منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-20-2015, 01:30 PM
أبو فريحان أبو فريحان غير متواجد حالياً
من المشايخ الفضلاء- وفقهم الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 31
شكراً: 0
تم شكره 8 مرة في 6 مشاركة
افتراضي رسالة إلى كل من يتنقص ويجرح الإمام أبو حنيفة ويتعرض ....




رسالة إلى كل من يتنقص ويجرح الإمام أبو حنيفة ويتعرض للآثار التي قيلت فيه من علماء عصره وأقرانه .. من غير نظر ولا تحقيق ولا إنصاف


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:

فقد بلغني من أحد الإخوة – من العراق -؛ وفي نفس الوقت يسأل عمن ينشر مقالاً فيه جرح للإمام أبي حنيفة، فنصحته أن لا يفعلوا ذلك، ثم بدى لي أن أكتب هذه السطور؛ المختصرة. أسأل الله أن ينفعني بها ومن بلغتْهُ:

أَخرجَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ بِسَنَدِه عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ:
"مَنِ اسْتَخَفَّ بِالْعُلَمَاءِ ذَهَبَتْ آخِرَتُهُ ...". "آداب الصحبة" (ص 62 / 52).


وفي رواية بسنده ذكرها الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (17 / 251) :
"حقٌّ عَلَى العَاقِلِ أَنْ لاَ يَسْتَخفَّ بِثَلاَثَةٍ: - وذكره –".


وَمعنى: "اسْتَخَفَّ بِهِ"؛ أي: أَهَانَهُ، واسْتَحْقَرَهُ، وَسَخِرَ مِنْهُ.

والمعنى:
"مَنِ اسْتَخَفَّ بِالْعُلَمَاءِ ذَهَبَتْ آخِرَتُهُ" ؛ أيْ: مَن استهانَ وسَخِرَ بالْعُلَمَاءِ؛ أفسد آخرته بتنقصه وغِيبته حملة العلم وورثة الأنبياء وحصن الإسلام ودرعه، وبهم يندحر تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وبهم يستنير الناس ويَرشدوا.
قال الحسن البصري: "لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم" . "مختصر نصيحة أهل الحديث" (167) الحاشية .

فالقدح في حملة العلم الشرعي؛ يُفضي إلى القدح في المحمول من الشريعة الغرّاء، فمن وقّرهم؛ وقرّ الشريعة، ومن أذلّهم وأهانهم واستحقرهم واستخف بهم؛ استهان بالشريعة – والعياذ بالله -، فإذا جُرِحَ شهود الشَّرعِ؛ جُرح المشْهود به.
ثمّ ما الفائدة من الكلام في أبي حنيفة في هذا العصر؛ إنْ صحَّ ما قيل عنه وفيه أو لم يصح؟

وما كُتِب عنه رحمه الله مِن آثار؛ إما أنها ضعيفة، وإما إنه لا يصح ما نُسِب إليه، وإما إنه رجع عنه، وسنأتي على شيء من ذلك بإيجاز، وعند ذلك فلا حاجة أن تُذكر هذه المثالب في حق إمام من أئمة أهل السُّنة، وما يُريده أهل الفتنة من ذلك إلاّ إسقاط العلماء حملة الشريعة واحداً تلو الآخر؛ حتى تخلو الساحة من العلماء، ويجد أهل البدع الناس جاهزين لاستقبال وتقبُّل بدعهم؛ فيُهدم الدين عُروة عروة.


نعم. ودت آثار فيه وعنه رحمه الله في بعض الكتب كــ: "تاريخ بغداد"، و "السنة" للإمام عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل المطبوع مؤخراً، وقد كانت تلك الآثار قد حُذفت من الطبعة الأولى كما قال شيخنا العلامة بقية السلف الفوزان:

"هذا – يعني الآثار المروية في أبي حنيفة - ما كان معروف عند النّاس إلاّ لمّا أثاره بعض الجهلة في بعض المحطّات الفضائيّة من يومين، وإلاّ فالنّاس ما بحثوا في هذا نعم؛ في كتاب السُّنّة للإمام عبدالله بن الإمام أحمد في آخره كلام في أبي حنيفة أُلحق به، والنُّسخة المطبوعة ليس فيها شيء من هذا لكن أُلحق به أخيراً.
وكان هذا الجزء من الكتاب محذوفًا في الطّبعة الّتي اعتمدها العلماء في وقت الشّيخ عبدالله بن حسن رئيس القضاة في مكّة، النُّسخة الّتي طبعها وأشرف عليها ليس فيها هذه الزّيادة، لكن جاء بعض الباحثين -هداهم الله- وألحقها بها فأحدثتْ هذا التّشكّك؛ وعلى كلّ حال نحن نُحب أبا حنيفة وهو إمام لنا؛ لأنّه من أئمّة أهل السُّنّة والجماعة ولا نطعن فيه أبداً".

انتهى مفرغاً باختصار من صوته حفظه الله بعنوان في الـ"يو تيوب": "موقف طالب العلم مما جاء في كتب بعض الإئمة من الطعن الشديد في الإمام أبي حنيفة".

ونحو ذلك قاله وأفاده معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ.


وقد برَّأه كثير من أهل العلم من تُهمة القول بخلق القرآن في آثارٍ صحيحة، فقد روى الخطيب البغدادي عن أَبَي بَكْرٍ المروذي قَالَ: "سَمِعْتُ أَبَا عَبْد الله أَحْمَد بن حَنْبَل يَقُولُ: لم يصح عندنا أَنَّ أَبَا حنيفة كَانَ يَقُولُ: القُرْآن مخلوق". "تاريخ بغداد" (13 / 383).

قلتُ: وأقوى ما رأيت من الإنصاف والاعتدال في الاعتذار لإبي حنيفة قول محدث العصر الألباني؛ فيقول عقب "نفي الإمام أحمد عن أبي حنيفة القول بخلق القرآن" :
"وهذا هو الظن بالإمام أبي حنيفة رحمه الله وعلمه، فإنْ صح عنه خلافه، فلعل ذلك كان قبل أن يناظره أبو يوسف، كما في الرواية الثابتة عنه في الكتاب، فلما ناظره، ولِأَمرٍ مّا استمر في مناظرته ستة أشهر، اتفق معه أخيراً على أن القرآن غير مخلوق، وأن من قال: "القرآن مخلوق"؛ فهو كافر".

وقال:
"وقال الذهبي: قال علي بن الحسن الكراعي: قال أبو يوسف: "ناظرت أبا حنيفة ستة أشهر، فاتفق رأينا على أن من قال: القرآن مخلوق؛ فهو كافر".

وقال: "قلت: وهذا سند جيد". "مختصر العلو" للذهبي (ص 155-156 / 159)، اختصره وحققه الألباني.

وقال الألباني: ثم روى – يعني الذهبي- من طريق مُحَمَّد -[ابنِ سَعِيدِ]- بْنِ سَابِقٍ قَالَ: "سألتُ أَبَا يُوسُفَ – [الْقَاضِي]- فَقُلْتُ: أكان أبو حنيفة يقول: القرآن مخلوق؟ قال: معاذ الله، وَلَا أَنَا أقوله".
قلتُ: وأخرج الأثر أيضاً اللاكائي في "شرخ أصول الاعتقاد" (2 / 269 / 470)، والبهقي في "الأسماء والصفات" (1 / 611 / 550).

وقال الألباني: "وهذا في الواقع من الأدلة الكثيرة على فضل أبي حنيفة، فإنه لم تأخذه العزة، ولم يستكبر عن متابعة تلميذه أبي يوسف حين تبين له أن الحق معه، فرحمه الله تعالى ورضي عنه".

وقال الألباني أيضاً: "وقد وجدتُ له طريقاً أخرى عن أبي يوسف، أخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص251) عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّشْتَكِيُّ قَالَ: "سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ الْقَاضِي , يَقُولُ: كَلَّمْتُ أَبَا حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى سَنَةً جَرْدَاءَ فِي أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ أَمْ لَا؟ فَاتَّفَقَ رَأْيُهُ وَرَأْيِي عَلَى أَنَّ مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , فَهُوَ كَافِرٌ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ – وهو الحاكم - رُوَاةُ هَذَا كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ". انتهى كلام الألباني من "مختصر العلو".

قلتُ: والأثر في "الأسماء والصفات" للبيهقي. تحقيق الحاشدي (1 / 611 / 551).


وأخرج اللالكائي بسنده أيضاً عَنْ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: "سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا مَاتَ أَبُو حَنِيفَةَ وَهُوَ يَقُولُ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَلَا يَدِينُ اللَّهَ بِهِ". (471).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الدفاع عن أبي حنيفة: "وَمَنْ ظَنَّ بِأَبِي حَنِيفَةَ أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ؛ أَنَّهُمْ يَتَعَمَّدُونَ مُخَالَفَةَ الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ لِقِيَاسِ أَوْ غَيْرِهِ؛ فَقَدْ أَخْطَأَ عَلَيْهِمْ، وَتَكَلَّمَ إمَّا بِظَنِّ وَإِمَّا بِهَوَى". "مجموع الفتاوى" (20 / 304).

قلتُ: ومِنَ المقرّر عند علماء السنة؛ أنه ليس كل من أخطأ من العلماء وزلّ في مسألة ونحوها مع لزومه سبيل المؤمنين؛ أسقطوه ونحَّوه، وهجروه وحذروا منه، بل يُبيِّنون خطأه ولا يتابع عليه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "قلت: ذكر الحافظ أبو موسى المديني فيما جمعه من مناقب الإمام المقلب بقوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد التميمي صاحب كتاب "الترغيب والترهيب"، قال: سمعته يقول: أخطأ محمد بن إسحاق بن خزيمة في حديث الصورة، ولا يطعن عليه بذلك بل لا يؤخذ عنه فحسب.
قال أبو موسى: أشار بذلك إلى أنه قلَّ من إمام إلا وله زلة، فإذا ترك ذلك الإمام لأجل زلته، ترك كثير من الأئمة، وهذا لا ينبغي أن يفعل". انتهى من "بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعتهم".
ط. مجمع الملك فهد. المسمى بـ" نقض أساس التقديس".

[COLOR="rgb(139, 0, 0)"]وقال الحافظ الذهبي:
"وَلَوْ أَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ فِي اجْتِهَادِهِ - مَعَ صِحَّةِ إِيْمَانِهِ، وَتَوَخِّيْهِ لاتِّبَاعِ الحَقِّ - أَهْدَرْنَاهُ، وَبَدَّعنَاهُ، لَقَلَّ مَنْ يَسلَمُ مِنَ الأَئِمَّةِ مَعَنَا، رَحِمَ اللهُ الجَمِيْعَ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ". "سير أعلام النبلاء" (14 / 376).

فالحذر الحذر من الوقيعة في علماء الأمة فإنهم حماة الدين وحُرَّس الشريعة وحصنها الحصين، فإذا هُدِمتِ الحصون؛ جاء القوم ما يوعدون.

قال ابن عساكر: "لحوم العلماء مسمومة، وأنّ هَتْكَ الله أستار منتقصهم معلومة، فمن ابتلاهم بالثلب، ابتلاه الله بالعطب". "تبيين كذب المفتري" (27، 28).

قلتُ: ورسالتي هذه؛ موصولة إلى كل من وقع في الأئمة كـ: النووي، وابن حجر وأمثالهم من أئمة الدين.
وقد يَتعرض ويُبتلى من يتلذذ بتنقص وغيبة العلماء بسوء الخاتمة ، والجزاء من جنس العمل.
ذكر الحافظ ابن حجر في ترجمة: مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر الحثيثي النزاري الصرد فِي الأَصْل ثمَّ الزبيدِيّ القَاضِي جمال الدّين أَبُو عبد الله الريمي الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد سنة عشر وَسَبْعمائة وتفقه على جمَاعَة من مَشَايِخ الْيمن وَسمع الحَدِيث من الْفَقِيه إِبْرَاهِيم بن عمر الْعلوِي وَشرح التَّنْبِيه فِي نَحْو من عشْرين مجلداً ودرس وَأفْتى وَكَثُرت طلبته بِبِلَاد الْيمن واشتهر ذكره وَبَعُدَ صيته، وَكَانَت وَفَاته سنة 791 بزبيد أَخْبرنِي؛ الْجمال الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن أبي بكر بزبيد؛ أَنه شَاهده عِنْد وَفَاته وَقد اندلع لِسَانه وأسود. فَكَانُوا يرَوْنَ أَن ذَلِك بِسَبَب: كَثْرَة وقيعته فى الشَّيْخ محى الدّين النَّوَوِيّ رَحمَه الله تَعَالَى". "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" (5 / 234 / 1304).

قال بكر أبو زيد في "تصنيف الناس" (ص 94): "إن تلك البادرة - الملعونة - من تكفير الأئمة :
النووي ، وابن دقيق العيد ، وابن حجر العسقلاني - رحمهم الله تعالى - أو الحط من أقدارهم ، أو أنهم مبتدعة ضلال . كل هذا من عمل الشيطان ، وباب ضلالة وإضلال ، وفساد وإفساد ، وإذا جُرح شهود الشرع جُرح المشهود به ، لكن الأغرار لا يفقهون ولا يتثبتون" .

كما أنّ رسالتي هذه ومضمونها؛ موصولة، ومرسولة إلى كل من وقع في بعض مشايخ العصر وفي هذا الوقت بالذّات:
الإمام والمربي ربيع بن هادي المدخلي، ومحدث المدينة وعالمها عبد المحسن بن حمد العباد البدر، والعلامة عبيد بن عبد الله الجابري، والعالم صالح بن سعد السحيمي، والمشايخ وطلبة العلم الأفاضل الموقّرين:
عبد الله بن عبد الرحيم بخاري، وأسامة بن عطايا العتيبي، وعبد الله بن صلفيق الظفيري، وأحمد بن عمر بازمول، وهاني بن بريك، وماهر بن عبد الله القحطاني.

تنبيه حتى لا يُؤَوّل ذكري لهذه الأسماء بتأويلات باطلة:

فمَن ذكرتُ؛ وما ذكرتُهم إلا إني قرأتُ أوسمعت أو سُئلتُ عنهم في خلال السَّنة، وكنت بعيداً عن ساحة اللّغط وما يدور فيها، وأحمدُ لله أنْ سَلِمَ منها لساني كما سلم قلمي.
وما أحسبُ من ذكرتُ إلا أن ومنهم أئمة هدى وعلم في الدين يُقتدى بهم ويُسألون هم عن مِثْلي، ووالله إني لفي خجل وحياء وحرج وأنا أكتب هذه الكلمات عنهم – ولكن ابتُلينا بمثل ذلك في عصر انتكست فيه المفاهيم عند الصعاليك فاضْطَرُّونا له -.
ومنهم طلبة علم أفذاذ نفع الله بهم شباب الأمة ودَحَر اللهُ بهم أعداء الملِّة. ولست أنا الذي يزكيهم أو يشهد لهم، بل علمهم المنشور، ونفعهم الذي عمَّ، وجهودهم المبذولة في الدعوة؛ هي التي تزكي أعمالهم. أحسبهم والله حسيبهم

قال الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ ، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري، رحمهما الله تعالى:
"ومما أدخل الشيطان على بعض المتدينين: اتهام علماء المسلمين، وسوء الظن بهم، وعدم الأخذ عنهم، وهذا سبب لحرمان العلم النافع.
والعلماء: هم ورثة الأنبياء في كل زمان ومكان، فلا يُتلقى العلم إلا عنهم، فمن زهد في الأخذ عنهم، ولم يقبل ما نقلوه، فقد زهد في ميراث سيد المرسلين، واعتاض عنه بأقوال الجهلة الخابطين، الذين لا دراية لهم بأحكام الشريعة.
والعلماء: هم الأمناء على دين الله، فواجب على كل مكلف، أخذ الدين عن أهله، كما قال بعض السلف: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم".
"الدرر السّنيِّة" (7/297) ط. الثانية 1385هـ.


ونختم هذه الرِّسالة بقول شيخ الإسلام ابن تيمية؛ إذْ يقول رحمه الله تعالى:
"وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتْبَعَ زَلَّاتِ الْعُلَمَاءِ، كَمَا لَيْسَ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ إلَّا بِمَا هُمْ لَهُ أَهْلٌ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَفَا لِلْمُؤْمِنِينَ عَمَّا أَخْطَئُوا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]؛ قَالَ اللَّهُ قَدْ فَعَلْت، وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْتَغْفِرُ لِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ، فَنَقُولُ: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ} [الحشر: 10] الْآيَةَ - وَهَذَا أَمْرٌ وَاجِبٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَا كَانَ يُشْبِهُ هَذَا مِنْ الْأُمُورِ، وَتُعَظِّمُ أَمْرَ اللَّهِ تَعَالَى بِالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَتَرْعَى حُقُوقَ الْمُسْلِمِينَ؛ لَا سِيَّمَا أَهْلُ الْعِلْمِ مِنْهُمْ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ.
وَمَنْ عَدَلَ عَنْ هَذِهِ الطَّرِيقِ، فَقَدْ عَدَلَ عَنْ اتِّبَاعِ الْحُجَّةِ إلَى اتِّبَاعِ الْهَوَى فِي التَّقْلِيدِ، وَأَذَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَهُوَ مِنْ الظَّالِمِينَ، وَمَنْ عَظَّمَ حُرُمَاتِ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ إلَى عِبَادِ اللَّهِ كَانَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ، وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ".

"مجموع الفتاوى" (32 / 239)، و "الفتاوى الكبرى" (4 / 473-474).

وصلى الله وسلم على نبيا محمد وآله وصحبه أجمعين.



كتبه/
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي.
السبت 1 / ربيع الأول / 1437هـ

[/COLOR]

التعديل الأخير تم بواسطة أبو فريحان ; 12-24-2015 الساعة 02:34 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-21-2015, 06:32 AM
أحمد بن صالح الحوالي أحمد بن صالح الحوالي غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 983
شكراً: 6
تم شكره 42 مرة في 38 مشاركة
افتراضي

حكم بلغية جزاكم الله خيراً ونفع بكم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 PM.


powered by vbulletin