منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-22-2015, 10:44 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي البكاء والتباكي عند قراءة القرآن

البكاء والتباكي عند قراءة القرآن
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإنَّ دَمْعَ العينِ من خشيةِ الله عز وجل لأمرٌ عظيم، يُحَصِّلُ به المؤمنُ الأجرَ والثوابَ، ويزيدُ في النفس خشوعاً، ويزيدُ العبد من الله قرباً.
يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 107 - 109].
ويقول تعالى: { أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58].
وقال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} [المائدة: 83].
عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية: {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} في النجاشي وأصحابه(1).
وعن عبد اللَّهِ بن الشخِّير رضي الله عنه قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولجوفه أزيزٌ كأزيزِ المِرْجَلِ مِنَ الْبُكَاءِ»(2).
وقصة بكائه لما سمع قراءة عبدالله بن مسعود رضي الله عنه معلومة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله»(3).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله» وذكر منهم: «ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه». متفق عليه.
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين، قطرة دمع من خشية الله، وقطرة دم تُهْرَاق في سبيل الله»(4).
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» متفق عليه.
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا»، قَالُوا : وَمَا رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : «رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ». رواه مسلم.
وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يَضْحَكُونَ، فقَالَ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ لَكَ: لِمَ تُقَنِّطُ عِبَادِي؟ قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا»(5).
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر رضي الله عنه: «املك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك»(6).
ويتأكد البكاء وقت الفتن.
عن عبدالله بن عمرو ضي الله عنهما قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة فقال: «إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا- وشبك بين أصابعه-»، قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله تبارك وتعالى فداك؟ قال: «الزم بيتك، وابك على نفسك، واملك عليك لسانك، وخذ ما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة»(7).
وينبغي لصاحب القرآن أن يكون من أهل البكاء من خشية الله، لا سيما عند قراءته لكتاب الله العزيز.
قال سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رحمه الله: «يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ يُعْرَفَ بِلَيْلِهِ إِذَا النَّاسُ نَائِمُونَ، وَبِنَهَارِهِ إِذَا النَّاسُ مُفْطِرُونَ، وَبِسَمْتِهِ إِذَا النَّاسُ يَضْحَكُونَ، وَبِبُكَائِهِ إِذَا النَّاسُ يَفْرَحُونَ»(8).
وكان الصحابة رضي الله عنهم أهل علم وخشية وبكاء، والآثار في ذلك كثيرة منها:
ما هو معلوم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقد كان رجلاً أسيفاً، كثير البكاء، لا يتمالك نفسه من البكاء إذا قرأ القرآن.
وكذا عمر رضي الله عنه كان يبكي عن قراءة القرآن.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ رحمه الله قَالَ : «سَمِعْتُ نَشِيجَ عُمَرَ وَأَنَا فِي آخِرِ الصُّفُوفِ يَقْرَأُ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ»(9).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الْبَكَّاءَ، وَهُوَ يُصَلِّي، حَتَّى سَمِعْتُ خَنِينَهُ، مِنْ وَرَاءِ ثَلاثَةِ صُفُوفٍ»(10).
وقد وردت آثار سلفية في الحث على البكاء والتباكي خوفاً من الله، وفَرَقاً من عذابه، ورجاء لرحمته، ورغبة فيما عنده سبحانه.
عَنْ عَرْفَجَةَ السُّلَمِيِّ ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: «ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا»(11).
وعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ: جَلَسْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي الْحِجْرِ، فَذَكَرَ حَدِيثًا، ثُمَّ قَالَ : «ابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا بُكَاءً فَتَبَاكَوْا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ الْعِلْمَ لَصَرَخَ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَنْقَطِعَ صَوْتُهُ، وَصَلَّى حَتَّى يَنْكَسِرَ صُلْبُهُ»(12).
وفي لفظ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مِنَ الْعِلْمِ لَسَجَدْتُمْ حَتَّى تَنْقَصِفَ ظُهُورُكُمْ، وَلَصَرَخْتُمْ حَتَّى تَنْقَطِعَ أَصْوَاتُكُمْ، فَابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا بُكَاءً فَتَبَاكُوا»(13).
وعَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ مَنْزِلَ ابْنِ عُمَرَ، فَإِذَا رَجُلٌ هُوَ آنِسٌ بِالدَّارِ مِنِّي فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ : عَجِبْتُ مِنْ عَبْد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، رَأَيْتُهُ يَبْكِي، فَقَالَ: «تَعْجَبُ مِنْ بُكَائِي، وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا الْقَمَرَ لَيَبْكِي مِنْ خَشْيَةِ اللَّه، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَبْكِيَ فَلْيَبْكِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَتَبَاكَ»(14).
وعَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ ، قَالَ: خَطَبَنَا أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا ، فَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكُونَ الدُّمُوعَ حَتَّى تَنْقَطِعَ، ثُمَّ يَبْكُونَ الدِّمَاءَ حَتَّى لَوْ أُرْسِلَتْ فِيهَا السُّفُنُ لَجَرَتْ»(15).
وقال أَبُو طَلْحَةَ الأسدي رحمه الله: قَدِمَ أَنَسٌ الْكُوفَةَ ، قَالَ: فَأَتَاهُ النَّاسُ، فَقَالُوا، حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: وَهُوَ يَقُولُ: «إِلَيْكُمْ عَنِّي، أَيُّهَا النَّاسُ»، حَتَّى أَلْجَئُوهُ إِلَى حَائِطِ الْقَصْرِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، أَيُّهَا النَّاسُ، انْصَرِفُوا عَنِّي»، فَانْصَرَفُوا (16).
فالنافع من البكاء والتباكي ما كان نابعاً من القلب. قال الحسن البصري رحمه الله: «إن أقواما بكت أعينهم ولم تبك قلوبهم, فمن بكت عيناه فليبك قلبه»(17).

الخاتمة
هَدْيُ النبي صلى الله عليه وسلم في البكاء
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: «وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه، لم يكن بشهيق ورفع صوت، كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهمُلا، ويُسمَع لصدره أزيزٌ.
وكان بكاؤه تارة رحمة للميت، وتارة خوفاً على أمته وشفقة عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن، وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية.
ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال: «تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون»(18).
وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض(19).
وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء، وانتهى فيها إلى قوله تعالى: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [النساء: 41](20).
وبكى لما مات عثمان بن مظعون(21)، وبكى لما كسفت الشمس، وصلى صلاة الكسوف، وجعل يبكي في صلاته، وجعل ينفخ ويقول: «رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك»(22).
وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته(23)، وكان يبكي أحيانا في صلاة الليل(24).
والبكاء أنواع:
أحدها: بكاء الرحمة والرقة.
والثاني: بكاء الخوف والخشية.
والثالث: بكاء المحبة والشوق.
والرابع: بكاء الفرح والسرور.
والخامس: بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله.
والسادس: بكاء الحزن.
والفرق بينه وبين بكاء الخوف، أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب، وبكاء الخوف يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك.
والفرق بين بكاء السرور والفرح وبكاء الحزن، أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان، ودمعة الحزن حارة والقلب حزين، ولهذا يقال لما يفرح به: هو قرة عين، وأقر الله به عينه، ولما يحزن: هو سخينة العين، وأسخن الله عينه به.
والسابع: بكاء الخور والضعف.
والثامن: بكاء النفاق، وهو أن تدمع العين والقلب قاس، فيظهر صاحبه الخشوع وهو من أقسى الناس قلبا.
والتاسع: البكاء المستعار والمستأجر عليه، كبكاء النائحة بالأجرة، فإنها كما قال عمر بن الخطاب: «تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها».
والعاشر: بكاء الموافقة، وهو أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر ورد عليهم فيبكي معهم، ولا يدري لأي شيء يبكون، ولكن يراهم يبكون فيبكي.
وما كان من ذلك دمعاً بلا صوت فهو بكى -مقصور - وما كان معه صوت فهو بكاء - ممدود - على بناء الأصوات.
وقال الشاعر:
بكت عيني وحق لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل
وما كان منه مستدعى متكلفا فهو التباكي، وهو نوعان: محمود ومذموم.
فالمحمود أن يستجلب لرقة القلب، ولخشية الله، لا للرياء والسمعة.
والمذموم أن يجتلب لأجل الخَلق، وقد قال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر: أخبرني ما يبكيك يا رسول الله؟ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما، ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم»
وقد قال بعض السلف: ابكوا من خشية الله، فإن لم تبكوا فتباكوا» انتهى كلام ابن القيم في زاد المعاد(1/183-186).
فنسأل الله قلوباً خاشعة، وأعيناً باكية من خشيته، ودعاءً مستجاباً، وعلماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وعملاً صالحاً متقبلاً.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
11/ 3/ 1437 هـ

الحواشي والهوامش
(1) رواه النسائي في الكبرى، والبزار، والطبري في تفسيره، وابن أبي حاتم في تفسيره، والطبراني من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن ابن الزبير به . وإسناده صحيح.
(2) رواه الإمام أحمد في المسند (4/ 25)، وأبو داود(1/ 238رقم904)، والنسائي (3/ 13رقم1214)، والحاكم(1/ 396رقم971) وسنده صحيح. انظر: [صحيح الترغيب والترهيب: (1/ 130رقم544)].
(3) رواه الترمذي في سننه (4/ 175رقم1639) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وسنده حسن، وهو حديث صحيح بشواهده. انظر: [صحيح الترمذي:رقم1639].
(4) رواه الترمذي بإسناد حسن. [صحيح الترغيب والترهيب:1376].
(5) رواه البخاري في الأدب المفرد، وابن حبان في صحيحه بسند صحيح، وأصله في الصحيحين بدون القصة.
(6) رواه ابن المبارك في الزهد، والإمام أحمد في المسند(5 / 259)، والترمذي، وهو حديث صحيح بطرقه. [الصحيحة:890].
(7) رواه ابن المبارك في الزهد، وابن أبي شيبة في المصنف، والإمام أحمد في المسند، وأبو داود، والنسائي بإسناد حسن. [الصحيحة:205].
(8) رواه ابن بشران في الأمالي(رقم1255)، والبيهقي في المدخل(ص/339رقم 557) وغيرهما وهو أثر صحيح.
(9) علقه البخاري في صحيحه، ورواه موصولاً عبدالرزاق في المصنف، وسعيد بن منصور في سننه، وابن أبي شيبة في المصنف، وابن المنذر في الأوسط بسند صحيح.
(10) رواه ابن أبي الدنيا في الرقة والبكاء بسند حسن.
(11) رواه وكيع في الزهد، وابن أبي شيبة في المصنف، والإمام أحمد في الزهد (ص/108) وإسناده صحيح إلى عرفجة.
(12) رواه ابن المبارك في الزهد، والحاكم(4/622) بسند صحيح..
(13) رواه أبو داود في الزهد(ص/256رقم287) بسند صحيح.
(14) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق(31/ 267) بسند حسن.
(15) رواه ابن سعد في الطبقات، والإمام أحمد في الزهد، وأبو نعيم(1/261) بسند صحيح.
(16) رواه أبو يعلى بسند حسن.
(17) رواه ابن أبي شيبة(7/ 189رقم35215) بسند حسن.
(18) رواه البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه.
(19) كذا ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله، والحديث المعروف في ذلك هو حضوره موت أحد أبناء بناته.
عَنْ أُسَامَةَ بن زيد رضي الله عنهما، قَالَ : «كَانَ ابْنٌ لِبَعْضِ بَنَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقْضِي، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَهَا، فَأَرْسَلَ إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى وَكُلٌّ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ، فَأَقْسَمَتْ عَلَيْهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقُمْتُ مَعَهُ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، فَلَمَّا دَخَلْنَا نَاوَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّبِيَّ وَنَفْسُهُ تَقَلْقَلُ فِي صَدْرِهِ حَسِبْتُهُ، قَالَ : كَأَنَّهَا شَنَّةٌ ، فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : أَتَبْكِي؟، فَقَالَ : «إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ» متفق عليه.
(20) متفق عليه.
(21) رواه الإمام أحمد في المسند، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه وغيرهم وفي إسناده عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف. انظر: [الإرواء:693، الضعيفة:6010]
(22) رواه الإمام أحمد في المسند، وأبو داود، والنسائي، والترمذي في الشمائل، وغيرهم وسنده صحيح. انظر: [إرواء الغليل:396].
(23) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «شَهِدْنَا بِنْتًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، قَالَ: فَقَالَ: «هَلْ مِنْكُمْ رَجُلٌ لَمْ يُقَارِفْ اللَّيْلَةَ؟»، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا، قَالَ: «فَانْزِلْ»، قَالَ : فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا. رواه البخاري في صحيحه.
(24) عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها، فقال عبد الله
ابن عمير: حدثينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فبكت، وقالت: «قام ليلة من الليالي فقال: يا عائشة ذريني أتعبد لربي، قالت: قلت: والله إني لأحب قربك، وأحب ما يسرك، قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بل حجره، ثم بكى. فلم يزل يبكي حتى بل الأرض، وجاء بلال يؤذن بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟ لقد نزل نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها: (إن في خلق السموات والأرض) الآية». رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار، وابن حبان في صحيحه، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وغيرهم وإسناده صحيح. وأصله في الصحيحين مختصراً. انظر: [الصحيحة:68].
المقال على ملف وورد:

http://www.m-noor.com/otiby.net/book/TABAKI.docx

أو

http://www.m-noor.com/otiby.net/book/tabaky.doc

وكذلك بي دي إف:

http://www.m-noor.com/otiby.net/book/tabaky.pdf
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-23-2015, 06:02 AM
أحمد بن صالح الحوالي أحمد بن صالح الحوالي غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 983
شكراً: 6
تم شكره 42 مرة في 38 مشاركة
افتراضي

بارك الله فيك و جزاك الله خيراً
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:51 AM.


powered by vbulletin