منهجُ أهلِ السنَّةِ والأَثَرِ قلْعةٌ عَظيمةُ البناءِ
والإِمامُ الأَلْبانِيُّ المُجَدِّدُ المُحَدِّثُ حِصْنٌ من حُصونِها
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله أجمعين، أما بعد،،
فأنا ولله المنة والفضل من تلاميذ الشيخ أبي الحسن علي بن مختار الرملي – حفظه الله تعالى -، ولعلي أعرف جميع أقواله في الفقه والعقيدة وفي الحديث وفي أصول الفقه كذلك، وأعرف منهجه، وأعرف نظرته للعلماء ( كل عالم باسمه ) كيف لا وأنا ولله الحمد ألازمه منذ زمن طويل، وهذا فضل الله علينا.
والذي أريده من هذه المقدمة، ليس تزكية لنفسي، بل لأقول شهادتي في كلام شيخنا الرملي عن إمام السنة الألباني.
أقول وباختصار شديد: قبل أن أعرف شيخنا الرملي كنت أحب الشيخ الألباني، وبعد أن تعرفت على الشيخ الرملي عرفت لماذا أحب الشيخ الألباني.
عرفت لماذا الشيخ الألباني إمام، ولماذا هو مجدد في هذا العصر، بل عرفت لماذا الوقوع في عِرض الشيخ الألباني جريمة كبيرة، بل وقضية خطيرة، أن يحاول المغامرون التطاول على حصن من حصون قلعة أهل السنة والأثر.
علمنا شيخنا الرملي أن الإمام الألباني عالم جليل وأحد المجددين في هذا العصر، وإمام من أئمة السنة الكبار، وأعلم من خلال مجالساتي له أن الشيخ يجلّ هذا الإمام، ويدين الله تعالى بذلك، بل ويجعل الوقيعة في الإمام الألباني علامة على أهل الزيغ والضلال، وخاصة الحدادية.
ويحضرني هنا حادثة أرويها بالمعنى بيني وبين شيخنا الرملي - حفظه الله تعالى -، أحب أن أنقلها لكم. . .
كنت قد سألته يوماً عن حال شخص يُظهر السلفية، ولا أريد أن أذكر اسمه الآن، لعل الشيخ لا يسمح بذلك. . .
فقال لي الشيخ يومها: أن هذا الرجل في يوم من الأيام قد تكلم في الشيخ الألباني، مع أنه تراجع بعدها واعتذر وقال أنه لم يقصد. ولكن حقيقة لا أطمئن لتراجعه. ( كلام شيخنا بالمعنى )
وبعد سنوات إذا هذا الرجل يظهر حداديته وينكشف أمره للقاصي والداني.
الشاهد أن هذا الرجل كان يظهر السلفية، وأنه يجل العلماء، وأنه تراجع عن مقولة له في الشيخ الألباني، ولكن شيخنا بقي متردداً فيه. لماذا؟ لأنه أظهر ما يبطنه من الطعن في الشيخ الألباني، وكأنه يحمل منهجاً يخفيه ضد عقيدة أهل السنة، فظهر منهجه على فلتات لسانه، ولعلّ تراجعه المزعوم – آنذاك – ليس إلا مراوغة ومداهنة إلى حين.
فأخيراً وليس آخراً، أقول يا أيها الحلبيون: العبوا غيرها، وبعيداً عن ديار أهل السنة.
وليس بلازم إذا طعن شيخنا الرملي على عقيدة بعض من ( جلس في بيت الشيخ الألباني وأكل وشرب ) أن يكون هذا طعناً في عقيدة الشيخ الألباني، ولو كان لازماً لكان الطعن في العرعور أولى أن يعتبر طعناً في الشيخ الألباني؛ فهو من تلاميذه الحقيقيين في سوريا، كما صرّح بذلك الشيخ الألباني في غير ما مرة.
ولكن نحن عندنا بارك الله فيكم نؤمن بقاعدة (انفكاك الجهة!) على قول الأصوليين: الشيخ الألباني إمام في السنة وتلميذه العرعور إمام في البدعة.
ففرق عندنا بين الحلبي والشيخ الألباني، وبين مشهور والشيخ الألباني، وبين سليم الهلالي والشيخ الألباني، وهذا الفرق مبني على مقدمتين أساسيتين:
أولاً: الشيخ الألباني ليس له تلاميذ في الأردن أصلاً، لنقول أنهم أخذوا العقيدة عنه.
ثانياً: لا يلزم أن يكون التلميذ على عقيدة شيخه؛ فكم من تلميذ خالف شيخه.
. . .
وأقول لكم يا من جالس الشيخ الألباني في الأردن: إن كنتم تعتبرونه شيخاً لكم فسيروا على ما كان عليه: عقيدة، وفقهاً، ومنهجاً، وسلوكاً، وتديناً. والله وحده الموفق.
هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله أجمعين.
تم نشره في 25 رجب 1435 هـ
أبو حذيفة محمود الشيخ