كشف بعض جهالات الدسيسة صلاح إبراهيم علي المرجاوي وتوضيح موقف الشيخ عبيد الجابري من تكفير داعش

[أسامة بن عطايا العتيبي]

كشف بعض جهالات الدسيسة صلاح إبراهيم علي المرجاوي وتوضيح موقف الشيخ عبيد الجابري من تكفير داعش

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد بليت الدعوة السلفية بأناس جهال لم يطلبوا العلم عند أهله، ولا زكاهم أهل العلم في علمهم، تصدروا للردود مع جهل، وهوى في النفوس، فضلوا وأضلوا.

ومن هؤلاء شخص من مدينة المرج الأبية يدعى «صلاح إبراهيم علي» وهو متسلق من المتسلقين، ما من فتنة إلا وتجده والجا فيها، ويحب الظهور في كل فتنة بدعوى الدفاع عن الحق، وهو في بعض الأحوال ينصر الباطل، ويؤجج الفتن، ويشق السلفيين، فتاريخه مليء بالفتن.

وفي هذه الفترة وللأسف الشديد نجد تقاربا كثيرا بين أهل الفتن القدامى وأهل الفتن الحدثاء، لأن هذه الفتنة تم التحشيد لها من كل حدب وصوب محاولة منهم لإسقاط المشايخ السلفيين كبارا ومن دونهم، ويسعون أشد السعي لإسقاط الشيخ ربيع المدخلي، وإسقاط الشيخ عبيد الجابري، مع الحرص الشديد على إسقاط المشايخ الذين كان لهم أثر في إسقاط رؤوس أهل البدع في هذا العصر.

فهذا صلاح إبراهيم علي فتان قديم، ولكن بسبب التحشيد ضد أسامة العتيبي من قِبَل المافيا قد تظهر الآن تزكيات لهذا المفتون، وسيتظاهرون بالمودة والمحبة معه {تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى}.

(1)

وقد اطلعت على كتابة خبيثة لصلاح إبراهيم علي يطعن فيها بأسامة العتيبي، ويصفه بأنه فرق السلفيين مستدلا بأدلة!!

فقد ذكر صلاح إبراهيم في مقاله الذي يطعن فيه بالشيخ ربيع طعنا مبطناً: « * قصة الصلح مع علي الحلبي وما فيها من التخذيل وإثارة الفتن والتشغيب بين السلفيين *
* قصة خذلناه للشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى مع الحجاورة وماترتب عليها من فتن *».

وذكر غير ذلك من الأكاذيب لكن ما يهمني هو طعنه في الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله، ووصفه له بطريقة مبطنة بأنه خذل الشيخ عبيداً، وبأنه فرق السلفيين.

وقد رددت عليه بقولي:

«فمعظم ما فيه طعن في شيخنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله.


فموضوع الصلح مع الحلبي كان بمشورة الشيخ ربيع ومتابعته وهو الذي أمر بالحذف وتم الحذف من شبكة سحاب ومن البيضاء.


هذه كذبتك الأولى يا صلاح.


الكذبة الثانية والافتراء الثاني على الشيخ ربيع: أن الذي أصدر نصيحة بشأن الحجوري والعدني هو شيخنا الشيخ ربيع وهذا من أشهر الأمور.


وكان الشيخ ربيع بنفسه يأمرنا في شبكة البيضاء وسحاب بحذف الردود من الطرفين.


وهذه والله من أشهر القضايا .


ولكن لا أدري لماذا تصر على الكذب والافتراء بهذه الطريقة الماكرة الخبيثة؟!!


إذا كان عندك طعن صريح في الشيخ ربيع وتوجعت من توجيهاته في تلك الفترة فصرح بها ولا تلف وتدور.


فهذا المقال يثبت أنك شخص مريض ودجال .


أعوذ بالله منك ومن أشباهك الطاعنين في العلماء بالأساليب الملتوية».

ولكنه لم يرعوي، ولم يتراجع، بل أصر على باطله، مع ذكري له الوثائق المؤكدة لكلامي والروابط المثبتة لصنيع الشيخ ربيع المدخلي، ومع ذلك أصر واستكبر، مما يؤكد أنه يريد إسقاط الشيخ ربيع المدخلي وتشويه سمعته تحت مسمى الدفاع عنه.


(2)

ومن دسائسه ما كتبه فيما زعمه دفاعا عن الشيخ عبيد الجابري حفظه الله فيما يتعلق بحكم الشيخ عبيد الجابري على داعش.

فالسلفيون يعرفون أن العلماء جميعاً يحكمون على داعش بأنهم خوارج، بل من أشد الخوارج وأخبثهم.

ومن هؤلاء العلماء الذين بينوا حال داعش : الشيخ عبيد الجابري حفظه الله.

فقد رد على من قال إن داعش نبتة سلفية، وصرح بتكفير داعش في عدة مناسبات، ولما سأله بعضهم حول قتال داعش في سرت مع الإخوان المسلمين أفتاهم بجواز ذلك معللا ذلك بقوله: «الإخوان مجرمون والدواعش كفار»، وهذا وإن كان مما استنكره الشيخ ربيع حفظه الله مانعا من التعاون مع الإخوان المجرمين في قتال الدواعش في سرت إلا أنه يثبت أن الشيخ عبيدا يكفر الدواعش لكونهم خوارج.

ثم تفاجأنا بصوتية بعنوان: «تراجع الشيخ عبيد عن تكفير داعش»، تراجع فيها الشيخ عبيد عن تكفير داعش، بل ذكر في كلامه أنهم ليسوا خوارج!

وهذا غريب من الشيخ حفظه الله، ولكنه لا يعني أنه لا يجرمهم، ولا يضللهم، ويحذر منهم، فهذا شأن آخر.

فينحصر خطأ الشيخ عبيد الجابري في هذه الصوتية بكونه دفع عنهم وصف الخارجية لا وصف الإجرام والفساد، ووجوب جهادهم ومحاربتهم.

وهذا نص كلامه حفظه الله: «أقر أنه قد مضى مني تكفير الخوارج عامة وللدواعش خاصة. ومن القواعد الشرعية أنَّ درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ومردُّ هذا الى العقل وأمثلته تطول .
لكني أُقِرُّ أَنِّي أخطأت في تكفير الدَّواعش وأنا راجعٌ عنه، من هذه السَّاعة وهي المُوافقة الخامسة والنِّصف بتوقيت المملكة العربية السعودية، ورأيت من الواجب أنِّي لا أُكفِّر جماعةً بعينها ولا فردًا بعينه ورأيتُ أَنِّي أتراجع عن تكفير الدَّواعش وأبقى على ما تكلَّم فيه علماء أجلاَّء، ومن المُعاصرين سماحة الوالد الفقيه الأثري المُجتهد الشَّيخ عبدالعزيز بن عبداللَّه بن باز رحمه اللَّه وهو تكفير الخوارج عامَّة فأنا على هذا حتَّى يأتي أجلي أو يأتيني أمر بالرُّجوع عنه، ومن السِّياسة الشَّرعية والقواعد السُّنيَّة أَنَّه يُكَفَّر الخوارج على سبيل العُموم.
وإن كان بعض الصحابة ، أو الصحابة لم يُكفًّر الخوارج .
وماأظن الدواعش يقولون أنهم خوارج . أنا حتى الآن ما سمعت أحد منهم ولا جاءني نقل منهم ، ولهذا تراجعت من هذه الساعة التي أسلفتها آنفا ." انتهى

فقد تضمن كلام الشيخ عبيد الجابري عدة أمور منها:

1- أنه كان يكفر الخوارج على سبيل العموم، وداعش على سبيل الخصوص.

2- لم يتراجع الشيخ عبيد عن تكفير الخوارج.

3- تراجع الشيخ عبيد عن تكفير داعش.

4- أن الشيخ عبيدا ما يظن الدواعش يقولون إنهم خوارج . وما سمع أحداً منهم ولا جاءه نقل منهم.

التعليق:

معلوم أن تكفير الخوارج هو تكفير طائفة من الطوائف، وفرقة من الفرق، وليس تكفيرا لمعينين، وتكفير داعش كذلك هو تكفير لطائفة من طوائف الخوارج، وليس تكفيرا لمعينين.

فالخوارج فرق منهم النهروانية، والصفرية والنجدات والإباضية.

فالذي يكفر الخوارج على سبيل العموم لا يقول: إني لا أكفر الإباضية على سبيل العموم، لأن علة تكفير الخوارج هو كونهم خوارج، فمتى وقع الوصف على طائفة فإنه يلحقها الحكم العام، وإلا كان إطلاق تكفير الخوارج لا فائدة منه، إذ إنه لا يترتب عليه أثر سوى الترهيب من هذه الفرقة.

ولو أن الشيخ عبيداً توقف عند كلامه حول تراجعه عن تكفير داعش، مع بقائه على تكفير الخوارج، لحمل كلامه على أنه تورع عن إطلاق التكفير على فرقة من فرق الخوارج، اكتفاء بالتكفير العام للخوارج، واقتداء بالعلماء الذين لم ينصوا على تكفير داعش، ولانتهت القضية.


ولكن الشيخ حفظه الله قال: « وماأظن الدواعش يقولون أنهم خوارج . أنا حتى الآن ما سمعت أحد منهم ولا جاءني نقل منهم»

فما فائدة هذه الكلام؟ وهل هناك خارجي يقول عن نفسه إنه خارجي؟!

ولو قال الدواعش إنهم خوارج هل معنى ذلك أن الشيخ سيكفرهم؟

فما الفرق بين كوننا نبين أن داعش خوارج، أو أن يصرح داعشي بأنه خارجي؟

فكلاهما سواء في المحصلة.

مع العلم أن بعض من كان مع داعش، وتراجع وتاب وصف الدواعش بأنهم خوارج مثل أبي عمر الشنقيطي، ومحمد المانع وغيرهما كثير.

ولما نشر كلام الشيخ عبيد الجابري في شبكة سحاب راسلت عرفات المحمدي هداه الله وقلت له: « السلام عليكم. ما معنى قول الشيخ عبيد :
"وما أظنُّ الدَّواعش يَقولون أنَّهم خوارج، حتَّى الآن أنا ما سمعت أحدًا منهم ولا جاءني نقل منهم، ولهذا تراجعت من هذه السَّاعة الَّتي أسلفتها آنفاً"
أليس الكلام غريبا؟
فهل هناك خارجي يقول إنه خارجي؟!
والحكم بأنه خارجي وصف يتصف به الخارجي وليس مجرد نسبة كما هو معلوم
والله أعلم».

وبعد هذه الرسالة بوقت قصير وجدت كلام الشيخ عبيد محذوفا من شبكة سحاب.

فكون الشيخ عبيد الجابري حفظه الله يكفر الخوارج فهو يلزمه تكفير داعش وتنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين لكونهم جميعاً خوارج، لوجود سبب وعلة التكفير عند الشيخ عبيد فيهم، وهو عقيدة الخوارج، والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً.

مع أن الصحيح عدم تكفير الخوارج، بل هم أهل بدعة وضلال، ولا يكون تكفيرهم إلا بارتكابهم ناقضا من نواقض الإسلام.


ومع وضوح القضية، ووضوح خطأ الشيخ عبيد في كلامه إلا أن الدسيسة صلاح إبراهيم المرجاوي مصر على الكذب والبهتان، ويريد بالقوة وباللف والدوران أن يصوب خطأ الشيخ عبيد، وهذا بسبب غلوه وتعصبه، وبسبب كبره واغتراره بنفسه، وبسبب أنه ليس طالب حق، بل صاحب هوى وفتن وتفريق للسلفيين.


والواجب على مثل هذا المتعالم أن يعرض الكلام على العلماء ليبينوا له وجه الحق لا أن يتعالم ويفتن وينشر الضلال المبين .


وهكذا جميع مقالاته التي يكتبها مؤخرا مليئة بالدسائس والفتن، وعنده مكر شديد ويحاول أن ينشر الفتن والضلال بين السلفيين.

والواجب الأخذ على يديه، واستتابته، لا فتح المجال له لنشر الباطل والمقالات المنحرفة عن منهج السلف.

رد الله كيده في نحره، وكفى الله المسلمين شره.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


كتبه:

الدكتور أسامة بن عطايا العتيبي
10/ شوال/ 1438 هـ