بيان معنى قول الجهمية أن مابين دفتي المصحف كلام الله وأنه مخلوق وقول الأشاعرة في القرآن
عقيدة الجهمية والأشاعرة في كلام الله ﷻ "
سؤال وجه للشيخ بندر بن سليمان الخيبري حفظه الله تعالى .
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله شيخنا الحبيب
عندي سؤال لو تفضلت
قلتم - حفظكم الله - : الجهمية تقول مابين دفتي المصحف كلام الله حقيقة لكنه مخلوق من المخلوقات، أما الأشاعرة فيقولون ليس هو كلام الله بل عبارة عن كلامه ...
إستشكل علي الجمع بين قول الجهمية أنه مخلوق من المخلوقات وأن مابين دفتر المصحف كلام الله
ارجوا التوضيح بارك الله فيكم
ﻷن القول بأن القرآن مخلوق يناقض قولهم أنه كلام الله ؟
وجزاكم الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة لا إشكال - الله يحفظك -
الآن هؤلاء الجهمية والمعتزلة كذلك يقولون أن هذا الذي مثبت في المصحف من الفاتحة إلى الناس هذا كلام الله ﷻ ، الله ﷻ تكلم بهذا القرآن ، لكن هذا الكلام الذي تكلم الله سبحانه وتعالى به ليس صفة من صفاته ، هو مخلوق كسائر المخلوقات ، يعني كما تقول : هذا بيت الله ، هذه ناقة الله ، هذا عبد الله ، هذا كلام الله ، كله عندهم شيئ واحد ، يعني هم يقولون أن هذا العبد عبد لله ﷻ ، كما تقول هذا كلام الله ﷻ ، هذه ناقة الله ﷻ ، هذا بيت الله ﷻ ، هذا عبد الله ﷻ ، هذا كلام الله سبحانه وتعالى ، هم يقولون هكذا ، لأن القرآن مثله مثل الناقة، مثله مثل العبد، مثله مثل البيت ، بيت الله ﷻ، منه سموات الله ، أرض الله ، مخلوقات الله ....هذه كلها تضاف إلى الله سبحانه وتعالى إضافة تشريف وإضافة خلق ، الجهمية والمعتزلة يقولون هكذا ، يقولون هناك عباد لله ﷻ ، هؤلاء العباد ليسوا هم صفات لله ، هؤلاء مخلوقات ، ويقولون هناك قرآن لله ﷻ، وكلام لله ﷻ، لكنه ليس صفة من صفاته ، هذا مخلوق كسائر المخلوقات .. هذا قول الجهمية والمعتزلة.
أما الأشاعرة - الله يحفظك - يقولون : لا .... الله ﷻ لايتكلم أصلا ، الكلام الذي يتكلم به الله ﷻ كلام نفسي في داخله ، لايتكلم .
الله ﷻ لايتكلم بحرف وصوت أبدا ، { طه } لم يقل الله جل وعلا ولا { طه } ، { حم } هذه الحروف والأصوات هذه ليست من الله جل وعلا ، إنما هي من جبريل أو من محمد ﷺ أو جبريل أخدها من اللوح المحفوظ
أو غير ذلك ، هذه عبارة عن كلام الله سبحانه وتعالى ، أو حكاية عن كلام الله كما تقول الماتريدية ، بمعنى أنه ليس هناك كلام حقيقي لله ﷻ .
الله ﷻ لم يتكلم ، ولايضاف إلى الله تعالى هذا الكلام ، هذا الكلام تكلم به جبريل ، أو تكلم به النبي ﷺ عبارة عن كلام الله ، كأنه يحكي كلام الله ﷻ ، كما تقول الصدى ، الآن تقف عند الكهف مثلا أو صدى أو بين الجبال وترفع صوتك ثم يرتد إليك الصوت . هذا هو حكاية أو عبارة عن كلام الله ، كأنه صدى أو تردد شيئ
لكن الله ﷻ لم يتكلم بكلام حقيقة عندهم ، عند الأشاعرة لم يتكلم الله
ﷻ بحرف ولا صوت ، الذي تكلم بهذا الكلام إما جبريل وإما محمد ﷺ ،
فهذا الذي تكلم به جبريل و محمد هو عبارة عن كلام الله ﷻ وليس هو كلام الله حقيقة .
أرجوا أن تكون المسألة واضحة .
السبت 26 |صفر 02| 1438هـ
26 |نوفمبر 11| 2016م
قال العلاّمة العثيمين رحمه الله :
فالجهمية - في مسألة كلام الله ﷻ - خيرٌ من الأشاعرة "
شرح الحموية د ٤١ ش ٨ .
نور الدين اطرايمي المغربي
قرأها وأذن بنشرها :
الشيخ بندر بن سليمان الخيبري حفظه الله تعالى
|