وهذا يقول كَثُر في درسك استعمال لفظة أصحابنا الحنابلة، فاستشكل بعض الطلاب، هل شيخنا حنبلي المذهب؟
نعم، نعم ، أنا ماني مجتهد، أنا متَّبِع ودرست مذهب الحنابلة، وأنتم متّبعون ودرستم في بلادكم مذهب مالك، هذا صحيح، العيب التقليد، فإنه لا يجوز، وإذا ظهر الدليل خلاف قول أحمد ، قلنا به، وإذا ظهر الدليل مع أحمد قلنا به، وإذا ظهر الدليل مع مالك قلنا به، وإذا ظهر خلافه قلنا به وأنا أنقل لك كلام الحنابلة لأني أشرح متن الحنبلية، فلابد من أن أوجه بكلام الحنابلة أولا ومن كتبهم ثم أكِّرُ بعد ذلك، فإن كان قولهم صحيحا صححته، وإن كان قولهم ضعيفا ضعفته ولم أبال، الدليل عندنا مقدم، وأنتم ترون، كم من المسائل التي نُخالف فيها المذهب وإذا كان المذهب صحيحا ما العيب في اتباعه والدليل معه؟، ما العيب فيه؟ نعم فالتفقه على هذه الكتب يختصر للإنسان الوقت، ويجمع له المسائل في آن واحد وأما أن يأخذ من هنا قليل ومن هنا قليل ومن هنا قليل، ينقضي عمره ما قرأ شيئا، وإن حصّل فيكون التحصيل المطلوب قليل بجانب المبذول الذاهب من الوقت والعمر، فهذا لا بأس به، لا بأس بذلك. شيخ الإسلام ابن تيمية شرح كتب من كتب الحنابلة، وهو شيخ الإيلام ابن تيمية، مجتهد، متى وصل إلى هذا، هذا مع تقدم العلم معشر الإخوان، بعد استقرار المذاهب الأربعة، ما في مدرسة تخرج عنها، الظاهرية اندثر أهلها، قلوا جدا، وبقي العمل على المذاهب الأربعة، المالكية والشافعية، والحنبلية، والحنفية، لا يخلوا التدريس إلا على واحد من هذه المذاهب في جميع بلدان العالم وأهل الحديث، الذين يقولون أهل الحديث تجدهم في أول أمرهم طلبوا العلم على مذهب، الشوكاني للآن يُؤخَذ الدراري كان زيديا في أول أمره، الصنعاني الذي كتب في الاجتهاد وحارب التقليد، كان زيديا في أول أمره، ما ضرَّ ذلك العيب معشر الإخوة والأبناء هو التقليد، هذا الذي نعيبه، لا على الحنابلة ولا على المالكية ولا على الشافعية ولا غيرهم الجمود، تقول قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم يقولك المذهب كذا، المذهب يا أخي ما هو وحي، قد يأخذ بحديث ضعيف، وقد يأخذ بقياس في مقابل النص، وقد يأخذ حديث ما بلغه نسخه، وقد يكون توجيهه لحديث صحيح توجيها ضعيفا عليلا فيه نظر فالواجب علينا أن ندور مع الأدلة أينما كانت وأما كوني حنبلي فإن أردت به التقليد فلا وكتابتي هذه موجودة، وإن أردت به أنني قرأت على مذهب أحمد ونشأت عليه فنعم، ونِعمَ المذاهب المذاهب التي تقوم على السنة وأحمد من أقلِّ المذاهب مذهبُهُ مخالفة للدليل، وذلك لأنه آخرهم عصرا، وأكثرهم إحاطة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا قد شهد به كل من أنصف، فشهادة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله معروفة، وشهادة أيضا الشيخ ناصر من المعاصرين معروفة في هذا الجانب فإن الحنابلة من أقل الناس بدعة، ما نقول ما عندهم بدعة، لكنهم أقلهم بدعة، وإلا المتأخرين منهم تصوفوا، وتمشعروا، لما ذهبوا إلى مصر، حصل لهم هذا، فالشاهد هم من أقل الناس بدعة وذلك ببركة إمامهم، رحمه الله تعالى في العلم، إذْ كان في باب السنة شديدا، وفي باب إنكاره على المبتدعة عظيما، فكيف تكون حنبلي وأنت مبتدع، فينك من إمامك؟ ولاشتهار أحمد في الفتنة وصبره على البلاء فيها، أصبح أصحاب مذهبه تبعٌ له في هذا الباب، فتجد عند الحنابلة قوة في مواجهة البدع وأيضا في الوقت نفسه يستحيون ما يرتكبون البدع وإمامهم هذا حاله فالشاهد التمذهب لا عيب فيه، أن تقرأ على مذهب والعيب إنما هو في التقليد فيصبح علمك الذي تعلمته معرفة الصحيح والضعيف من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، تخريج الأحاديث، قراءة أسانيدها يصبح كأنه إيش؟ همل غير موجود لا قيمة له، فإذا كنت وصلت إلى هذه الدرجة ثم تعود إلى هذه المرحلة هذا من الانتكاسة نسأل الله العافية والسلامة وأنا قرأت هذا حتى لا يُقال لأنه يتعلق به ما قرأه، وإني أُشهد الله جل وعلا ثم أشهدكم والحاضرين من خلقه سبحانه وتعالى ممن لا ترون في هذا المسجد أني راجع عن كل قول خالف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وجد قولا في حديثنا خلافا لصحيح صريح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم السالم من المعارضة والنسخ فليأتنا به نحن به قائلون وإليه منتقلون وعما كنا قلنا به من خلافه متحوِّلون نسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم كذلك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .