منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > المنابر الموسمية > منبر شهر رمضان المبارك

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-09-2012, 10:27 AM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي مجالس رمضانيَّة (01) : مجلسٌ في تفسير أواخر سورة (الشعراء) لفضيلة الشَّيخ: عبد الرحمن العجْلان

مجالس رمضانيَّة (01): مجلسٌ في تفسير أواخر سورة (الشعراء) لفضيلة الشَّيخ: عبد الرحمن العجْلان

بقلم خادم العلم : الشَّيخ سمير سمراد حفظه الله

هذا درسٌ في تفسير أواخر سورة (الشعراء) من إلقاء فضيلة الشّيخ عبد الرحمن العجلان(مِن علماء القصيم)؛ في موسم رمضان المبارك لعام 1419هـ، وقد منَّ الله عليَّ أثناء حضوري في مجلسِ فضيلته العامر بالمسجد الحرام (قرب المئذنة)، بعد عصر يوم07رمضان 1419هـ/25ديسمبر1998م، بتقييدِ جملٍ وافرةٍ من كلامه، وأنشرُها اليوم لتعميمِ الاستفادة منها، ولتكون نعم الذِّكرى! لتلكم الأيَّام في رحاب المسجد الحرام، وبين يديْ مُدَرِّسِيهِ الأعلام، وهو أوَّلُ درسٍ حضرتُهُ، في أوَّل يومٍ حللْتُ فيهِ بتلكم الأرض المقدَّسة!:
﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)﴾ [الشعراء:192-212].
﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ فلو نزل على غير عربي بالعربية ما فهموه ولما قامت به حجة ولكان لهم احتجاج لأنهم لا يفهمون.
اللهُ أقام عليهم الحجة ووضّح لهم المحَجَّة بلسان عربي مبين.
﴿وَإِنَّهُ﴾ أي القرآن ﴿لَفِي زُبُرِ﴾ جمع زبور، ﴿وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾[النساء:163] والزّبور: الكتاب ﴿لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ﴾، أي: في الكتب المنزلة من قبل كالتوراة والإنجيل، أي: أنّه مذكور في كتب الأولين، فالقرآن مذكور في الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل، وهو حجة على أن القرآن من عند الله، لأنه ذُكر من قبل.
﴿أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾، ألم يكن لكفار قريش آية وعلامة على صدق محمد(صلى الله عليه وسلم) أن يعلم علماء بني إسرائيل أن القرآن حق ونزل من عند الله على محمد (صلى الله عليه وسلم). ﴿آَيَةً﴾ بالنصب خبر ﴿يَكُنْ﴾ وجملة: ﴿أَنْ يَعْلَمَهُ ....﴾ اسمها في محل رفع، وفي قراءة أخرى: ﴿آَيَةٌ﴾ بالرفع على أنها اسم ﴿يَكُنْ﴾ المتصرفة من كان، فيجوز أن تكون تامة بمعنى: أو لم توجد لهم آية، فاعل يكُنْ.
ما المراد بـ ﴿عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾: هل المراد عامةُ علمائهم : كان كفار قريش يعترفون بالفضل لليهود وكان إذا عرض لهم عارض لم يعرفوه، بعثوا لهم ليسألوا، ولما بعث النّبيّ (صلى الله عليه وسلم) أرسلوا إلى اليهود.
وقيل: المراد بـ ﴿عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ من آمن منهم بمحمّد(صلى الله عليه وسلم) وحسُن إسلامهم وهم خمسة: عبد الله بن سلام، وأسد وأسيد وثعلبة وابن يامين، وأخبروا أن القرآن مذكورٌ في التوراة والإنجيل.
﴿آَيَةً﴾ علامة على صدق محمّد ّ(صلى الله عليه وسلم) ﴿أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ علماء اليهود، هذه علامة واضحة ودلالة ملزمة أن القرآن من عند الله ولم يأت به محمّد (صلى الله عليه وسلم) من عند نفسه.
﴿وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ. فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ﴾ يقول الله تعالى: ﴿وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ﴾ أي هذا القرآن على الصّفة الّتي عليها على بعض الرّجال الأعاجم فقرأه عليهم قراءة صحيحة باللغة العربية- وكان قراءتُه عليهم باللغة العربية الفصحى إعجازًا- ما آمنوا به وصدَّقوا، ولكن الله أنزله باللّغة الّتي يعرفونها وعلى الرجل الذي يعرفونه المتصف بصفات الكمال التي يتصف بها البشر غير صفات الله.
﴿فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ﴾ ما آمنوا به، وربما كان لهم حجة، ولكن الله قطع عليهم الحجة بأن أنزله على هذه الصفة على أكمل إيضاح وعلى هذا الرجل، كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ...﴾ [فصلت:44] لقالوا كيف يرسل إلينا قرآنا....
قال الله تعالى : ﴿كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ﴾ أي أدخلناه في قلوب المجرمين أي كفار مكة....
أي القرآن ومعرفته وفهمه....، قيل هذا. والقول الأول: قال به جمهور المفسرين، أي أدخلنا الكفر بالقرآن في قلوب المجرمين.
﴿لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ أي بالقرآن ﴿حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ فإذا رأوا العذاب، وعاينوا ملائكة الموت تمنَّوْا الرجعة ليؤمنوا بالقرآن ويؤمنوا بمحمد (صلى الله عليه وسلم) ﴿فَيَأْتِيَهُمْ﴾ العذاب بَغْتَةً فجأةً ﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ والحال أنهم لا يشعرون بذلك حتى يباغتهم الأجل والعذاب، عند ذلك يقولون: ﴿هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ﴾ يتمنَّوْن الإِنْظَار، لكن لم يحصل لهم ذلك، لأن المرء إذا آمن بالله ورسوله قبل أن تبلغ روحه الحلقوم نفعه إيمانه، أمّا إذا عاين ملائكة العذاب، وعاين الموت فحينئذ لا ينفعُ الإيمان.
﴿هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ﴾ يقولون ذلك تحسُّرًا على ما فاتهم، وهم....وهو محال.
﴿أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ﴾ لما قال كفار قريش لمحمّد (صلى الله عليه وسلم) توعَّدتنا بالعذاب فأْتنا به، أين العذاب، من باب الاستهزاء والسخرية. وكما قالوا: ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾[الأنفال:32] وقول الكفار لأنبيائهم:﴿فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾[الأحقاف:22] على سبيل التهكم والسخرية والتحدي. قال الله تعالى: ﴿أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ﴾ سيأتيهم العذاب، والله يمهل ولا يهمل.
قال الله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ﴾ الاستفهام للاستنكار, والفاء للعطف ﴿إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ﴾ أفرأيت إن مددنا في أعمارهم...وأغرقنا عليهم النعيم، المال والصحة والولد والزوجات وغير ذلك من متاع، أفينفعهم ذلك، ﴿ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ﴾الذي هو العذاب ﴿مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ﴾ كل المتاع الذي مُتعوه في الدنيا لا يُغني عنهم شيئا. عن الزهري قال إن عمر كان إذا أصبح أمسك بلحيته ثم قرأ الآيات الثلاث هذه: ﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ . ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ . مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ﴾ ثم بكى، ثم يقول بعد ذلك لائمًا نفسه: نهارُك يا مغرور سهوٌ وغفلةٌ... والردى لك لازمُ, ولا أنت في اليُقظان.
وحرص رجل على الالتقاء بالحسن، فوجده يطوف حول الكعبة، فسلم عليه وقال له: عِظْنِي. قال: ﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ . ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ . مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ﴾ فقال: لقد أبلغت في الموعظة. وجاء في الحديث: «يؤتى بأنعمِ أهلِ الدُّنيا...».
﴿ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ﴾ طويلة، مئة سنة أو أكثر، ثم ماذا؟ ﴿ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ . مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ﴾ أي: أيُّ إغناءٍ أغنى عنهم، كلُّ ما مضى من النعيم لا ينفع، والاستفهام للاستنكار.
و﴿مَا﴾ في ﴿مَا كَانُوا﴾ مصدرية أو موصولة، ما أغنى عنهم متاعهم أو ما أغنى عنهم الذي يمتَّعون به.
واللهُ يقيم الحجة على العباد بإنزال الكتب وإرسال الرسل. فإذا آمنوا بالله وقاموا بما أوجب عليهم....مكَّن الله لهم في الأرض وبسط لهم في الرزق, ومكَّن لهم أمور دينهم ودنياهم، فإذا انتهكوا محارمه انتقم الله منهم:
﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ﴾ ما أهلك الله...إلاّ بعد أن أنذرهم، ﴿ذِكْرَى﴾ وموعظة وعبرة وإقامة حجة ﴿وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾، اللهُ لا يظلم الناس شيئًا وأنفسهم يظلمون.
وحينما قال كفار قريش إنَّ هذا الذي يتلوه محمد، سحرٌ وكهانة وأَتَتْ به الشياطين إلى محمد. قال الله تعالى: ﴿وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ﴾ ما هذا ممّا تأتي به الشياطين، هذا حق ونور، ﴿وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ﴾لأنهم هم الشياطين....[يأتون] الخبائث والخسائس والصفات الذميمة القبيحة السّيّئة، لا يأتون بالخير، ليس من نعتهم ولا من مرادهم ، لأنهم لا يريدون الخير، لأن القرآن خير ﴿وَمَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ لا يستطيعون الوصول إلى الملائكة، لأن نزول الوحي إلى الملائكة ثم إلى الرسل محروسٌ بالشهب ﴿إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ﴾ هم ممنوعون بقوة الله، وبما هيَّأ الله من الشهب، إذا تراكم بعضهم أرسل الله عليهم الشهب لتحرقهم. والله أعلم.

«انتهى ما يسَّرَ الله تعالى مِنْ تقييدٍ لكلامِ الشّيخِ عبد الرحمن العجلان (حفظه اللهُ تعالى)».
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 PM.


powered by vbulletin