منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر الردود السلفية والمساجلات العلمية

آخر المشاركات مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #11  
قديم 06-27-2018, 09:26 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الحادية عشرة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

رقم( 10 ) تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين عن وهب عن ابن وضاح، عن الصمادحي، عن ابن مهدي، عن سفيان بن عيينة، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال: قال عبد الله بن مسعود: «لا يأتي عليكم عام إلا الذي بعده شر منه، لا أعني عاما أخصب من عام ولا أمطر من عام، ولكن ذهاب علمائكم وخياركم، ثم يحدث قوم يقيسون الأمور برأيهم [فيهدم] الإسلام ويثلم».

الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري للأثر:

1- قال في الحكم عليه: «إسناده فيه ضعف، ومتنه صحيح»، ونبهت مراراً على اضطرابه في منهجه في الحكم على الأحاديث والآثار، بما يبين أنه لم يسلك منهجا معيناً، وهنا أكتفي من التنبيه على هذا الخلل المتكرر.

2- قال الدكتور: «متنه صحيح» ولم يأت إلا بشاهد قاصر يشتمل على ثلث الأثر! وهذا خلل ظاهر، فالشاهد القاصر لا يكفي لتحسين أو تصحيح كامل المتن، لا سيما إذا كان يشتمل على جملٍ مختلفة.
فهو لم يورد ما يشهد له سوى حديث أنس رضي الله عنه: « اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده أشر منه، حتى تلقوا ربكم» سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري في صحيحه.
وهذا طبعا لاعتبار كلام ابن مسعود رضي الله عنه مما له حكم الرفع.

3- تكلم الدكتور عن مجالد بن سعيد بقوله: «ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره، وهو يعتبر بحديثه ولا يحتج به»، ثم ذكر قول الإمام أحمد: «ليس بشيء»، وقول ابن معين: «لا يحتج به»، وقول الدارقطني: «ضعيف»، ثم ذكر قول الذهبي: «مشهور صالح»!
ثم قال: «وهذه المرتبة عند الذهبي هي أدنى درجات التوثيق».
ولي عليه ملاحظات:
الملاحظة الأولى: نفخ الكتاب بإطالة الترجمة من غير داعٍ أمر غير مرضي، ولو أردت الترجمة لراوٍ فأعطه حقه بدل هذه الطريقة الضعيفة والتي لا يظهر منها سوى النفخ!
الملاحظة الثانية: لم ينقل الدكتور مِن أقوال المحدثين ما يثبت وصفه لمجالد بن سعيد بأنه تغير! مع أن الظاهر أن الدكتور أخذه من كلام الحافظ في التقريب.
ومما يدل على تغيّره ما ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 361) عن
عبد الرحمن بن مهدى أنه قال: «حديث مجالد عند الاحداث يحيى بن سعيد وابى اسامة ليس بشئ، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد وهشيم وهؤلاء القدماء»
ثم عقب ابن أبي حاتم بقوله: «يعني أنه تغير حفظه في آخر عمره».
وهو مترجم في كتاب الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات لابن الكيال.

الملاحظة الثالثة: لم يذكر جرحا مفسراً من كلام العلماء الذين نقل كلامهم، مع أنه أورد تعديل الذهبي له وإن كان من أدنى مراتب التعديل فهو تعديل! مع ما في نقله عن الذهبي من الخلل!
ومن الجروح المفسرة سوى ما تقدم نقله عن ابن أبي حاتم:
قال ابن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: مجالد بن سعيد ضعيف واهي الحديث.
قلت له: كان يحيى بن سعيد يقول: لو أردت أن يرفع لي مجالد بن سعيد حديثه كله لرفعه؟ قال: نعم. قلت: ولم يزيد؟ قال: لضعفه.
وقال الإمام أحمد: «كان يكثر ويضطرب» يعني يكثر من الرواية عن الشعبي، ويضطرب في روايته عنه.
وقال أيضاً: «ليس بشيء يرفع حديثاً كثيراً لا يرفعه الناس وقد احتمله الناس».
وقال الترمذي: «وهو كثير الغلط».
وقال أيضاً: « قد تكلم بعضهم في مجالد بن سعيد بن قبل حفظه».
وقال ابن حبان: «كان رديء الحفظ يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل لا يجوز الاحتجاج به»
وقال العجلي كان يحيى بن سعيد يقول: «كان مجالد يلقن في الحديث إذا لقن»، وأظن هذه الحكاية هي توضيح ورواية بالمعنى لما سبق ذكره عن ابن أبي خيثمة والله أعلم.
وقد نَقل ابن شاهين تكذيب جرير بن حازم له، ولم أقف على ذلك عند غيره ممن ترجم له، ولم أقف على إسنادٍ له، وفيه نظر، وكذلك نقل الجورقاني في الأباطيل تكذيب ابن معين والبخاري له وفي نقله عنهما نظر.
واتهمه الجورقاني بسرقة حديثٍ، ولم يصب في ذلك، ففي الطريق إلى مجالد : أحمد بن علي الحسنوي المقرئ وهو متهم بالوضع.
فما سبق ذكره من جروحات مفسرة ثابتة كافية في بيان ضعفه.
الملاحظة الرابعة: نقل الدكتور عن الذهبي أنه قال في مجالد: «مشهور صالح»! وهذا نقلٌ مبتور!
قال الذهبي في المغني في الضعفاء (2/ 542) : «مشهور صالح الحديث قال أحمد ليس بشيء وقال ابن معين لا يحتج به وقال الدارقطني ضعيف».
فمن هذا النقل نعلم أن ما نقله الدكتور عبدالله من كلام العلماء في مجالد إنما نقله من كلام الذهبي في المغني! وهذا خلل ظاهر.
وتعقيب الذهبي على قوله: «مشهور صالح» بذكر كلام مَن ضعفه يبين أنه مع صلاح حديثه إلا أنه فيه ضعف، وعبّر عنه في ميزان الاعتدال بقوله: «مشهور صاحب حديث على لين فيه».
وقال في سير أعلام النبلاء: «ويدرج في عداد صغار التابعين، وفي حديثه لين».

4- استكمالٌ للكلام حول أثر ابن مسعود رضي الله عنه لدفع بعض الكسل الذي عند الدكتور البخاري في تخريجه-دون النفخ فهذا ينشط له!-:
ذِكْر أثر ابن مسعود رضي الله عنه مقطعاً:
أ- «لا يأتي عليكم عام إلا الذي بعده شر منه».
ب-«لا أعني عاما أخصب من عام ولا أمطر من عام، ولكن ذهاب علمائكم وخياركم».
جـ- «ثم يحدث قوم يقيسون الأمور برأيهم فيهدم الإسلام ويثلم».
وقد سبق ذكر شاهد الفقرة الأولى.
وللفقرة الأولى والثانية طرق منها:
ما رواه البهقي في شعب الإيمان من طريق أبي خيثمة زياد بن خيثمة عن أبي إسحاق السبيعي، عن هبيرة بن يريم، وأبي الأحوص، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «لا يأتي عليكم عام إلا والذي بعده شر منه» قالوا: فإنه يأتي علينا العام يخصب، والعام لا نخصب فيه.
قال: «إني والله لا أعني خصبكم، ولا جدبكم، ولكن ذهاب العلم أو العلماء قد كان قبلكم عمر فأروني العام مثله». وسنده صحيح، وأبو إسحاق السبيعي قليل التدليس وقد سمع من أبي الأحوص ومن هبيرة.
ورواه ابن عساكر من طريق إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن عبد الله بن مسعود أنه قال: «لا يأتي عليكم عام إلا شر من العام الذي مضى»، قالوا: أليس يكون العام أخصب من العام؟ قال: «ليس ذاك أعني إنما أعني ذهاب العلماء»، ثم قال: «وأظن عمر بن الخطاب يوم أصيب ذهب معه ثلث العلم». وسنده حسن.
ومنها ما رواه يعقوب بن شيبة من طريق الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب قال سمعت عبد الله بن مسعود يقول: «لا يأتي عليكم يوم الا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى تقوم الساعة لست أعني رخاء من العيش يصيبه ولا مالا يفيده ولكن لا يأتي عليكم يوم الا وهو أقل علما من اليوم الذي مضى قبله فإذا ذهب العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فعند ذلك يهلكون». هكذا ذكره الحافظ في فتح الباري، ومسند يعقوب مفقود سوى جزء صغير منه، ولم أقف على أحد ذكر سنده كاملاً من مسند يعقوب بن شيبة. والله أعلم.

وأما الفقرة الثالثة: فيشهد لها حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما مرفوعاً: «إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعا، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهال، يستفتون فيفتون برأيهم، فيضلون ويضلون»، متفق عليه واللفظ للبخاري.

وروى الطبراني والهروي في ذم الكلام من طريق أبي يزيد، عن الشعبي، قال: قال ابن مسعود: «إياكم وأرأيت وأرأيت، فإنما هلك من كان قبلكم بأرأيت وأرأيت، ولا تقيسوا شيئا بشيء فتزل قدم بعد ثبوتها، وإذا سئل أحدكم عما لا يعلم فليقل: لا أعلم فإنه ثلث العلم». ومع انقطاع سنده ففيه أبو يزيد وهو جابر بن يزيد الجعفي متروك، فلا يصلح للاستشهاد.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

13/ شوال/ 1439 هـ
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 07-01-2018, 04:27 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثانية عشرة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

رقم(11) قال ابن أبي زمنين: ابن مهدي قال : وحدثنا سفيان الثوري عن حماد بن زيد عن إبراهيم عن ابن مسعود قال : "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم".

وهو أثر صحيح كما قال الدكتور.

الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري للأثر:
1- (تكميل) عزا الدكتور هذا الأثر لابن بطة في الإبانة، وأبي خيثمة في العلم، وقد رواه الحافظ أبو عمرو الداني في جزئه في علوم الحديث عن ابن أبي زمنين به.
ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق بأطول مما هنا.
2- نقل الدكتور تصحيح سنده عن شيخنا الألباني رحمه الله مقرا له، مع أنه من رواية إبراهيم النخعي عن ابن مسعود رضي الله عنه، وهو لم يدركه، ولم ينبه لسبب هذا التصحيح، وهو أن مراسيل إبراهيم النخعي عن ابن مسعود صحيحة لكونه لا يرسل عنه إلا ما سمعه من غير واحد من شيوخه عن ابن مسعود رضي الله عنه.

3- ذكر من المتابعات متابعة أبي عبدالرحمن السلمي عن ابن مسعود رضي الله عنه، وهو من طريق الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي عبدالرحمن السلمي به. ولم يتكلم على سنده بشيء، وإنما اكتفى بذكر قول الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح"!
والأعمش وحبيب ممن يدلسان، وليس من رواية شعبة عن الأعمش، ولكن تجبر العنعنة بما ورد من متابعات، ولكونهما-الأعمش وحبيب- ليسا مكثرين من التدليس على الصحيح، مع التنبيه على أن الصحيح سماع السلمي من ابن مسعود رضي الله عنه خلافا لما زعمه بعضهم.
وكان الدكتور في الطبعة القديمة للكتاب قد نبه على عنعنة حبيب والأعمش، لكنه تخبط في ذكر المتابعات، ولكونه محا ذلك الكلام من طبعته الحديثة أعرضت عن تفصيل نقده مكتفيا بالإشارة فقط.

4- ذكر متابعة طارق بن شهاب رضي الله عنه، وعزاها للبخاري وقال: "نحوه"، وعزاه للبيهقي في المدخل والاعتقاد.
وعزوه للبخاري مع قوله نحوه خطأ، فلفظ البخاري: "إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم"، فهل هذا بنحو قوله: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم"؟!!
والصحيح أن يقول: "وأصل الأثر عن ابن مسعود من طريق طارق بن شهاب عن ابن مسعود رواه البخاري في صحيحه، وليس فيه موضع الشاهد" أو عبارة نحوها، تفيد أن هذه الطريق خرجها البخاري في صحيحه دون لفظه ولا بنحو لفظه.
والأثر من هذا الطريق رواه أيضاً ابن بطة واللالكائي وغيرهما.
وقال الدكتور أيضاً: "وأخرجه البخاري أيضا بنحوه في (13/ رقم7277-فتح) من طريق أخرى عن ابن مسعود رضي الله عنه".

وهذا تكرار للخطأ السابق، فلفظ البخاري: "إن أحسن الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها و { إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين }".
فعلى الدكتور أن يراجع كلام علماء المصطلح في هذه القضية الواضحة المعروفة.
5- ذكر متابعة قتادة! وعزاها لابن وضاح من طريق أسد بن موسى عن أبي هلال الراسبي محمد بن سليم عن قتادة به نحوه!
ثم قال: "وهذا الإسناد حسن لولا لين محمد بن سليم"!

وهذا الكلام عليه ملاحظات:
أولاً: أصاب الدكتور في قوله نحوه! لأن لفظه: "اتبعوا آثارنا ولا تبتدعوا فقد كفيتم".
فياليته يستمر على هذا الصواب!

ثانياً: محمد بن سليم صدوق وسط، ولكن روايته عن قتادة فيها اضطراب، فكان ينبغي التنبيه على ذلك وعدم إطلاق لين محمد بن سليم.

ثالثاً: مفهوم كلام الدكتور أن السند ليس فيه علة سوى لين محمد بن سليم، والصحيح أنه ليس بحسن، وعلته الانقطاع، فقتادة لم يدرك ابن مسعود فبينهما مفاوز!
بالإضافة لضعف رواية أبي هلال محمد بن سليم عن قتادة.
ومما يؤكد اضطرابه أن ابن وضاح رواه أيضا من طريق أسد عن أبي هلال عن قتادة عن حذيفة بنحوه!
والعجيب أن الدكتور ذكر ما يتعلق بسماع قتادة من الصحابة، وما يتعلق بتدليسه(ص/174 رقم71)، فهناك بيّن شيئا من الصواب وتشدد، وهنا غفل وتساهل! فتناقض!
وسيأتي بيان ذلك في موضعه إن شاء الله.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

17 / شوال / 1439 هـ
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 07-16-2018, 12:26 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثالثة عشرة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

رقم( 12 ) تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين من طريق ابن مهدي قال: وحدثني زمعة بن صالح، عن عثمان بن حاضر الأزدي قال: قلت لابن عباس: أوصني قال: "عليك بالاستقامة، اتبع ولا تبتدع".

الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري للأثر:

1- ضعف إسناد الأثر بسبب زمعة وأصاب في ذلك، لكنه صحح متنه بمتابعة قاصرة مع وجود نظر في سنده ينبغي التنبيه عليه!

وهذا شيء من البيان:

رواية عبدالله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما :
خرجها ابن نصر عن محمد بن يحيى عن أبي حذيفة عن سفيان عن عبدالله بن طاوس به ولفظها: «عليكم بالاستقامة واتباع الأمراء والأثر، وإياكم والتبدع».

وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي مختلف فيه حتى قال فيه الحافظ ابن حجر في التقريب: «صدوق سيء الحفظ وكان يصحّف»، وقال الذهبي في الكاشف: «صدوق يصحف»، وقال في الميزان: « صدوق إن شاء الله، يهم».

قال الدكتور عبدالله البخاري في رسالته الماجستير بإشراف الشيخ العلامة -بحق- محمد عمر بازمول حفظه الله بعد ذكر أقوال العلماء في أبي حذيفة النهدي: «فالرجل صدوق في نفسه، إلا أن في حفظه ضعف-كذا!-، وكان يصحف، وحديثه عن الثوري متكلم فيه، بل ضعفه جمع من العلماء، والله أعلم».

فهذا يدل على أنه يميل إلى تضعيف رواية أبي حذيفة النهدي عن سفيان الثوري، فكيف يصح قول الدكتور البخاري عن رواية زمعة بن صالح: «بل تابعه الإمام الثقة عبدالله بن طاوس..» وفي الطريق إليه أبو حذيفة عن سفيان الثوري؟!!!

تنبيه: هذا الأثر رواه الهروي في ذم الكلام من طريق أبي العباس ابن عقدة حدثني محمد بن غالب حدثنا أبو حذيفة حدثنا سفيان عن ابن طاوس عن أبيه قال قال ابن عباس: «عليكم بالاستقامة والاتباع وإياكم والتبدع»، وابن عقدة متهم، وهو من نفس طريق ابن نصر المروزي فيغني عنه!

2- ذكر الدكتور عبد الله البخاري أن في الباب عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وذكر لفظه وعزاه لابن بطة في الإبانة ولم يتكلم عن سنده بشيء كعادته في كثير من المتابعات والشواهد، وهذا تقصير كبير من شخص يجتهد الصعافقة في وصفه بأنه علامة! وهو ليس كذلك، بل هو طالب علم عنده خطأ كثير.

وعند مراجعة الأثر عن حذيفة رضي الله عنه وجدنا أن الدكتور البخاري قصر بعزوه لابن بطة فقط دون الرجوع لرواية ابن وضاح، وكذلك قصّر حيث لم ينبه على ضعف رواية ابن بطة.

أما رواية ابن بطة فمن طريق روح بن عبد الواحد عن خليد عن قتادة، قال: قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

وفيه ثلاث علل-بغض النظر عن الكلام في الإمام ابن بطة رحمه الله-:
العلة الأولى: روح بن عبدالواحد ضعيف.
ذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه غيره.
قال ابن أبي حاتم: «كتب عنه أبي بأَذَنَة سنة عشرين ومائتين، وسألته عنه فقال: ليس بالمتقن، روى أحاديث فيها صنعة، سئل أبي عنه قال: شيخ».
وذكره العقيلي في الضعفاء، وغمزه ابن عدي، وقال الذهبي: ضعيف.

العلة الثانية: خليد بن دعلج ضعيف. قال الساجي: «مجمع على تضعيفه».

العلة الثالثة: الانقطاع بين قتادة وحذيفة رضي الله عنه كما سبق التنبيه عليه في الحلقة السابقة.

وأما رواية ابن وضاح فقال: حدثنا أسد ، عن أبي هلال ، قال : نا قتادة ، عن حذيفة ابن اليمان ، قال: «اتبعوا آثارنا ولا تبتدعوا، فإن أصبتم فقد سبقتم سبقا بينا، وإن أخطأتم فقد ضللتم ضلالا بعيدا». وسنده منقطع، وأبو هلال في روايته عن قتادة اضطراب، وقد اضطرب هنا فمرة رواه عن ابن مسعود رضي الله عنه، ومرة عن حذيفة رضي الله عنه، وهذا يؤكد ضعف هذه الرواية.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

3 / 11 / 1439 هـ
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 08-11-2018, 05:42 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الرابعة عشرة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

أولاً: رقم( 13 ) تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين من طريق ابن مهدي قال: وحدثنا عبد المؤمن بن [عبيد الله] قال: حدثني مهدي بن أبي أبي المهدي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: «لا يأتي على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة حتى تحيى البدع وتموت السنن».

الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري للأثر:

1- نقل الدكتور عبدالله البخاري قول ابن حزم في مهدي الهجري عن طريق الذهبي في الميزان، مع أن كلام ابن حزم موجود في كتابه المحلى(4/ 439) : «..مهدي الهجري وهو مجهول».

2- ذكر في ترجمة مهدي الهجري تجهيل ابن حزم والشيخ الألباني له، وقول ابن معين لا أعرفه وإسناد ابن أبي حاتم لكلام ابن معين في ترجمة الهجري، وذكر ابن حبان له في الثقات، وقول ابن حجر مقبول، وعدم ذكر البخاري فيه جرحا ولا تعديلا.
وفاته قول أبي حاتم فيه: « شيخ ليس بمنكر الحديث»، وقول الإمام أحمد فيه: «لا أعرفه» كما في سؤالات أبي داود، وتصحيح ابن خزيمة له.
وفرق ابن أبي حاتم بين مهدي بن حرب الذي روى عنه حوشب بن عقيل، وبين مهدي هذا الذي روى عنه عبدالمؤمن.
والظاهر أنهما واحد، لذلك استدركت على الدكتور عدم ذكره لقول أبي حاتم فيه.

3- يضاف لتخريج الدكتور: رواه مسدد في مسنده-كما في المطالب العالية-، والطبراني في الكبير من طريق مسدد-، وأبو عمرو الداني في كتاب الفتن، ورواية الداني له عن شيخه ابن أبي زمنين.

ثانياً: ذكر ابن أبي زمنين باب 2-في الإيمان بصفات الله وأسمائه، فجعل الدكتور هامشاً ذكر فيه شيئا من عقيدة السلف في الموضوع من كتاب الجامع للترمذي، ومن كتاب لمعة الاعتقاد لابن قدامة.

الملاحظات:

1- مع كثرة كتب السلف المختصة في العقيدة لكنه تركها وذكر من كتاب الجامع للترمذي، ومن كتاب متأخر في العقيدة وهو كتاب لمعة الاعتقاد، ومع ذلك نتجاوز هذه القضية وإنما أشرت إليها إشارة عابرة.

ولم يذكر هذا في الطبعة القديمة، بل أشار إلى كتب السلف وذكر بعضها، فحذف ذلك في الطبعة الجديدة!

2- نقل كلام الترمذي من الجامع وعزاه إلى (4/692) وبتر كلام الترمذي

فالنص كما في الجامع : «.. أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها، ولا تفسر، ولا تتوهم، ولا يقال: كيف،...».

قارنوا بالنص الذي نقله الدكتور البخاري: «أن تروى هذه الأشياء كما جاءت، ويؤمن بها، ولا يقال فيها: كيف،..».

ففي نقله سقط ونقص.

3- من الطرائف أن الدكتور البخاري ذكر كتاب الجامع في فهرس المصادر والمراجع-في الطبعتين القديمة والجديدة- فقال: «الجامع، الترمذي، مطبعة الحلبي، مصر، لبنان»!

مطبعة الحلبي في مصر ولا علاقة للبنان في الموضوع يا دكتور!

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

29 / 11 / 1439 هـ

التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 08-11-2018 الساعة 07:09 PM
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 08-29-2018, 11:44 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الخامسة عشرة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين رقم( 14 ) قال: وحدثني أحمد بن عبد الله بن عبد الله بن سعيد بن القطان، عن ابن وضاح قال: حدثنا [محمد بن] سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا أشرس بن [الربيع] قال: حدثنا أبو [ظلال] أنه دخل على أنس بن مالك فقال له: يا أبا ظلال متى أصبت في بصرك? قال: لا أعقله، قال: أفلا أحدثك بما حدثني به نبي الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن ربه أن الله قال: «يا جبريل ما ثواب عبدي إذا أخذت منه كريمته? قال جبريل: رب لا علم إلا ما علمتني، قال: يا [جبريل] ثواب عبدي إذا أخذت كريمته النظر إلى وجهي» انتهى.

الملاحظات على عمل الدكتور البخاري:

1- ذكر الدكتور في متن الكتاب نسبة شيخ ابن أبي زمنين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن «العطار»، وذكره في الهامش بأنه «القطان» ولم يذكر العطار!
والذي في المخطوط في متن الكتاب: «القطان»، وكذا في الطبعة القديمة.
واحتلفت كتب التراجم في ذلك فذكره الذهبي في تاريخ الإسلام بـ«القطان»، وذكره ابن الأبار في الحلة السيراء، وابن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس، والقاضي عياض في ترتيب المدارك بـ«العطار».

ويحتاج نسبه إلى تحرير، وتحقيق، لكن نبهت إلى خطأ تغيير البخاري للمخطوط بدون حجة وبدون تنبيه للقراء، مع اضطرابه واختلاف المتن عن الحاشية!

2- ذكر الدكتور أن أحمد بن عبد الله بن سعيد ترجم له ابن الفرضي في تاريخه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً، ولكن غفل الدكتور أنه مترجم في ترتيب المدارك للقاضي عياض وقال فيه: «يعرف بابن العطار. ويقال له صاحب الوردة. يكنى أبا عمر، حدّث عن ابن وضّاح، واختص به. وحدّث عن غيره. قال ابن مصلح: كان من الفصحاء البلغاء. وهو كان القارئ على ابن وضاح والخشني.
قال ابن عفيف: كان من أهل العلم والعناية، والتقييد، فقيهاً حافظاً للمسائل، بصيراً بالوثائق، ذكياً حافظاً، حسن الأخلاق». وهذه ترجمة تدل على أنه صدوق على أقل أحواله.
وهو مترجم في تاريخ الإسلام للذهبي بنحو ما ذكره ابن الفرضي لكن ذكر بأنه ابن القطان.

3- حرف الدكتور اسم شيخ ابن وضاح، واخترع له شيخاً!
ففي المخطوط: «محمد بن سعيد بن أبي مريم»، فحرّفه الدكتور البخاري إلى «أبو محمد سعيد بن أبي مريم»، وكتب في الهامش متعالماً: «جاء في المخطوطة «محمد بن سعيد» هكذا، وهو خطأ والصواب ما أثبت، وهو ثقة ثبت، والتصويب من السير(10/ 327)، والتقريب(ص234)».

وهذه ظلمات وتدليسات بعضها فوق بعض!

وبيانه وكشف هذا من وجهوه:

الوجه الأول: أن ابن وضاح لم يرو عن سعيد بن أبي مريم فهو ليس من تلامذته، وسعيد بن أبي مريم لم يرو عن أسد بن موسى.

الوجه الثاني: أن ابن أبي زمنين ذكر ابن أبي مريم هذا في أربعة مواطن(رقم14، 132، 140، 197) كلها تدل دلالة ظاهرة على أنه محمد بن سعيد بن أبي مريم، وهو ابن الحافظ سعيد بن أبي مريم.

الوجه الثالث: أن من يرجع إلى سير أعلام النبلاء لن يجد ابن وضاح من تلاميذ سعيد بن أبي مريم، ولن يجد أسد بن موسى من شيوخه، فما فائدة العزو إليه مصوباً ما في المخطوط يا دكتور؟!

الوجه الرابع: من يعرف تقريب التهذيب يستغرب عزوك تصحيح ما في المخطوط إليه، لكونه لا يذكر الشيوخ والتلاميذ إلا نادراً، فلا علاقة له بتصويب ما في المخطوط أو تخطئة ما فيها مما يكون بابه معرفة أعيان التلاميذ والشيوخ.

الوجه الخامس: أن الدكتور تشاغل في هذا الموضع بتصويب هذا الخطأ الذي ظهر له، وأراد نفع القراء بهذا التصحيح، ولكنه غفل عن هذا التصحيح في المواضع الأخرى التي ورد فيها «محمد بن سعيد بن أبي مريم» وهي الأرقام(132، 197)، ولم يشر أدنى إشارة إلى من هو صاحب الترجمة في رقم(140)!!

غير أنه في الطبعة القديمة للكتاب غير اسم الراوي أيضاً في رقم (132) وفي الطبعة الجديدة لم يعتمد ذلك التحريف، بل اعتمد ما في المخطوط دون أدنى تنبيه وإشارة إلى ما فعله في رقم(14) أو تنبيهه على خطئه في الطبعة القديمة!

وفي الطبعتين اعتمد اسم «محمد بن سعيد بن أبي مريم» في رقم(197) وهو الموضع الذي نجى من التحريف، وكذلك رقم(140) لكونه ذكر هكذا «ابن أبي مريم» دون ذكر اسم الراوي واسم أبيه!

الوجه السادس: أن الراوي في تلك المواضع هو: محمد بن سعيد بن الحكم ابن أبي مريم، وهو ابن الحافظ سعيد بن الحكم، وقد وثقه مسلمة بن القاسم، ويلقب بـ بلبل، ومترجم في تاريخ ابن يونس، وفي تاريخ الإسلام للذهبي، لكن لم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلاً، ولكن يكفيه توثيق مسلمة بن القاسم.

والله اعلم.

4- وقع في متن الكتاب في الإسناد: أشرس بن الربيع، فغيرها الدكتور إلى «أشرس بن ربيعة» وقال في الهامش: «في المخطوطة «الربيع» وهو خطأ، والصواب ما أثبت، والتصويب من التاريخ الكبير(2/ 42)، والجرح والتعديل»».
وكلام الدكتور فيه تخليط وتدليس وخطل.

فأسد بن موسى الراوي عن أشرس كان يسميه: «أشرس بن الربيع»، كما في رواية ابن أبي زمنين هنا، وكذا عند الطبراني في الأوسط، حتى قال الهيثمي في مجمع الزوائد(2/ 309): «وفيه أشرس بن الربيع ولم أجد من ذكره» واستدرك عليه شيخنا الألباني في الضعيفة قوله: «ولم أجد من ذكره»، وكذلك وقع اسمه أشرس بن الربيع في كتاب البدع لابن وضاح(رقم276) في حديث آخر.

وسماه ابن بطة في روايته لحديث أنس «الأشرس بن الربيع».

وسماه غير واحد «أشرس»، وذكر كنتيته وهي «أبو شيبان»، ونسبه وهو «الهذلي»، ولم يذكروا اسم والده، ومنهم البخاري في التاريخ الكبير، وليس كما زعم الدكتور عبد الله البخاري!

قال الإمام البخاري في التاريخ الكبير(2/ 42) : «أشرس أبو شيبان، سمع الحسن وثابتا ومالك بن دينار، سمع موسى بن سلمة وهو الهذلي وعن أبي ظلال، يعد في البصريين، سمع منه موسى بن إسماعيل ويزيد بن هارون وزيد بن حباب وعبيد الله بن موسى».

فأين ذكر «ربيعة» يا دكتور؟!!

وكذا ذكره باسمه وكنيته دون اسم أبيه: الإمام مسلم في الكنى، وابن حبان في الثقات، وابن منده في الكنى، والذهبي في تاريخ الإسلام، وفي المنتقى في سرد الكنى.

والمصدر الوحيد الذي ترجم له وذكر اسم أبيه «ربيعة» هو كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم(2/ 322)، حيث قال: «أشرس بن ربيعة أبو شيبان الهذلي روى عن الحسن وثابت ومالك بن دينار روى عنه يزيد بن هارون وموسى بن إسماعيل سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمد روى عن عطاء الخراساني روى عنه مسلم ابن إبراهيم ونسبه».

وهذا في المطبوع، ولقد رجعت إلى مخطوطة من مخطوطات الجرح والتعديل(ق94) وإذا فيه: «أشرس بن ربيع» وليس «ربيعة».

وذكره المزي في تهذيب الكمال في شيوخ يحيى بن راشد المازني هكذا: «أشرس بن ربيعة الهذلي».

فالذي يظهر أن الذي في مخطوط كتاب أصول السنة صحيح وليس خطأ كما زعم الدكتور، وهو الموافق للمصادر الأخرى التي روت له وسمّت أباه.

والله أعلم

5- قال الدكتور عبدالله البخاري: «وفيه أيضاً: أشرس بن ربيعة، أبو شيبان الهذلي، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه شيئاً، وكذلك البخاري في التاريخ الكبير، وذكره ابن حبان في كتابه الثقات...».

وهو يشير إلى جهالة الراوي، وقد غفل أو تغافل الدكتور عن قول الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة بعد قوله عن أسد بن موسى: «هو صدوق» قال: «وأشرس؛ مثله - عندي - فقد روى عنه أربعة من الثقات، وذكره ابن حبان فيهم (6 / 81)».
فهو صدوق، ولا يعل به الحديث، وإنما يعل بأبي ظلال كما ذكر شيخنا الألباني رحمه الله، وقد ذكر الدكتور البخاري أن الحمل في هذا الحديث على أبي ظلال، فَلِمَ الاستكثار من الكلام على رواة السند بغير طائل ولا فائدة، بل بالتشكيك في الرواة الذين ثبت صدقهم وحسن حديثهم؟!

وقد رجع الدكتور للضعيفة وأحال إليها ذاكرا حكم شيخنا الألباني على الحديث!!

وبهذا القدر أكتفي.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

18 / 12 / 1439 هـ
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 09-04-2018, 10:40 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة السادسة عشرة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين رقم( 15 ) قال: وحدثني وهب عن ابن وضاح قال: حدثنا يوسف بن عدي قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: احتج آدم وموسى فقال موسى يا آدم أنت أسكنك الله الجنة، ونفخ فيك من روحه ... ثم ذكر الحديث.» انتهى.

الملاحظات على عمل الدكتور البخاري:

1- في المتن ورد في المخطوط: «احتج آدم مع موسى» وصححها الدكتور دون بيان وتنبيه في الطبعتين!

والصحيح أنها «احتج آدم وموسى».

2- ذكر أن عنعنة الأعمش لا تضر لأنها من روايته عن أبي صالح، وهو صحيح، لكن فاته أنه صح عن الأعمش تصريحه بالتحديث من أبي صالح عند ابن خزيمة في كتاب التوحيد، والنجاد في الرد على من يقول القرآن مخلوق، والبيهقي في القضاء والقدر، وغيرهم!

3- من العجائب التي زادها الدكتور البخاري في طبعته الجديدة-وسلمت منها القديمة- أنه حمل أمر الشك في السند لابن وضاح مع أنه أورد بعده مباشرة رواية البزار وفيها الشك، وهي من غير طريق ابن وضاح!!!!!

والظاهر أن الشك من الأعمش، لأنه رواه عنه غير واحد بالشك منهم: أبو معاوية وهو من أثبت الناس فيه، وحفص بن غياث، وغيرهما، ورواه عبيدالله بن موسى العبسي بالجمع لا بالشك.

4- أورد الدكتور البخاري رواية البزار ثم قال: «وقال عقبه: "قلت: حديث أبي هريرة في الصحيح، وأما حديث أبي سعيد فقد تقدم إسناده قبل هذا الحديث من غير شك». انتهى.

وهذا من جهل الدكتور البخاري وعجائبه، فالكلام للهيثمي صاحب كشف الأستار عن زوائد البزار، وليس للبزار، والسياق ظاهر في ذلك، وقد أخرجه البزار في مسنده(16/ 112رقم9190) وليس فيه هذا الكلام! لأنه ظاهر أنه من صنيع الهيثمي، والبزار لا يعقب على رواياته بعبارة «قلت»، وإنما يفعل ذلك الهيثمي في كشف الأستار، ليميز كلامه عن كلام البزار، وعادة الهيثمي أنه يورد كلام البزار تعقيبا على الرواية بقوله: «قال البزار» فتعلم يا دكتور!

تنبيه: كان الدكتور في الطبعة القديمة قال: «وقال عقبه: قلت (أي البزار): حديث..»إلخ. وحذف في الطبعة الجديدة ما بين القوسين لكفاية قوله: «وقال عقبه» عن ذكر البزار!! ظلمات بعضها فوق بعض.


5- ذكر أن حديث أبي سعيد مرفوعا ورد من طريق الفضل بن موسى ثنا الأعمش به، وذكر أن وكيعا خالفه، ولأن روايته أثبت عن الأعمش فهي أرجح.
وذكر أنه مما لا مجال للرأي فيه.

وهذه النقطة تكميلية:

توبع وكيعٌ، تابعه أبو داود الطيالسي عند النجاد في الرد على من يقول القرآن مخلوق، وهذا يزيد الترجيح رجحاناً.

وروى النجاد عن أبي بكر بن أبي شيبة أنه قال: قال لي ابن داود-يعني الطيالسي-: «مُتعتُ بك، لا ينبغي أن يكون هذا من كلام أبي سعيد».
يعني أنه في حكم المرفوع.

6- ذكر من الأحاديث في الباب حديث عمر رضي الله عنه وعزاه لأبي داود، وابن أبي عاصم، وأبي يعلى.

وهو من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه به.

وعلى منهج الدكتور البخاري هذا إسناد ضعيف، لأنه ضعّف هشام بن سعد عند تخريجه لرقم(123) حيث قال –أثناء ترجمته التي استغرقت (18) سطرا من النفخ-: «والذي يظهر: أن الرجل في نفسه صدوق، لكنه ضعيف الحفظ يهم ويعتبر به، ولا يحتمل تفرده، وكلام الحافظ ابن حبان يظهر أن الرجل معروف بالقلب للأسانيد ورفع الموقوفات، والله أعلم».

وسيأتي بيان أغلاط الدكتور عند الوصول لرقم(123) ، ولكن أنبه إلى أن هشام بن سعد روايته عن زيد بن أسلم لها حكم خاص، فقد قال أبو داود: «هشام بن سعد أثبت الناس فى زيد بن أسلم»، فروايته لحديث عمر رضي الله عنه من روايته عن زيد بن أسلم، فهي من صحيح حديثه.

7- ذكر من الأحاديث في الباب حديث جندب بن جنادة رضي الله عنه، وعزاه لابن أبي عاصم وأبي يعلى، والواقع أنه من حديث جندب بن عبدالله البجلي، وليس جندب بن جنادة وهو اسم أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، فخلط الدكتور بين الجندبين.

ثم هو من رواية الحسن البصري عن جندب، والحسن البصري لم يدرك جندب بن جنادة رضي الله عنه، فلو كان على حسب زعمه فسنده منقطع، وأما حسب الواقع فهو جندب بن عبدالله البجلي، وقد سمع منه الحسن البصري، لكن الدكتور البخاري يعل بعنعنته لتدليسه كما في تخريجه للأثر رقم(35)، فهو عنده ضعيف لعدم تصريح الحسن بالسماع، فيكون عدم حكمه على الحديث تقصير.

والذي يظهر لي أن سنده حسن، والحسن البصري قليل التدليس، لكنه كثير الإرسال، فتحمل عنعنته عمن ثبت سماعه منه على السماع إلا فيما نص الأئمة على أنه لم يسمع من شيخه إلا أحاديث محددة، وهذا ما ترجع عندي، مع أن المسألة خلافية فمن العلماء من يعل بعنعنة الحسن البصري مطلقاً.

وبهذا القدر أكتفي.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

24 / 12 / 1439 هـ
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 10-29-2018, 08:23 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة السابعة عشرة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

أولاً: تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين رقم( 16 ) قال: وحدثني إسحاق عن أسلم عن يونس، عن ابن وهب قال: أخبرنا يزيد بن عياض، عن موسى بن عقبة، عن علي بن حسين، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول وهو ساجد: ... ثم ذكر الحديث وفي آخره: «أنت كما أثنيت على نفسك» انتهى.

الملاحظات على عمل الدكتور البخاري:

1- صدر حكمه على الحديث بقوله: «باطل»، ولم يشر إلى أن متنه صحيح، مع أنه ذكر بعد عدة أسطر أنه مخرج في صحيح مسلم من طريق آخر.
لذلك كان صنيعه في الطبعة القديمة أفضل حيث قال: «إسناده ضعيف جدا والحديث صحيح».

2- طوّل -كعادته في النفخ- في ترجمة يزيد بن عياض في نحو 7 أسطر بدون طائل، مع أن هذا الرجل متفق على تضعيفه، وكذبه غير واحد من الأئمة.

3- لم يعزُ الرواية التي خرجها ابن أبي زمنين، وقد خرجها ابن عدي في الكامل، وقال: « ولا أعلم يروي هذا الحديث عن موسى بن عقبة بهذا الإسناد غير يزيد بن عياض».

--------

ثانياً: تخريجه في رقم(17) لحديث أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعا: «خلق الله الخلق، وقضى القضية...وكلتا [يدي] الرحمن يمين..» .

الملاحظات على عمل الدكتور البخاري كالعادة في قضية النفخ حيث تكلم عن بشير بن نمير المتروك الكذاب في نحو 14 سطرا! وزاد عليها ما يتعلق برواية القاسم بن عبدالرحمن عنه بنحو 7 أسطر، وكذلك ترجمة جعفر بن الزبير وهو متروك بنحو 7 أسطر.
وكذلك توجد أخطاء مطبعية يسيرة كتصحيف «سلم» إلى «مسلم» في بعض المواضع، و«سليمان التيمي» إلى «سلمان التيمي».
مع تنبيه في المتن حيث يوجد في المخطوط: «يد الرحمن» بإفراد كلمة «يد»، الدكتور البخاري جعلها «يدي الرحمن» ولم ينبه على هذا التغيير الذي فعله في الطبعتين القديمة والجديدة.

--------


ثالثاً: تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين رقم (18) قال: وحدثني إسحاق عن أسلم، عن يونس، عن ابن وهب قال: حدثني أبو صخر، عن صفوان بن سليم قال: حدثني رجال من الأنصار ما منهم رجل إلا حدثني عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خرج عن بعض نسائه، فإذا حلقة في المسجد ... ثم ذكر حديثا وفيه: إني سألت ربي أن يدخل معي من أمتي من يقر به عيني الجنة، فأعطاني سبعين ألفا، ثم استزدته فزادني مع كل ألف سبعين ألفا، ثم استزدته فأشار إلي بكفيه هكذا وهكذا".
فقال أبو بكر: حسبنا يا رسول الله، فقال عمر: يا أبا بكر دعنا ندخل الجنة، قال أبو بكر: يا عمر وما تبقي حفنتان من حفنات الله، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. انتهى.

الملاحظات على عمل الدكتور البخاري:

1- اقتصر عمل الدكتور في الهامش على تفسير كلمة «حفنة»، وقال في التخريج: «في الإسناد من لم يسم. ولم أقف على من أخرجه».
وهذا أمر قد أذهلني، حيث إن الدكتور بلغ به الكسل-مع أن عادته النفخ- إلى درجة أنه لم يحكم على السند حكما صريحا، ولا ذكر له شواهد في الباب، مع أنه يتعلق بمسألة عقدية معلومة، ومما يفرح بها أهل الإيمان، وهي دخول أعداد مهولة من المؤمنين من هذه الأمة إلى الجنة من غير حساب ولا عذاب، سبعون ألفا، مع كل ألف سبعون ألفا، وثلاث حثيات من حثيات الله!
فتباً لهذا الكسل!

2- لم يترجم الدكتور لأبي صخر، وهو حميد بن زياد المدنى، أبو صخر الخراط، صاحب العباء ، سكن مصر. وتوفي سنة 189هـ، وهو من رجال مسلم والبخاري في الأدب المفرد، وأبي داود والترمذي والنسائي في خصائص علي، وابن ماجه، وهو دائر بين «ثقة»و«صدوق».

3- إسناد هذا الحديث حسن على أقل أحواله، ومتنه صحيح لغيره.
رجاله ثقات، وشيوخ صفوان بن سليم مجموعة تنجبر الجهالة بهم، لا سيما وهم من أبناء الصحابة من الأنصار، فصفوان بن سليم يروي عن بعض الصحابة رضي الله عنهم، وعن بعض أبناء الصحابة. وكذلك شيوخ شيوخ صفوان قد يكون منهم صحابي، ولو كانوا تابعين فتنجبر حالهم بمجموعهم، ومجموع مراسيلهم لو كانت مراسيل تكون مقبولة، لا سيما وللحديث شواهد.

وفي نحو ما نحن فيه قال شيخنا الألباني رحمه الله في الصحيحة (7/ 367) في حديث آخر: «فأشياخه في الحديث- على فرض أنه ليس فيهم صحابي- هم من التابعين المخضرمين، وأعلى طبقة من ابن عكيم، فإن لم يكونوا ثقات مثله- وهذا مما أستبعده أيضا-؛ فهم مستورون، ولكنهم جمع تنجبر جهالتهم بكثرتهم، كما قال السخاوي وغيره في غير هذا الحديث؛ فقال- رحمه الله- في حديث رواه عدة من أبناء الصحابة: "وسنده لا بأس به، ولا يضره جهالة من لم يسم من أبناء الصحابة؛ فإنهم عدد تنجبر به جهالتهم"». انتهى كلام شيخنا الألباني.

ويستأنس هنا بكلام ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (3/ 69) حيث قال: «وأبو صخر هذا حميد بن زياد له أحاديث صالحة روى عنه بن لهيعة نسخة.
حدثناه الحسن بن محمد المدني، عن يحيى بن بكير عنه.
وروى عنه ابن وهب بنسخة أطول من نسخة بن لهيعة. حدثنا إبراهيم بن عمرو بن ثور الزوقي عن أحمد بن صالح عنه.
وروى عنه حيوة أحاديث.
وهو عندي صالح الحديث، وإنما أنكرت عليه هذين الحديثين: «المؤمن مؤالف» و«في القدرية» اللذين ذكرتهما، وسائر حديثه أرجو أن يكون مستقيماً».
فيظهر من كلامه أن هذا الحديث الذي هو من نسخة ابن وهب عند ابن عدي مستقيم.
4- للحديث شواهد منها: حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين، وفيه: «هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب».
ومنها: حديث أبي أمامة رضي الله عنه رفعه: «وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا، مع كل ألف سبعون ألفا، لا حساب عليهم، ولا عذاب، وثلاث حثيات من حثيات ربي». رواه الإمام أحمد في المسند (5/ 250،268)، وابن أبي شيبة في المصنف (6/ 315)، والترمذي في سننه (2437) وابن ماجه في سننه (رقم4286)، وابن أبي عاصم في السنة (رقم588،589)، وفي الآحاد والمثاني (رقم1247)، والطبراني في الكبير (8/ 155)، وابن حبان في صحيحه (رقم7246) وغيرهم وسنده حسن.
وله شواهد أخرى فيها ذكر كلام أبي بكر وعمر منها حديث أنس رضي الله عنه في مسند الإمام أحمد وغيره.


وبهذا القدر أكتفي.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

20 / 2 / 1440 هـ
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 11-21-2018, 06:38 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثامنة عشرة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين رقم (19): «ابن وهب: قال: وأخبرني مسلمة بن علي، عن عبدالرحمن بن [يزيد] قال: حدثني رجل، قال: حدثني أبو إدريس الخولاني، عن النواس بن سمعان [الكلابي] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع ربك، فإذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه». انتهى


الملاحظات على عمل الدكتور البخاري:

1- ذكر في الهامش تعليقا على كلمة «يزيد» في المتن أن المخطوطة فيها «زيد» وأن الصواب من كتب الرجال، ثم قال: «واسمه عبدالرحمن بن زيد بن جابر» فكتبه في الهامش «زيد» بدل «يزيد» وهذا خطأ مطبعي مكرر في الطبعة القديمة والجديدة.

2- لما خرج الحديث وذكر شواهده لم يذكر أن الحديث في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك».
وإنما اكتفى بذكر الشواهد ومنها حديث عبدالله بن عمرو!

3- قال في تخريجه ذاكرا الرواة الذين رووه عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر: أخرجها ابن خزيمة في التوحيد(1/رقم108) من طريق ابن شهاب الزهري!!!!

وهذا من غرائب الدكتور! إذ لا وجود لابن شهاب الزهري في سنده بتاتاً!

إذا من أين أتى الدكتور بهذه المعلومة المنكرة؟

خلط بين شيخ ابن خزيمة «عبد الله بن محمد الزهري» وبين الإمام محمد بن مسلم ابن شهاب الزهري!!

وهذا بسبب تسرع الدكتور وضعف تركيزه وعدم تأمله وفهمه للسند.

قال الإمام ابن خزيمة في كتاب التوحيد: «حدثنا عبد الله بن محمد الزهري، والحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي , ومحمد بن محمد بن خلاد الباهلي , ومحمد بن ميمون، ومحمد بن منصور المكي قالوا:
ثنا الوليد بن مسلم،
قال الزهري عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر،
وقال محمد بن خلاد، ثنا المكي، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي، قال: حدثني أبو إدريس الخولاني قال: حدثني النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من قلب إلا هو بين إصبعين من أصابع الله تعالى إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه» ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا مقلب القلوب , ثبت قلبي على دينك، والميزان بيد الرحمن يخفض ويرفع» هذا حديث الباهلي،
وقال الآخرون: «فإذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه» ،
وقال محمد بن ميمون أو قال: «يضع ويخفض» ، بالشك
وقال الحسين بن عبد الرحمن: قال حدثني عبد الرحمن بن يزيد الأزدي، وقال هو والجرجرائي أيضا: «يا مقلب القلوب» ،
وقال لنا عبد الله بن محمد الزهري مرة : «ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع رب العالمين، فإذا شاء أن يقيمه أقامه، إلا وهو بين إصبعين من أصابع رب العالمين، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه» انتهى.

فظن الدكتور البخاري أن قول ابن خزيمة «قال الزهري» يعني به الإمام ابن شهاب الزهري الذي هو من شيوخ عبدالرحمن بن يزيد بن جابر وليس من تلامذته!
والحقيقة أنه شيخ ابن خزيمة عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري المتوفى سنة 256هـ ولم يدرك ابن جابر أصلاً.

4- ذكر الدكتور أن ممن رواه عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر: الطبراني في الدعاء(3/ رقم1262) من طريق صفوان بن صالح !! وعده واحدا من تسعة رووه عن ابن جابر!

والواقع أن صفوان بن صالح رواه عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر!
فقد ذكر الدكتور من قبل أن أحمد والآجري والدارقطني والبغوي رووه من طريق الوليد بن مسلم عن ابن جابر، فجعل التلميذ في الرواية متابعاً لشيخه مع أنه إنما رواه عن شيخه الوليد فقط!!
وهذا من تخليط الدكتور.
والحديث أيضا رواه الطبراني في مسند الشاميين من طريق صفوان عن الوليد عن ابن جابر.
تنبيه: هذا الخطأ موجود في الطبعة القديمة أيضاً.

5- ذكر أن الدارقطني رواه من طريق الوليد بن يزيد، وهذا خطأ مطبعي، وهو الوليد بن مزيد. وهذا الخطأ موجود في الطبعة القديمة أيضاً.

6- لم يعزو الدكتور رواية ابن أبي زمنين لمخرج، وقد خرجها عنه الداني في كتابه في علم الحديث رقم25.

7-كان الدكتور قد خلط في الطبعة القديمة فزاد في متنه رجلاً وهو أبو إدريس الخولاني، وجعل المبهم هو بسر بن عبيد الله الحضرمي! لكنه أزال تلك الأخطاء، وأبقى أخطاء أخرى!




وبهذا القدر أكتفي.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

13 / 3 / 1440 هـ
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 12-07-2018, 04:09 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة التاسعة عشرة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

أولاً: تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين رقم (20) قال: «وحدثني سعيد بن فحلون عن الحسين بن حميد العكي، عن يحيى بن بكير، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي? فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون». انتهى


الملاحظ على عمل الدكتور البخاري:

قال في حكمه على الحديث: «إسناده فيه ضعف يسير، والحديث صحيح» ثم تكلم في أربعة أسطر عن الحسين بن حميد العكي، ثم قال: «وهو لم ينفرد، بل توبع متابعة قاصرة» ثم ذكر رواية البخاري ومسلم له عن مالك به!

وكل هذا من الحشو، فالحديث في موطأ مالك، وهو في رواية يحيى بن بكير.باب جامع الصلاة.ورقة(92) الوجه(ب)، وهو كذلك في جميع روايات الموطأ كما في كتاب الدارقطني «أحاديث الموطأ وذكر اتفاق الرواة عن مالك»(ص/ 148).
مع تخريج البخاري ومسلم له كما في الموطأ!

***

ثانياً: تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين رقم (21) قال: «وحدثني إسحاق عن أسلم، عن يونس، عن ابن وهب قال: حدثني الحارث بن نبهان، عن أيوب السختياني، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري، قال: كنا في مسير مع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا أهبط الناس كبروا، وإذا علوا كبروا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا». انتهى

الملاحظ على عمل الدكتور البخاري:

قال في حكمه على الحديث: «منكر» ثم ذكر حال الحارث بن نبهان في نحو 8 أسطر على أنه «منكر الحديث متروك» ثم قال: «صح من غير هذه الطريق المنكرة» وذكر أن البخاري ومسلما روياه من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن أبي عثمان به نحوه!

وهذا من العجائب!

كيف تكون الرواية منكرة وقد توبع الراوي متابعة تامة من إمام جبل هو حماد بن زيد، ويخرج الشيخان هذه المتابعة التامة، ثم تكون الرواية منكرة؟!!

فهذا يؤكد أن الحارث بن بهان على ضعفه قد حفظ الحديث حفظا جيدا.

وبالنسبة للمتن فهو صحيح بتمامه، فليست الرواية منكرة سندا ولا متناً! بل معروفة محفوظة صحيحة.

ويزاد عليه فائدة: قال ابن أبي عاصم في السنة(1/ 274رقم618) ثنا إبراهيم بن حجاج، ثنا حماد بن زيد، ثنا أيوب، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان القوم إذا علوا شرفا أو هبطوا واديا يكبرون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما: «يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، ولكنكم تدعون سميعا قريبا». فذكر التكبير في الصعود والهبوط، وقد دل على هذا المعنى روايات الصحيحين أيضاً.

فمن المنكر عند أهل الحديث أن يقال للرواية التي حفظها الضعيف والمتروك إنها منكرة، بل روايته تكون صحيحة ثابتة من غير طريقه.

وكان صنيع الدكتور البخاري في الطبعة القديمة صحيحا حين قال: «والحديث أخرجه البخاري..ومسلم.. من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن أبي عثمان به نحوه. قلت: وهذه متابعة من حماد لحارث بن نبهان..»، فجاء في الطبعة الجديدة بما لا يعرفه أهل الحديث!

***

ثالثاً: تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين رقم (23) قال: «ابن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة ومحمد بن بشر قالا: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر المسيح بين ظهراني الناس فقال: إن الله ليس بأعور، وإن المسيح الدجال أعور (العين) اليمنى، كأن عينه عنبة طافية».

الملاحظ على عمل الدكتور البخاري:

قال الدكتور : «وأخرجه البخاري في الصحيح.. من طريق موسى بن إسماعيل عن جويرية عن عبيدالله عن نافع به نحوه».

وذِكر «عبيد الله» خطأ، فالذي في صحيح البخاري هو من طريق: جويرية عن نافع به.

بل إن الترمذي في العلل الكبير رقم604 قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى , عن معتمر بن سليمان , عن عبيد الله بن عمر , عن نافع , عن ابن عمر , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الدجال فقال: «ألا إن ربكم ليس بأعور ألا إن الدجال أعور عينه اليمنى كأنها عنبة طافية»

سألت محمداً-يعني البخاري- عن هذا الحديث فلم يعرفه من حديث عبيد الله بن عمر , عن نافع , عن ابن عمر. وقد رواه مالك , وغير واحد , عن نافع , عن ابن عمر» انتهى.

مع العلم أن رواية عبيد الله عن نافع محفوظة معلومة قد خرجها مسلم في صحيحه-وقد ذكرها الدكتور البخاري-، وإن كان الإمام محمد بن إسماعيل البخاري لم يعرفها، لكن التنبيه على خطأ الدكتور البخاري في النقل عن صحيح البخاري.


وبهذا القدر أكتفي.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

29 / 3 / 1440 هـ
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 12-08-2018, 12:28 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الموفية عشرين من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين رقم (24) قال: «وحدثني إسحاق، عن أسلم، عن يونس، عن ابن وهب قال: حدثني موسى بن حسين، عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن موسى بن عقبة أن جبريل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك دعاء ... ثم ذكر الدعاء وفي أوله: يا نور السموات والأرض».

الملاحظات على عمل الدكتور البخاري:

1- لم يخرج الحديث، ولم يقف على ما يشهد له، ولم يجد ترجمة راو من رواته وهو موسى، وهذا قصور منه في البحث، ولذلك سيكون البيان هنا للفائدة، والتكميل.
مع التنبيه أنه ذكر الحديث في الصحيحين: «اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض»، وهذا جيد في إثبات نحو ما ورد في مرسل موسى بن عقبة من لفظة «يا نور السموات والأرض»، لكنه أخطأ في رقم الحديث عند البخاري فجعله (6316) وهو لحديث كريب عن ابن عباس وفيه وكان يقول في دعائه: «اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي بصري نورا..»، والصواب برقم(6317).

2- الحديث رواه الإمام أبو حاتم الرازي في الدعاء –كما في كتاب المستغيثين بالله تعالى لابن بشكوال(ص/10رقم7-تحقيق أحمد بسج، ص/10تحقيق مانويلا)- قال: قرئ على يوسف بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، قال: ثنا موسى بن الحسن، عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن موسى بن عقبة، أن جبريل عليه السلام قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بعثت إلى أحد أحب إلي منك، أفلا أعلمك دعاء اختبأته لك لم أعلمه أحدا قبلك، تدعو به في الرغبة والرهبة» : «يا نور السموات والأرض، ويا قيوم السموات والأرض ويا عماد السموات والأرض، ويا زين السموات والأرض، ويا جمال السموات والأرض، ويا بديع السموات والأرض، ويا ذا الجلال والإكرام، يا غوث المستغيثين، ومنتهى رغبة العابدين، ومنفس المكروبين، ومفرج المغمومين، وصريخ المستصرخين، مجيب دعوة المضطرين، كاشف كل سؤالة العالمين. ثم تسأل كل حاجة من حوائج الدنيا والآخرة» انتهى.

فعرفنا لفظ الحديث بتمامه.

3- في كتاب ابن بشكوال (نقلا عن كتاب الدعاء لأبي حاتم) وقع اسم شيخ ابن وهب «موسى بن الحسن»، بخلاف ما في كتاب أصول السنة مطبوعا ومخطوطا «موسى بن حسين»، ويظهر لي أنه موسى بن الحسن، وهو من أهل مصر، ترجمه ابن يونس، وهو «موسى بن الحسن بن موسى بن جعفر الصادق» وهو متكلم فيه، كما نقله الحافظ في لسان الميزان، وذكر أن له رواية في الدعاء للمحاملي-(وهي برقم88)- عن عبيدالله بن عمر، وعنه ابن أبي أويس، وهو يتوافق مع طبقة شيوخ ابن وهب.

فالحديث سنده ضعيف بسبب الإرسال، وضعف موسى بن الحسن.

4- للحديث شاهدان :
الأول: من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
رواه الدوري في تاريخه عن ابن معين(4/362)، والدولابي في الكنى(2/685رقم1205)، والطبراني في الدعاء(ص/430رقم1459) من طريق أبي شجاع، عن أبي طيبة الجرجاني عن عبد الله بن عمر: أن جبرائيل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعلمه هذا الدعاء: «يا نور السموات والأرض، ويا زين السموات والأرض، ويا جمال السموات والأرض ويا عماد السموات والأرض , ويا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا صريخ المستصرخين , ويا غوث المستغيثين، ويا منتهى رغبة العالمين , والمفرج عن المكروبين , ومروح المغمومين , ومجيب المضطرين، وكاشف السوء يا أرحم الراحمين , منزول بك كل حاجة»

واختلف العلماء في أبي شجاع وشيخه أبي طيبة، فقيل إن أبا شجاع مجهول كما قال الذهبي، وقيل: هو سعيد بن يزيد الحميري وهو ثقة كما رجحه الحافظ ابن حجر، وأما أبو طيبة فيراه ابن معين والدولابي ثم الحافظ ابن حجر بأنه الجرجاني واسمه عيسى بن سليمان وهو ضعيف لم يدرك ابن عمر رضي الله عنهما، فيكون سنده منقطعا أيضاً، ويرى شيخنا الألباني أنه عبدالله بن مسلم السلمي وهو مختلف فيه ولم يدر ابن عمر رضي الله عنهما، ومنهم من رأى أن أبا طيبة هو الكلاعي الشامي-والأشهر أنه أبو ظبية بالظاء- كما رجحه ابن عساكر، وأبو ظبية هذا ثقة، ومنهم من يراه مجهول العين قد قيل في اسمه في حديث آخر «أبو فاطمة»، وعلى كل فالسند ضعيف لا يثبت بسبب هذا الاختلاف في الرجلين، وعدم وجود مرجح واضح.

قال الشيخ الألباني في الضعيفة(13/474رقم6218) عن الحديث: «منكر»، ولما أورد سنده قال: «وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير أبي طيبة هذا - واسمه: عبد الله بن مسلم المروزي -: قال أبو حاتم: "يكتب حديثه، ولا يحتج به ". ولم يوثقه أحد غير ابن حبان، ومع ذلك فقد أشار إلى ضعف حفظه بقوله(7/49): "يخطئ ويخالف ". ثم إنه لم يدرك ابن عمر؛ بينهما واسطتان أو أكثر، وقد أشار إلى ذلك الحافظ بقوله فيه في "التقريب ":"صدوق يهم، من الثامنة "» انتهى كلام شيخنا الألباني رحمه الله.
وفي كلام شيخنا الألباني رحمه الله نظر، فقد روي عن الدارقطني قوله في أبي طيبة عبدالله بن مسلم: لا بأس به، وذكره ابن خلفون في الثقات، وقال الإسماعيلي: «صدوق»، وقال الذهبي: «صالح الحديث». وقد سمع من ابن سيرين وطبقته، فيكون بينه وبين ابن عمر رضي الله عنهما راو واحد فقط، فالذين من الثامنة لم يدركوا الصحابة، لكن قد يكون بينه وبينهم واسطة واحدة فقط.
مع ما سبق ذكره من الخلاف في أبي شجاع، وكذلك في أبي طيبة.
والله أعلم.

الثاني: من حديث حذيفة رضي الله عنه.
رواه الطبراني في المعجم الأوسط(1/ 52رقم145) حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان قال: نا يحيى بن سليمان الجعفي قال: نا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، أنه سمع سلام بن سليم، يذكر عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن حذيفة بن اليمان قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا محمد ما بعثت إلى نبي قط أحب إلي منك، ألا أعلمك أسماء من أسماء الله، هن من أحب أسمائه إليه، أن يدعى بهن؟ قل يا نور السموات والأرض، يا زين السموات والأرض، يا جبار السموات والأرض، يا عماد السموات والأرض، يا بديع السموات والأرض، يا قيوم السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا صريخ المستصرخين، ويا غياث المستغيثين، ومنتهى العابدين، المفرج عن المكروبين، المروح عن المغمومين، ومجيب دعاء المضطرين، وكاشف الكرب، ويا إله العالمين، ويا أرحم الراحمين. تزول بك كل حاجة». قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن منصور إلا سلام بن سليم، تفرد به: المحاربي».
ورجاله ثقات غير سلام بن سليم الطويل وهو متروك، وسالم بن أبي الجعد لم يدرك حذيفة رضي الله عنه. فالسند ضعيف جداً.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 179) : «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه سلام الطويل، وهو متروك».
فالحديث الذي رواه ابن أبي زمنين في أصول السنة ضعيف، لا يرتقي إلى درجة الحسن. والله أعلم.


وبهذا القدر أكتفي.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

1 / 4 / 1440 هـ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:01 AM.


powered by vbulletin