّ بحسب توجهاته ومقاصده أن يستغل هذه الحماسات والمشاعر والعواطف المبنية على الإندفاع والانفعالات النفسية والتي تحركها الغيرة والحمية غير المنضبطة بالشرع، حاول هؤلاء أن يركبوا هذه الموجة الجماهيرية والثورة الغاضبة لتحقيق مآربهم الشخصية ومنافعهم الدنيوية وغاياتهم الحزبية ومقاصدهم السياسية.
وهناك صنفٌ من الناس ظهر في هذه الأيام وهو يُنكر هذه المظاهرات ويُحذِّر من عواقبها لكنه ارتضى من نفسه أن يكون من دعاة الوحدة الوطنية أو ما يُسمى بالمصالحة الوطنية التي هي كبيت العنبكوت من أجل صفقة سياسية مؤمَّلة في قابل الأيام!؛ بشرط أن يقوم هذا بإسكات المتظاهرين وإخماد صوت المعترضين من أهل السنة، والأخطر في قضية هذا الصنف المخادع أنه رفع شعار قيادة أهل السنة والجماعة!، والأغرب في حاله أنه متقلِّب متلوِّن كالحرباء بحسب الظروف والوقائع والمصالح، فمرة تجده تكفيرياً مع التنظيمات المسلحة!، ومرة تجده مشاركاً مع الأحزاب السياسية!، ومرة تجده صديقاً مع أعداء أهل السنة في البلاد!، فمثله لا يستقر على رأي ولا يثبت على قرار.
وممن تأثَّر في هذه الفتنة الجديدة أقوامٌ لبسوا ثوب السلفية - ولا غرابة لأنَّ شيوخهم كأمثال أبي الحسن المأربي وعدنان عرعور وأبي إسحاق الحويني ومحمد حسَّان يحرِّضون على المظاهرات ويؤصِّلون لها! – فنادوا بتأييد المظاهرات أو إقرارها كوسيلة إلى تحقيق إقليمهم المنشود من زمن بعيد!.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو موقف السلفيين في العراق من هذه المظاهرات؟
لا بد أن يكون للسلفيين موقف معلن وواضح من هذه المظاهرات الشعبية لئلا يلتبس على الناس موقفهم مع موقف غيرهم من المبطلين الذين ينتحلون مذهب السلف وأهل السنة دعوى لا حقيقة لها، فأقول:
إنَّ من قوة المنهج السلفي وعلامة سداده أنه لا يتغير بتغير الحوادث والوقائع أو باختلاف المكان والزمان، بل هو منهج مناسب في كل زمان ومكان، وصالح لكل واقع وحادثة، لأنه منهج رباني قائم على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح، والله تعالى يقول: ((أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا. وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً))، فذكر سبحانه في هذه الآيات الرجوع إلى القرآن والرسول وإلى أهل الاستنباط من أولي الأمر بخاصة في المسائل الكبار والأزمات والمحن، وبيِّن أنَّ هذا الرجوع يعصم الإنسان من الاختلاف في المواقف ويحفظه من الوقوع في مصائد الشيطان.
والفرق بين المتمسك بهذا المنهج وبين المتظاهر به كالفرق بين المثلين اللذين ذكرهما الله تعالى في قوله: ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء. تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ. يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء))، فالمتمسك بمنهج السلف ثابت في المواقف لا تزعزعه الفتن ولا تزلزله المحن أينما كانت، والمتظاهر المنتحل لهذا المنهج بلا حقيقة ولا واقع متذبذب مضطرب لا قرار له في المواقف والأزمات.
ولما كان هذا الزمان قد كثر فيه الجهل وتعالت فيه أصوات المبطلين وقلَّ فيه العلم وخفت فيه صوت مَنْ يصدع بالحق المبين؛ ظهر مَنْ يدَّعي الإنتماء إلى هذا المنهج وليس منه، وظهر مَنْ يرفع شعار السنة أو السلفية وهو من أبعد الناس عنها، وقد اغترَّ الكثير من عوام أهل السنة في العراق بأمثال هؤلاء في تأييد المظاهرات والتحريض عليها، ولما اختار بعض إخواننا السلفيين السكوت عن بيان موقفهم الواضح في هذه المظاهرات لأسباب عدة؛ لهذا اختلط الحابل بالنابل والتبس الحق بالباطل بالنسبة للكثير من عوام الناس والمبتدئين، فصاروا يسألون بإلحاح عن الموقف الصحيح من هذه المظاهرات ويطرحون بعض الشبه والاستدلالات التي ينطق بها بعض المحرضين، فكان لابد من هذا البيان:

أيها الإخوة الأفاضل؛ اعلموا أنَّ المظاهرات قد أفتى بتحريمها كافة علماء السلفيين من قبل ومن بعد ومن عدة جهات:
الجهة الأولى: أنها من قبيل الخروج على ولاة الأمر.
الثانية: أنها مستوردة من مبادئ الديمقراطية الغربية.
الثالثة: العواقب الوخيمة والآثار السيئة التي تترتب على هذه المظاهرات؛ من سفك الدماء وضياع الأموال وتعطيل المصالح وقطع الطرق وترويع الآمنين وإحداث الفتنة وتفريق المسلمين وانتهاك المحرمات.
الرابعة: عدم وضوح الراية فيها؛ بل الدعوة فيها إلى مبادئ علمانية ووطنية وعصبية وجاهلية، ومنها مطالب شرعية ومنها غير شرعية.
الخامسة: أنَّ الشر والإفساد المترتب عليها أشد وأعظم من بقاء الحال على ما كان عليه.
وإليكم فتاوى كبار علماء السلفيين في هذا العصر:
1- قال الشيخ الألباني رحمه الله بعد أن تكلَّم عن النهي عن التشبه بالكفار ووجوب مخالفتهم كما في [فتاوى جدة شريط 12]: ((إذا وعيتم النهي عن التشبه والأمر بالمخالفة، نعود الآن، هذه التظاهرات التي كنا نراها بأعيننا في زمن فرنسا وهي محتلة لسوريا ونسمع عنها في بلاد أخرى، وهذا ماسمعناه الآن في الجزائر، لكن الجزائر فاقت البلاد الأخرى في هذه الضلالة وفي هذا التشبه، لأننا ما كنا نرى أيضاً الشابات يشتركن في التظاهرات، فهذا منتهى التشبه بالكفار والكافرات، لأننا نرى في الصورة أحياناً وفي الأخبار التي تذاع في التلفاز والراديو ونحو ذلك، بيقولوا في التعبير الشامي - وسيعجبكم هذا التعبير -: يخرجون رجالاً ونساء "خليط مليط"، يتزاحمون الكتف بالكتف وربما العجيزة بالقبل، ونحوذلك، هذا هو تمام التشبه بالكفار، أن تخرج الفتيات مع الفتيان يتظاهرون.
أنا أقول شيئاً آخر: بالإضافة إلى أنَّ التظاهر ظاهرة فيها تقليد للكفار في أساليب استنكارهم لبعض القوانين التي تفرض عليهم من حكامهم أو إظهار منهم لرضى بعض تلك الأحكام أو القرارات، أضيف إلى ذلك شيئا آخر ألا وهو: هذه التظاهرات الأروبية ثم التقليدية من المسلمين، ليست وسيلة شرعية لإصلاح الحكم وبالتالي إصلاح المجتمع، ومن هنا يخطئ كل الجماعات وكل الأحزاب الاسلامية الذين لا يسلكون مسلك النبي صلى الله عليه وسلم في تغيير المجتمع، لا يكون تغيير المجتمع في النظام الاسلامي بالهتافات وبالصيحات وبالتظاهرات، وإنما يكون ذلك على الصبر على بث العلم بين المسلمين وتربيتهم على هذا الاسلام حتى تؤتي هذه التربية أكلها ولو بعد زمن بعيد، فالوسائل التربوية في الشريعة الاسلامية تختلف كل الاختلاف عن الوسائل التربوية في الدول الكافرة.
لهذا أقول باختصار عن التظاهرات التي تقع في بعض البلاد الاسلامية: أصلاً هذا خروج عن طريق المسلمين وتشبه بالكافرين؛ وقد قال رب العالمين: "ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولَّى ونصله جهنم وساءت مصيراً")).
2- قال الشيخ ابن باز رحمه الله كما في [مجموع فتاواه]: ((فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق، والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله، وإثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات، ويلحق بهذا الباب: ما قد يفعله بعض الناس من المظاهرات التي قد تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبة التي هي أحسن، فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة، بهذا الطريق لا بالعنف والمظاهرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم.
ولا شك أنَّ هذا الأسلوب يضر الدعوة والدعاة، ويمنع انتشارها، ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها ومضادتها بكل ممكن، فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب لكن يحصل به ضده، فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر الدعوة ويضايقها، أو يقضي عليها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالنصيحة مني لكل داع إلى الله أن يستعمل الرفق في كلامه وفي خطبته وفي مكاتباته وفي جميع تصرفاته حول الدعوة، يحرص على الرفق مع كل أحد إلا من ظلم، وليس هناك طريق أصلح للدعوة من طريق الرسل فهم القدوة، وهم الأئمة، وقد صبروا، صبر نوح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، وصبر هود، وصبر صالح، وصبر شعيب، وصبر إبراهيم، وصبر لوط، وهكذا غيرهم من الرسل، ثم أهلك الله أقوامهم بذنوبهم، وأنجى الله الأنبياء وأتباعهم.
فلك أيها الداعية أسوة في هؤلاء الأنبياء والأخيار، ولك أسوة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي صبر في مكة وصبر في المدينة على وجود اليهود عنده والمنافقين ومن لم يسلم من الأوس والخزرج حتى هداهم الله، وحتى يسر الله إخراج اليهود، وحتى مات المنافقون بغيظهم، فأنت لك أسوة بهؤلاء الأخيار فاصبر وصابر واستعمل الرفق ودع عنك العنف، ودع كل سبب يضيق على الدعوة ويضرها ويضر أهلها واذكر قوله تعالى يخاطب نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم: "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ")).
وقال في المصدر السابق: ((كما أوصي العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أن يتجنَّبوا المسيرات والمظاهرات التي تضر الدعوة ولا تنفعها وتسبب الفرقة بين المسلمين والفتنة بين الحكام والمحكومين، وإنما الواجب سلوك السبيل الموصلة إلى الحق، واستعمال الوسائل التي تنفع ولا تضر وتجمع ولا تفرق وتنشر الدعوة بين المسلمين وتبين لهم ما يجب عليهم بالكتابات والأشرطة المفيدة والمحاضرات النافعة وخطب الجمع الهادفة التي توضح الحق وتدعو إليه وتبين الباطل وتحذر منه، مع الزيارات المفيدة للحكام والمسئولين، والمناصحة كتابة أو مشافهة بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن، عملاً بقول الله عز وجل في وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"، وقوله عز وجل لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام لما أرسلهما إلى فرعون: "فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا وتطاوعوا ولا تختلفوا"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله"، وكل هذه الأحاديث صحيحة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه"، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة)).
3- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما في [جريدة المسلمون]: ((ولا نؤيد المظاهرات أو الاعتصامات أو ما أشبه ذلك، لا نؤيدها إطلاقاً، ويمكن الإصلاح بدونها، لكن لا بد أنَّ هناك أصابع خفية داخلية أو خارجية تحاول بثَّ مثل هذه الأمور)).
وسُئل رحمه الله كما في [اللقاء الباب المفتوح]: بالنسبة إذا كان حاكم يحكم بغير ما أنزل الله، ثم سمح لبعض الناس أن يعملوا مظاهرة تسمى عصامية مع ضوابط يضعها الحاكم نفسه، ويمضي هؤلاء الناس على هذا الفعل، وإذا أنكر عليهم هذا الفعل قالوا: نحن ما عارضنا الحاكم ونفعل برأي الحاكم، هل يجوز هذا شرعاً مع وجود مخالفة النص؟
فكان جوابه: ((عليك بإتباع السلف، إنْ كان هذا موجوداً عند السلف فهو خير، وإنْ لم يكن موجوداً فهو شر، ولا شك أنَّ المظاهرات شر؛ لأنها تؤدي إلى الفوضى من المتظاهرين ومن الآخرين، وربما يحصل فيها اعتداء؛ إما على الأعراض، وإما على الأموال، وإما على الأبدان؛ لأنَّ الناس في خضم هذه الفوضوية قد يكون الإنسان كالسكران لا يدري ما يقول ولا ما يفعل، فالمظاهرات كلها شر سواء أَذِنَ فيها الحاكم أو لم يأذن، وإذنُ بعضِ الحكام بها ما هي إلا دعاية، وإلا لو رجعتَ إلى ما في قلبه لكان يكرهها أشد كراهة، لكن يتظاهر بأنه كما يقول: ديمقراطي وأنه قد فتح باب الحرية للناس، وهذا ليس من طريقة السلف)).
وسُئل أيضاً: هل تعتبر المظاهرات وسيلة من وسائل الدعوة الشرعية؟
فكان جوابه: ((الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فإنَّ المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء الراشدين ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم، ثم إنَّ فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمراً ممنوعاً حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها، ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء والشباب بالشيوخ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة فهي إنْ كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا خير ما يعرض على المسلم، وإنْ كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف تجاملهم ظاهراً وهي ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى أنَّ المظاهرات أمر منكر.
وأما قولهم: إنَّ هذه المظاهرات سلمية؟! فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل مَنْ سلف فإنَّ الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان)).
4- سُئل الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله كما في [فتاوى علماء السنة في المظاهرات]: ما حكم المظاهرات في الإسلام؟ ألها أصل شرعي أم أنها بدعة اقتبسها المسلمون من أعداء الإسلام؟
فكان جوابه: ((لا، هي بدعة، وقد تكلَّمنا على هذا في "الإلحـاد الخميني في أرض الحرمين"، وذكرنا أنَّ الآيات القرآنية تدل على أنَّ التظاهر يكون على الشر، وهناك آية وهي قوله تعالى: "وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ"، والظاهر أنها من باب المشاكلة، فليراجع في مقدمة "الإلحـاد الخميني في أرض الحرمين"، وهي نعرة جاهلية اقتدى المسلمون بأعداء الإسلام، وصدق الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ يقول: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه"، وإنني أحمد الله سبحانه وتعالى فما تجد سنيِّاً يحمل لواء هذه المظاهرة، ولا يدعو إلى هذه المظاهرات إلا الهمج الرعاع، وماذا يستفيد المجتمع، فالعراق يقصف بالطائرات والمظاهرات في شوارع اليمن أو غيره، ولقد أحسن أحدهم إذ يقول:
هيهات لا ينفع التصفيق ممتلأ = به الفضاء ولا صوت الهتافات
فليحي أو فليمت لا يستقيم بها = شعب ولا يسقط الجبار والعاتي
يا أسكت الله أفواهًا تصيح له = فكم بلينا بتصفيق وأصوات
وكم خطيب سمعنا وهو مندفع = وما له أثر ماضٍ ولا آت)).
5- قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله كما في [مجموع مقالاته في جريدة الجزيرة]: ((وأما المظاهرات فإنَّ الإسلام لا يقرها لما فيها من الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية، وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد، وإذا استخدمت المساجد منطلقاً للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد وإسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها، فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة والطمأنينة، فالواجب على المسلمين أن يعرفوا هذه الأمور ولا ينحرفوا مع العوائد الوافدة والدعايات المضللة والتقليد للكفار والفوضويين)).
وسُئل حفظه الله كما في رسالة [الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة]: هناك من يرى إذا نزلت نازلة أو مصيبة وقعت في الأمة يبدأ يدعو إلى الإعتصامات والمظاهرات ضد الحكام والعلماء، لكي يستجيبوا تحت هذا الضغط، فما رأيكم في هذه الوسيلة؟
فكان جوابه: ((الضرر لا يُزال بالضرر، فإذا حدثت حادثة فيها ضرر أو منكر فليس الحل أن تكون مظاهرات أو اعتصامات أو تخريب، هذا ليس حلاً، هذا زيادة شر، لكن الحل مراجعة المسئولين ومناصحتهم وبيان الواجب عليهم، لعلهم يزيلوا هذا الضرر، فإن أزالوه وإلا وجب الصبر عليه تفادياً لضرر أعظم منه)).
6- وسُئل الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله تعالى كما في [شريط "هذه سبيلي"]: هل من الوسائل المشروعه إقامة الإعتصامات والمظاهرات بحجة أنها مظاهرات سلميــة لا يوجد فيها عنف ولا تخريب؟!
فكان جوابه: ((هذه من البدع، لو كان ذلك خيراً لسبقنا إليه الصحابة رضي الله عنهم، بل هذه المظاهرات إنما هي أعمال جاهلية ما أنزل الله بها من سلطان، بل نصرة الحقّ بالدعوة إليه، وتأييد مَنْ قام بما لا يترتب عليه منكر أكبر، وبيان أنَّ أجل الأمور وأعلاها قدراً الاكتفاء بسنة المختار صلى الله عليه وسلم بكل أمر.
ثم إنَّ المظاهرات لا عقل لها، يحصل بها تدمير وإفساد، ربما جرت إلى القمع من الجهات الأخرى وإذلال، وربما إلى سفك دماء وإنتهاك حرمات، وهكذا كل طريقة تُسلَك لم تكن مما سنَّ النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاءُ الراشدون، وخير الهدي ما سارت عليه الأمة، ولن يصلح آخر الأمة إلى ما أصلح أولها)).
7- سُئل الشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله ["أسئلة في المسجد النبوي" بتاريخ يوم الإثنين 11 ربيع الاول 1432هـ]: سؤال شيخنا جزاك الله خيراً: أنا من ليبيا وقد حدد الناس يوم الأربعاء أو الخميس للخروج للمظاهرات في الشوارع؟ فنريد منكم نصيحة وبياناً عن حكم المظاهرات والمسيرات التي يقال عنها سلمية، لعل الله عزَّ وجل أن ينفع بهذه النصيحة، وجزاك الله عنا خيراً .
فكان جوابه: ((لا أعلم شيئاً يدل على مشروعية هذه المظاهرات، لا نعلم أساساً في الدين يدل على هذه الأشياء، وإنَّ هذه من الأمور المحدثة، التي أحدثها الناس، والتي استوردوها من أعدائهم من البلاد الغربية والشرقية، يعني ليس لها أساس في الدين، ولا نعلم شيئاً يدل على جوازها وعلى مشروعيتها، لهذا الناس يسلكون المسالك الشرعية التي شرعت لهم ويتركون الأشياء التي ليس لها أساس ويترتب عليها أضرار ويترتب عليها مفاسد ويترتب عليها قتل ويترتب عليها تضييق، لو لم يكن من أضرارها إلا التضييق على الناس في طرقاتهم وفي مسيراتهم لأنَّ ذلك يكون كافياً في بيان سوءها وأنه ليس لأحد أن يقدم على مثل هذه الأشياء)).
وسُئل أيضاً: أحسن الله إليكم؛ داعية يقول ويحث الشباب ويقول: الخروج على ولاة الامر كان مذهباً للسلف كابن الأشعث والحسين وابن الزبير، ومَنْ جاء النهي عنه كالإمام أحمد مثلاً إنما رأى المصلحة والمفسدة فقط؟
فكان جوابه: ((والناس يبحثون عن المصالح ويتركون المفاسد، الناس يُعنون بتحصيل المصالح وترك المفاسد)).
وسُئل: هل يمكن القول بأنَّ المظاهرات والمسيرات تعتبر من الخروج على ولي الأمر؟
فأجاب: ((لا شك إنها من وسائل الخروج، بل هي من الخروج لا شك)).
8- كتب الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله بتاريخ 12/4/1432ه في التحذير من المظاهرات التي ضربت الدول الإسلامية مؤخراً رسالة قيمة بعنوان [حكم المظاهرات في الإسلام]، ردَّ فيها رداً علمياً مدعَّماً بالأدلة والحجج القوية على (سعود بن عبدالله الفنيسان) وشبهاته المتهافتة واستدلالاته الباطلة التي أجاز من خلالها المظاهرات السلمية وحرَّض عليها وشنَّع على من أنكرها ونهى عنها، ومما قاله الشيخ ربيع في رسالته هذه:
((والفتن التي نزلت بالأمة كثيرة، ومن أسوءها وأخطرها فتنة المظاهرات والمسيرات، وهي من فتن اليهود والنصارى قال تعالى في اليهود: "كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"، ومع الأسف الشديد فإنَّ الدكتور سعود الفنيسان قد أضفى عليها وعلى حرية التعبير وما يتبعها شرعية إسلامية، واستدل لها بأحاديث نبوية لا علاقة لها بهذه المظاهرات وما يتبعها من قريب ولا من بعيد، ونزَّه اللهُ الإسلامَ منها ومن كل الفتن)).
وقال: ((وتعالى الله وتنـزَّه أن يعتبر المظاهرات الشيطانية من المعروف، ونزَّه الله رسوله أن يعتبر هذه المظاهرات - التي هي من صنع اليهود الصهاينة - من المعروف، بل هي من أنكر المنكرات في ميزان الإسلام وعلماء الإسلام)).
وقال: ((ويريد أن يُدخِل في هذا الكلام المظاهرات، التي هي من جذور الديمقراطية، التي لا تعترف بحاكمية الله ولا بحقوقه على عباده حكاماً ومحكومين)).
وقال: ((فالتصوير الذي ذكرته بكل أشكاله محرم أشد التحريم في الإسلام، وأصحابه قد وُعِدوا بأشد أنواع العذاب يوم القيامة، فكيف تجعله من وسائل التعبير الاجتهادية؟!. والمظاهرات السلمية وغير السلمية لا تدخل في أبواب الاجتهاد لما فيها من الفساد والإفساد، فلا يجوز ذلك، ولا يقول بأنها من المسائل الاجتهادية إلا مكابر مخالف للنصوص الشرعية، ولا يجوز أن تنسب إلى الإسلام بحال من الأحوال؛ لأنها تصادم توجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيأتي الكلام عليها وبيان تحريمها وبطلانها)).
وقال: ((فهل الديمقراطية - ومنها المظاهرات وحرية التعبير - تلتزم وتلزم الناس بما تضمنته هذه الآيات، ومنها تقوى الله والقول السديد وتحري القول بالتي هي أحسن والتحذير من نزغ الشيطان والبعد عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي والقول على الله بغير علم؟! ما أبعد الديمقراطية والمظاهرات عن هذه الفضائل)).
وقال: ((ومن أعظم أسلحتهم الديمقراطية: المظاهرات؛ التي تدمر النفوس والعقول والممتلكات، والغربيون يروِّجون لها لأنهم متأكِّدون أنَّ هذه نتائجها، فليدرك ذلك المسلمون، وليعتزوا بدينهم، وليتمسكوا به في كل الميادين العقائدية والتعبدية والاجتماعية والأخلاقية والسياسية والاقتصادية، فإنَّ في ذلك السعادة في الدنيا والآخرة)).
وقال: ((وأنت تدعو إلى المظاهرات التي تدَّعي بأنها سلمية!، والعقلاء يعرفون نتائجها، وما تؤدِّي إليه من إزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات وبثِّ الرعب في نفوس الأبرياء ممن لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بل يكتوون بنارها، وينجو من بلائها دعاتها ومثيروها، ونسألك ما هي الأدلة على مشروعية المظاهرة؟ وما هي مظاهر حرية التعبير المشروعة في الإسلام؟ وهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مشروع لكل أفراد الشعب، أو له شروط معينة؟وما هي علاقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المشروعين في الإسلام بالمظاهرات التي هي نتاج أدمغة الكفار الذين يسعون في الأرض فساداً؟ وهل مناصحة ولاة الأمور حق لكل الشعب أو لذلك أهله وشروطه؟)).
وقال: ((فالمظاهرات مضادة للنصوص القرآنية والنبوية؛ لأنها من شر ضروب المنكر والفساد والإفساد مهما روَّج لها دعاتها وزخرفوها، وستأتي الأدلة النبوية التي تبيِّن زيفها وتهدمها إن شاء الله)).
وقال: ((وقد لقي الإمام أحمد وأهل السنة البلاء الشديد والضرب والسجون ومنع الحقوق والطرد من الوظائف، وكان قلوب العامة معهم وضد هذا الضلال إلا الجهمية، ومع ذلك لم ينازعوا هؤلاء الخلفاء في الأمر، ولا نادوا بالثورات والمظاهرات، وإنما التزموا الصبر على تلك الأهوال وسوء المعاملات تنفيذاً لتوجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم السديدة الرشيدة، ودرءاً للمفاسد التي تسفك فيها الدماء وتنهب فيها الأموال، وتأتي على الأخضر واليابس، وهكذا يكون العلماء الربانيون، وشكرهم أهل السنة في كل زمان ومكان، وساروا على نهجهم، فهلا دعوتَ الشباب إلى الاقتداء بهؤلاء العلماء في الصبر على أشد أنواع الظلم ما دام الحاكم في دائرة الإسلام؟. ولقد فرَّج الله عنهم بالخليفة العباسي المتوكِّل، فرفع الله به تلك المحنة الشديدة التي نزلت بأهل السنة وعلمائهم، وأذلَّ اللهُ به الجهمية الضلَّال، وارتفعت به راية السنة، ورحم الله الإمام أحمد وإخوانه الثابتين على الحق الصابرين على الابتلاء والامتحان)).
وقال: ((المظاهرات من شرِّ ما شرعه اليهود والنصارى ومن جذور الديمقراطية المدمِّرة التي استهدفت الإسلام سياسياً وعقائدياً وأخلاقياً واجتماعياً، ولذا أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية عشرات المليارات لفرضها على المسلمين في بلدانهم، وجيِّشت لتحقيق هذه الغاية الجيوش الجرارة والصواريخ والآلات المدمرة، أرأيتَ لو كانت من الإسلام أو كان فيها نفع للإسلام والمسلمين أتقوم بكل هذه الجهود؟ مع أنَّ المظاهرات من أعظم أدوات الفساد والإفساد، ومن يقول: إنَّ هناك مظاهرات سلمية فإنه يكابر في واقع معروف ومشاهد ويضحك على البلهاء والمغفلي، فما من مظاهرة في الدنيا - بما في ذلك أوروبا وأمريكا - إلا ويقع فيها من الفساد والإفساد والتخريب وتدمير الممتلكات وتحطيم السيارات ونهب المتاجر وسفك الدماء وبث الرعب والخوف ما لا يجيزه عقل ولا شرع، بل يحرمه شرع الله أعظم التحريم، ولا عبرة بالنادر إن حصل)).
وقال: ((تقدمت الأحاديث التي تأمر بالصبر على جور الحكام وعند رؤية ما ينكر منهم وظهور الاستئثار منهم، وإنْ أعطيناهم حقهم ومنعونا حقنا، ولم يدلّنا رسول الله على الأساليب الثورية وعلى المظاهرات سلمية أو غير سلمية، وحرَّم علينا البدع، ومن أخبثها المظاهرات، وهي تحمل في طياتها مفاسد عظمى فكيف يجيزها شرع الله الحكيم؟!، ومن أراد أن يعلم مفاسدها وما تؤول إليه من نتائج فليأخذها من الأحداث السابقة والحالية في البلدان التي تجيز المظاهرات والتجمعات السياسية.
والحاصل أنَّ المظاهرات من أخبث وأفسد ما يصادم تلك التوجيهات النبوية الناصحة الرشيدة، ولا يجوز لمسلم أن يخالف هذه التوجيهات العظيمة الصادرة عن الذي لا ينطق عن الهوى ويدَّعي جواز المظاهرات وحالها ما ذكرنا، قال تعالى: "فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً". وقد ظهر جلياً أنَّ المظاهرات والمسيرات لا تجوز شرعاً، ولو كانت للمطالبة بحق أو رفع ظلم، والذي يدَّعي إباحتها أو وجوبها إما جاهل بالنصوص النبوية أو متجاهل لها، فليتقِ الله)).
وختم الشيخ ربيع حفظه الله رده بقوله: ((وعلماء السنة في كل مكان يحرمون المظاهرات ولله الحمد: ومنهم علماء المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي المملكة سابقاً، والعلامة محمد بن صالح العثيمين، وهيئة كبار العلماء وعلى رأسهم مفتي المملكة الحالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، وفضيلة الشيخ صالح اللحيدان، ومحدِّث الشام محمد ناصر الدين الألباني، وعلماء السنة في اليمن وعلى رأسهم الشيخ مقبل الوادعي، وعلماء الجزائر وعلى رأسهم الشيخ محمد علي فركوس، رحم الله من مضى منهم، وحفظ الله وثبَّت على السنة مَنْ بقي منهم، وجنَّب المسلمين البدع والفتن ما ظهر منها وما بطن)).
أقول:
فمن اطلع على هذه الفتاوى من هؤلاء العلماء الكبار علم يقيناً أنهم يحرِّمون هذه المظاهرات سواء كانت على حكومات مسلمة - عادلة أو ظالمة - أو كافرة، وسواء كانت المظاهرات سلمية أو تخريبية، وسواء كانت بإذن الحاكم أو بلا إذن منه، وسواء كانت لتحقيق المطالب الشرعية ورفع الظلم أو لمبادئ ديمقراطية وجاهلية وعصبية وتحصيل مطالب دنيوية ومصالح حزبية ومنافع شخصية، فالمظاهرات كيفما كانت فهي محرَّمة، فليُفطن لهذا.

ويبقى السؤال الذي لا محيص عنه: ما هو المخرج من هذه الفتنة؟
يتساءل الكثير من الناس - منهم المعترض المجادل، ومنهم المستفهم المسترشد - إذا كانت المظاهرات هذه ليست حلاً ولا مخرجاً من هذا الظلم والعدوان، فما هو السبيل البديل عنها؟! هل يبقى أهل السنة في العراق ينتظرون مصيرهم المحتوم على أيدي أعدائهم المجرمين من قتل أو سجن أو تعذيب أو تهجير أو انتهاك أعراض أو ضياع أموال أو طرد من الوظائف أو مضايقات وأذى أو تمييز أو تهميش وغير ذلك؟! وإلى متى يصبرون على هذا؟ ولماذا يصبرون إذا كان الموت سيلاقيهم عاجلاً أم آجلاً؟!
وللجواب عن ذلك نقول:
إنَّ مواجهة هذه الهجمة الشرسة من قبل أعداء السنة لا يمكن التصدي لها بمثل هذه الحماسات العاطفية والإنفعالات النفسية وردود الأفعال غير المدروسة ولا المنضبطة بضوابط الشرع المبنية على مراعاة المصالح والمفاسد والنظر في عواقب الأمور ومآلاتها وآثارها، إنَّ التصدي لهؤلاء وإحباط مخططاتهم والنجاة من ضررهم وإفسادهم يكون من خلال هذه الخطوات:
الأولى: دعوة أهل السنة في العراق إلى الرجوع إلى دينهم الحق؛ من إخلاص التوحيد لله عزَّ وجلَّ ونبذ الشرك بكل أنواعه وصوره، وتجريد المتابعة الحقيقة للنبي صلى الله عليه وسلم ونبذ التعصب المذهبي والتقليد الأعمى، والعمل بمحكم الكتاب وصحيح السنة بفهم سلف الأمة الصالح في مصدر التلقي والتأصيل والاستدلال في العقائد والأحكام والعبادات والأخلاق والآداب والمعاملات، والتحذير من كل البدع والضلالات وكشف المبطلين والمنحرفين، والدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ من خلال التصفية والتربية التي وضَّح معناها ونبَّه على مفاهيمها الشيخ الألباني رحمه الله مراراً في عدة مجالس ورسائل.
الثانية: إحياء مبدأ الولاء والبراء على العقيدة الصحيحة والمنهج السديد، وكشف دعاة الوحدة الوطنية الجوفاء، ودعاة وحدة الأديان والمساواة والإخاء، ودعاة التقريب بين الطوائف، ودعاة التمييع الذين يدعون إلى التعاون مع المخالفين للمنهج السلفي بدعوى أنَّ هذه المناهج كلها تدخل تحت إطار أهل السنة والجماعة.
الثالثة: إقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله لإرشاد الناس وإصلاحهم إلى أقوم العقائد وأمثل الأخلاق في المساجد والدورات العلمية والبيوت والطرقات والدوائر الرسمية والأعمال وغيرها.
الرابعة: بيان عقيدة أهل السنة والجماعة وكشف عقائد أعدائهم الضلال، وإظهار حقيقة حقدهم وعدوانهم على أهل السنة عقائدياً وتاريخياً؛ من خلال طرح عدة مسائل أصولية وفرعية - بحكمة وبصيرة - تظهر الفرق بين الطائفتين، وعدم الإطمئنان إلى عهودهم ومواثيقهم وفقدان الثقة بهم؛ لأنَّ دينهم مبني على التقية والكذب، وكذلك التحذير من مسخ الهوية السنية بدعوى محبة أهل البيت ومظلوميتهم وما أصابهم من معاداة وتضييق أو بدعوى محاربة الطائفية والفتنة المذهبية. فإنَّ الكثير من عوام أهل السنة - وبخاصة مشايخ العشائر والوجهاء وكبار السن وأهل المناصب والشهادات! - مع الأسف ينخدعون بمثل هذه الدعاوى والشعارات، وكما أنَّ الغرب الكافر قد عادى الإسلام والمسلمين بدعوى محاربة الإرهاب والدعوة إلى التسامح والتعايش السلمي، فكذلك أعداء السنة يحاربونهم ولا يسمحون لهم خاصة - بينما يسمحون للنصارى والصابئة وغيرهم من الأديان الكافرة! - بإظهار عقيدتهم وشعائرهم بدعوى محاربة الفتنة الطائفية!، بينما شعائرهم الشركية وعقائدهم الضالة تظهرها كل قنواتهم الرسمية وغير الرسمية، ويعلقون صور مراجعهم وأعلامهم وشعاراتهم الثائرة على جدران الدوائر والمؤسسات والجامعات والمدارس والطرق والجسور ونقاط التفتيش وغير ذلك.
الخامسة: دعوة أهل السنة إلى إلتزام تقوى الله والصبر، وتقوى الله لا تتحقق إلا بالإيمان بما أخبر والإمتثال لما أمر والكف عما نهى عنه وزجر، والصبر حقيقته ثبات داعي الدين والعقل وعدم الإلتفات إلى داعي الهوى والعاطفة والحماسة؛ وسبيله الصبر على فعل الطاعة وعن فعل المعصية وعلى المصائب والفتن والمحن والظلم والأذى، فالواجب التأني وعدم استعجال الأمور، كما أنَّ الواجب مراعاة عواقب الأمور لا ظواهرها.
السادسة: الدعوة إلى الارتباط بالعلماء السلفيين الراسخين الذين عرفهم العامة والخاصة بسلامة العقيدة وسداد المنهج، والرجوع إليهم في معرفة الأحكام والمواقف الصحيحة من المسائل الكبار والأزمات التي تضطرب فيها البلاد وتقع بسببها الفتن الكبار.
السابعة: تحري العدل والإصلاح على قدر المستطاع مع الموافق والمخالف والقريب والبعيد في الأقوال والأفعال والأحكام والمواقف.
الثامنة: الحذر كل الحذر من نشر الإشاعات والأراجيف التي تضعف أهل السنة في مناطقهم وتزلزل إيمانهم وتقوِّي فيهم فكرة الاستسلام والإذعان وتَقبُّل الأمر الواقع وكأنَّ ليس له من دافع.
التاسعة: على أهل السنة في العراق أن يسعوا إلى تحصين أنفسهم في كل مكان من خطر أعدائهم وتوسعاتهم، وأن ينتبهوا إلى مخططاتهم وأن لا يثقوا أو يستمعوا إلى توجيهات أعوانهم من الأحزاب والمنافقين وضعاف النفوس ومرضى القلوب والمرجفين في المناطق السنية، وليبتعد أهل السنة عن الفتنة - سواء كانت بالكلام أو الفعل - بكل ما أوتوا من سبيل، وينشغلوا بتحقيق العبودية لله وتجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم علماً وعملاً ودعوة.
العاشرة: على أهل السنة أن يحذروا من الوقوع في أيدي أعدائهم المجرمين، وليعلموا أنَّ الحفاظ على دينهم وأبدانهم أعظم من الحفاظ على أموالهم وبنيانهم، وإنْ تعرَّضوا إلى خطر القتل أو انتهاك العرض فليدفعوا ذلك بما يستطيعون، فإن اضطروا إلى المواجهة لصدِّ هذا الخطر المتحقق فليدافعوا عن أنفسهم وأعراضهم بشجاعة وإقدام وتضحية وشهادة، وليعلموا أنَّ القوة والعزة لله، وأنَّ خصومهم من أجبن الناس عند اللقاء، وقلوبهم مليئة بالرعب منهم.
وأقول:
هذه الخطوات تحتاج إلى عمل جاد وسعي حثيث في تحقيقها سواء طال الزمان أو قصر، وسواء كثر الساعون في ذلك أو قلُّوا، فإنْ تعاون أهل السنة على ذلك تكفَّل الله بحفظهم من كيد أعدائهم وتعهد بتمكينهم في الأرض وإعادة قيادة البلاد إليهم، وإنْ أعرضوا أو تخاذلوا عن هذه الخطوات فلا تمكين ولا أمن ولا استخلاف، وإنْ تعجَّلوا في المواجهة من غير تحقيق أسباب التوفيق والنصر فلا يلوموا على ما سيصيبهم من محنة وبلاء على أيدي أعدائهم إلا أنفسهم.

قد يقول قائل: وماذا نفعل أزاء ما يقوم به بعض المسؤولين من اغتيالات واعتقالات وتعذيب في السجون وانتهاك أعراض وظلم واعتداء ومضايقات ومداهمات وضرب وسب وإهانات مستمرة؟
والجواب عنه:
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخبر في عدة أحاديث أنَّ الأمة سيخرج فيهم أئمة جور يظلمون الناس ويظهرون المنكرات ويستأثرون بالمناصب والأموال والحقوق ويأخذون أموال الناس بالباطل ويضربون ظهورهم، وأخبر بظهور أقوام من أعوان الظلمة يضربون الناس بالسياط، وأخبر بوقوع الفتن والهرج والمرج من قتل واقتتال وضياع للأموال وانتهاك للمحرمات، أخبر بذلك وغيره، ومع هذا أمر صلى الله عليه وسلم بالصبر والتوجُّه إلى الله عزَّ وجلَّ، والكفِّ عن الاشتراك بالفتنة، ونهى عن الخروج على هؤلاء الظلمة وشق جماعة المسلمين، وإليكم جملة من هذه الأحاديث:
- ورد في أحد طرق حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: ((كان الناس يسألون رسول الله عن الخير...)) أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ))، قَالَ حذيفة: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: ((تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ)) أخرجه الإمام مسلم.
- ومنها حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا)) قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَأْمُرُ من أَدْرَكَ مِنَّا ذلك؟ قال: ((تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الذي عَلَيْكُمْ وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الذي لَكُمْ)) متفق عليه.
- ومنها حديث أَنَس بن مَالِكٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا؟ قَالَ: ((سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ)) متفق عليه.
- ومنها حديث عَلْقَمَة بن وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ عن أبيه قال: سَأَلَ سَلَمَةُ بن يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا نَبِيَّ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إن قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فما تَأْمُرُنَا؟! فَأَعْرَضَ عنه، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عنه، ثُمَّ سَأَلَهُ في الثَّانِيَةِ، أو في الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بن قَيْسٍ، وقال: ((اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عليهم ما حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ)) أخرجه مسلم.
- ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: ((سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فيها خَيْرٌ من الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فيها خَيْرٌ من الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فيها خَيْرٌ من السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ لها تَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أو مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ)) متفق عليه، وفي رواية لمسلم قال: ((تكون فتنة النائم فيها خير من اليقظان، واليقظان خير من القائم، والقائم فيها خير من الساعي، فمن وجد ملجأ أومعاذاً فليستعذ به)).
- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ بين أيديكم فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي)) قالوا: فما تأمرنا؟ قال: ((كونوا أحلاس بيوتكم)) أخرجه أحمد وأبو داود.
- وعن المقداد بن الأسود قال: ايم الله لقد سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، وَلَمَنِ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهاً))رواه أبو داود.
- وعن ابن عمرو ضي الله عنهما قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة فقال: ((إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا)) - وشبك بين أصابعه – قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله تبارك وتعالى فداك؟ قال: ((الزم بيتك وابك على نفسك واملك عليك، وخذ ما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة))أخرجه أبو داود والنسائي.
- وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((العبادة في الهرج كهجرة إلي)) أخرجه مسلم.
- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: ما النجاة؟ قال: ((أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك)) أخرجه الترمذي.
- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ؛ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ)) أخرجه البخاري.
- وعن عامر بن سعد قال: كان سعد بن أبي وقاص في بيته فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فنزل فقال له: أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم؟ فضرب سعد في صدره وقال: اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ الله يحب العبد التقي الغني الخفي))رواه مسلم.
- أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِىَ وَتَابَعَ)) قَالُوا: أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: ((لاَ مَا صَلَّوْا))، وفي لفظ: ((فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ))، وفي لفظ: ((فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ))، أخرجه مسلم بهذه الألفاظ، وعند أبي داود: قَالَ هشام بن حسان: ((فَمَنْ عَرَفَ بِلِسَانِهِ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِىَ وَتَابَعَ))، وقَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي مَنْ أَنْكَرَ بِقَلْبِهِ، وَمَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ.
- وعن عياض بن غنم رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ فَلاَ يُبْدِ له عَلاَنِيَةً، وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بيده فَيَخْلُوَ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ منه فَذَاكَ، وَإِلاَّ كان قد أَدَّى الذي عليه له)) أخرجه الإمام أحمد.
- وعن أبي أمامة رضي الله عنها: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم: ((يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال معهم سياط كأنها أذناب البقر؛ يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه)) أخرجه الطبراني، وفي لفظ: ((سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله و يروحون في سخط الله))، وعند ابن أبي شيبة في المصنَّف قال عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: ((إنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ صِنْفَيْنِ فِي النَّارِ: قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ عَلَى غَيْرِ جُرْمٍ لاَ يُدْخِلُونَ بُطُونَهُمْ إِلاَّ خَبِيثًا، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مَائِلاَتٌ مُمِيَلاَتٌ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا)).
- وعن الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج!، فقال: ((اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده أشر منه حتى تلقوا ربكم)) سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاري.
- وعَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَقُلْنَا: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلَا تَدْعُو لَنَا؟ فَقَالَ: ((قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ)) أخرجه البخاري.

قد يقول قائل: هذه الأحاديث كلها في حكَّام لا يظهرون عقيدة الكفر ولا يدعون الناس إليها ولا يكرهونهم عليها؟
وللجواب عنه؛ نقول:
ليس الأمر كذلك، وبالأخص حديث خباب بن الأرت، ثم إنَّ هذه الأحاديث قد أنزلها إمام أهل السنة والجماعة أبو عبدالله أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى على زمان الخليفة الواثق الذي أظهر عقيدة خلق القرآن وامتحن الناس عليها، والإمام أحمد رحمه الله وغيره من الأئمة كانوا يرون كفر مَنْ يقول هذه العقيدة، فكيف بمن يمتحن الناس عليها؟!
وقد اضطرَّ الكثير من العلماء على القول بهذه العقيدة الكفرية خوفاً من السيف والسجن والضرب والتعذيب، ومع هذا كان الإمام أحمد رحمه الله لا يكفِّر الأمراء وبعض المغرر بهم من أتباعهم الذين كانوا يضربون الناس ويحبسونهم ويقتلونهم، وينهى عن الخروج عليهم وإحداث الفتنة وشق عصا المسلمين، مع ما لاقاه رحمه الله من فتنة كبيرة ومضايقات وأذى وضرب وحبس وحجز عن الناس مدة طويلة، لكنه كان يصدع بالحق وينصح لا يخشى في الله لومة لائم ولا جور حاكم ولا سطوة ظالم بالتي هي أحسن من غير فتنة ولا دعوة إلى الخروج.
قال أبو بكر الخلال رحمه الله في كتابه [السنة 1/131- 134]: ((أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِاللَّهِ, يَأْمُرُ بِكَفِّ الدِّمَاءِ, وَيُنْكِرُ الْخُرُوجَ إِنْكَارًا شَدِيدًا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَإِبْرَاهِيمَ: أَنَّهُمَا كَرِهَا الدَّمَ, يَعْنِي فِي الْفِتْنَةِ.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَنَّ أَبَا الْحَارِثِ حَدَّثَهُمْ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِاللَّهِ فِي أَمْرٍ كَانَ حَدَثَ بِبَغْدَادَ, وَهَمَّ قَوْمٌ بِالْخُرُوجِ, فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِاللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الْخُرُوجِ مَعَ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ؟ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ, وَجَعَلَ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ؛ الدِّمَاءَ، الدِّمَاءَ, لاَ أَرَى ذَلِكَ, وَلاَ آمُرُ بِهِ, الصَّبْرُ عَلَى مَا نَحْنُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْفِتْنَةِ يُسْفَكُ فِيهَا الدِّمَاءُ, وَيُسْتَبَاحُ فِيهَا الأَمْوَالُ, وَيُنْتَهَكُ فِيهَا الْمَحَارِمُ, أَمَا عَلِمْتَ مَا كَانَ النَّاسُ فِيهِ؛ يَعْنِي أَيَّامَ الْفِتْنَةِ؟ قُلْتُ: وَالنَّاسُ الْيَوْمَ أَلَيْسَ هُمْ فِي فِتْنَةٍ يَا أَبَا عَبْدِاللَّهِ؟! قَالَ: وَإِنْ كَانَ, فَإِنَّمَا هِيَ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ, فَإِذَا وَقَعَ السَّيْفُ عَمَّتِ الْفِتْنَةُ, وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ, الصَّبْرَ عَلَى هَذَا, وَيَسْلَمُ لَكَ دِينُكَ خَيْرٌ لَكَ, وَرَأَيْتُهُ يُنْكِرُ الْخُرُوجَ عَلَى الأَئِمَّةِ, وَقَالَ: الدِّمَاءَ, لاَ أَرَى ذَلِكَ, وَلاَ آمُرُ بِهِ.
وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى قَالَ: سَمِعْتُ حَنْبَلاً يَقُولُ فِي وِلاَيَةِ الْوَاثِقِ: اجْتَمَعَ فُقَهَاءُ بَغْدَادَ إِلَى أَبِي عَبْدِاللَّهِ؛ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ, وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَطْبَخِيُّ, وَفَضْلُ بْنُ عَاصِمٍ, فَجَاؤُوا إِلَى أَبِي عَبْدِاللَّهِ, فَاسْتَأْذَنْتُ لَهُمْ, فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِاللَّهِ, هَذَا الأَمْرُ قَدْ تَفَاقَمَ وَفَشَا - يَعْنُونَ إِظْهَارَهُ لِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ - فَقَالَ لَهُمْ أَبُو عَبْدِاللَّهِ: فَمَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: أَنْ نُشَاوِرَكَ فِي أَنَّا لَسْنَا نَرْضَى بِإِمْرَتِهِ وَلاَ سُلْطَانِهِ, فَنَاظَرَهُمْ أَبُو عَبْدِاللَّهِ سَاعَةً, وَقَالَ لَهُمْ: عَلَيْكُمْ بِالنَّكِرَةِ بِقُلُوبِكُمْ, وَلاَ تَخْلَعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ, وَلاَ تَشُقُّوا عَصَا الْمُسْلِمِينَ, وَلاَ تَسْفِكُوا دِمَاءَكُمْوَدِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ مَعَكُمُ, انْظُرُوا فِي عَاقِبَةِ أَمْرِكُمْ, وَاصْبِرُوا حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ أَوْ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ, وَدَارَ فِي ذَلِكَ كَلاَمٌ كَثِيرٌ لَمْ أَحْفَظْهُ، وَمَضَوْا. وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى أَبِي عَبْدِاللَّهِ بَعْدَمَا مَضَوْا, فَقَالَ أَبِي لأَبِي عَبْدِاللَّهِ: نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلاَمَةَ لَنَا وَلأُمَّةِ مُحَمَّدٍ, وَمَا أُحِبُّ لأَحَدٍ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا, وَقَالَ أَبِي: يَا أَبَا عَبْدِاللَّهِ, هَذَا عِنْدَكَ صَوَابٌ؟ قَالَ: لاَ, هَذَا خِلاَفُ الآثَارِ الَّتِي أُمِرْنَا فِيهَا بِالصَّبِرِ, ثُمَّ ذَكَرَ أَبُو عَبْدِاللَّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنْ ضَرَبَكَ فَاصْبِرْ, وَإِنْ...، وَإِنْ...، فَاصْبِرْ", فَأَمَرَ بِالصَّبِرِ, قَالَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: وَذَكَرَ كَلاَمًا لَمْ أَحْفَظُهْ))، جاء في موضع آخر بيان حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي)).
وقال الخلال رحمه الله [المصدر السابق 1/140]: ((وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِاللَّهِ يَأْمُرُ بِكَفِّ الدِّمَاءِ وَيُنْكِرُ الْخُرُوجَ إِنْكَارًا شَدِيدًا, وَأَنْكَرَ أَمْرَ سَهْلَ بْنَ سَلاَمَةَ, وَقَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ حَمْدُونَ بْنِ شَبِيبٍ أُنْسٌ, وَكَانَ يَكْتُبُ لِي, فَلَمَّا خَرَجَ مَعَ سَهْلٍ جَفَوْتُهُ بَعْدُ, وَكَانَ قَدْ خَرَجَ ذَاكَ الْجَانِبِ, فَذَهَبْتُ أَنَا وَابْنُ مُسْلِمٍ فَعَاتَبْنَاهُ, وَقُلْتُ: إِيشْ حَمَلَكَ؟ فَكَأَنَّهُ نَدِمَ أَوْ رَجَعَ)).
أقول:
فلا بد من الصبر على الأذى، وهو ليس من الخنوع أو الذل أو الجبن أو الخوف أو الاستسلام والإذعان والرضى بالاستعباد كما يحاول البعض تصويره بهذه الصورة القبيحة!، وإنما هو من إلتزام وصايا النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الحال، وقد ابتلى الله سبحانه أنبياءه وأولياءه وعباده الصالحين بأنواع من البلاء، فلما صبروا أهلك عدوَّهم ومكَّنهم من بعدهم في الأرض، وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله: ((لا يُمكَّن حتى يُبتلى)).
والإبتلاء وشدته علامة على قرب النصر والتمكين وهلاك العدو كما قال تعالى: ((حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ))، وأما مخططات الأعداء فقد تكفَّل الله عزَّ وجلَّ بدفعها لكن بشرطين فقال: ((وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)).
هذا آخر ما أردتُ بيانه في هذه الفتنة العمياء لعلَّ الله عزَّ وجلَّ أن يُبصِّر بهذه النصوص والنقول والفتاوى أقواماً زلَّت أقدامهم وضلَّت أفهامهم فيرجعوا إلى رشدهم ويتمسَّكوا بدعوتهم الناس إلى تصحيح العقيدة والعبادات والسلوك، ولا يغترون بمثل هذه الحماسات أو العواطف التي لا يعلم خطر عواقبها ولا شدة آثارها إلا الله عزَّ وجلَّ، نسأل الله سبحانه أن يرحمنا ويغفر لنا وأن يجنبنا مضلات الفتن والمحن وأن يثبتنا على الصراط وأن يختم لنا بالحسنى، إنه وليُّ المؤمنين.

كتبه
أحد طلبة العلم السلفيين
الأول من شهر ربيع الأول لعام 1434 ه
الموافق يوم الأحد 13/1/2013
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-17-2013, 06:00 PM
أبو أوس فلاح الموصلي أبو أوس فلاح الموصلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 30
شكراً: 1
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي

ملاحظة : ليس لي في هذا المقال شيء انما نقلته فقط
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:15 AM.


powered by vbulletin