منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر الردود السلفية والمساجلات العلمية

آخر المشاركات مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-26-2018, 11:45 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد كنت اقتنيت تحقيق الدكتور عبدالله بن عبدالرحيم البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين قديما قبل أكثر من عشرين سنة، لأنه الطبعة الوحيدة للكتاب، ثم أهداني طبعته الجديدة عام1431 تقريباً، ولم أكن دققت في تحقيقه، ولا احتجت لتخريجه، ولكن أثناء تدريسي لكتاب الرسالة الوافية للحافظ أبي عمر الداني ظهرت لي عدة أخطاء في عمل الدكتور عبدالله البخاري، واستغربت من تلك الأخطاء، فدعاني ذلك لمراجعة تخريج الدكتور فوجدت ملاحظات عديدة على عمله، أذكر منها إجمالاً:
أولاً: أنه حشاه بالنقول في أحوال الرجال بما لا ينبغي أن يكون مكانه هذا الكتاب، لكونه تحقيقا لكتاب عقدي، وليس دراسة حديثية في أحوال الرجال، حيث إنه يذكر كلام مجموعة من العلماء في الرواي من مصادر مختلفة، مع أنه لو اقتصر على العزو لتهذيب الكمال أو تهذيب التهذيب لكان كافيا فيما ذكره من أقوال العلماء، وبعض الأقوال يذكرها دون فائدة تذكر؛ لكونها غير مؤثرة في حكمه على الراوي، وليس المجال مجال دراسة حديثية لرواة بل مجال اختصار، وذكر الخلاصة.
ففعله هذا أدى لنفخ الكتاب.

وزاد نفخه بـ
ثانياً: التطويل في تخريج الأحاديث والآثار بما لا حاجة له، وإنما كان يكفي أن يختصر التخريج بما يكفي، ويعطي قوة لعمله بحيث يخرج الكتاب بنصف حجمه! أو أقل!

وهذا الأمر ظاهر، ومن الأمثلة على هذا النفخ انظر مقالي هذا:
http://m-noor.com/showthread.php?t=17544
فقد خرج الدكتور أثر ابن عباس رضي الله عنهما من طرق عديدة وذكر مخرجيها بما لا يعود بفائدة كبيرة على التحقيق، بل كان يكفيه ذكر مخرجي الأثر إجمالا، والإشارة إلى أسماء التابعين الذين رووه عن ابن عباس رضي الله عنه، ومع كل ما عمل لم يتنبه للمتن فصححه وفيه لفظة ضعيفة!

ثالثاً: أحيانا يكرر كلامه في الراوي بدل أن يعزو للموضع السابق الذي تكلم فيه عن الراوي فيزيد الكتاب نفخاً إلى نفخه!

ففي رقم (32) ترجم لعبد المنعم بن إدريس وأبيه في 12 سطراً، وكرره ترجمتهما في 12 سطر أيضاً عند تخريجه لرقم (39)!!

رابعاً: ليس عنده منهج واحد في الحكم على الحديث أو الأثر في تخريجه، فمرة يحكم عليه بأنه منكر، دون زيادة، وفي التخريج يبين أن النكارة في السند وأن المتن في الصحيحين! كما في رقم(21)!
وفي رقم(2) ذكر أنه مرسل، ولم يقل صحيح! أو متنه صحيح!، وفي التخريج ذكر من شواهده حديث أنس في الصحيحين بلفظه!!
وأحيانا يذكر الحكم على المتن دون السند كما في رقم (1)!
وأحيانا يذكر ضعف السند وصحة المتن في بداية حكمه على الحديث أو الأثر!
في تضارب في الطريقة، مما يجعلنا أن نقول إنه ليس له منهج في العمل!

خامساً: يذكر الشواهد والمتابعات وقد يحكم عليها، وقد لا يحكم بحيث لا يدري القارئ هل هذه متابعة صحيحة أم لا؟ وهل الشاهد صحيح أم لا؟ وهذا كثير في تحقيقه. سيأتي ذكر أمثلة له في الحلقات القادمة إن شاء الله.

سادساً: استخدامه عبارات عجيبة لا يقع فيها صغار طلبة الحديث! مثل عبارة: «أخرجه ابن حبان في صحيحه(1/رقم13 الإحسان) وصححه!»، وكرر هذا!!
فعبارة «أخرجه ابن حبان في صحيحه» كافية في الدلالة على تصحيحه عند ابن حبان! فلا يقال –مثلاً-: رواه البخاري في صحيحه وصححه!!

سابعاً: عنده في بعض كلامه على الرواة نفس يشبه نفس المليبارية كتضعيفه لرواية عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل وعن زر بن حبيش، ويتلفظ بما يفهم أنه يضعف روايته مطلقاً!
ففي (ص/39الطبعة الجديدة) قال: وفي الإسناد كذلك عاصم بن بهدلة وهو ابن أبي النجود الكوفي، ثقة إلا أنه سيء الحفظ، مضطرب في حديثه عن زر وأبي وائل وهو حجة في القراءة، ثم نقل نقولا إلى أن قال: قلت: لكن مع هذا فهو يعتبر بحديثه، ولا يحتج به إذا انفرد» فأطلق في آخر كلامه تضعيفه.
وهذا كلام باطل، فعاصم بن أبي النجود حسن الحديث في أقل أحواله، وهو مكثر عن زر بن حبيش ومختص به، وقال ابن معين: «ثقة لا بأس به ، من نظراء الأعمش»، وقد روى له عن زر: البخاري ومسلم مقرونا، وعلق له البخاري عن أبي وائل، وصحح له كل من جاء بعد الشيخين ممن كتب في الصحيح، ولا نعلم أحدا أعل حديثا لكونه من رواية عاصم عن زر أو عن أبي وائل، ودونكم كتب التخريج وكتب الحديث عامة.
ولا أعلم أحدا سبق الدكتور عبدالله البخاري بتضعيف حديث أو أثر لأنه من رواية عاصم عن زر أو عن أبي وائل!
وأما كلام العلماء فبعد الجمع بين أقوال العلماء يتبين أنه صدوق حسن الحديث عن كل من روى عنه، بل لروايته عن زر مزية لكونه مكثرا عنه، ومن خاصة طلابه، وكذلك كان من خاصة طلاب أبي وائل.

ثامناً: من عجائب الدكتور عبدالله في تحقيقه للكتاب أن تختلف كلماته وطريقته في التعامل مع إسناد واحد مكرر!

فقد روى ابن أبي زمنين من طريق ابن وضاح عن زهير بن عبَّاد عدة آثار من الطريق نفسه.
الأول: رقم 30، وقد وقع خطأ في النسخة الخطية فزيد فيها بعد زهير بن عباد «عن عباد»، فتكلم الدكتور عن الإسناد مشيرا لضعف الإمام ابن وضاح، ثم طول ترجمة زهير بن عباد بنحو خمسة أسطر بدون فائدة تذكر، فالرجل ثقة، ثم قال: «وفيه عباد لم أهتد إليه»! نعم لم تهتد إليه لأنه غير موجود أصلاً.
الثاني: بعد رقم46 ووضعه بعد نجمة في المتن هكذا:[*] وأخبرني وهب [عن] ابن وضاح عن زهير بن عباد قال...
وفي الهامش لم يحكم على الأثر، وإنما وضع حاشية لكلمة [عن] أنها ساقطة من المخطوطة واستدركها من الفتوى الحموية! مع أنها موجودة في أصول السنة بنفس السند في ستة مواضع!
الثالث: بعد رقم 93 ولم يضع نجمة ولم يخرج الأثر! بل أورده في المتن هكذا:
وأخبرني ابن وهب عن ابن وضاح عن زهير بن عباد أنه قال:..
الرابع: بعد رقم146 ولم يضع نجمة ولم يخرج الأثر بل أورده هكذا في المتن: ابن وضاح قال: أخبرني زهير بن عباد قال:
الخامس: بعد رقم147 ولم يضع نجمة ولم يخرج الأثر بل أورده هكذا في المتن:
وأخبرني وهب عن ابن وضاح عن زهير بن عباد قال:
السادس: رقم222 وفيه: وحدثني وهب عن ابن وضاح عن زهير بن عباد قال: كان من أدركت من المشايخ مالك وسفيان والفضيل بن عياض وابن المبارك ووكيع وغيرهم كانوا يحجون مع كل خليفة.
وفي الهامش لم يخرجه وإنما ذكر كلام ابن أبي حاتم عن أبيه وعن أبي زرعة في عقيدتهما فيما يتعلق بالجهاد والحج مع أولي الأمر من أئمة المسلمين.

تاسعاً: تضعيفه لكتاب ثابت لصاحبه بسبب ضعف أو جهالة في رواية ابن أبي زمنين، كما في تضعيفه لتفسير يحيى بن سلام، مع أنه كتاب معتمد، ومروي من طرق، وهو كتاب مشهور، وقد كرر الدكتور تضعيفه لمرويات يحيى بن سلام دون النظر في وجود الرواية في تفسيره أو عزو العلماء لها في كتبهم نقلا عن تفسير يحيى بن سلام، ولا أتكلم هنا عن يحيى بن سلام نفسه، بل عن الطريق إليه.


عاشراً: كثرة أخطائه العلمية والمنهجية في كلامه على الرواة، وفي تخريجه، وهذا يحتاج تفصيلاً سيأتي إن شاء الله.

وأكتفي في هذه الحلقة بهذه الأمور، وفي الحلقات القادمة أذكر جملة من الأخطاء المفصلة.
أسأل الله التوفيق والإعانة.
وهذه فرصة للدكتور عبدالله البخاري ليراجع تحقيقه، ويصحح أخطاءه، وليستفيد القراء ويصححوا الأخطاء التي عندهم في نسخهم حتى تصدر طبعة جديدة!!

تنبيه: الطبعة الأولى كثيرة الأخطاء، وقد استدرك الدكتور أخطاء كثيرة، وبقيت أخطاء لم يستدركها، ووقفت على أخطاء مطبعية عديدة لكن هذا لا أهتم به كثيراً، فالأخطاء المطبعية لا يكاد يسلم منها كتاب، ولكن لو وجدت مناسبة فربما أنبه على بعضها للفائدة.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

10/ رمضان / 1439 هـ
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-29-2018, 03:27 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثانية من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد كنت ذكرت ملاحظات عامة على تحقيق الدكتور عبدالله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين، ومنها: « عاشراً: كثرة أخطائه العلمية والمنهجية في كلامه على الرواة، وفي تخريجه، وهذا يحتاج تفصيلاً سيأتي إن شاء الله».

وهذا أوان ذكر الملاحظات على سبيل التفصيل، سائلا الله التوفيق والتسديد.

رقم(1) تخريجه لحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، ثم قال: "هذا سبيل الله"، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله وقال: "هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه"، وقرأ {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه..} الآية.

الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري:

1- قال في الطبعة الجديدة «حديث صحيح»، ولم يقل في تصدير الحكم بأن سنده ضعيف رغم أنه ضعف اثنين من رجال إسناده! وكان في الطبعة الأولى قد قال: «إسناد المصنف ضعيف، والحديث صحيح»!!
وما ذكره غير صحيح كما سيأتي.

2- ضعَّف الإمام محمد بن وضاح القرطبي صاحب كتاب «البدع والنهي عنها»، وكتب فيما يتعلق به 15 سطراً، وذكر خلاصة حكمه عليه: «فالذي بدا لي من ترجمته أنه: صدوق كثير الخطأ، فلا يحتج به إذا انفرد، ويقبل في الاعتبار».
وهذا غلط، فابن وضاح إمام محدث مشهور، ولم ينتقده أحد في مصنفاته بأن مروياته فيها تصحيف وأغلاط، بل نجد الثناء من العلماء على هذا الإمام المحدث، فغاية ما يقال فيه إنه صدوق.

3- ضعف عاصم بن أبي النجود كما سبق التنبيه عليه، وذكر كلاما حوله في 21 سطراً، وإعلال حديث أو أثر بعاصم بن أبي النجود لم أجده عند أهل الحديث قاطبة! إلا إذا خالف الثقات فيذكر أنه وهم كحال غيره من الثقات أو الصدوقين.

4- في تخريجه للحديث قال: «وابن حبان في صحيحه(1/رقم6-7 الإحسان) وصححه!!». وهذا غلط، فإما أن يقول: صححه ابن حبان ويذكر موضعه في صحيحه، أو يقول: رواه ابن حبان في صحيحه ولا يذكر كلمة «وصححه».

5- ألم يلاحظ الدكتور أنه لما خرجه ذكر تصحيح أحمد شاكر له، وتحسين الشيخ الألباني لسنده، وتصحيح ابن حبان له، والحاكم لسنده، فكلهم يصححون سنده أو يحسنونه إلا الدكتور البخاري فجاء بما لم يأت به الأوائل والأواخر فضعف سنده!!

فلماذا تخالف العلماء؟!

6- ذكر أن الأعمش تابع عاصم بن أبي النجود، وهذا فيه نظر، لأن الأعمش مدلس، وقد رواه عن أبي وائل بالعنعنة، والأصل في عنعنة الأعمش عن أبي وائل أنها محتملة لكثرة روايته عنه، لكن وجود رواية عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل، وهو قد روى عنه غيرما رواية يضعف جانب حمل عنعته عن أبي وائل على السماع. والله أعلم.

7- ذكر أن للحديث طريقا أخرى عند البزار من طريق عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد [عن] سفيان عن أبيه عن منذر الثوري عن الربيع بن خثيم عن ابن مسعود رضي الله عنه.
ثم قال: «وهذا إسناد صحيح جداً».

وهنا ملاحظات:
أولاً: وقع بدل ما بين المعقوفين في الطبعتين «بن» وهو خطأ مطبعي.
ثانياً: هذا الإسناد الذي رواه البزار قد خرجه البخاري في صحيحه. كتاب الرقاق.باب في الأمل وطوله(رقم6417) لكن عن شيخه صدقة بن الفضل عن يحي بن سعيد به بلفظ: «خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا، وخط خطا في الوسط خارجا منه، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: " هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به - أو: قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا».
فكان ينبغي التنبيه على أن هذا سند حديث البخاري في الصحيح.
ثالثاً: أن البزار رحمه الله قد وهم في متنه، فقد رواه النسائي في الكبرى عن شيخه عمرو الفلاس عن يحيى القطان بسند البخاري ولفظه، وهكذا رواه عدد كبير من المحدثين بلفظ البخاري، وإنما تفرد البزار بذكر لفظه على ما يوافق رواية عاصم بن أبي النجود، وهذا من أوهام البزار رحمه الله، وهو مع ذلك ثقة لكن عنده أوهام.

هذه الملاحظات كلها على تخريجه لأول حديث، وسيأتي-إن شاء الله- ذكر ما في تعليقه على الثاني والثالث مما هو أعجب وأغرب!

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

13/ رمضان / 1439 هـ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-30-2018, 03:35 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثالثة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقبل الدخول في الملاحظات على تخريجه لرقم(2) أزيد شيئا في قضية عاصم بن أبي النجود، فالدكتور البخاري كان يضعف روايته عن زر وعن أبي وائل عام1414هـ، ثم يظهر أنه مع طلب العلم فَهِم الموضوع، وصحح خطأه، فصار يحسن حديثه، حيث قال في رسالته الماجستير(ص/123) عند تخريج رقم(6) : «بل هو صدوق يهم، وضعفه الخفيف في الحفظ لا ينزله عن درجة الحسن، قال الذهبي: «هو حسن الحديث» ووصفه أيضا بأنه دون الثبت، صدوق يهم..»، وقال فيه الحافظ ابن حجر: «صدوق له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون». انتهى المقصود من كلام الدكتور البخاري. علما بأن الرواية التي يتكلم عنها من طريق عاصم عن زر بن حبيش!
فهذا من رد عبدالله البخاري على عبدالله البخاري!
والعجيب أنه مع إخراجه الكتاب في طبعة جديدة بعد رسالة الماجستير بـ11 سنة لم يصحح هذه الأخطاء الفتاكة!
فلينتبه الدكتور وليستفد من هذه الملاحظات، وليصحح أخطاءه.

ومن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

رقم(2) تخريجه لمرسل الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رغب عن سنتي فليس مني».

الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري:
1- قال «مرسل» ولم يحكم على متنه كما فعل في رقم(1)، وما فعله في الطبعة القديمة أجود حيث قال: «مرسل والحديث صحيح».

وفي طبعته القديمة لم يضعف سنده سوى ذكر الإرسال مع أنه من طريق الإمام محمد بن وضاح وهو يضعفه! لكن الحمد لله أنه لم يفعل!

2- عزوه الحديث لعبدالرزاق في المصنف(11/رقم20568)! وهو ليس في المصنف وإنما في الجامع لمعمر، وهو مطبوع في آخر المصنف، مع أن الجامع كتاب مستقل لمعمر على الصحيح وليس من المصنف، وإنما هو من رواية عبدالرزاق عن معمر، فلا يعزى لعبدالرزاق لكون الحديث ليس من أحاديث المصنَّف!

وأما عزو السيوطي له في المصنف فهو محل نظر، لأن الحديث موجود في جامع معمر وليس في المصنف.
فإن قال قائل: لعل الدكتور البخاري يرى أن الجامع لعبدالرزاق، لا سيما وأن السيوطي عزاه لعبدالرزاق!
فيقال: هذا ليس صحيحاً، فالدكتور البخاري يظهر أنه كان لا يفرق بين المصنف والجامع، لكنه لما درس في مرحلة الماجستير وتعلم عرف هذه الحقيقة، لذلك من مصادره في رسالته الماجستير في دراسة مرويات أبي عبيدة عن أبيه «كتاب الجامع لمعمر»، وعزا إليه وانظر على سبيل المثال حديث رقم(3) في رسالته في باب المرء مع من أحب!
فهذا أيضاً من رد عبدالله البخاري على عبدالله البخاري!

والمشكلة أنه في الطبعة الجديدة من تحقيقه لأصول السنة لم يصحح هذا الخطأ، وقد كرره كما سيأتي بيانه إن شاء الله.

3- ذكر من شواهد الحديث حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وعزاه للإمام أحمد وابن أبي عاصم في السنة والطحاوي في المشكل وابن خزيمة في صحيحه والخطيب في الفقيه والتاريخ واللالكائي في أصول السنة ولم يذكر درجته!
والحديث صحيح على شرط البخاري، بل أصل الحديث في صحيح البخاري.كتاب الصوم. باب صوم يوم وإفطار يوم(رقم1978)، وفي كتاب فضائل القرآن. باب في كم يقرأ القرآن(رقم5052)، وليس فيه موضع الشاهد، لكن عزاه غير واحد من العلماء للبخاري في صحيحه بناء على أن أصله في البخاري.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

14/ رمضان / 1439 هـ
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-31-2018, 02:59 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الرابعة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:


فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

رقم(3) تخريجه لحديث الحسن بن أبي الحسن، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عمل قليل في سنة، خير من عمل كثير في بدعة».

الملاحظة الأولى: قال في حكمه على الحديث: «مرسل ضعيف»، ثم أعله بعنعنة مبارك بن فضالة ومحمد بن وضاح، لكنه رفع العلة بهما بكونهما توبعا، وسيأتي الكلام عن هذه الأمور، لكن المقصود هنا التنبيه على عدم انضباط طريقته في الحكم على الأحاديث والآثار، وعلى تكراره تضعيف محمد بن وضاح وهو خطأ.

الملاحظة الثانية: أعل الحديث بعنعنة مبارك بن فضالة واستدل بما قاله الإمام ابن مهدي في الجعديات(2/ص1139)، وعند الرجوع للجعديات وجدنا أن كلام ابن مهدي يدينه ولا يعينه! فالإمام ابن مهدي قال: «مبارك بن فضالة يدلس، وكنا لا نكتب عنه إلا ما قال سمعت الحسن»، فهذا يدل على أن رواية ابن مهدي عن مبارك عن الحسن كرواية شعبة عن قتادة والأعمش والسبيعي محمولة على السماع! فإعلال السند بعنعنة مبارك التي من رواية ابن مهدي مخالف لما في الجعديات!
ومع ذلك فالذي ترجح لدي أن عنعنة مبارك بن فضالة عن الحسن محمولة على السماع مطلقاً كرواية الأعمش عن النخعي وأبي صالح وأبي وائل، لكونه من الشيوخ الذين أكثر عنهم، فهو قد لازم الحسن عشر سنوات أو أكثر.
ولكن موضع نقدي للدكتور عبدالله هو ما سبق ليس هذه القضية.

الملاحظة الثالثة: طول بذكر تضعيف المرسل، وتضعيف مراسيل الحسن في نحو 14 سطراً وهذا من النفخ.

الملاحظة الرابعة: ذكر متابعةَ محمد بن وضاح ومتابعةً لمبارك بن فضالة عند ابن نصر المروزي في كتاب السنة(رقم88)، وهذا فيه نظر، لأنه من رواية هشيم الواسطي عن عوف عن الحسن به، وهشيم مدلس مكثر، وقد عنعن، فلا تصلح هذه المتابعة لضعف سندها.

الملاحظة الخامسة: عزا متابعة زيد إلى مصنف عبدالرزاق(11/رقم20568)، والصحيح أن يعزوها لمعمر في جامعه كما سبق بيانه في الملاحظات على تخريجه لرقم(2).

الملاحظة السادسة: ذكر متابعة يونس بن عبيد، وعزاها لابن بطة في الإبانة(1/رقم151)، وهي غير صحيحة؛ لكونها من رواية موسى بن سهل عن إسماعيل بن علية عن يونس به، وموسى بن سهل هو الحرفي الوشاء، وهو ضعيف، وضعفه البرقاني جداً، هذا مع غض النظر عما قيل في الإمام ابن بطة، فهو أشد مما قيل في ابن وضاح.

وعلى كل لا حاجة لهذه المتابعات فإسناد ابن أبي زمنين إلى الحسن البصري حسنٌ لذاته، وقد تابع مبارك بن فضالة: حزمٌ القطعي-وهو حسن الحديث- عند الحسين المروزي في البر والصلة، بالإضافة لمتابعة زيد عند معمر في جامعه.
غير أنه مرسل، فهو ضعيف لإرساله.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

15/ رمضان / 1439 هـ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-01-2018, 01:11 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الخامسة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

رقم(4) قال ابن أبي زمنين: حدثني (أبي رحمه الله) عن أبي الحسن علي بن الحسن، عن أبي داود أحمد بن موسى، عن يحيى بن سلام قال: حدثني الخليل بن مرة عن الوضين بن عطاء عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السنة سنتان سنة في فريضة الأخذ بها هدى وتركها ضلالة، وسنة في غير فريضة الأخذ بها فضيلة وتركها ليس بخطيئة».
الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري للحديث:
الملاحظة الأولى: تضعيفه لسند ابن أبي زمنين لتفسير يحيى بن سلام، وهذا تكرر من الدكتور البخاري، وهو غلط، لأن تفسير يحيى بن سلام كتاب معروف، وله طرق عديدة منها ما أورده ابن خير الإشبيلي في فهرسته(ص/50)، ومنها طريق ابن أبي زمنين هذه.

الملاحظة الثانية: أنه لم يعرف أحمد بن موسى الراوي عن يحيى بن سلام، وهو شخص معروف مشهور، وهو أبو داود أحمد بن موسى بن جرير الأزدي العطار، وهو من كبار أصحاب سحنون. وكان ثقة صالحاً .. وأخذ عنه الناس، وفي كتبه خطأ وتصحيف، توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين وهو بن إحدى وتسعين سنة كما قال الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون(1/ 150).

الملاحظة الثالثة: أنه ضعف يحيى بن سلام وهو صدوق في أقل أحواله كما يعرف ذلك من نظر في ترجمته، ودرس علم الحديث.

فالملاحظ في تخريج الدكتور عبدالله البخاري يرى النَّفَس المليباري فيه، ولعله ترك ذلك بعدما درس وتعلم.

الملاحظة الرابعة: تضعيفه للوضين بن عطاء وهو صدوق حسن الحديث، وقول الحافظ ابن حجر إنه صدوق سيء الحفظ فيه نظر، فلم أجد أحدا رماه بسوء الحفظ.

الملاحظة الخامسة: قال الدكتور البخاري: «وخالفه الأوزاعي فرواه مقطوعا من قول مكحول، وهو الصواب؛ ذلك أن مخالفة الوضين بن عطاء للأوزاعي لا تحتمل، فالأوزاعي أثبت وأوثق منه بلا شك»!!

وهذا غلط ظاهر، فالسند للوضين ضعيف عند الدكتور بعلل عديدة، ولكن يصح منها علة واحدة وهي: الخليل بن مرة الضبعي، فهو ضعيف، فتعصيب الخطأ والمخالفة به هو الصحيح، فهو الذي خالف الأوزاعي حقيقة.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

16/ رمضان/ 1439 هـ
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-02-2018, 03:43 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة السادسة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

رقم( 5 ) خرج الدكتور ما أورده في المتن هكذا: «يحيى قال: وحدثني حفص بن عمر بن ثابت بن قيس، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة».

الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري للحديث:
1- قال في الحكم عليه: «إسناد المصنف ضعيف، والحديث صحيح»، وذكرت هذا لبيان اضطرابه في طريقته في الحكم على الأحاديث والآثار، وأنه لم يلتزم طريقة معينة، كما يتبين هذا من قراءة هذه الحلقة مع سابقاتها.

2- أعل الإسناد برواة تفسير يحيى بن سلام رحمه الله، وسبق التنبيه على أخطائه في هذا عند ذكر الملاحظات على تخريجه لرقم(4).

3- قال الدكتور: «حفص بن عمر بن ثابت قال عنه أبو حاتم: «منكر الحديث» الميزان(1/564)».

وعند الرجوع للجرح والتعديل(3/ 180) نجده هكذا: «سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول: هو منكر الحديث» فهو من كلام علي بن الحسين بن الجنيد، وليس من كلام أبي حاتم.
قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان(3/ 233-البشائر): «والذي في كتاب ابن أبي حاتم سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول هو منكر الحديث ولم يذكر ذلك، عَن أبيه».
فتقليد الدكتور للذهبي دون الرجوع للمصدر مع توفره نوع من الكسل، وهو معيب.

4- ذكر من المتابعات للسلمي عن العرباض: المهاجر بن حبيب، والأظهر أنه بالصاد: المهاصر. كما يعلم ذلك من ترجمته في كتب الرجال. والله أعلم.

5- ذكر من المتابعات جبير بن نفير، وليس فيه موضع الشاهد، لكنه طريق من طرق الحديث، وفي السند إليه: شعوذ الأزدي، وهو لم يوثق من معتبر، بل هو مجهول الحال، ولم يتكلم الدكتور على سنده، بل اكتفى بنقل حكم الشيخ الألباني رحمه على متنه بقوله: «حديث حسن»!!

6- ذكر من المتابعات عبدالله بن أبي بلال، وعزاها للطبراني، وهي متابعة لا تصح، ففي السند لها علتان: الأولى: ضعف شيخ الطبراني أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة البتلهي، قال الذهبي في تاريخ الإسلام: «وكان ضعيفاً، قَالَ أبو أحمد الحاكم: حدثنا عنه أبو الجهْم بن طلاب بأحاديث بواطيل».
الثانية: عنعنة بقية، وهو مدلس مكثر.

7- الجزء الذي رواه ابن أبي زمنين من حديث العرباض رضي الله عنه وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة» رواه مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه. وهذا أمر لم يذكره الدكتور البخاري.
وحديث العرباض حديث صحيح مشهور، وهذا أمر قد بينه الدكتور في تخريجه، لكن فيه ملاحظات عديدة منها ما سبق.
وبالنسبة لسند الرواية عند ابن أبي زمنين فتحتاج إلى مزيد مراجعة حول اسم شيخ يحيى بن سلام، وهل في النسخة تصحيف أم لا؟ ولم أجد وقتاً لذلك.




والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

17 / رمضان / 1439 هـ
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-04-2018, 03:24 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة السابعة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

رقم(6) خرج الدكتور ما أورده في المتن هكذا: «يحيى قال: وحدثنا الحسن بن دينار، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا هل عسى رجل يكذبني وهو متكئ على حشاياه، يبلغه الحديث عني فيقول: يا أيها الناس: كتاب الله: ودعونا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم».

الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري للحديث:

1- قال في الحكم عليه: «منكر جداً» وذكرت هذا لبيان اضطرابه في طريقته في الحكم على الأحاديث والآثار، وأنه لم يلتزم طريقة معينة، كما يتبين هذا من قراءة هذه الحلقة مع سابقاتها.
مع أن متن الحديث ليس منكر المعنى، والحديث بمعناه أحاديث صحيحة كثيرة كما أور ذلك الدكتور البخاري نفسه.

لذلك كان كلامه في الطبعة القديمة أصح وأدق حيث قال في الحكم عليه: «إسناده ضعيف جدا وهو مرسل، والحديث له شواهد يصح بها معناه».

2- أعل الإسناد برواة تفسير يحيى بن سلام رحمه الله، وسبق التنبيه على أخطائه في هذا عند ذكر الملاحظات على تخريجه لرقم(4).

3- قال الدكتور: «ولم أقف على من أخرجه من طريق المصنف ولفظه».
التعليق:
قال معمر بن راشد في جامعه(10/ 453 رقم19684) عن الحسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هل عسى أحدكم أن يكذبني وهو متكئ على حشاياه يحدث عني بالحديث فيقول: ما قال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن لنا بذلك».
وسنده مع إرساله : منقطع، معمر لم يسمع من الحسن ولم يره كما قال الإمام أحمد.

4- ذكر الدكتور البخاري أن من أحاديث الباب حديث أبي رافع رضي الله عنه، وذكر له طريقين، الأولى منهما طريق موسى بن عبدالله بن قيس عن أبي رافع، ثم ذكر أن الذي رواه عنه «الليث بن سعد، وسالم المكي»، وخرج رواية الليث من شرح معاني الآثار للطحاوي ومستدرك الحاكم، ورواية سالم المكي من جامع بيان العلم وفضله.

وعلى ما ذكره ملاحظات:

أ- أخطأ الدكتور في ذكر الليث بن سعد، فالذي رواه عن موسى بن عبدالله بن قيس هو أبو النضر سالم بن أبي أمية، وعنه رواه الليث.
رواه الطحاوي في أحكام القرآن، والطبراني في الكبير، والأوسط، والحاكم، وغيرهم من طريق الليث عن أبي النضر سالم عن موسى به.

ب- ممن رواه من طريق سالم المكي: الروياني، والطبراني في الكبير، والأصبهاني في الحجة في بيان المحجة.
جـ- الحديث اختلف فيه على سالم أبي النضر على عدة أوجه منها رواية الليث، وانظر: العلل للدارقطني(7/ 8 رقم1172).

5- قال الدكتور في تخريج رواية مالك عن سالم أبي النضر عن عبيدالله بن أبي رافع به: «أخرجه ابن حبان في صحيحه(1/رقم13الإحسان) وصححه»!! وهذا معيب لتكراره ما يدل على تصحيح الحديث عند ابن حبان، وسبق التنبيه على خطأ هذا الصنيع.

6- عزا الدكتور رواية مالك عن سالم أبي النضر عن عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه إلى ابن حبان والحاكم، وذِكْرُه للحاكم خطأ، فالحاكم رواه من طريق مالك عن أبي النضر عن عبيدالله بن أبي رافع مرسلاً لم يذكر أباه، وهذا ظاهر في المستدرك، ونبه عليه الحافظ ابن حجر حيث قال في إتحاف المهرة(14/ 251) : «ولم يذكر أبا رافع، بل أرسله - وكذا هو في "الموطأ"».

7- قال الدكتور في تخريج رواية ابن عيينة: «واللالكائي في شرح السنة(1/97) –وعلق بقوله: قلت: وذكر نصر بن زيد بن أسلم في الإسناد وهم..» إلى آخره.
التعليق:
هنا وقع تحريف بزيادة كلمة «بن» بين نصر وزيد، فعبارة اللالكائي: «وذِكْرُ نصرٍ زيدَ بن أسلم في الإسناد وهم». ونصر هو نصر بن علي الجهضمي.
وقد خلت الطبعة القديمة من هذا التحريف!!

8- قال الدكتور: «لم يتفرد ابن عيينة به، بل تابعه عليه: مالك بن أنس والليث بن سعد كما مر آنفا».
التعليق:
أما الإمام مالك فأكثر الروايات عنه أنه رواه مرسلاً مخالفا لرواية ابن عيينة الموصولة كما سبق التنبيه عليه لما عزاه الدكتور للحاكم فأوهم أنه موصول، وهنا يكرر خطأه.
وأما الليث فروايته عن سالم أبي النضر عن موسى بن عبدالله بن قيس عن أبي رافع، فهي مخالفة لرواية سفيان في ذكر شيخ سالم أبي النضر، وسبق التنبيه على أن الحديث فيه خلاف على سالم أبي النضر.

9- ذكر الدكتور حديث المقدام رضي الله عنه، وعزاه لأبي داود والترمذي وابن ماجه والحاكم وقال: «إسناده صحيح».
التعليق:
الحديث رواه أيضاً: الإمام أحمد، والدارمي، وابن حبان في صحيحه، والدارقطني، وخلق كثير غيرهم، ورواه عن المقدام: عبدالرحمن بن أبي عوف الجرشي، والحسن بن جابر اللخمي الشامي الحمصي. وهو صحيح.

10/ قال الدكتور: «وينظر عن جابر بن عبدالله التمهيد(1/152)» ولم يذكر درجة إسناده.
التعليق:
الحديث مروي من طريق محمد بن المنكدر عن جابر، وله عنه طريقان:
الأول: محفوظ الفهري عن محمد بن المنكدر عن جابر.
رواه الطبراني في الأوسط، وابن عبدالبر في التمهيد، وفي جامع بيان العلم وفضله، والخطيب في الفقيه والمتفقه، والهروي في ذم الكلام، وابن عساكر في تاريخ دمشق كلهم من طريق بقية بن الوليد عن محفوظ الفهري عن محمد بن المنكدر عن جابر به.
قال الذهبي في الميزان: «محفوظ بن مسور الفهري. عنِ ابن المنكدر بخبر منكر.
وعنه بقية بصيغة (عن) , لا يدرى من ذا؟» وأقره الحافظ في لسان الميزان.

الثاني: يزيد الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر به.
رواه أبو يعلى، وابن منده في مجلس من أماليه، والخطيب في الكفاية، وفي سنده الرقاشي ضعيف، وإسماعيل بن مسلم المكي ضعيف، وكلاهما-الرقاشي وإسماعيل- من الأئمة من وصفه بالمتروك.
فهو ضعيف من حديث جابر رضي الله عنه.

11- قال الدكتور البخاري: «وعن العرباض بن سارية الإحكام(2/190)». ولم يذكر درجة إسناده.

التعليق

الحديث أخرجه أبو داود في سننه، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، والمروزي في السنة، والطبراني في مسند الشاميين، والبيهقي، والخطيب في الكفاية، وابن عبدالبر في التمهيد، وابن حزم في الإحكام، كلهم من طريق أشعث بن شعبة عن أرطاة بن المنذر عن أبي الأحوص حكيم بن عمير عن العرباض به، وسنده حسن.
وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة(2/ 541 رقم882).
واكتفاء الدكتور بذكر ابن حزم فيمن خرجه معيب، فالحديث في كتاب أبي داود وغيره من الكتب التي هي أشهر، ولو تمعن النظر في كتاب ابن حزم لوجد أنه أورده من طريق أبي داود!

12- قال الدكتور البخاري: «وعن أبي هريرة الإبانة(1/رقم64) والشريعة للآجري(ص/50) وغيرهم». ولم يذكر درجة إسناده.

التعليق:
حديث أبي هريرة روي من عدة طرق:
الأول: من طريق أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه به.
رواه ابن ماجه، والخطيب في تاريخ بغداد، وفي سنده: عبدالله بن سعيد المقبري وهو متروك.

الثاني: من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه به.
راواه أحمد بن منيع في مسنده، والإمام أحمد في مسنده، والبزار في مسنده، والآجري في الشريعة، والهروي في ذم الكلام وغيرهم.
وفي سند غيره أبو معشر نجيح السندي وهو ضعيف.
الثالث: من طريق أبي سعد البقال عن أبي عباد عن أبي هريرة رضي الله عنه به.
رواه ابن بطة في الإبانة. والبقال ضعيف.
فهو ضعيف من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

واكتفاء الدكتور بذكر الإبانة والشريعة دون ذكر من أخرجه من أصحاب الكتب الستة معيب، فالحديث في كتاب ابن ماجه، وكذلك في مسند أحمد وغيره من الكتب التي هي أشهر فهي أولى بالذكر.

وأكتفي بهذا القدر من الملاحظات على تخريجه للحديث رقم(6).




والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

19/ رمضان / 1439 هـ
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 06-07-2018, 04:27 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثامنة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

رقم(7) قال ابن أبي زمنين: وحدثني إسحاق بن إبراهيم ، عن أسلم بن عبد العزيز ، عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عمر بن الأشج ، أن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : " سيأتي قوم يأخذونكم بمتشابه القرآن فخذوهم بالسنن ، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله " .

الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري للحديث وتعليقه عليه:

الملاحظة الأولى: قال الدكتور: "منقطع" فتكلم على السند ولم يحكم على المتن، وهذا من اضطرابه في المنهج في العمل على الكتاب.


الملاحظة الثانية: قال الدكتور "عمر بن عبدالله بن الأشج لم أقف له على توثيق أو تجرج".

التعليق:

ذكره ابن سعد في الطبقات-متمم التابعين(1/ 309) وقال: "كان ثقة قليل الحديث".

وقال العجلي: مدني ثقة نزل مصر.


الملاحظة الثالثة: ذكر الدكتور أن بكير بن عبد الله بن الأشج لم يثبت له سماع من الصحابة رضي الله عنهم، وهذا باطل، فقد ثبت سماعه من محمود بن لبيد، وأبي أمامة بن سهل، والسائب بن يزيد رضي الله عنهم. ومن راجع ترجمته وقرأ كلام العلماءعرف ذلك.

ومع ذلك فهو لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

الملاحظة الرابعة: ذكر في الهامش تعليقا على كلمة "بمتشابه" وأورد فيه أثرا عن ابن عباس رضي الله عنهما "فالمتشابهات منسوخه ومقدمه ومؤخرة وأمثاله وأقسامه وما يؤمن به ولا يعمل به‏"

مخرجا له من تفسير ابن أبي حاتم ولم يتكلم عنه بشيء تصحيحا أو تضعيفا، وهو من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهي صحيفة معروفة، ومختلف في صحتها، وعندي أنها لا بأس بها، لكن لا ندري ما الذي عند الدكتور في ذلك؟!




والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

22/ رمضان/ 1439 هـ

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-12-2018, 04:28 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة التاسعة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

رقم(8) قال ابن أبي زمنين: ابن وهب قال : وأخبرني رجل من أهل المدينة عن ابن عجلان عن صدقة بن عبد الله أن عمر بن الخطاب كان يقول : ' إن أصحاب الرأي أعداء السنن أعيتهم أن يحفظوها ' وتفلتت ' منهم أن ' يعوها ' واستحيوا حين سئلوا أن يقولوا : لا نعلم ، فعارضوا السنن برأيهم ' .

الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري للحديث:

الملاحظة الأولى: قال الدكتور: "الإسناد ضعيف والأثر صحيح عن عمر" فتكلم على السند وحكم على المتن، وهذا من اضطرابه في المنهج في العمل على الكتاب كما سبق بيانه مرارا.


الملاحظة الثانية: قال الدكتور معددا علل الإسناد: "الإسناد فيه .... 3- ابن عجلان". ثم ذكر توثيقه عن ستة من الأئمة، وقول أبي زرعة: "صدوق وسط"

التعليق:

لا وجه لذكر ذلك لأن ابن عجلان ثقة وغاية ما يقال فيه إنه صدوق فلا يجوز ذكره في علل هذا السند.

الملاحظة الثالثة: ذكر من طرق الأثر ما رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه والأصبهاني في الحجة من طرق عن سعيد بن المسيب عن عمر.

التعليق

لم يتكلم الدكتور عن إسناده بشيء مع ما فيه من آفات!

وقوله إنه من طرق عن سعيد بن المسيب غير صحيح بل هو من طريقين.

أما طريق الخطيب في الفقيه والمتفقه: ففيه:

1- محمد بن عبد الله بن أيوب القطان :
قال الأزهري : "كان سماعه صحيحا من أبي جعفر الطبري، إلا أنه كان رافضيا خبيث المذهب".

2- أبو العباس إسحاق بن محمد بن مروان القطان: ضعيف وكان يلقن

3- محمد بن مروان القطان:
قال البرقاني عن الدارقطني: شيخ من الشيعة، حاطب ليل، متروك، لا يكاد يحدث عن ثقة.


4- عصمة بن عبد الله الأسدي ، ويظهر أنه مجهول


وأما طريق الأصبهاني في الحجة: ففيه غالب بن عبيد الله الجزري وهو متروك منكر الحديث.

وفيه من لم أجد له ترجمة.

فطريق سعيد بن المسيب لا يصلح للاعتضاد.

الملاحظة الرابعة: ذكر الدكتور أن من طرق الأثر ما رواه اللالكائي والخطيب وابن عبد البر وابن حزم والبيهقي في المدخل من طريق مجالد عن الشعبي عن عمرو بن حريث عن عمر به
وقال: "ومجالد ليس بالقوي تغير في آخر عمره"

التعليق

لم يذكر الدكتور أصلح الله حاله من رواه عن مجالد عند من خرجه!
فمدار الإسناد على عبد الرحمن بن شريك النخعي عن أبيه وكلاهما ضعيف، إلا أن رواية شريك قبل توليه القضاء قوية، وليس منها رواية ابنه الضعيف!

ومجالد ضعيف لسوء حفظه وتغيره.



الملاحظة الخامسة: ذكر من طرق الأثر ما رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه من طريق عطاء عن عمر!
ولم يتكلم عليه بشيء!!

التعليق

الأثر من طريق : داود بن الزبرقان عن محمد العرزمي عن عطاء بن أبي رباح ، أن عمر بن الخطاب قال*: أصحاب الرأي أعداء السنّة ، لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أحق بمسحه من أعلاه .


فهذا الإسناد فيه متروكان(دَاوُدَ بن الزبرقان والعرزمي) مع انقطاعه فعطاء لم يدرك عمر رضي الله عنه.

فلا يصلح للاعتضاد.


الملاحظة السادسة: ذكر من طرق الأثر ما رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وابن حزم في الإحكام من طريق محمد بن إبراهيم التيمي عن عمر به

ولم يتكلم عليه بشيء!!

التعليق:

الإسناد فيه نوح بن أبي مريم وهو كذاب مشهور.

مع انقطاعه فمحمد بن إبراهيم التيمي لم يدرك عمر رضي الله عنه.

ووقع في الطبعة التميمي بدل التيمي وهو خطأ.

ولكن رواه ابن حزم في الإحكام من طريق ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي أن عمر بن الخطاب قال: أصبح أصحاب الرأي أعداء السنن أعيتهم أن يعوها وتفلتت أن يرووها، فاستقوها بالرأي.

وهذا سند جيد إلى محمد بن إبراهيم التيمي فليس فيه سوى علة الانقطاع.


الملاحظة السابعة: نقل الدكتور كلام العلامة ابن القيم بأن أسانيدها عن عمر في غاية الصحة، ثم عقب عليه بقوله: "لكن مر أن بعضها ضعيف إلا أنها بمجموعها تعطي في ذلك ثبوتا عن عمرين الخطاب رضي الله عنه"

التعليق

كلام العلامة بن القيم غير صحيح لأن ما أورده من روايات لا يوجد فيه أي سند حسن لذاته فضلا عن أن يكون صحيحا!

وقول الدكتور إن بعضها ضعيف غير صحيح، بل كلها أسانيد ضعيفة، وبعضها ضعيف جدا.

وأما الحكم على الأثر فهو حسن لما له من طرق منها طريق ابن أبي زمنين، وطريق محمد بن إبراهيم التيمي، وطريق عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن مجالد عن الشعبي عن عمرو بن حريث عن عمر، وله طرق أخرى مع هذه الطرق يرتقي بها للحسن.

أما الطرق التي فيها كذابون ومتروكون فلا تصلح للاعتضاد .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

27/ رمضان/ 1439 هـ
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06-21-2018, 02:48 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة العاشرة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

رقم(9) قال ابن أبي زمنين: ابن وهب [ قال ] وأخبرني خالد بن حميد عن يحيى بن أسيد أن علي بن أبي طالب أرسل عبد الله بن عباس إلى أقوام ' خرجوا ' فقال له : إن خاصموك بالقرآن فخاصمهم بالسنة ' .

الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري للحديث:

الملاحظة الأولى: لم يحكم الدكتور على الأثر، وهو مخالف لما سبق من طرق متنوعة في الحكم بما يؤكد عدم وجود منهجية في العمل على الكتاب كما سبق بيانه مرارا.
وفي الطبعة القديمة للكتاب قال: "فيه من لم أقف على ترجمته"، ولكونه ظن نفسه وجد له ترجمة ترك هذه العبارة! وسيأتي بيان الخلل في ذلك.

الملاحظة الثانية: زاد الدكتور في المتن كلمة "قال"، بعد ذكر ابن وهب، ولا حاجة لها، فالسياق مستقيم بدونها.

الملاحظة الثالثة: وقع في المتن "يحيى بن أسيد"، وهذا خطأ، فالصواب أنه "يحيى بن أبي أسيد" المصري، وهو من شيوخ خالد بن حميد، وبسبب هذا الخطأ أخطأ في ترجمة الراوي، وظن أنه الصحابي ابن الصحابي.

الملاحظة الرابعة: ظن الدكتور أن يحيى شيخ خالد بن حميد هو الصحابي يحيى بن أسيد بن الحضير رضي الله عنهما، فترجمه من الاستيعاب لابن عبدالبر، وذكر أن هذا على سبيل الاحتمال، فإن يكن هو فالأمر فيه سهل! وهو خطأ من وجوه:

الوجه الأول: أن الدكتور البخاري نقل عن ابن عبدالبر أنه قال عن يحيى بن أسيد: "ولا أعلم له رواية"، وأقره ابن الأثير، والحافظ ابن حجر.
فهذا يبعد احتمالية أنه هو الموجود في السند.

الوجه الثاني: أن يحيى بن أسيد رضي الله عنهما لم يترجم له من له عناية بتراجم أصحاب الروايات كتواريخ البخاري، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وإنما ترجم له من كتب في الصحابة ذاكرين أنه لا رواية له.

الوجه الثالث: أن خالد بن حميد له رواية في جامع ابن وهب عن يحيى بن أبي أسيد، (ومن طريق ابن وهب رواه السلمي في آداب الصحبة والبيهقي في شعب الإيمان) وهي غير الرواية التي في أصول السنة، فهو قرينة على وجود خطأ في نسخة أصول السنة.

الوجه الرابع: أن يحيى بن أبي أسيد المصري من طبقة شيوخ خالد بن حميد، ومترجم في كتب الرجال كالتاريخ الكبير للبخاري، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم، والثقات لابن حبان.

الوجه الخامس: لو كان الذي في السند صحابيا لكان منقطعا بين خالد بن حميد ويحي، فإنه لم يدرك أحدا من الصحابة رضي الله عنهم.

الملاحظة الخامسة: لم يبين الدكتور علته! ولا هو بالذي حسنه أو صححه!

فإن السند يعل بعلة ظاهرة، وعلة محل نظر وبحث.
فالعلة الظاهرة: الانقطاع بين يحيى بن أبي أسيد وعلي وابن عباس رضي الله عنهم، فليس ليحيى بن أبي أسيد سماع من الصحابة رضي الله عنهم.

وأما العلة التي محل النظر والبحث فهي حال يحيى بن أبي أسيد، فلم يوثق من معتبر، ولكن روى عنه جمع من الثقات منهم: الليث بن سعد، وعبدالله بن المبارك، وخالد بن حميد، ويحيى بن أيوب، وحيوة بن شريح، وعمرو بن الحارث، ونافع بن يزيد الكلاعي، وغيرهم، ورجح شيخنا الألباني رحمه الله أنه صدوق.

الملاحظة السادسة: ذكر الدكتور أصلحه الله أن الأثر أخرجه ابن سعد بنحوه، وأعله بضعف إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة فقط!!

وهذا في ظني بسبب تقليد الدكتور لمحقق ذلك الجزء من الطبقات الكبرى –الطبقة الخامسة من الصحابة رضي الله عنهم-، وذلك لأنه أعله بهذه العلة فقط، مع أن الإسناد أمامه ظاهر وفيه محمد بن عمر الواقدي وهو متروك، فهو أشد ضعفا من ابن أبي حبيبة!!

والطريق الذي رواه ابن سعد ضعيف جدا، وكذلك الوجه الآخر الذي أشار إليه السيوطي في مفتاح الجنة هو من طريق الواقدي المتروك، وفيه عمران بن مناح فيه جهالة.

الملاحظة السابعة: ذكر الدكتور أن قصة مناظرة ابن عباس رضي الله عنهما خرجها الإمام أحمد، والفسوي، والطبراني، والحاكم، والبيهقي، وزاد نسبته للحلية من كتاب الدر المنثور للسيوطي!! ثم ترجم لأبي زميل سماك بن الوليد الحنفي وطول فيها بما لا حاجة له!

وعليه مؤاخذات:
أ- القصة أخرجها أبو داود في سننه، وعبدالرزاق في مصنفه، وغيرهما، ولكن ذكرتهما للأقدمية بالنسبة لعبدالرزاق، ولمنزلة الكتاب بالنسبة لأبي داود!

ب- الأثر في حلية الأولياء في ترجمة ابن عباس رضي الله عنهما(1/ 318)، فمن المعيب على مختص عزوه بالواسطة مع توافر الأصل!

جـ- لو كان ثمة حاجة لترجمة راو لكان عكرمة بن عمار أولى بذلك، ومع ذلك لا حاجة لترجمته ولا لترجمة أبي زميل التي استغرقت 7 أسطر وهو ثقة من رجال الجماعة إلا البخاري فقد خرج له في الأدب المفرد.

والأثر من طريق عكرمة بن عمار عن أبي زميل عن ابن عباس إسناده صحيح على شرط مسلم.

الملاحظة الثامنة: ذكر قصة عبدالله بن شداد رضي الله عنه-والده صحابي وعبدالله مولود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وله رؤية- وفيه قصة الخوارج وعزاه للإمام أحمد، ونقل كلام الحافظ ابن كثير: "تفرد به أحمد وإسناده صحيح، واختاره الضياء"، وذكر تصحيح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، وعليه مؤاخذات:

أ- قصة عبدالله بن شداد خرجها البخاري في خلق أفعال العباد، وابن أبي عمر العدني-كما في الإتحاف-، وأبو يعلى، والحاكم في المستدرك وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وغيرهم!
ومقصود الحافظ ابن كثير بتفرد الإمام أحمد عن أصحاب الكتب الستة.

ب- اكتفى الدكتور بتصحيح الحافظ ابن كثير، والشيخ أحمد شاكر رحمهما الله، مع أن طريقته في نقد رجال كتاب أصول السنة فيه تشدد، وتنطع، ولو أعمل طريقته في النقد لكان له وقفتان؛ وقفة عند: يحيى بن سليم ، ووقفة عند عبدالله بن عثمان بن خثيم.
لذلك لما جاء للأثر رقم(133) من كتاب أصول السنة لابن أبي زمنين، وفي سنده يحيى بن سليم الطائفي –هذا- تكلم فيه بنحو 14 سطرا، مضعفا به الأثر!!

فكيف هذا التناقض يا دكتور عبدالله؟!!

تصحح سندا في موضع، وتضعفه في موضع آخر!!!

وقد كان صنيعه في الطبعة القديمة أسلم، حيث إنه لم يتكلم عن رقم(133) بتصحيح ولا تضعيف، بل اكتفى بمجرد عزوه!

وحصل للدكتور تخبط آخر في يحيى بن سليم يأتي عند الكلام على تخريج الدكتور للأثر رقم(135) إن شاء الله.

وقد سلمت الطبعة القديمة من هذا التخبط!!

ويحيى بن سليم الطائفي من رجال الكتب الستة، وهو في أقل أحواله صدوق، إلا في روايته عن عبيد الله العمري ففيها ضعف.

أما روايته عن عبدالله بن عثمان بن خثيم فعلى شرط مسلم.

فتعلم يا دكتور، ولا تتناقض، واضبط هذه المسائل، ولا تستعجل.

وبهذا القدر أكتفي.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

7 / شوال / 1439 هـ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:27 AM.


powered by vbulletin