منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-27-2015, 04:13 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي أشراط الساعة المتعلقة بالمطر

أشراط الساعة المتعلقة بالمطر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن المطر من نعم الله على العباد، وهو من أسباب إنبات النبات بما يعود على المخلوقات بالنفع العظيم.
وهو من المنن العظيمة التي امتن الله بها على عباده.
{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ } [الشورى: 28].
وعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الصُّبْحِ بِالحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ». متفق عليه.
وقد جاء ذكر المطر في أشراط الساعة في عدة أحاديث.
أولاً: نزول المطر الذي لا تحمي منه بيوت الطين المتماسك، وإنما تحمي منه بيوت الشَّعَر.
ثانياً: نزول المطر الذي لا تحمي منه بيوت الطين المتماسك، ولا بيوت الشعَر.
ثالثاً: نزول المطر الذي لا تنبت منه الأرض شيئاً.
رابعاً: لا تمطر السماء، ولا تنبت الأرض.
خامساً-ملحق-: مطر بعد النفخ في الصور.
سادساً: أحاديث وآثار فيها ضعفٌ ذكر فيها قلة المطر، وكثرة الجدب، وخاصة قبل خروج الدجال، والحديث الذي فيه مما يكون قبل الساعة: «والشتاء قيظاً» ، وفي رواية: «والمطر قيظاً»، ونحو ذلك، مع أني أميل إلى تحسين هذه اللفظة.

وهذا بيان ما سبق -ما عدا السادس فله بحث مستقل إن شاء الله-:


أولاً: نزول المطر الذي لا تحمي منه بيوت الطين المتماسك، وإنما تحمي منه بيوت الشَّعَر.
عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُمْطَرَ النَّاسُ مَطَرًا لَا يُكِنُّ مِنْهُ بُيُوتُ الْمَدَرِ، لَا يُكِنُّ مِنْهُ إِلَّا بُيُوتُ الشَّعْرِ».
قَالَ سُهَيْلٌ: فَمَا فَارَقَ أَبِي بَيْتَ شَعْرٍ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى(1).
فبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن من أشراط الساعة نزول مطر (لا يكن) أي لا يمنع من وصوله للناس داخل بيوتهم إذا كانت مبنية من (المدر) وهو الطين المتماسك، وإنما يحفظ منه بيوت الشَّعَر فقط .
وهذا آية من آيات الله وعجيبة من العجائب، إذ المعهود أن بيوت المدر والطين أكثر منعا لوصول الماء إلى داخل البيوت بخلاف بيوت الشَّعر، فإنها ربما دخل من خلالها شيء من الماء، ولكن سينزل مطر في آخر الزمان يكون فيه لبيوت الشعر شأنٌ خاص.
وهذه العلامة من علامات الساعة لم تحصل بعدُ.
ثانياً: نزول المطر الذي لا تحمي منه بيوت الطين المتماسك، ولا بيوت الشَّعَر، ويستمر نزوله أربعين يوما.
لما ينزل عيسى عليه السلام فيقتل الدجال، ثم يخرج يأجوج ومأجوج، ويحاصرون عيسى عليه السلام ومن معه من أهل الإيمان في طور بيت المقدس، ثم يهلك الله يأجوج ومأجوج بتسليط دود النغف عليهم؛ تنتن الأرض من رائحة جيفهم، فيبعث الله طيراً ضخاماً كأعناق الإبل، تحمل هذه الجثث المنتنة إلى حيث شاء الله-وذكر كعب الأحبار أنه مكان يسمى المهبل في مطلع الشمس-، ثم يمطر مطر عظيم لا تحمي منه بيوت الطين، ولا بيوت الشَّعَر، ويعم الأرض، فيغسلها غسيلاً تاماً، ثم تؤمر الأرض بإخراج كنوزها، وبركتها، فتنبت النباتات الضخام كما كانت زمن آدم عليه السلام، وذلك مصداق قوله تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس: 24].
جاء في حديث النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلَى عِيسَى: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ.
وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ.
فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ.
ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ، فَيُرْسِلُ اللهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللهُ.
ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، (أربعين يوماً) فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ-وفي رواية: كالزلقة-، ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ، حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الْإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ» الحديث (2).
معاني بعض الكلمات (3):
النَّغَفَ: دُودٌ يَكُونُ فِي أُنُوفِ الإبل والغنم.
فَرْسَى: هَلكَى.
زَهَمُهُمْ: دَسَمُهُمْ وَرَائِحَتُهُمُ الْكَرِيهَةُ.
كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ: البخت نَوْعٌ مِنَ الْإِبِلِ أَيْ طَيْرًا أَعْنَاقُهَا فِي الطُّولِ وَالْكِبَرِ كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ.
كَالزَّلَفَةِ-وفي رواية: كالزلقة: الْمِرْآةُ، وَقِيلَ مَا يُتَّخَذُ لِجَمْعِ الْمَاءِ مِنَ الْمَصْنَعِ. وَالْمُرَادُ: أَنَّ الْمَاءَ يَعُمُّ جَمِيعَ الْأَرْضِ بِحَيْثُ يَرَى الرَّائِي وَجْهَهُ فِيه.
الرِّسْلِ: أَيِ اللَّبَنِ.
اللقحة: الْقَرِيبَةُ الْعَهْدِ بِالْوِلَادَةِ، وَاللَّقُوحُ ذَاتُ اللَّبَنِ.
الفئام: الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ.
الفخذ من الناس: الْجَمَاعَةُ مِنَ الْأَقَارِبِ وَهُمْ دُونَ الْبَطْنِ وَالْبَطْنُ دُونَ الْقَبِيلَةِ.

ثالثاً: نزول المطر الذي لا تنبت منه الأرض شيئاً.
عن أنس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُمْطِرَ السَّمَاءُ مَطَرًا عَامًا، وَلا تُنْبِتُ الأَرْضُ شَيْئًا» (4).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «لَيْسَتِ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا، وَلَكِنْ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا، وَتُمْطَرُوا، وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا». رواه مسلم.
والسَّنة: القحط.
فالمطر من أسباب إنبات النبات، فإذا وجد المطر ولم تنتفع الأرض به، فلم ينبت النبات صار القحط ولم تزدهر الأرض، وجاعت الحيوانات.

رابعاً: لا تمطر السماء، ولا تنبت الأرض.
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: «كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لا تُمْطِرَ السَّمَاءُ ، وَلا تَنْبُتُ الأَرْضُ». الحديث. وقد ورد مرفوعاً(5).
فسيأتي على الأرض زمان لا تمطر فيه السماء أبداً، ولا تنبت الأرض، وهذا قبل قيام الساعة، ولم يحدث بعدُ.
وقيل إنه يكون قبل ظهور الدجول كأنه علامة على قرب خروجه، روى ذلك شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وشهرٌ مختلف فيه، وحديثه في ألفاظ منكرة. انظر: كتاب شيخنا الألباني رحمه الله: قصة المسيح الدجال(ص/ 75-77، 110).

خامساً-ملحق-: مطر بعد النفخ في الصور.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ، قَالَ : أَرْبَعُونَ يَوْمًا، قَالَ : أَبَيْتُ، قَالَ : أَرْبَعُونَ شَهْرًا، قَالَ : أَبَيْتُ، قَالَ : أَرْبَعُونَ سَنَةً، قَالَ : أَبَيْتُ، قَالَ : ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً، فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ، لَيْسَ مِنَ الْإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». رواه البخاري(6/ 126رقم4814)، ومسلم(4/ 2270رقم2955).

وفي حديث النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «...ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا، قَالَ: وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِهِ، قَالَ: فَيَصْعَقُ، وَيَصْعَقُ النَّاسُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ - أَوْ قَالَ يُنْزِلُ اللهُ - مَطَرًا كَأَنَّهُ الطَّلُّ فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ، وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ...» الحديث، رواه مسلم في صحيحه(2940).
وورد في أثر صحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «ثُمَّ يَقُومُ مَلَكُ الصُّوَرِ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَيَنْفُخُ فِيهِ، قَالَ : وَأَرَاهُ قَالَ : وَالصُّورُ قَرْنٌ ، فَلا يَبْقَى خَلْقٌ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا مَاتَ.ثُمَّ يَكُونُ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، فَلَيْسَ مِنْ بَنِي آدَمَ خَلْقٌ إِلا فِي الأَرْضِ مِنْهُ شَيْءٌ. ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَاءً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ مَنِيٍّ كَمَنِيِّ الرِّجَالِ فَتَنْبُتُ لُحْمَانُهُمْ وَأَجْسَامُهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ، كَمَا تَنْبُتُ الأَرْضَ مِنَ الثَّرَى، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ : {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ}، ثُمَّ يَقُومُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَيَنْفُخُ فِيهِ، فَتَنْطَلِقُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَى جَسَدِهَا، حَتَّى تَدْخُلَ فِيهِ، فَيَقُومُونَ فَيُحَيُّونَ بِتَحِيَّةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ قِيَامًا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ..».

وبهذا القدر أكتفي.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
14/ 2/ 1437 هـ


الهوامش

(1) صحيح. رواه نعيم بن حماد في كتاب الفتن(2/ 646رقم1812)، وأحمد في المسند(2/262)، وأبو إسحاق العسكري في مسند أبي هريرة(رقم88)، وابن حبان في صحيحه(رقم6770) من طريق سهيل به.
وسنده صحيح على شرط مسلم.
ورواه عن سهيل: حماد بن سلمة، وخالد بن عبدالله الطحان، وعبدالعزيز الدراوردي.
وكلام سهيل عن أبيه لم يروه سوى نعيم في كتاب الفتن.
(2)رواه مسلم في صحيحه(4/ 2258رقم2940)، ورواية الأربعين يوماً عند الإمام أحمد في المسند، والطبراني في مسند الشاميين بسند صحيح.

(3) معاني الكلمات من كتاب تحفة الأحوذي(6/ 419-420).

(4) صحيح لغيره. رواه الإمام أحمد (3 / 140)، والبخاري في التاريخ الكبير(7/ 362)، والبزار(14/ 18رقم7411)، وأبو يعلى في مسنده(4340)، والحاكم في المستدرك(4/ 559) وغيرهم من طريق معاذ بن حرملة عن أنس رضي الله عنه. ومعاذ فيه جهالة، لكن حديثه هذا صحيح بشواهده منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه في مسلم.

(5) صحيح. رواه الإمام أحمد(3/ 286)، والبزار(13/ 350رقم6980)، وأبو يعلى (6/ 235رقم3527)، والحاكم في المستدرك (4/ 540) من طريق حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه به. وسنده صحيح على شرط مسلم. وكان حماد أحيانا يرفعه، والأصح أنه عن أنس موقوف، وله حكم المرفوع.

(6) صحيح. رواه نعيم بن حماد في كتاب الفتن(رقم1657، 1825)، وابن أبي شيبة في المصنف(7/ 511 رقم37637)، وحنبل بن إسحاق في كتاب الفتن(ص/ 155رقم44)، والعقيلي في الضعفاء(2/ 314)، وابن أبي حاتم في التفسير(8/ 2784رقم15744)، والطبراني في المعجم الكبير(9/ 354 رقم9761)، والحاكم في المستدرك (4/ 541، 641)، وغيرهم من طريق سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن ابن مسعود رضي الله عنه به.
وإسناده صحيح متصل. وأبو الزعراء عبدالله بن هانئ، تابعي كبير، سمع ابن مسعود رضي الله عنه، وثقه ابن سعد، والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال البخاري: لا يتابع على حديثه.
وحديثه هذا صححه الحاكم، وصححه البيهقي.
وقد تابعه عليه عند العقيلي وغيره: ربيعة بن ناجذ. فالحديث صحيح.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-29-2015, 06:57 AM
أحمد بن صالح الحوالي أحمد بن صالح الحوالي غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 983
شكراً: 6
تم شكره 42 مرة في 38 مشاركة
افتراضي

بارك الله فيك و جزاك الله خيراً
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:17 PM.


powered by vbulletin