منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > المنابر الموسمية > منبر شهر رمضان المبارك

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-02-2011, 01:39 PM
أم همام السلفية أم همام السلفية غير متواجد حالياً
طالبة في معهد البيضـاء العلميـة -وفقها الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 46
شكراً: 16
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي شهر رمضان المبارك شهر المحاسبة والاحتساب

شهر رمضان المبارك


شهر المحاسبة والاحتساب


إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.


{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران: 102] .


{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1] .


{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 70، 71].


أما بعد:

فأسباب جمع الموضوع هي:
1-شهر رمضان موسم للتوبة النصوح والمحاسبة سبيل التوبة وبيان ذلك.
(دعوة للتوبة):عن أبي هريرة –رضي الله عنه-قال رسول الله عليه وسلم: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين (وفي لفظ :سلسلت الشياطين)ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب (وفي لفظ :فتحت أبواب الرحمة )(وفي آخر :تفتح فيه أبواب السماء)وينادي مناد :يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة "رواه الترمذي واللفظ له وألفاظه في الصحيح.
(فقه الحديث):في هذا الحديث الجليل دعوة للتوبة وتيسيرا لأسبابها وقطع لموانعها، يدل عليه:
-تصفيد الشياطين، فإن الشيطان أصل كل شر وفساد وداعية إلى كل غواية، ففي تصفيد الشياطين إضعاف لكيدهم وإغوائهم.
-تفتيح أبواب الجنة (أبواب الرحمة)(أبواب السماء)وهذا الفعل الإلهي أثره :قبول الله –عزوجل-لأعمال العباد وإثابتهم عليها كما قال تعالى {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}الآية وقد كان –صلى الله عليه وسلم-يتحرى الأعمال الصالحة في أوقات تفتح أبواب السماء(كحديث صيام شعبان وأربع ركعات قبل الظهر )فكيف بالمسلم الناصح إذا كان شهر رمضان كله أبواب السماء مفتوحة فيه فمن أعظم أسباب الخير وأجل الأعمال الصالحات التوبة.
-تغليق أبواب النار: وهذا الفعل الإلهي من آثار قول الله –عزوجل-°ورحمتي سبقت غضبي° حديث قدسي، أما دلالة هذا الفعل الإلهي فهي كمال عفو الله عن عباده وسعة مغفرته وكبير حلمه –عزوجل- ،فلا يعاجل عباده بالعقوبة ،بل يمهلهم فهل من توبة؟!
-دعوة الملك من السماء بإذن الرحيم الودود :"ياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر "الحديث
-قبيح بالعبد المسلم الراجي رحمة ربه وعفوه أن يتخلف عن دعوة الكريم الوهاب فيفسد صيامه ويهجر المساجد والقرآن ويترك الصلوات ثم يجيب دعوة أهل الشرور إلى اللهو والفجور في الأرض والفضاء قال الله تعالى :{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} الأحقاف.
-العتق من النيران كل ليلة وهذا من غاية العباد ورجاؤهم.1
-فهذه أسباب تدعو العبد المسلم إلى توبة صادقة فما السبيل إلى هذه التوبة؟!
(المحاسبة باب التوبة )قال ابن القيم –رحمه الله- في المدارج(129/1):ومن نزل منزلة المحاسبة يصح له نزول منزلة التوبة لأنه إذا حاسب نفسه عرف ماعليه من الحق،...فلذلك لاتصح التوبة إلا بعد معرفة الذنب والإعتراف به وطلب التخلص من سوء عواقبه أولا وآخرا .اهـ
والمقصود :حقيقة التوبة :الإطلاع على عيوب النفس والإعتراف بها والندم عليها والعزم على عدم العودة لمقارفتها فتبين من هذا:
1-المحاسبة باب التوبة لأنها باب عيوب النفس .
2-المحاسبة ضمان للعبد بعد توبته لأنها تمنع العبد من الغفلة وتدفعه إلى لزوم السلامة والتوبة 2
قال ابن القيم في مدارج السالكين (1/129):"والتحقيق أن التوبة بين محاسبتين محاسبة قبلها تقتضي وجوبها ومحاسبة بعدها تقتضي حفظها "اهـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
1-وقد جعل الله العتق كل ليلة ،حتى يعظم رجاء العباد فيزداد المحسن إحسانا ويمسك المسيء عن الإساءة.
2-قال ابن القيم في المدارج(1/136):"ومنزلة التوبة أول المنازل وأوسطها وآخرها فلا يفارقه العبد السالك ولايزال فيه إلى الممات ،...فالتوبة بداية العبد ونهايته..."اهـوجج....فالثمرة
-فالثمرة :أن المحاسبة تسبق شهر رمضان فتدفع صاحبها إلى التوبة بإصلاح النيات والأعمال ثم تلزم العبد الناصح بعد رمضان لتحفظ عليه ما اكتسبه من غفران الذنوب والعتق من النار ورفعة الدرجات .
-الصوم وقاية من الشهوات والنيران كما أن المحاسبة وقاية من المعاصي والآثام فكلاهما من معاني التقوى ،وحقيقة الصيام مشروطة بالمحاسبة :وبيان ذلك :
1-عن جابر عن النبي –صلى الله عليه وسلم-"الصيام جُنة يستجن بها العبد من النار" صحيح الترغيب (966)رواه أحمد وحسنه المنذري.
2-أخرج ابن أبي الدنيا عن عمر بن عبد العزيز قال (ليس تقوى الله بصيام النهار ولابقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك ولكن تقوى الله ترك ماحرم الله وأداء ماافترض الله فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير)الدر المنثور للسيوطي.
__________________
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله:
" مَنْ طَلَبَ العِلْمَ خَالِصًا، يَنْفَعُ بِهِ عِبَادَ اللهِ، وَيَنْفَعُ نَفْسَهُ؛ كَانَ الخُمُولُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ التَّطَاوُلِ، فَذَلِكَ الذِي يَزْدَادُ فِي نَفْسِهِ ذُلاًّ، وَفِي العِبَادَة ِاجْتِهَادًا، وَمِنَ اللهِ خَوْفًا، وَإِلَيْهِ اشْتِيَاقًا، وَفِي النَّاسِ تَوَاضُعًا، لاَ يُبَاليِ عَلىَ مَا أَمْسَى وَأَصْبَحَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا"
[ شعب الإيمان، للبيهقي: 2/288]
رقم القيد:332
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-02-2011, 01:40 PM
أم همام السلفية أم همام السلفية غير متواجد حالياً
طالبة في معهد البيضـاء العلميـة -وفقها الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 46
شكراً: 16
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي

منزلة المحاسبة :
بيان حكمها من كتاب الله ودليلها:
الدليل الأول:قال الله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}الحشر 18
-قال العلامة السعدي –رحمه الله –في تفسيره (ص791):"وهذه الآية الكريمة أصل في محاسبة العبد نفسه وأنه ينبغي له أن يتفقدها فإن رأى زللا تداركه بالإقلاع عنه والتوبة النصوح والإعراض عن الأسباب الموصلة إليه وإن رأى نفسه مقصر في أمر من أوامر الله بذل جهده واستعان بربه في تتميمه وتكميله واتقانه ويقايس بين منن الله عليه وإحسانه وبين تقصيره فإن ذلك يوجب له الحياء لامحالة والحرمان كل الحرمان أن يغفل العبد عن هذا الأمر ،ويشابه قوما نسوا الله وغفلوا عن ذكره والقيام بحقه وأقبلوا على حظوظ أنفسهم وشهواتها ..."
(الحكم الشرعي):قال ابن القيم في"اغاثة اللهفان"(ص77):
"وقد دل على وجوب محاسبة النفس قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}الحشر 17قال قتادة :"مازال ربكم يقرَب الساعة حتى يجعلها كغد...والمقصود أن صلاح القلب بمحاسبة النفس.."
الدليل الثاني: قال تعالى :{وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}الكهف 28.
قال قتادة :"أضاع نفسه وغُبن مع ذلك تراه حافظا لماله مضيعا لدينه "رواه ابن أبي الدنيا (محاسبة النفس)-راجع ابن كثير "التفسير ".
°فقه الآية:قد نهى الله –عزوجل –عن طاعة من ضيع محاسبة نفسه ،قال السعدي (425):"لأن طاعته تدعو إلى الاقتداء به ولأنه لا يدعو إلا لما هو متصف به "اهـ.
( الدليل الثالث )قال تعالى :{يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضر وماعملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا}آل عمران 30.
1- قال ابن القيم في "اغاثة اللهفان"(ص75):"فحق على الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر أن لا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها".اهـ
2- قال السعدي في تفسير الآية (ص105):"فإذا عرف العبد أنه ساع إلى ربه وكادح في هذه الحياة وأنه لابد أن يلاقي ربه ويلاقي في سعيه أوجب له أخذ الحذر والتوقي من الأعمال التي توجب الفضيحة والعقوبة والإستعداد بالأعمال الصالحة التي توجب السعادة والمثوبة"اهـ
(كلمات السلف في المحاسبة):
1-روى البخاري عن ابن مسعود قال : (إن المؤمن يرى ذبونه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذبوبه ).
2-روى ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" بسند حسن عن عمر بن الخطاب قال : (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غدا تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر).
3-روى مالك في الموطأ (1800)رواية الليثي عن أنس بن مالك قال سمعت عمر بن الخطاب وخرجت معه حتى دخل حائطا فسمعته يقول وبيني وبينه الحائط-أي البستان-:"عمر بن الخطاب أمير المؤمنين :بخ بخ والله لتتقيَن الله أو ليعذبنَك").
4-روى وكيع في الزهد وعلقه الترمذي في الجامع (2459)عن ميمون بن مهران قال :( لايكون العبد تقيَا حتى يحاسب نفسه كما يحاسب شريكه)ورواه كذلك ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس".
5-روى أبو نعيم في "الحلية"(2/157)عن الحسن البصري قال :( المؤمن قوَام على نفسه يحاسبها لله وإنما خف الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة)ورواه كذلك ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس".
6-روى البيهقي في "شعب الإيمان"(5459) عن الحسن البصري قال : (أيسر الناس حسابا يوم القيامة الذين حاسبوا أنفسهم في الدنيا فوقفوا عند همومهم وأعمالهم ،...وانما يثقل الـأمر يوم القيامة على الذين جازفوا في الأمر في الدنيا
أخذوها من غير محاسبة فوجدوا الله قد أحصى عليهم مثاقيل الذر وقرأ :{مال هذا الكتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} الكهف 49.
7-روى البيهقي في "شعب الإيمان"(5/244) عن بلال بن سعد يقول:( عباد الرحمن إن العبد ليعمل الفريضة الواحدة من فرائض الله –عزوجل-وقد أضاع ماسواها ،فمازال يُمَنيه الشيطان فيها ويزّين له حتى مايرى شيئا دون الجنة فقبل أن تعملوا فانظروا ماذا تريدون بها؟فإن كانت خالصة فأمضوها وإن كانت لغير الله فلا تشقوا على أنفسكم فلا شيء لكم فإن الله –عزوجل-لا يقبل من العمل –أي الصالح-إلا ماكان خالصا فإنه قال سبحانه :{من كان يريد العزّة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}فاطر:10)*
8-نقل ابن كثير في تفسيره (4/575)في تفسير قوله تعالى :{ولا أقسم بالنفس اللوامة)القيامة :2 قال الحسن البصري :(لا تلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه ،ماذا أردت بكلمتي ، ماذا أردت بأكلتي، ماذا أردت بشربتي، والفاجر يمضي قدما لايعاتب نفسه)رواه ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس".
-تحذير النبي –صلى الله عليه وسلم- من شر النفس ودعاء الله –عزوجل –بذلك:
1-عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :"دعوات المكروب :اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت "رواه أبو داود والبخاري في المفرد وحسنه الألباني في صحيح الأدب(1/369).
2-عن أبي هريرة يقول : قال أبوبكر الصديق-رضي الله عنه-يارسول الله !علمني شيئا أقوله إذا أصبحت وأمسيت،قال:قل :"اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض ،ربّ كل شيء ومليكه أشهد أن لا اله إلا أنت ،أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ،قله اذا أصبحت واذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك""وفي رواية :وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم"رواه البخاري في المفرد (1202/1204)وأبوداود وصححه الألباني في الصحيحة(2753).
فقه الحديثين:
-أمر النبي –صلى الله عليه وسلم- المسلم أن يستعيذ من شر نفسه في يومه وليلته ونومه وفيه دلالة على مراعاة
المسلم لنفسه في هذه الأوقات قال ابن القيم في الإغاثة (ص70):(وقد أتفق السالكون إلى الله على اختلاف طرقهم وتباين سلوكهم على أن النفس قاطعة بين القلب والوصول الى الربّ)اهـ
-وقد أمر النبي –صلى الله عليه وسلم-المسلم أن يتبرأ منها عند اشتداد الأمور كما في دعاء المكروب :"ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين "وفي هذا دلالة على أنها خاذلة للعبد المسلم في كل حين حتى في وقت الكربة والشدة ،فكيف بالمسلم الذي ضيع محاسبتها فهي أشد خذلانا وقطعا لقلبه عن ربه .
قال ابن القيم-رحمه الله-في الإغاثة(70) : ) فإن الناس على قسمين :(قسم)ظفرت به نفسه فملكته وأهلكته وصار طوعا لها تحت أوامرها و(قسم)ظفروا بنفوسهم فقهروها فصارت طوعا لهم منقادة لأوامرهم ).
3-قال الله تعالى : (ونفس وماسواها فألهمها فجورها وتقوّاها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دسّاها)الشمس 7.8.9
3/أ-قال السعدي (786):({قد أفلح من زكاها}أي طهر نفسه من الذنوب ونقّـاها من العيوب ورقّـاها بطاعة الله وعلاّها بالعلم النافع والعمل الصالح).
3/ب-قال ابن القيم (48):({قد خاب من دسّـاها}أي نقصها وأخفاها بترك عمل البرّ وركوب المعاصي).


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) هذا الأثر يدل كما يأتي أن المحاسبة تشمل الطاعات والمعاصي ،بل حتى المباحات
__________________
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله:
" مَنْ طَلَبَ العِلْمَ خَالِصًا، يَنْفَعُ بِهِ عِبَادَ اللهِ، وَيَنْفَعُ نَفْسَهُ؛ كَانَ الخُمُولُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ التَّطَاوُلِ، فَذَلِكَ الذِي يَزْدَادُ فِي نَفْسِهِ ذُلاًّ، وَفِي العِبَادَة ِاجْتِهَادًا، وَمِنَ اللهِ خَوْفًا، وَإِلَيْهِ اشْتِيَاقًا، وَفِي النَّاسِ تَوَاضُعًا، لاَ يُبَاليِ عَلىَ مَا أَمْسَى وَأَصْبَحَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا"
[ شعب الإيمان، للبيهقي: 2/288]
رقم القيد:332
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-02-2011, 01:42 PM
أم همام السلفية أم همام السلفية غير متواجد حالياً
طالبة في معهد البيضـاء العلميـة -وفقها الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 46
شكراً: 16
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي

روى البخاري في المفرد وغيره (البخاري في الصحيح ومسلم)عن أبي هريرة –رضي الله عنه-قال :(لا يلدغ المؤمن من جُحر مرتين).
-إصلاح ما فسد بما يناسب من الأعمال الصالحة:
أ-حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-:(إذا أسأت فأحسن)الصحيحة 1238عن معاذ.
ب-حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-(وإذا عملت سيئة فاعمل إلى جنبها حسنة تمحها السر بالسر والعلانية بالعلانية) الصحيحة 1475عن معاذ.
جـ-قال –صلى الله عليه وسلم-)من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار )الصحيحة2299
فقه الحديث :أمر النبي –صلى الله عليه وسلم-بإتباع السيئة الحسنة لمحوها كما قال تعالى :{أن الحسنات يذهبن السيئات)الآية، ثم بيّن طريقة الإحسان الواردة في الحديث قال –صلى الله عليه وسلم-(السر بالسر والعلانية بالعلانية) الحديث.
فتكون التوبة من جنس المعصية ،فإذا كانت بالبصر المعصية تاب بالبصر وزكّاها بتلاوة القرآن كما قال ابن مسعود:(أديموا النظر في المصحف)وإذا كانت المعاصي باللسان تاب اللسان وزكّاه بالذكر والقول الطيب فإذا اغتاب رجلا تاب بالثناء على مايعرف منه من محاسن ويدعو له بالغيب فتكون زكاة اللسان فإذا أساء سرا تاب سرا وإذا أساء علانية تاب علانية.
والحكمة في ذلك في أمرين:
أ-إصلاح ماوقع من نجاسة المعصية في العضو المرتكب للمعصية (تمحُها)وذلك بتطهيره وتزكيته فإن الذنوب جراحات كما قال تعالى :{أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن يسبقونا }الآية وشفاؤها بمداواة هذه الجراحات في محلها والقيام على أسباب شفاءها.
أما المضيع لهذا الأمر فحاله :أن تجتمع عليه الجراحات والمعاصي حتى تهلكه ولاقوة له على اصلاحها وقد بين النبي –صلى الله عليه وسلم-هذا الأمر كما في حديث سهل بن سعد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:(إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه)الصحيحة 389
إذا كان الهلاك بترك محاسبة النفس على محقرات الذنوب بكبائر الذنوب والمعاصي.
ب-أن يشتغل العبد العاصي القاصد للتوبة بإصلاح الأعضاء السليمة ويغفل عن العضو الفاسد فمازال الشيطان يراوده ويكيد له من هذا العضو المجروح ،فيكون المسلم حاله كمن جرح في يده ،فأهمل الجرح وعالج قدمه فالذي يعصي بلسانه لا تصلح له توبة ولا تسلم له حتى يتوب في لسانه وكذا البصر وكذا السمع .
ثانيا/محاسبة النفس على المعاصي قبل وقوعها:
وتحصل هذه المحاسبة بالنظر في ثلاثة أشياء:
أ-النظر في أسباب المعاصي لأن كمال العبد أن يدرك :سبيل المجرمين إدراكه سبيل المؤمنين.
ب-النظر في آفات النفس وشرورها.
جـ-البصيرة بمكائد الشيطان وطرق مكره.
د-إدراك مراتب المعاصي وأنواعها.
أما تفصيل ذلك :(اختصارا):
- إن المسلم البصير اذا أدرك هذه الأمور الأربعة وقام على نفسه تعاهدا ومحاسبة فثمرته :
-السلامة بتوفيق الله وهدايته .
-رد كيد العدو في نحره وإخماد فتنته .
وإليك بيان الأمور الأربعة :
(أولا):أصول المعاصي :(1)
-قال ابن القيم في الفوائد (ص293):"أصول المعاصي كلها كبارها وصغارها ثلاثة:
أ)-تعلق القلب بغير الله.
ب)-طاعة القوة الغضبية (الغضب).
جـ)-طاعة القوة الشهوانية (الشهوة).
وهي الشرك والظلم والفواحش ،فغاية التعلق بغير الله الشرك وغاية طاعة القوة الغضبية القتل وغاية طاعة القوة الشهوانية الزنا ولهذا جمع الله سبحانه بين الثلاثة في قوله تعالى :{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}الفرقان 68 "اهـ
(ثانيا)أسباب المعاصي :(بواعث الإثم):
-قال ابن القيم في الفوائد(ص297):"ما أخذ العبد ما حرم عليه إلا من جهتين:إحداها:سوء ظنه بربه.
وأنه لو أطاعه وآثره لم يعطه خيرا منه حالا .والثانية :أن يكون عالما بذلك وأن من ترك لله شيئا أعاضه (أي عوضه)خيرا منه ،ولكن تغلب شهوته صبره وهواه عقله.
(فالأول):من ضعف علمه.
(والثاني):من ضعف عقله وبصيرته"
-طرق الشيطان على العبد :(آفات النفس):
قال ابن القيم في الفوائد (ص296):"كل ذي لبّ يعلم أنه لا طريق للشيطان عليه إلا من ثلاث جهات:
أحدها: التزيد والإسراف :فيزيد على قدر الحاجة فتصيير فضلة وهي حظّ الشيطان ومدخله إلى القلب..
الثانية: الغفلة: فإن الذاكر في حصن الذكر فمتى غفل فُتح باب الحصن..
الثالثة: تكلف مالا يعينه من جميع الأشياء "اهـ(2)
قال الله تعالى :{فبما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولاتجد أكثرهم شاكرين}الأعراف 16.17
-نقل ابن القيم في الإغاثة (ص96):(قال شقيق :مامن صباح إلا قعد لي الشيطان على أربعة مراصد:1-من بين يدي،2-ومن خلفي ،3-وعن يميني،4-وعن شمالي،فيقول:لاتخف {فـإن الله غفور رحيم}فأقرأ{وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى}طه 82
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)وذكر ابن القيم في الفوائد (ص295)أن مايضاد أصول المعاصي هي أصول الطاعات وهي :التوحيد والعدل والعفة..."

(2)حتى العلوم والأعمال ،راجع شرح المناوي لحديث "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه "من شرح جامع السيوطي.


__________________
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله:
" مَنْ طَلَبَ العِلْمَ خَالِصًا، يَنْفَعُ بِهِ عِبَادَ اللهِ، وَيَنْفَعُ نَفْسَهُ؛ كَانَ الخُمُولُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ التَّطَاوُلِ، فَذَلِكَ الذِي يَزْدَادُ فِي نَفْسِهِ ذُلاًّ، وَفِي العِبَادَة ِاجْتِهَادًا، وَمِنَ اللهِ خَوْفًا، وَإِلَيْهِ اشْتِيَاقًا، وَفِي النَّاسِ تَوَاضُعًا، لاَ يُبَاليِ عَلىَ مَا أَمْسَى وَأَصْبَحَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا"
[ شعب الإيمان، للبيهقي: 2/288]
رقم القيد:332
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:40 PM.


powered by vbulletin